تحقيق مسبار
الزئبق هو عنصر ومعدن وملوث بيئي شائع، ويعد من أكثر المواد السامة وغير المشعة على كوكب الأرض.
يستعرض هذا المقال معلومات عن حجر الزئبق الأسود وشكله وعن نوعي الزئبق الأسود الفرعوني والخام، وعن استخداماته وأماكن تواجده في الطبيعة وفي الغذاء، بالإضافة إلى الإجابة على سؤال هل الزئبق الأسود سام؟
حجر الزئبق الأسود
لمعرفة إن كان الزئبق الأسود سام فلا بد من التعرف على حجر الزئبق الأسود، وهو نوع من مركبات الزئبق غير العضوية أو أملاح الزئبق، وهي أكثر أنواع الزئبق شيوعًا، وتتشكل هذه المركبات نتيجة لاتحاد الزئبق مع عناصر أخرى مثل الكبريت أو الأوكسجين.
وتتصف هذه الأملاح الناتجة بأنها عبارة عن بلورات بيضاء باستثناء كبريتيد الزئبق الذي يوجد له نوعين:
- الأول هو حجر الزنجفر والذي يتميز بلونه الأحمر القرمزي المميز ويتواجد بالقرب من الصخور البركانية الحديثة، ويعد خام طبيعي هام للزئبق.
- بينما النوع الثاني من حجر الزئبق ينتج عن تعرض حجر الزنجفر للشمس أو لدرجة حرارة 344 درجة مئوية وضغط جوي واحد، فيتغير لونه من الأحمر إلى الأسود وبالتالي يشكل ما يعرف بحجر الزئبق الأسود.
شكل بلحة الزئبق الأسود
تم استخدام كبريتيد الزئبق الأسود والأحمر منذ القدم بطرق متنوعة، ويعود ذلك إلى لونه الساطع المميز، لذا استخدم في صناعة الصباغ ومواد التلوين ومستحضرات التجميل وأحمر الشفاه.
لكن إذا تم البحث حاليًا على مواقع الإنترنت عن الزئبق الأسود أو الزئبق الأحمر، سوف تظهر معلومات غريبة وغير دقيقة عن مركبات زئبق سائلة القوام بلون أحمر وأسود وبأسعار باهظة جدًا.
حيث اعتقد الكيميائيون في العصور القديمة بأن للزئبق خصائص باطنية تستطيع تحويل المعادن إلى ذهب، كما تحدث عنه الفيلسوف جابر بن حيان في فترة العصور الوسطى، حيث قال أنّ الزئبق أحد أكثر وأثمن إكسير تم مزجه على الأرض ويوجد في الأهرامات، بالإضافة إلى الاعتقاد بأن للزئبق الأسود دور في طرد الأرواح الشريرة، والتواصل مع الجن.
لذلك بدء الناس برحلة البحث عن هذا المركب الأسطوري الثمين والذي تم وصفه على أنه مركب أحمر اللون أو أسود يتشكل من الزئبق وشاع أنه تم اكتشاف بلحة الزئبق الأسود في حناجر المومياوات المصرية المدفونة في الأهرامات، وأطلق عليه اسم بلحة الزئبق الأسود لأن شكله الخارجي يشبه شكل بلحة التمر.
الزئبق الأسود الخام
الزئبق الأسود الخام هو عبارة عن معدن كبريتيد الزئبق، أي أن الزئبق الأسود والزئبق الأحمر لهما نفس التركيب.
الزئبق بشكل عام هو عبارة عن عنصر ومعدن يوجد في الهواء والماء والتراب، ويوجد عدة أنواع له، حيث يتميز كل نوع بخصائص معينة، ويعد الزئبق الأسود الخام من معادن الكبريتيد التي لها تناظر بلوري متساوي القياس.
كما يمكن للزئبق الأسود الخام أن يتحول إلى زئبق أحمر والذي يعد الشكل الأكثر استقرارًا لكبريتيد الزئبق، وذلك عند تسخينه بدرجات حرارة معينة تتراوح ما بين 400 إلى 500 درجة مئوية (أو ما بين 750 إلى 1020 فهرنهايت).
