` `

هل لون العيون الرمادي طبيعي؟

صحة
30 مايو 2023
هل لون العيون الرمادي طبيعي؟
لون العيون الرمادي قد يؤدي إلى مخاطر على صحة الفرد (Getty)
صحيح

تحقيق مسبار

لون العيون الرمادي هو أحد أكثر ألوان العيون ندرةً في العالم، في حين أُعتقد سابقًا أن لون العيون الأخضر هو الأكثر ندرةً، لكن أثبتت الدراسات أن العيون الرمادية وجدت عند نسبة أقل من البشر في العالم.

سنتعرف في هذا المقال على لون العيون الرمادي، ونسبته بين البشر، بالإضافة إلى درجاته وألوان العيون بشكل عام إضافة لإجابة على سؤال هل لون العيون الرمادي طبيعي؟

ألوان العيون وأسمائها

الجزء من العين الذي يظهر عليه اللون يسمى بالقزحية، ويختلف اللون حسب كمية صبغة الميلانين الموجودة فيها، فقد تبدو القزحية بلون أزرق أو بني أو أخضر أو رمادي أو عسلي أو كهرماني أو أحمر.

  • العيون البنية: تحتوي هذه العيون على كميات كبيرة من صبغة الميلانين، وتعد أكثر ألوان العيون شيوعًا، حيث أن أكثر من نصف سكان الكرة الأرضية يمتلكون عيونًا بنية، وتبلغ نسبتها تقديرًا من 70% إلى 79% من سكان العالم. وذكرت الأكاديمية الأميركية لطب العيون أن كل شخص على وجه الأرض كان لديه عيون بنية منذ حوالي 10000 عام.
  • العيون الزرقاء: والتي تحتوي على كميات قليلة من صبغة الميلانين، وهو ثاني أكثر ألوان العيون شيوعًا بعد اللون البني، بنسبة تتراوح بين 8% إلى 10% من سكان العالم.
  • العيون الخضراء: تكثر نسبتها في شمال ووسط أوروبا وخاصةً في إيرلندا واسكتلندا، وتبلغ حوالي 2% من سكان العالم، لذا يعد من ألوان العيون النادرة.
  • العيون العسلية: والتي تكون عبارة عن مزيج بين اللون الأخضر والبرتقالي والذهبي، وتمثل حوالي 5% من سكان العالم، وتعتبر العيون العسلية شائعة في شمال إفريقيا والشرق الأوسط وإسبانيا والبرازيل.
  • العيون الرمادية: تملك كميات قليلة أو معدومة تقريبًا من الميلانين في الطبقة الأمامية، لكن كميات أكثر من الكولاجين، وبالتالي فإنه يتم اعتبار لون العيون الرمادي طبيعي.
  • العيون الكهرمانية: تحتوي هذه العيون على نسبة ميلانين أكثر بقليل من العيون العسلية وأقل من العيون البنية، وتكون بلون موحد ذهبي أو نحاسي من دون أي درجات ألوان أخرى، وتشكل حوالي 5% من سكان العالم.
  • العيون الحمراء: قد تسبب بعض الأمراض مثل البهاق أو المهاق العيني، والتي تكون فيها قزحية العين خالية من الميلانين أو تحتوي كميات قليلة، مما يجعل العيون تبدو حمراء اللون أو بنفسجية، وهذا الأمر يجعل الأشخاص يعانون من مشاكل في النظر، مثل الرؤية الضبابية وصعوبة إدراك العمق.

هل لون العيون الرمادي طبيعي؟

نعم، عبر التاريخ وجد هناك أشخاص يمتلكون عيونًا رمادية سواء كانوا من آسيا أو أفريقيا وحتى أوروبا، وبينت الدراسات أن العيون الرمادية قد تكون ظهرت لأول مرة منذ 2 إلى 3 مليون سنة، وبالتالي فإنه يتم اعتبار لون العيون الرمادي طبيعي.

لكن لون العيون الرمادي قد يؤدي إلى مخاطر على صحة الفرد، نظرًا لقلة توفر صبغة الميلانين لديهم، مما يجعلهم أكثر عرضة للإصابة بالنمش والاحمرار والإصابة بحروق من الشمس، كما أن نسبة إصابتهم بسرطان الجلد تفوق النسبة عند الأشخاص الذين يملكون عيون داكنة ولون بشرة أغمق.

