تحقيق مسبار
تتحقق المقالة التالية من ماهية مرض لايم ومسببه وأعراضه، وتجيب على أسئلة عدة أهمها: هل يمكن الشفاء من مرض لايم؟ وهل مرض لايم معدي؟ وهل هو مزمن؟ وخطير؟ كما توضح مرض القراد الكبير.
ما هو مرض لايم؟
يُعرف مرض لايم (Lyme disease) بالعدوى البكتيرية كونه أحد الأمراض المنقولة عن طريق الناقلات من خلال بكتيريا بوريليا برغدورفيرية التي تصيب القراد ومن ثم تنتقل للإنسان من خلال لدغة هذه الحشرات المصابة.
يُعتبر مرض لايم أحد أكثر الأمراض التي تُسببها النواقل في الولايات المتحدة الأمريكية، ولقد تم التعرف عليه لأول مرة عام 1975عندما تم تشخيص عدد من الأطفال بالتهاب المفاصل الروماتويدي في بلدَتَي لايم وكونيتيكت، فيما أشار حينها الباحثون أن سبب تفشي المرض هي لدغات قراد الغزلان المصابة.
مسبب مرض لايم هو
مسبب مرض لايم هو القراد الأسود، أو قراد الغزلان المصابة ببكتيريا بوريليا برغدورفيرية والذي ينقلها منه إلى الإنسان ليصيبه بالعدوى ومن ثم بمرض لايم. ويتمكن القراد الأسود من الالتصاق بأي جزء من جسم الإنسان، لذلك فهو قادر على نشر البكتيريا أو العدوى بشكل كبير، ومن المؤسف أنه يتواجد في مناطق يصعب رؤيتها في جسم الإنسان مثل فروة الرأس، والفخذ، والإبطين؛ إذ تبقى ملتصقة في جسم الإنسان مدة 36 وحتى 48 ساعة فتصبح قادرة على نقل البكتيريا.
وغالبا ما يتواجد القراد الأسود المسبب لمرض لايم في كل من المناطق التالية من الولايات المتحدة:
- مناطق الشمال الشرقي.
- منتصف المحيط الأطلسي.
- الغرب الأوسط العلوي.
- شمال كاليفورنيا على ساحل المحيط الهادئ.
أعراض مرض لايم
يمكن ملاحظة أعراض الإصابة بمرض لايم بعد 3 وحتى 30 يومًا من وقت الإصابة بلدغة القراد المُصاب. وهناك أعراض نموذجية لمرض لايم، تشمل كل من:
- الحمى والقشعريرة.
- طفح الجلدي لونه أحمر في شكل دائري، أو مثلث، أو بيضاوي، يتميز بوجود عين تشبه عين الثور.
- صداع في الرأس.
- تضخم في الغدد الليمفاوية.
- التعب والإرهاق.
مراحل مرض لايم
توجد ثلاث مراحل من الإصابة بمرض لايم، تختلف كل منها في الشدة والأعراض:
- المرحلة الأولى: وهي مرحلة لايم المبكر الموضعي من الإصابة بالمرض، وفيها لا تكون البكتيريا قد انتشرت في الجسم بشكل كامل.
المرحلة الثانية: وتسمى بمرحلة لايم المبكر المنتشر، وفيها تبدأ البكتيريا بالانتشار في كافة أنحاء الجسم.
المرحلة الثالثة: مرض لايم المنتشر المتأخر، وتكون البكتيريا فيها قد انتشرت في كافة أنحاء الجسم، وفي أماكن عميقة كالمفاصل والأعصاب.
هل يمكن الشفاء من مرض لايم؟
صحيح، من الممكن الشفاء من مرض لايم في حال تم تشخيصه بالشكل الصحيح والوقت المناسب. ويشمل التشخيص ملاحظة الأعراض والتأكد من مدى احتمالية تعرض الشخص المصاب للقراد في المنطقة التي يسكنها، ومن خلال فحص الدم الإيجابية أو المشتبه بها؛ لتبدأ رحلة علاج أو الشفاء من مرض لايم لمعظم الحالات من خلال المضادات الحيوية (مثل: أموكسيسيلين) لفترات معينة بحسب ما يراه الطبيب مناسبًا.
هل مرض لايم معدي؟
لا ينتقل مرض لايم من إنسان لآخر عن طريق اللعاب، فلا داعي للقلق في حال تم تقبيل أو الشرب من نفس كوب الشخص المصاب بمرض لايم. أما عن انتقال مرض لايم عن طريق الدم فلم تُسجَّل حالات انتقل فيها المرض من شخص لآخر خلال عمليات التبرع في الدم، ولكن تبقى الإجراءات الوقائية لازمة بحيث يتوجب على الأشخاص المصابين بلايم تجنب التبرع بالدم إلا بعد الانتهاء من تناول المضادات الحيوية أو فترة العلاج.
أما عن احتمالية حدوث عدوى مرض لايم من شخص لآخر عن طريق الجنس فلم تثبت الأبحاث ذلك حتى هذا الوقت، لكن لا يمكن نفي احتمالية انتقاله بين الشركاء النشطين جنسيًا بسبب ثبوتية تواجده في الافرازات التناسلية.