الزئبق الأسود الفرعوني
وجد علماء الآثار مادة الزئبق في مقبرة مصرية قديمة يعود تاريخ بناءها إلى 1500 سنة قبل الميلاد، ومن هنا بدأت الشائعات عن وجود مركب الزئبق الأسود الفرعوني وارتباطه بالفراعنة والتحنيط وانتشرت الأخبار بسرعة كبيرة وعلى نطاق واسع في العالم.
لذا تحدث عالم الآثار المصري الدكتور زاهي حواس عن أسرار هذه المادة وعلاقتها بالفراعنة، معبرًا عن أن الزئبق الأسود الفرعوني أو الزئبق الأحمر الفرعوني ما هو إلا عبارة عن شائعات للاستغلال وربح الأموال.
فكان رده على أن المعلومة التي تقول بأنه إذا أخد الشخص الزئبق الأسود أو الأحمر من حنجرة المومياء سوف يسخر الجن لخدمته ويجلب الثروات ويشفي المرضى، بأنها عبارة عن خرافة خالية من الصحة لأنه لا يوجد بالأصل أي آثر لمادة الزئبق في قبور المومياوات.
وأشار إلى أن السائل الذي تم إيجاده في أحد القبور سابقًا، وتم حفظه في زجاجة هو في الواقع عبارة عن سائل تحنيط، وكل تلك الشائعات كانت بغرض سرقة الأموال.
استخدامات الزئبق الأسود
ظهر أول استخدام موثق للزئبق الأسود في الألفية الثالثة قبل الميلاد، حيث اعتمد الصينيون القدامى على الزئبق الأسود لعلاج الأمراض وتخفيف الألم، وتم استخدام الزئبق الأسود كمخدر ومطهر وكمادة حافظة، بالإضافة إلى اعتقادهم أنه بإمكان مركب الزئبق الأسود تحويل أي نوع من المعادن إلى الذهب عند إضافته إليها، وهو أمر عارِ عن الصحة.
ونظرًا إلى أن الزئبق الأسود سام تم التخلي عن كل تلك الاستخدامات المغلوطة له وانتشر الوعي بكونه مادة سامة، لذا يقتصر استخدام الزئبق الأسود في يومنا الحالي على الصباغ في الدهانات، وإعطاء لون للورق والبلاستيك، وتلوين المطاط، ويمكن أن يستخدم كعامل مضاد للجراثيم.
هل الزئبق الأسود سام؟
صحيح، يعتبر الزئبق الأسود سام حيث أن وجود الزئبق في الغذاء يعني أن ذلك قد يسبب إصابة الأشخاص الذين يتناولونه بالتسمم بالزئبق كما أنه يستخدم كعامل مضاد للجراثيم.
أين يوجد الزئبق الأسود
بعد معرفة أن الزئبق الأسود سام، لا بد من معرفة أين يوجد الزئبق الأسود، إذ يوجد الزئبق الأسود في المناطق القريبة على الصخور البركانية الحديثة أو الينابيع الساخنة، لأن تحول الزئبق الأحمر (كبريتيد الزئبق الأول) إلى الزئبق الأسود (كبريتيد الزئبق الثانوي) يحتاج إلى درجات حرارة عالية.
وأهم مصدر من مصادر استمداد الزئبق الأسود هو دولة إسبانيا، بالإضافة إلى:
- بيرو.
- هوانكافيليكا.
- دريو.
- إيطاليا
- نطاقات ساحل كاليفورنيا في الولايات المتحدة الأميركية.
أين يوجد الزئبق في الغذاء؟
من الممكن أن يوجد الزئبق في الغذاء بنسب قليلة، وتعد المأكولات البحرية أكثر نوع من الأغذية التي تحتوي على الزئبق، ووجود الزئبق في الغذاء يعني أن هذا الغذاء يحتوي على نوع الزئبق العضوي (ميثيل الزئبق)، والذي يعد أكثر نوع سمية من أنواع الزئبق، وينتج عن ذوبان الزئبق بالماء.
