` `

هل يوجد أنواع من الإضراب عن الطعام؟

سياسة
16 مايو 2023
هل يوجد أنواع من الإضراب عن الطعام؟
لا شك بأن هناك عدة أنواع من الإضراب عن الطعام (Getty)
صحيح

تحقيق مسبار

كثيرًا ما يلجأ الأسرى إلى الإضراب عن الطعام لنيل حقوقهم الأساسية، ولا يقتصر الإضراب على الأسرى فحسب، وإنما يضرب غيرهم أحيانًا للحصول على الحقوق الخاصة بهم أحيانًا. يُسلّط هذا المقال الضوء على بعض أنواع الإضراب عن الطعام، ويتطرق إلى الأعراض التي تظهر على المُضربين مع مرور الوقت أيضًا.

هل يوجد أنواع من الإضراب عن الطعام؟

لا شك بأن هناك عدة أنواع من الإضراب عن الطعام، ولكن جميع الأنواع تتضمن شكلًا من أشكال الامتناع عن الطعام ورفض تناوله لسبب من الأسباب التي تستدعي ذلك. وكثيرًا ما يقوم السجناء والأسرى بالإضراب عن الطعام لنيل حريتهم، أو الحصول على حقوقهم التي يضمنها لهم القانون ورفض الإجراءات التعسفية التي تقع عليهم.

صورة متعلقة توضيحية

ما هي أبرز أنواع الإضراب عن الطعام؟

توجد العديد من الأنواع للإضراب عن الطعام، وأبرزها ما يأتي:

  • الإضراب الجاف: يشير الإضراب الجاف إلى رفض تناول الطعام مع الامتناع عن تناول المشروبات والسوائل أيضًا، وهو نادر الحدوث؛ لأنه ينتهي بالموت بعد مرور فترة وجيزة عادةً.
  • الإضراب عن الطعام وحده: عند اختيار الإضراب عن الطعام وحده يمتنع المرء عن تناول أي نوع من أنواع المأكولات، إلا إنه يقوم بشرب الماء، وربما يشمل تناول بعض الفيتامينات والمعادن أيضًا للبقاء على قيد الحياة.
  • الإضراب مع تناول أنواع محددة: في بعض الأحيان يضرب المرء عن الطعام مع تناول بعض الأنواع المحددة، ومن ذلك تناول الكربوهيدرات والمعادن والمكملات الغذائية الأخرى التي يحتاجها الجسم.

ما الهدف الإضراب عن الطعام لمدة أسبوع؟

لا يوجد هدف واحد يؤدي إلى الإضراب عن الطعام لمدة أسبوع دائمًا، وإنما يمكن أن يتم الإضراب لمدة أسبوع أو أكثر لتحقيق أهداف مختلفة حسب الشخص. ومن الأهداف التي يمكن تحقيقها عن طريق الإضراب: رفع الظلم الواقع على المرء، واستخراج الحق من الظالم. وفي بعض الأحيان يضرب الأبناء عن الطعام لتحقيق أهداف عاطفية أو مادية أو اجتماعية من والديهم، وتُضرب الزوجة عن الطعام لتحقيق ما تريد من زوجها كذلك أحيانًا.

هل أنواع الإضراب عن الطعام ضارة بالصحة؟

إن أضرار الإضراب عن الطعام على الصحة كثيرة بالفعل، وتختلف هذه الأضرار بناءً على العديد من العوامل، وأبرزها: مدة الإضراب، وكذلك نوع الإضراب؛ فإن الإضراب الجاف أكثر ضررًا من الإضراب مع تناول المياه، وربما يؤدي الإضراب عن الطعام إلى تفاقم المشاكل الصحية الكامنة التي يعاني منها المرء أيضًا؛ مثل داء السكري وأمراض القلب، ما يجعله مهددًا للحياة عند بعض الأشخاص.

ما هي إرشادات التعامل مع المضربين عن الطعام؟

توجد العديد من التوصيات والإرشادات للتعامل مع المضربين عن الطعام على النحو الذي يوفر أفضل مستويات من الرعاية، ويقلل من فرصة الإصابة بالمشاكل الصحية الخطيرة. تتضمن القائمة الآتية عدة من إرشادات التعامل مع المضربين عن الطعام:

  • الخضوع لمراقبة المختصين: عند الإضراب عن الطعام ينبغي على الجهات المسؤولة أن تراعي مراقبة جميع المضربين من قبل مقدمي الرعاية الصحية المختصين، لتوفير الرعاية التي يحتاجها المرء على الفور عند الحاجة.
  • الإقناع بالتوقف عن الإضراب: من الجيد محاولة إقناع المضربين عن الطعام بالتوقف عن الإضراب وتناول الأطعمة، وخصوصًا إذا كان المُضرِب من الأطفال؛ فإن الامتناع عن تناول الأطعمة أكثر ضررًا بالنسبة إلى هذه الفئة.
  • التشجيع على استهلاك المياه: لا بُد من تشجيع المضربين عن الطعام على استهلاك المياه بكميات كافية، إضافةً إلى تناول الكربوهيدرات والفيتامينات بكميات قليلة لضمان عدم تضرّر الجهاز العصبي.

كيف تتطور الأعراض عند الإضراب عن الطعام؟

تتفاقم أضرار الإضراب عن الطعام وتصبح الأعراض والأضرار التي تصاحب الإضراب أكثر خطورةً مرور الوقت. فيما يأتي قائمة بالأضرار والأعراض التي تصاحب الإضراب غير الجاف عن الطعام مرتبة ترتيبًا زمانيًا:

  • الشعور بالجوع: خلال الأيام الأولى من الإضراب عن الطعام يشعر المرء بالجوع، ولكن هذا الشعور يكون معقولًا ما حافظ المرء على شرب الماء بكميات كافية، ويهدأ الشعور بالجوع بعد يومين أو 3 أيام.
  • ظهور أعراض التعب والإعياء: بعد مرور الأسبوع الأول من الإضراب عن الطعام يشعر المرء بالدوخة والتعب والإعياء بشكل شديد، وربما يكون الوقوف في هذه الفترة صعبًا نتيجةً لعدم وجود العناصر الغذائية الكافية.
  • الشعور بالبرودة وآلام البطن: عند التقدم عدة أسابيع في الإضراب غير الجاف عن الطعام يبدأ ظهور الشعور بالبرودة عند المرء، بالإضافة إلى ظهور آلام البطن، وهي من الأعراض الشائعة.
  • الخمول الذهني وسرعة التهيج: في الأيام الأخيرة من الشهر الأول للإضراب عن الطعام تظهر على المرء أعراض الخمول الذهني، إلى جانب سرعة التهيّج، ومع نهاية الشهر الأول يكون من الضروري إدخال المُضرِب إلى المستشفى.
  • تلف الأعصاب: يبدأ المُضرِب عن الطعام بالتقيؤ، إضافة إلى ظهور أعراض ازدواج الرؤية والدوار الشديد وصعوبة البلع في حالة لم يحصل على الفيتامينات التي يحتاجها الجسم، وذلك نظرًا لتلف الأعصاب.
  • بدء ظهور المضاعفات الخطيرة: بعد مرور 40 يومًا من الإضراب عن الطعام تزداد فرصة ظهور الكثير من المضاعفات الخطيرة، ومنها عدم انتظام نبض القلب، والانهيار القلبي الوعائي، وفقدان السمع والبصر.

كيف يتم الإضراب عن الطعام بأمان؟

لا بد من معرفة ماذا يتناول المضرب عن الطعام ليحافظ على صحته بشكل جيد أثناء الإضراب، وكذلك ينبغي التعرف على طريقة التحضير الجيد للإضراب عن الطعام لضمان الاستمرار أطول فترة ممكنة دون ظهور الأعراض الخطيرة. فيما يأتي بعضًا من إرشادات الإضراب عن الطعام والتحضير له بأمان:

  • تخصيص الوقت الكافي للتحضير: من الجيد تخصيص الوقت الكافي للتحضير قبل بدء الإضراب عن الطعام، وذلك حتى يعتاد الجسم على تناول كميات قليلة من الطعام مع مرور الوقت ولا يشعر بجوع شديد عند الإضراب.
  • الاستغناء عن الأطعمة تدريجيًا: ينبغي على المرء بدء الاستغناء عن الأطعمة تدريجيًا حتى الوصول إلى الإضراب الكامل في الوقت المحدد، ويمكن البدء بالأطعمة غير الجيدة ثم تقليل الأطعمة مع الوقت تدريجيًا.
  • شرب الكميات الكافية من المياه: تزداد فرصة التعرض إلى الجفاف عند التوقف عن تناول الأطعمة، ولذلك ينبغي على المرء تناول الكميات الكافية من المياه أثناء الإضراب لضمان عدم الإصابة بالجفاف.
  • تجنب ممارسة الرياضة: ينبغي على المضربين عن الطعام تجنب ممارسة الأنشطة الرياضية، وذلك لأنها تستهلك الكثير من العناصر الغذائية التي يحتاجها الجسم للاستمرار بالإضراب.
  • النوم مبكرًا: من الجيد النوم مبكرًا عند الإضراب عن الطعام والبقاء فترة طويلة ثم الاستيقاظ متأخرًا قدر الإمكان، وذلك حتى لا يستنزف الجسم مزيدًا من الطاقة.
  • تناول الفيتامينات المُغذية: إذا اختار المرء أحد أنواع الإضراب عن الطعام التي تسمح بتناول المكملات الغذائية والفيتامينات؛ فينبغي عليه اختيار الأنواع التي تضمن الحصول على العناصر الغذائية الضرورية من الفيتامينات والمعادن.
  • تجنب الحركة قدر الإمكان: ينبغي على المضربين عن الطعام تجنب الحركة قدر الإمكان، وعند الرغبة بالاحتجاج؛ فمن الأفضل ترك ذلك للأشخاص الذين يتناولون الطعام حتى لا يُصاب المُضرب بمشاكل صحية خطيرة مع الوقت.

كم بلغت أطول مدة إضراب عن الطعام؟

بلغت أطول مدة إضراب عن الطعام قُرابة 16 عامًا، وكان هذا الإضراب من نصيب الهندية إيروم شارميلا، وفيما يأتي بعضًا من المعلومات حول شارميلا وإضرابها:

  • بدء الإضراب ونهايته: بدأت شارميلا إضرابها عن الطعام خلال شهر نوفمبر/تشرين الثاني من عام 2000، واستمر الإضراب حتى شهر أغسطس/آب من عام 2016، ما يعني أنه دام 16 سنة تقريبًا.
  • سبب الإضراب: قامت شارميلا بالإضراب عن الطعام في العام الأول من الألفية الجديدة لمعارضة قانون القوات المسلحة، الذي صدر وكان شديد القسوة على المواطنين حسب منظمة العفو الدولية.
  • محاولة الإجبار على الطعام: بعد إضراب شارميلا قامت السلطات الهندية بأخذها إلى المستشفى وإجبارها على التغذية القسرية مدة طويلة، حتى قررت المحكمة الإفراج عنها وإخراجها من السجن.
  • التغذية القسرية: قامت السلطات الهندية بأخذ شارميلا إلى المستشفى وإجبارها على التغذية القسرية بالأنابيب والمغذيات بالوريد مدةً طويلة، وبالرغم من ذلك لم تنهِ إضرابها حتى قررت المحكمة الإفراج عنها وإخراجها من السجن.

ما هي أبرز الإضرابات للأسرى الفلسطينيين؟

خاض الأسرى في فلسطين المحتلة كثيرًا من الإضرابات عن الطعام في سجون دولة الاحتلال، واستمر بعض هذه الإضرابات عدة أشهر حتى ينال الأسرى حقوقهم، وانتهى بعضها بموت المضربين عن الطعام أيضًا، وتتضمن القائمة الآتية عدة من أبرز هذه الإضرابات:

  • إضراب السجينات الفلسطينيات عام 1970: قررت السجينات في سجن نفي ترستا الإضراب عن الطعام يوم 28 أبريل/نيسان من عام 1970، واستمر هذا الإضراب 9 أيام وانتهى بوعد لتلبية حقوقهن، إلا إن إدارة السجن لم تفِ بذلك.
  • إضراب سجن جنيد عام 1984: في شهر سبتمبر/أيلول من عام 1984 خاض سجناء سجن جنيد إضرابًا استمر 13 يوميًا، وشهد هذا الإضراب انضمام بقية الأسرى في سجون الاحتلال أيضًا وانتهى بالحصول على مطالب السجناء.
  • إضراب الأسرى الإداريين عام 2014: في عام 2014 قرر الأسرى الإداريون لدى الاحتلال بدء إضراب مفتوح، وذلك احتجاجًا على الحبس دون تهمة أو محاكمة، واستمر حتى حصول الأسرى على حقوقهم بعد 63 يومًا.

إرشادات الأكل بعد الامتناع عن الطعام لمدة شهر

بعد الإضراب والامتناع عن الطعام لمدة شهر ينبغي على المرء تناول الأطعمة المختلفة بعناية شديدة حتى لا تؤدي إلى إلحاق أضرار صحية به، وفي هذه المرحلة ينبغي تناول الطعام ببطء تحت إشراف فريق الرعاية الصحية المختص، ويتم البدء بتناول العصائر، وبعد مرور 3 أيام يمكن للمرء العودة إلى الأطعمة الصلبة تدريجيًا.

 

اقرأ/ي أيضًا:

هل اتفاقية سيداو تابعة للأمم المتحدة؟

هل يوجد تصنيف لأخطر سجن في العالم؟

هل انتحال الشخصية جريمة يُعاقب عليها القانون؟

هل إضراب الشيخ خضر عدنان عن الطعام الأطول في التاريخ؟

مصادر مسبار

شارك هذا التحقيق على