لون العيون الرمادي

يوجد هناك أكثر من 16 جينًا يؤثر على لون العيون، حيث تقوم هذه الجينات بدورها في إنتاج صبغة الميلانين أو نقله أو تخزينه، في حين تعد صبغة الميلانين هذه مسؤولة عن تحديد لون العيون والشعر والجلد لدى الفرد وذلك حسب وفرتها.

وتوجد صبغة الميلانين بنية اللون في طبقات قزحية العين التي تحيط بالحدقة (الفتحة سوداء اللون التي تتحكم بكمية الضوء الداخل إلى العين)، فتكون العيون التي تحتوي على الكثير من الميلانين أغمق من العيون التي تحتوي على كمية أقل من الميلانين، والتي تبدو زرقاء أو خضراء أو عسلية أو رمادية.

وبالتالي العيون الملونة التي تحوي كميات قليلة من الميلانين تمتص كمية ضوء أقل من العيون الداكنة، وتقوم بتشتيته بشكل أكبر وعكسه على طول طيف لون الضوء، ويلي اللون البني للعيون في كمية الميلانين الموجودة العيون الخضراء والعسلية، ومن ثم العيون الزرقاء التي تحتوي نسب قليلة، وأخيرًا العيون الرمادية التي تحتوي على كمية قليلة جدًا من الميلانين.

كما أن الأشخاص الذي لديهم عيون رمادية يملكون كميات أكبر من الكولاجين الموجودة في طبقة من طبقات قزحية العين، حيث يؤثر وجود هذه الكميات من الكولاجين على كيفية تشتت الضوء، وهو الأمر الذي يجعل العيون تبدو رمادية اللون بدلًا من زرقاء، أي أن لون العيون الرمادي طبيعي.

ولون العيون الرمادي طبيعي ويُصنف كأجمل ألوان العيون، لكنه قد يؤدي إلى مخاطر على صحية الفرد، حيث أن وجود الميلانين يلعب دورًا مهمًا في الجسم، فتقوم صبغة الميلانين بالحماية من أضرار الأشعة فوق البنفسجية، وبالتالي مع توفرها بنسبة قليلة عند الأشخاص ذوي العيون الرمادية والبشرة الفاتحة، تجعلهم أكثر عرضة للإصابة بالنمش والإحمرار والإصابة بحروق من الشمس، كما أن نسبة إصابتهم بسرطان الجلد تفوق النسبة عند الأشخاص الذين يملكون عيون داكنة ولون بشرة أغمق.

صورة متعلقة توضيحية

نسبة العيون الرمادية في العالم

كانت تعد نسبة العيون الرمادية في العالم 3% فقط، وقد تم الاعتقاد سابقًا أن لون العيون الأخضر هو الأكثر ندرةً في العالم، وذلك لأن الدراسات سابقًا كانت تقوم بدمج الأشخاص ذوي العيون الرمادية مع فئة الأشخاص الذين يملكون عيون زرقاء، إلى حين أن قامت الأكاديمية الأميركية لطب العيون AAO بفصل لون العيون الرمادية وجعله فئة منفصلة.

وفي دراسة حديثة تبين أن نسبة الأشخاص ذوي العيون الخضراء تبلغ 2% في العالم و9% في أميركا، وتبلغ نسبة الأشخاص الذين يملكون عيون رمادية أقل من 1% في العالم وأقل من 1% في أميركا.

والعيون الرمادية لدى النسبة القليلة من البشر تجعل منهم أقل حساسية للألم من ذوي العيون الداكنة، ويشمل ذلك حتى الأمور التي تشكل ألمًا كبيرًا مثل الولادة، كما أنهم يملكون حساسية أقل تجاه الكحول والأدوية من أصحاب العيون الداكنة.

ويعتبر لون العيون الرمادي طبيعيًا، ولا يقتصر لون العيون الرمادي على عرق معين من البشر، فمن الممكن أن يمتلك أشخاص من أصل أفريقي أو آسيوي أو قوقازي أو من الأسبان والهنود الأصليين وسكان أميركا عيونًا رمادية، فعبر التاريخ وجد هناك أشخاص من أماكن متعددة من العالم يمتلكون عيونًا رمادية. وبينت الدراسات التي اعتمدت على مقياس الوقت الجيولوجي (وهو مخطط علمي يُستخدم لقياس تاريخ الأرض)، أن العيون الرمادية ربما ظهرت لأول مرة في الأشخاص ذوي الأصول الشرقية الوسطى منذ 2 إلى 3 مليون سنة.