وعلاوة على ما ذكر، يجدر الإشارة لاحتمالية انتقال مرض لايم من الأم الحامل إلى جنينها في حال لم تعالج نفسها في الوقت المناسب، ولكن لا قلق من انتشاره بين الأم المرضعة ورضيعها عن طريق حليب الثدي كونه لا ينتقل عن طريق الحليب.
في النهاية، يمكن القول أن مرض لايم غير معدي بين الأشخاص العاديين وفي الحالات العادية، ولكن توجد حالات خاصة قد يكون فيها معديًا مثل النشاط الجنسي، وبين الأم الحامل وجنينها في حال عدم التطرق للعلاج في وقت مبكر.
هل مرض لايم مزمن؟
كلما كان البدء في علاج مرض لايم مبكرًا كلما كانت رحلة الشفاء منه بشكل تام أسرع، إذ من الممكن أن تعاني بعض الحالات بعد وقت من العلاج من الألم والتعب، ومشاكل في الإدراك، ومن صعوبات التفكير لمدة طويلة قد تصل حتى 6 شهور أو أكثر في حالة تُعرف بمتلازمة لايم ما بعد العلاج.
لذلك، يمكن القول أنه من الممكن أن يصبح مرض لايم مزمنًا في الحالات التي تستمر فيها الأعراض بالظهور خلال وبعد فترة العلاج، وهناك نسبة تصل من 10 وحتى 20% من الأشخاص الذين يعالجون لمرض لايم بالمضادات الحيوية يعانون من أعراضه التي تستمر حتى بعد العلاج دون معرفة السبب خلف ذلك. وهي أعراض تتداخل مع أنشطة الشخص العادية فتؤثر على عاطفته ووجدانه، ولكنها تتحسن عند معظم الأشخاص بعد 6 أشهر وفي بعض الحالات بعد سنة.
ولكن من المؤسف القول أن هناك مخاطر قد تصيب الحالات التي تعاني من مرض لايم المزمن في حال تعرضت للعدوى من القراد للمرة الثانية، فمن المحتمل أن تستمر أعراض المرض لأسابيع أو شهور أو حتى سنوات إضافية والتي جميعها تزيد من صعوبة التعامل مع الحياة بطبيعية.
هل مرض لايم خطير؟
صحيح، من الممكن أن يصبح مرض لايم خطيرًا في حال لم يتم علاجه في الوقت المناسب، فقد تنتشر عدوى مرض لايم إلى المفاصل، والقلب والجهاز العصبي، فتطور الأعراض وتزداد حدة، والتي يحتمل فيها حدوث:
- صداع أكثر شدة، وتيبُّس وألم الرقبة.
- طفح جلدي أكبر في مناطق أكثر في الجسم.
- شلل في الوجه، أو ضعف في عضلات الوجه، ليتدلى أحد جانبي الوجه أو كلاهما.
- التهاب وتورُّم وألم في المفاصل خاصة في مفاصل الركبتين.
- آلام متواترة في العظام، والأعصاب، والأوتار.
- خفقان في القلب، وعدم انتظام ضربات القلب.
- آلام ووخز في القدمين واليدين.
- التهاب في النخاع الشوكي والدماغ.
لذلك يجدر القول أنه من المهم توخي الحيطة والحذر في حال ملاحظة أي أعراض غير طبيعية أو تم التعرف على المرض في سبيل الوصول إلى العلاج منعًا من أي مخاطر أو مضاعفات في غنى عنها، إلى جانب ضرورة تجنب الاقتراب من موائل القراد والحشرات التي تمتلك القدرة على نقل الأمراض منها للإنسان، واستخدام طارد الحشرات، ومحاولة الابتعاد عن القراد قدر الامكان وإزالته على الفور، واستخدام المبيدات الحشرية في المناطق التي تستقطب الحشرات.
مرض القراد الكبير
بإمكان القراد نقل مجموعة كبيرة من الأمراض للإنسان كونها حاملة لمسببات الأمراض، وأهم هذه الأمراض كما يلي:
- داء أنابلازموسيس، والذي ينتقل للبشر عن طريق القراد الأسود.
- مرض البابيزيا، والذي يصيب الإنسان من خلال القراد ذي الأرجل السوداء الحامل لطفيليات البابيزيا.
- عدوى بوريليا مياموتوي، وتنتقل عن طريق القراد الأسود في نطاق مشابه لمرض لايم.
- حُمَّى كولورادو القَرادِيَّة وتنتقل عن طريق قراد خشب روكي ماونتن.
- داء إيرليخ، الذي ينتقل بواسطة قراد النجمة الوحيدة.
- مرض لايم وينتقل عن طريق القراد الأسود، وقراد جرذ الأرض.
- مرض الريكتسيا القادر على الانتقال عن طريق قراد ساحل الخليج.
اقرأ/ي أيضًا:
هل مدة الشفاء من مرض الكلاميديا طويلة؟
