تحقيق مسبار
تلاقي عمليات ترميم المباني الأثرية عناية كبيرة من المختصين في مختلف دول العالم، وذلك لما تتمتع به هذه المباني من القيمة التاريخية والثقافية في كثير من الأحيان. هناك العديد من العمليات والإجراءات التي تمر بها عمليات الترميم إلى جانب الدراسات التي تسبقها، لضمان المحافظة على قيمة المباني وعدم إلحاق أية أضرار به أثناء الترميم.
كيف تتم عملية ترميم المباني الأثرية؟
تتم عملية ترميم المباني الأثرية من خلال الذهاب إلى الموقع الأثري في البداية وإجراء تقييم لمعرفة الأجزاء التي تحتاج إلى ترميم، ويلي ذلك تجهيز كافة المواد والأدوات اللازمة ثم البدء بأعمال الترميم. وينبغي أن يتم ترميم المباني الأثرية القديمة من قبل الفنيين والمختصين ذوي الخبرة، لضمان عدم تضرر هذه المباني التي تحمل قيمةً كبيرةً عادةً.
هل توجد معايير لاختيار مواد ترميم الآثار؟
لا شك بأن هناك العديد من المعايير لاختيار مواد ترميم الآثار بالفعل، ومنها المعايير الآتية:
- المواد الداخلة في تركيب المبنى: من الضروري مراعاة المواد المستخدمة في المبنى الأثري بالفعل، والتحقق من هذه المواد جيدًا، وذلك لاختيار مواد الترميم التي تتوافق مع مواد المبنى.
- مقاومة عوامل التلف: هناك العديد من العوامل التي تؤدي إلى تلف المواد في المباني الأثرية، وينبغي التعرّف على هذه المواد واختيار المواد التي تستطيع مقاومتها، لضمان عدم تعرضها إلى التلف في وقت قصير.
- مطابقة المواصفات: إذا تم تحديد مواصفات محددة للمواد المستخدمة في ترميم المباني؛ فلا بد من اختيار المواد التي تتوافق مع هذه المواصفات وتتطابق معها وترك المواد التي لا يمكنها استيفاء المواصفات.
- فحص المواد المتوفرة: من المهم فحص مواد ترميم المباني الأثرية المتوفرة في السوق للتحقق من مدى ملاءمتها للمواد التي ينبغي استخدامها في الترميم واختيار الأفضل من بينها.
هل المواد المستخدمة في ترميم المباني الأثرية كثيرة؟
إن المواد المستخدمة في ترميم المباني الأثرية كثيرة بالفعل، وتتضمن المواد الخشبية بالإضافة إلى مواد الأرضيات، والملاط، وغير ذلك، ومنها: راتنجات الإيبوكسي التي تستخدم في لصق العناصر، وكذلك الإسمنت الأسود الذي يستخدم في أعمال ترميم جدران الطابوق الرملي، والخشب الذي يستخدم في الأسقف وغيرها.
ما هي أهمية ترميم الآثار؟
كثيرًا ما يتم الاعتناء بترميم المباني الأثرية وصيانتها لما تحمله هذه المباني من قيمة كبيرة، وتكمن أهمية ترميم الآثار فيما يأتي حسب أحد الأبحاث:
- إطالة عمر المبنى الأثري: لا شك بأن عمليات الترميم تطيل من عمر المبنى الأثري، وتزيد من المحافظة عليه في وجه العوامل المختلفة التي يتعرض إليها مما يحد من فرصة اختفائه بشكل جزئي أو كلي.
- تقليل نقاط الضعف: في بعض الأحيان تعاني المباني الأثرية من نقاط ضعف تزداد شدتها مع وجود عوامل التلف، وتسهم أعمال الترميم لهذه المباني في تقليل الضعف الذي يعاني منه المبنى الأثري.
- إعطاء الشكل الأصلي للمبنى الأثري: مع مرور الزمن والتعرض إلى العديد من العوامل يفقد المبنى الأثري بعض عناصر شكله الأصلي، ويمكن لعمليات ترميم المباني الأثرية أن تعيد الشكل الأصلي للمبنى.
- زيادة مستويات الأمن والسلامة: ربما يزداد التلف في المباني الأثرية مع استمرار استخدامها وزيارتها، وهو ما يهدد المستخدمين والزوار مع مرور الوقت، وتساعد عمليات الترميم في الحد من التلف وما ينتج عنه من المخاطر والتهديدات.
ما الإجراءات التي تسبق بدء خطوات ترميم الآثار؟
قبل البدء بخطوات ترميم الآثار ينبغي على المختصين مراعاة العديد من الإجراءات لضمان سير عملية الترميم وفق النحو المطلوب، وفيما يأتي قائمة بهذه الإجراءات:
- أعمال التوثيق: في البداية لا بد من إجراء عمليات التوثيق لمختلف العناصر في المبنى الأثري، وذلك لضمان المحافظة عليها ودراستها للوصول إلى أفضل طريقة من إجراءات الترميم.
- دراسة العوامل المؤثرة: هناك العديد من العوامل التي يحتمل تأثيرها على المبنى الأثري، ومنها السيول والزلازل والإهمال، ولا بد من دراسة هذه العوامل جيدًا قبل البدء بعمليات ترميم المباني الأثرية.
- التعرف على العمر الزمني: على المختصين معرفة العمر الزمني للمبنى الأثري الذي يتم ترميمه، إضافة إلى تحديد جميع الأعمال القديمة التي تم إنجازها في هذا المبنى والتعرف عليها.
- وصف المبنى بشكل كامل: من الضروري توفير الوصف الكامل للمبنى بشكل تفصيلي قبل البدء بعمليات الترميم، ويشمل هذا الوصف جميع الزخارف المتوفرة بالإضافة إلى الفراغات والكتل وغيرها.
- معرفة مصادر الرطوبة: في بعض الأحيان تتوفر مصادر رطوبة تؤثر على المبنى الأثري، ولا بد من التعرف على هذه المصادر قبل البدء بخطوات الترميم.
- دراسة وضع المبنى: يجب على المختصين في الترميم دراسة وضع المبنى جيدًا ومعرفة كافة الأضرار التي لحقت بهذا المبنى الأثري خلال الفترات التاريخية المختلفة.
- إجراء الفحوصات: من الضروري عمل فحوصات للسقف والواجهات والأقواس والقباب وجميع المعالم التي تحتاج إلى الترميم في المبنى الأثري، ويجب التحقق من نوع الضرر الذي يؤثر على المبنى أيضًا مع التحقق من عمق الأساسات وغيرها.
- التعرف على طوابق المبنى: يجب تحديد ارتفاع المبنى وارتفاعات جميع الطوابق فيه إلى جانب التعرف على مواد البناء التي تم استخدامها في كل طابق، وتحديد مخطط المبنى وجميع تفاصيل الغرف الموجودة.
هل توجد أنواع من مشاريع صيانة وترميم المباني الأثرية؟
توجد عدة أنواع من مشاريع صيانة وترميم المباني الأثرية بالفعل، وهي كما يأتي حسب أحد الأبحاث:
- الترميم الجزئي: تقتصر مشاريع الترميم الجزئي على بعض العناصر في المبنى الأثري فحسب، ومن ذلك الدراسات التي تعتني بتأثير المياه الجوفية أو السطحية على الآثار، ولا تتم دراسة المبنى الأثري كاملًا.
- الترميم الشامل: على خلاف الترميم الجزئي يعتني الترميم الشامل بجميع أجزاء المبنى الأثري، ولذلك يحتاج إلى مشاركة العديد من المختصين في مجالات مختلفة لمعرفة الأضرار وغيرها.
- الفك وإعادة البناء: في بعض الأحيان يتعذر إجراء الترميم للمباني الأثرية دون الفك وإعادة البناء، وهو أحد أنواع عمليات الترميم والصيانة التي لا يتم اللجوء إليها إلا في حالات الضرورة القصوى مع عدم وجود أية حلول أخرى.
- الصيانة الدورية والنظافة: يتم إجراء أعمال الصيانة الدورية والنظافة في المباني التي لا تحتاج إلى ترميم أو التي تم استكمال ترميمها، ولا بد من مراعاة أساليب وإرشادات الصيانة والتنظيف المناسبة.
- مشاريع الوقاية: يتم الاعتماد على مشاريع الوقاية في المباني الأثرية للوقاية من أخطار الحريق أو تلوث الهواء أو غيرها من المخاطر الأخرى، وتحتاج هذه المشاريع إلى العديد من الترتيبات الهندسية المبنية على دراسة حالة المبنى.
- تأهيل الوسط المحيط: يعتني هذا النوع من مشاريع الترميم والصيانة بالشوارع والميادين والمناطق الخضراء والمباني المجاورة للمبنى الأثري، وذلك حتى يتم توفير الوسط الذي يتناسب مع المبنى الأثري وقيمته.
ما أبرز العوامل التي تتم مراعاتها عند ترميم المباني الأثرية؟
إلى جانب العوامل المهمة في تحديد مواد الترميم توجد عدة عوامل أخرى من الضروري مراعاتها عند ترميم المباني أيضًا، ومنها ما يأتي:
- استكمال الأجزاء المفقودة: لا يجوز استكمال الأجزاء المفقودة من المبنى أو إنشاؤها ما لم يتوفر دليل علمي أو تاريخي مؤكد عليها أو وجود نقاط إرشادية من جسم الجزء المفقود.
- دراسة أساليب الترميم المتبعة: على المختصين في الترميم دراسة الأساليب التي يتم اتباعها في ترميم المبنى للتوقف عن العمل بأيّ من الأساليب غير الجيدة منها.
- تحديد عوامل التلف: من الضروري دراسة عوامل التلف في البداية والتعرف عليها جيدًا، وذلك للتعرف على تأثيراتها السلبية، وإيجاد الطرق المناسبة لتفاديها، كما ينبغي على المختصين معرفة نوع التلف والظروف الذي تشكل فيها.
هل يوجد طرق خاطئة في ترميم المباني الأثرية؟
بالفعل توجد بعض الطرق الخاطئة في ترميم المباني الأثرية مما يتسبب بإلحاق الأضرار بدل المحافظة على هذه المباني. تتضمن القائمة الآتية عدة من طرق الترميم الخاطئة:
- استخدام الباطون: في بعض الأحيان يتم استخدام الباطون عند إجراء عمليات ترميم المباني الأثرية، وهو ما يتنافى مع مبدأ استخدام المواد القابلة للإزالة والتفكيك، ويمكن استخدام عدة من المواد الأخرى بدلًا من الباطون عند الحاجة.
- إدخال التكنولوجيا على حساب معالم المبنى: أُدخلت التكنولوجيا الحديثة من وحدات الإنارة وغيرها أثناء عمليات ترميم المباني الأثرية في بعض الأحيان، ما تسبب في طمس المعالم الأصلية في هذه المباني.
- استخدام المونة غير المناسبة لربط الحجارة: يتم استخدام المونة المناسبة لتشكل الفطريات والأعشاب التي تمهد نمو الأشجار الدائمة في بعض المباني الأثرية بعد ذلك مما يلحق الأضرار بالمبنى.
ما الفرق بين الصيانة والترميم للمباني الأثرية؟
يقتصر ترميم المباني الأثرية على الأعمال التطبيقية التي تحمي المبتى من الانهيار أو التلف إلى جانب إصلاح ما تلف من مقتنياته الأثرية بالفعل. أما الصيانة؛ فإنها من علم بمثابة حلقة الوصل بين علم الآثار والعلوم التجريبية التي يتم الاعتماد عليها في صيانة المباني الأثرية، وبهذا يتبين الفرق بين الصيانة والترميم للمباني الأثرية.
اقرأ/ي أيضًا:
على ماذا تحتوي المقابر الرومانية؟
هل كان الجامع الأموي كنيسة سابقًا؟