لون العين الرصاصي

لون العيون الرمادي طبيعي لكن يمكن أن تبدو العيون الرمادية بدرجات مختلفة، فتبعًا لعوامل متعددة قد تبدو العيون الرمادية بلون رمادي غامق (لون عيون رصاصي) أو رمادي مزرق أو رمادي مخضر أو رمادي يميل إلى اللون العسلي، ويقال إن لون العيون الرمادي المزرق شائع عند النساء، ولون العيون الرمادي الذي يميل إلى الأخضر شائع عند الرجال.

والعوامل التي تلعب دور في إعطاء الإيحاء بتدرجات اللون الرمادي للعيون قد تكون لون الملابس التي يرتديها الشخص أو مكياج العيون، كما أن شدة الإضاءة تلعب دورًا كذلك في هذا الأمر، بالإضافة للطقس والحالة المزاجية للشخص، فعند الشعور بالفرح أو الخوف تتوسع حدقة العين، ويؤثر ذلك على درجة اللون الرمادي فتبدو العين بلون رمادي غامق (لون العين الرصاصي)، كما تمتلك بعض الأدوية تأثيرًا مشابهًا، كالمواد الأفيونية على سبيل المثال التي تعمل على تكبير الحدقة.

لون عيون رمادي مزرق

لم تأتِ فكرة دمج العيون الرمادية والزرقاء سابقًا في نفس الفئة من العدم، حيث تتشابه العيون الرمادية والزرقاء وراثيًا بشكل كبير، ولم يستطيع العلماء حتى الآن تحديد الجينات التي تجعل العيون رمادية.

لكن الفكرة الأساسية التي تم التوصل إليها هي أن العيون الزرقاء والرمادية كليهما يحتويان على كميات قليلة من صباغ الميلانين في الطبقة الأمامية لقزحية العين، حيث أن القليل من الميلانين في هذه الطبقة يمنح الفرد عيونًا زرقاء، وكلما كانت كمية الميلانين أقل يبدأ اللون الأزرق بالتلاشي، فتبدو عندها العيون بلون رمادي مزرق، إلى حين أن يختفي اللون الأزرق تمامًا لتبدو عندها العيون بلون رمادي أو شفاف نوعًا ما، وبالتالي يتم اعتبار لون العيون الرمادي طبيعي.

ألوان العيون النادرة

يوجد العديد من ألوان العيون النادرة، وبحسب الأكاديمية الأميركية لطب العيون (AAO) فإن لون العيون الأندر في العالم من بين ألوان العيون الشائعة هو اللون الأخضر، حيث يوجد فقط 2% من سكان العالم يملكون عيون خضراء.

لكن بالحقيقة ألوان عيون أكثر ندرة من لون العيون الأخضر وقد تتواجد عند قلة قليلة من البشر، حيث توجد هذه الفئة لدى 1% فقط من سكان العالم، وتشمل هذه الفئة لون العيون الرمادي بعد أن تم فصله عن فئة العيون زرقاء اللون، كما يوجد عيون رمادية يتداخل معها ألوان تختلف عن اللون الأزرق مثل الأخضر أو العسلي أو البني.

وتعد العيون متغايرة اللون من ألوان العيون النادرة، وهي حالة تنتج عن طفرة جينية وتسمى (heterochromia)، وتوضح الأكاديمية الأميركية لطب العيون أنه يكون للقزحية حلقتان من ألوان مختلفة في كل عين لدى الأشخاص الذين يعانون من تغاير اللون المركزي، بينما يكون لون القزحية مختلف تمامًا عن الأخرى لدى الأشخاص الذين يعانون من تغاير اللون الكامل.

بالإضافة إلى أن لون العيون الأحمر أو البنفسجي من ألوان العيون النادرة أو الأشد ندرةً، فوفقًا للمعاهد الوطنية للصحة، يصاب شخص واحد من بين 20000 شخص بأحد أشكال المهاق، وعدد قليل منهم يتمتعون بعيون حمراء اللون.

اقرأ/ي أيضًا:

هل يمكن تقليل مادة الميلانين في الجسم؟

هل ارتفاع الضغط يسبب احمرار العين فعلًا؟

هل يوجد فرق بين مرض البرص والبُهاق؟

هل يمكن جمع بؤبؤ؟

مصادر مسبار

شارك هذا التحقيق على