وبالتالي فإن وجود الزئبق في الغذاء ولكون الزئبق الأسود سام إضافة للأحمر فإن ذلك يعني امكانية إصابة الأشخاص الذين يتناولونه بالتسمم بالزئبق، والذي ينتج بشكل أساسي عن تناول أنواع من الأسماك التي تحتوي على الزئبق، أو تناول كمية كبيرة من الأسماك التي تحتوي على نسب قليلة منه.
أي أن جميع المخلوقات التي تعيش في المياه الملوثة تحتوي على نسب متفاوتة من الزئبق، بالإضافة إلى أن الأسماك كبيرة الحجم تحتوي على نسبة أعلى من الزئبق مقارنةً بالأسماك الصغيرة.
يعود ذلك إلى أن الأسماك الكبيرة تتغذى على الأسماك الأصغر التي تحتوي على نسب من الزئبق، لذا تزداد نسبة الزئبق لدى السمكة الكبيرة بعد أن تلتهم السمكة الأصغر.
ومن أنواع السمك التي تحتوي على الزئبق:
- سمك أبو سيف.
- سمك القرش.
- سمكة التونة البيضاء والتونة الجاحظ.
- سمكة البايك.
- سمك مارلين.
- سمك البلاط.
ماذا يفعل الزئبق في جسم الإنسان؟
في الحقيقة لا يوجد هناك أي فائدة لوجود الزئبق في جسم الإنسان، على العكس تمامًا فوجوده يسبب مشاكل في الجسم تزداد شدتها خطورة كلما كانت نسبة الزئبق أعلى في جسم الإنسان وذلك لأن الزئبق الأسود سام ومن أهمها:
- وجود مستويات عالية من الزئبق في الدم يعرض الشخص للإصابة بأمراض عصبية تستمر معه بقية حياته، مثل الشلل أو الخدر، ومشاكل في الذاكرة والتركيز، واضطرابات في الذكاء، وردود فعل بطيئة، وأعراض اضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه.
- تؤثر على الدماغ وقد تؤدي إلى تلف كامل بالدماغ.
- تلف الكلى الدائم.
- تؤدي إلى زيادة خطر الإصابة بأمراض القلب بما في ذلك النوبات القلبية وأمراض القلب التاجية.
- تؤثر على الصحة الإنجابية والجهاز التناسلي، فتشكل خطرًا على حياة الأجنة والتعرض لمشاكل في الحمل، كما تؤدي إلى انخفاض الخصوبة لدى الجنسين.
ما هو سعر الزئبق الأسود؟
يتراوح سعر الزئبق الأسود ما بين 70 إلى 1304 دولار أميركي، ويختلف سعره حسب الشركة المصنعة حيث كان كما يلي:
شركة ألفا أيسر:
- 100 غرام من الزئبق الأسود بسعر 163 دولار.
- 5 غرام من الزئبق الأسود النقي بنسبة 99.999% بسعر 194 دولار.
- 100 غرام من الزئبق الأحمر بسعر 207 دولار.
- 25 غرام من الزئبق الأحمر النقي بنسبة 99.999% بسعر 832 دولار.
شركة الكيماويات الأميركية المتخصصة:
- 5 غرام من الزئبق الأسود بنسبة 95% بسعر $860.87 وذلك في عام 2021.
- 25 غرام من الزئبق الأسود بنسبة 95% بسعر $1304.38 في عام 2021.
شركة منتجات الأرض النادرة:
- 5 غرام من الزئبق الأسود بنسبة 99.999% إلى 99.999% بسعر $70 وذلك في عام 2021.
- 25 غرام من الزئبق الأسود بنسبة 99.999% إلى 99.999% بسعر $328 في عام 2021.
اقرأ/ي أيضًا:
