تحقيق مسبار
غشاء البكارة عبارة عن قطعة رقيقة من الأنسجة المرنة تتموضع عند فتحة المهبل. يستعرض هذا المقال تعريفًا لغشاء البكارة وأشكاله وما يعرف بالغشاء المطاطي وتأثيره على الحمل، إضافة إلى الإجابة على سؤال هل الغشاء المطاطي وراثي؟
ما هو الغشاء المطاطي؟
في الحقيقة إنّ مصطلح الغشاء المطاطي غير دقيق علميًا ولا يوجد مراجع طبية تصفه بهذا الشكل، لكن هناك أسطورة تقول إن هناك نوعين من أغشية البكارة، المطاطي والصلب الذي يتمزق، لكن هذا الوصف الشائع خاطئ تمامًا، فغشاء البكارة هو نسيج مرن ومطاطي لدى جميع الفتيات، مما يعني أنه لا يتمزق بالضرورة عند الجماع. وفي المقابل، من الممكن أن يتمزق لأسباب عديدة أخرى غير الجماع، أي من المستحيل معرفة فيما إذا كانت الفتاة عذراء أم لا والطريقة الوحيدة للتأكد من ذلك هي سؤالها.
وفي دراسة تم إجراؤها عام 2004 وجد أن 52% فقط من المراهقات الناشطات جنسيًا ضمن الدراسة لم يكن لديهن أي تغيرات في أنسجة غشاء البكارة قد تؤكد حدوث جماع سابق، بالتالي قد لا يطرأ أي تغيرات على غشاء البكارة بعد الجماع ولا يعد فحص العذرية دليلًا على المرأة أو لا. وفي دراسة أخرى عام 2004 أيضًا تم فحص غشاء البكارة لدى 36 مراهقة حامل، ولم يتم تأكيد وجود تغيرات حتمية في غشاء البكارة إلا عند اثنتان منهن فقط، أي أن اعتبار غشاء البكارة دليل على العذرية مجرد خرافة لا يؤكدها العلم.
أنواع غشاء المرأة المطاطي
من الناحية العلمية لا يمكن التحكم أو تغيير شكل غشاء البكارة، إذ أنه يتشكل بالرحم خلال الحياة الجنينية، كما أنه عند حدوث تمزق فيه لن يعود للنمو مرةً أخرى، وفيما يلي أنواع غشاء المرأة المطاطي:
- غشاء البكارة الحلقي أو الهلالي (Annular or crescent-shaped hymen): هي الأشكال النموذجية الأشيع لغشاء المرأة المطاطي، حيث يحيط الشكل الحلقي بفتحة المهبل، أما الشكل الهلالي فيغطي غالبًا الجزء السفلي من فتحة المهبل، وغالبًا ما تولد الفتيات بغشاء بكارة حلقي الشكل ثم يتحول إلى الشكل الهلالي في حوالي سن المدرسة.
- غشاء البكارة المصفوي (Cribriform hymen): يحتوي غشاء البكارة عدة ثقوب صغيرة كالمصفاة، تسمح بدم الحيض بالخروج من خلالها.
- غشاء البكارة المفصول أو الحاجزي (Septate hymen): يشبه غشاء البكارة الحلقي ولكن يملك قطعة نسيج إضافية في المنتصف فتبدو فوهة المهبل كأنها تملك فتحتين صغيرتين بدلًا من واحدة، ويمكن إزالة هذه القطعة من قبل الطبيب في حال مواجهة صعوبة في إدخال السدادة القطنية أو الجماع.
- غشاء البكارة المصغر (Microperforate hymen): يغطي غشاء البكارة فتحة المهبل بالكامل باستثناء فتحة صغيرة يعبر دم الحيض من خلالها بصعوبة، ولا تستطيع السيدة إدخال السدادة القطنية، وعند وجود أعراض مزعجة وألم يمكن توسيع الفتحة بإجراء جراحي بسيط.
- رتق غشاء البكارة (Imperforate hymen): أحد أنواع غشاء المرأة الذي يغطي فتحة المهبل بشكل كامل، مما يمنع الدم من الخروج عبره، بل يعود إلى الخلف ويتجمع ضمن الرحم، ويتم تشخيص هذه الحالة خلال المراهقة غالبًا عندما يتأخر حدوث الطمث الأول لدى الفتاة، وقد تعاني من آلام دورية في البطن والحوض والظهر وصعوبة تبول، وهي حالة نادرة تحدث في واحد من كل 1000 فتاة، ويتم تدبيرها بعملية جراحية بسيطة تنطوي على إجراء شق في غشاء البكارة للسماح لدم الحيض بالخروج.
شكل الغشاء المطاطي السليم
شكل الغشاء المطاطي متنوع بشكل كبير، والأشكال النموذجية الأشيع للغشاء المطاطي هو الغشاء الحلقي والذي يحيط بفوهة المهبل بشكل دائري، والشكل الهلالي الذي يغطي غالبًا الجزء السفلي من فوهة المهبل أو يكون محيطًا بها، ويكون بلون المهبل من الداخل (لون لحمي) لذا يندمج معه. إلا أن العديد من الإناث يولدن دون هذه القطعة النسيجية في المقام الأول، وفي الحالة الطبيعية لا يكون الغشاء المطاطي سليمًا تمامًا وإنما يحوي ثقبًا أو أكثر تسمح بمرور دم الحيض عبرها، كما أن هذا الغشاء يكون مرنًا ومطاطًا (يشبه ربطة الشعر) ومحميًا بالشفرين، ويخضع في حال وجوده للعديد من التغيرات خلال الحياة استجابةً للتغيرات الهرمونية وخصوصًا الأستروجين.
كما يكون أكثر وضوحًا وسماكةً لدى الفتيات الأطفال لأنه يتمدد ويصبح أرق ويفقد مرونته ويتمزق مع الوقت، ومن الصعب رؤية غشاء البكارة بشكل شخصي أو الشعور به حتى لو تم استخدام مرآة ومصباح.
الغشاء المطاطي وعدم نزول دم
تمزق الغشاء المطاطي وعلامة خروج الدم كدليل على العذرية هي عبارة عن خرافة متداولة لا أساس لها من الصحة، فقد تنزف أغشية البكارة عند الجماع الأول إذا كان الفعل مفاجئًا وعنيفًا، لكن قد يأتي الدم من تمزقات في جدار المهبل أيضًا، وقد يحدث النزف خلال المرة الأولى للجماع أو خلال أي جماع لاحق.
أما بالنسبة للأعراض، فقد يتمزق غشاء البكارة دون وجود أي أعراض ودون شعور المرأة به، ويعاني البعض من ألم ونزيف خفيف عند تمزقه وقد يعتقدن أنها مجرد دورة شهرية أو تمشيح دموي عابر، ومعظمهن لن يشعرن بأي شيء، ولا يمكن أن ينمو غشاء البكارة من جديد بعد تمزقه لدى البالغين، لأنه نسيج يتشكل أثناء التطور الجنيني.
وفي ورقة بحثية قامت بنشرها طبيبة النسائية سارة باترسون براون وجدت أن باستجواب 41 سيدة من زميلاتها حول النزف خلال الجماع الأول كانت النتائج كالتالي:
- 14 (34٪) سيدة نزفن خلال الجماع الأول.
- 26 (63٪) سيدة لم يحدث لديهن نزيف.
- سيدة واحدة لم تستطع التذكر.
فوائد الغشاء المطاطي
تعد فوائد الغشاء المطاطي غير معروفة، فعلى العكس من بقية أعضاء الجسم لا يوجد أهمية أو وظيفة معروفة لغشاء البكارة للأعضاء التناسلية أو بقية الجسم، ولا يوجد اتفاق عالمي من قبل الأطباء على سبب وجود غشاء البكارة أو وظيفته.
ويعتبر غشاء البكارة مجرد نسيج غشائي صغير يقع على فوهة المهبل دون هدف واضح، حتى أنه لا يدل على العذرية كما هو شائع، وتذكر الفرضيات أنه قد يكون بقايا من تطور الثدييات عبر عصور ما قبل التاريخ، عندما انتقلت الكائنات من الماء إلى الأرض.
وفي نظريات أخرى يُعتبر الغشاء حاجزًا يمنع دخول البكتيريا البرازية من الشرج إلى المهبل خلال الطفولة، مما يمنع حدوث الالتهابات، وقد يكون له أهمية أكبر لدى أنواع أخرى من الكائنات مثل خنازير غينيا، حيث ينحل غشاء البكارة الخاصة بها عند ارتفاع درجات الحرارة، ويعود للنمو من جديد عندما تكون الحرارة مناسبة.
وحتى الآن بالنسبة للبشر تعد النظرية الأكثر قبولًا بشأن فوائد الغشاء المطاطي أنه يعمل كدرع يحمي المهبل من الجراثيم والأجسام الغريبة لكن لا يوجد دليل علمي يدعم صحة ذلك.
هل الغشاء المطاطي وراثي؟
لا يعد الغشاء المطاطي وراثيًا ولا يرتبط غشاء البكارة بشكل عام بالجينات أو بعلم الوراثة، فكل فتاة تملك غشاء بكارة مميز خاصًا بها من حيث الشكل والحجم والسماكة، حيث يتكون غشاء البكارة عند نمو الجنين داخل الرحم ويعتبر بقايا جنينية. حيث يكون المهبل لدى الجنين الأنثى عند بدأ تشكله عبارة عن أنبوب صلب، ومع الوقت ينحل وتتوسع فتحة المهبل، وبقايا هذا الأنبوب هو غشاء البكارة.
يُذكر أنّه تم الإبلاغ عن حالات عائلية نادرة بحالة رتق غشاء البكارة (أي غشاء البكارة الذي يغلق فوهة المهبل بشكل كامل، دون وجود فتحة فيه، وهي حالة غير طبيعية تحدث بنسبة 0.1% من الإناث حديثي الولادة).
ومع ذلك لم يتم تحديد أو إثبات أي علامات وراثية أو طفرات كمسبب لهذه الحالة، ويجب تقييم جميع قريبات المريضات اللواتي يعانين من رتق غشاء البكارة للتشخيص والتدبير المبكر، كما يجب فحص حديثات الولادة في أسر لديها حالات لرتق الغشاء وإجراء تقييم شامل، لتحديد الوقت المناسب لإجراء التداخل الجراحي.
علامات تدل على وجود غشاء بكارة مطاطي
غشاء البكارة هو ثنية رقيقة من غشاء مخاطي مكون من نسيج ضام غني بالألياف المرنة يغطي فتحة المهبل أو يحيط بها، ويعتبر بقايا جنينية تكون موجودة منذ الولادة، إلا أنها تضعف وتصبح أرق وتتمزق مع مرور الوقت.
ويعد شكل وسماكة وحجم غشاء البكارة أمرًا خاصًا بكل سيدة ويختلف من امرأة إلى أخرى، أما الغشاء المطاطي فهو غشاء البكارة نفسه عندما يأخذ شكلًا ووضعية معينة بحيث لا يتمزق عند الجماع، وفي المقابل قد يتمزق الغشاء المطاطي لأسباب أخرى غير الجماع، مثل بعض الأنشطة اليومية كالرياضات والتمارين الشديدة أو إدخال السدادة القطنية أثناء الطمث. كما أنه يصبح رقيقًا وهشًا مع مرور الوقت حتى دون اتصال جنسي، بالتالي لا يدل وجوده أو عدم وجوده على النشاط الجنسي بالضرورة، ولا يوجد علامات خاصة تدل على وجود ما يسمى بالغشاء المطاطي.
الغشاء المطاطي والحمل
يقوم الغشاء المطاطي المرن بإغلاق مدخل المهبل بشكل جزئي، وخلال فترة الحمل ترتفع الهرمونات الأنثوية كالاستروجين والبروجيستيرون، فيصبح الغشاء سميكًا وغنيًا بالجليكوجين، مما يؤدي إلى انغلاقه بشكل كامل في بعض الحالات.
وهناك عوامل أخرى مؤثرة مثل وجود ندب في الغشاء المطاطي في حال أجرت السيدة عليه عملية إعادة تصنيع في وقت سابق من حياتها، وفي دراسات أخرى بينت أن العدوى بالمكورات البنية قد تساهم في إغلاق الغشاء، وعلى الرغم من ذلك فإن الإغلاق التلقائي لغشاء البكارة خلال الحمل أمر نادر الحدوث، بل على العكس قد تؤدي الهرمونات الأنثوية إلى جعل الغشاء المطاطي مرنًا بشكل أكبر، مما يسمح له بالتمدد أكثر، وقد يتمزق خلال مرور الطفل عبر المهبل خلال الولادة الطبيعية المهبلية، وجميع هذه التغيرات طبيعية ولا تستدعي أي تدخل طبي و لا يعد الغشاء المطاطي وراثي.
هل الغشاء المطاطي يؤثر على الحمل؟
يحدث الحمل بعد الاتصال الجنسي ودخول الحيوانات المنوية السابحة ضمن السائل المنوي إلى المهبل، من ثم تصل إلى البويضة في نفير فالوب أو البوق (هو أنبوب عضلي يصل المبيض بالرحم) والتي تكون خارجة من المبيض خلال الإباضة وجاهزة للإلقاح، وعندما يلتقي أحد الحيوانات المنوية مع البويضة تندمج محتوياتهما وتتشكل البيضة الملقحة، التي تعشش في الرحم وتتحول فيما بعد إلى جنين.
ولا يؤثر الغشاء المطاطي على الحمل، فحتى لو لم يتمزق ولم يحدث نزيف سابق خلال الجماع، يسمح بمرور الحيوانات المنوية عبره لتكمل رحلتها إلى البويضة، حيث يختلف غشاء البكارة من امرأة إلى أخرى، ولا يتمزق لدى جميعهن في المرة الأولى للجماع.
وفي حال وجود أعراض مزعجة مستمرة خلال الجماع كالألم والنزيف، يبقى الحل الجراحي لاستئصال الغشاء المطاطي متاحًا قبل الحمل، وعملية استئصال غشاء البكارة هي عملية بسيطة تجرى تحت التخدير العام في مستشفى أو مركز جراحي، يتم خلالها قص الأنسجة الإضافية المزعجة ثم خياطة حواف الغشاء بجدار المهبل بواسطة قطب قابلة للامتصاص، وتستطيع السيدة الخروج من المستشفى خلال بضع ساعات والعودة لممارسة الجنس خلال أسبوعين إلى أربعة أسابيع، ولا توجد مضاعفات طويلة الأمد لهذا الإجراء.
الفرق بين الغشاء السميك والمطاطي
في الحقيقة لا يوجد غشائين متماثلين في العالم، فكل سيدة تملك غشاء بكارة ذو شكل وسماكة وحجم خاص بها، أما من حيث البنية فجميع أغشية البكارة متماثلة، حيث تتكون من ألياف كولاجين مرنة قابلة للتمطط، ولا يوجد فرق بين غشاء سميك ومطاطي.
يعتقد البعض أن غشاء البكارة يغطي فوهة المهبل بشكل كامل، وعند حدوث الاتصال الجنسي الأول يتمزق هذا الغشاء ويكون كعلامة تدل على عذرية الفتاة، إلا أن هذا الوصف غير دقيق إطلاقًا، فغشاء البكارة غشاء رقيق لحمي يغطي فوهة المهبل بشكل جزئي (أي يوجد شقوق وثقوب به بشكل طبيعي منذ الولادة لتسمح بدم الحيض بالخروج من المهبل عند البلوغ).
كما أن بعض الإناث يولدن بغشاء رقيق وصغير، فيبدو كما أنه لا يوجد غشاء بكارة على الإطلاق، وبالتالي يختلف غشاء البكارة من امرأة لأخرى تمامًا كبقية أجزاء الجسم.
وعند الاتصال الجنسي قد يتمزق غشاء البكارة وتشعر الفتاة بقليل من الألم والنزف، وقد لا يحدث تمزق ولا تشعر الفتاة بأي شيء، وهذا ما يعرف بالغشاء المطاطي بشكل غير دقيق علميًا، بالتالي وجود أو عدم وجود غشاء البكارة لا يدل على العذرية إطلاقًا.
الغشاء المطاطي هل يتمزق؟
قد لا تشعر بعض الفتيات بأية أعراض عند الجماع لأول مرة، وقد تشعر بعضهن ببعض النزف أو التمشيح والألم أو عدم الراحة أو رؤية قطعة جلد حول فوهة المهبل، وفي جميع الأحوال يتآكل غشاء البكارة ويصبح رقيقًا مع تقدم العمر حتى دون جماع، كما قد يتمزق قبل ممارسة الجنس بسبب بعض الرياضات والأنشطة اليومية كركوب الدراجة وركوب الحصان والتسلق والجمباز والاستنماء وإدخال السدادات القطنية وفحص المهبل والحوض من قبل الطبيب.
وفي العديد من المجتمعات، يعد فقدان العذرية وفض غشاء البكارة قبل الزواج أمرًا محرّمًا، وتسعى العديد من المراهقات اللواتي حدث لديهن جماع قبل الزواج إلى عملية إعادة تصنيع غشاء البكارة.
وتعتمد تقنية إصلاح غشاء البكارة المتمزق والتي يتم إجراؤها عادةً قبل الزواج بعدة أيام، على تقريب حواف بقايا غشاء البكارة وخياطتها من اليمين إلى اليسار أو بشكل دائري بواسطة خيوط قطنية، مع وضع كبسولة هلامية تحوي سائل شبيه بالدم ضمن المهبل، والتي تتمزق عند الجماع، مما يوحي بتمزق غشاء البكارة الطبيعي. وفي حال كانت بقايا غشاء البكارة غير كافية، يتم تصنيع غشاء بكارة رقيق من الجدار الخلفي للمهبل.
اقرأ/ي أيضًا:
هل يمكن خفض مستويات هرمون الذكورة عند النساء؟