هل تسخين الحليب يفقده فوائده؟

اعتنى الكثير من المختصين بمعرفة هل تسخين الحليب يفقد فوائده أم أنه يحتوي على نفس الفوائد عند التسخين، وسواءً فقَدَ الحليب فوائده عند التسخين أم لا فإنه تسخينه يبقى ضروريًا في عمليات البسترة، التي تهدف إلى التخلص من البكتيريا المسببة للأمراض. ينبغي على أي شخص تجنب شرب الحليب غير المبستر، حتى يحد من فرصة الإصابة بالعديد من الأمراض.

هل تسخين الحليب يفقده فوائده؟

إن تسخين الحليب يفقده فوائده إلى حد ما؛ فإنه يؤدي إلى التقليل من كميات بعض العناصر الغذائية، ولكنه لا يتسبب بالقضاء على جميع الفوائد بشكل كامل، وعلى الرغم من ذلك إلا أن على المرء تجنب شرب أنواع الحليب التي لم يتم تسخينها نهائيًا، وذلك لاحتمالية وجود بعض مسببات الأمراض التي يمكن للحرارة أن تقضي عليها.

ما هي فوائد شرب الحليب بدون غلي؟

بما أن تسخين الحليب يفقده فوائده أحيانًا؛ فهذا يعني أن فوائد شرب الحليب بدون غلي كثيرة إذا لم يتضمن أيًا من مسببات الأمراض، وأبرز هذه الفوائد: الحصول على مزيد من فيتامين بي الذي يقل محتواه عند تسخين الحليب، وكذلك الحصول على كميات كالسيوم أكبر. ربما يفضل البعض طعم الحليب وقوامه بدون غلي أيضًا؛ فإن الغلي يتسبب بتغير الطعم واللون قليلًا.

ما هي أضرار شرب الحليب بدون تسخين؟

على الرغم من كون تسخين الحليب يفقده فوائده إلى حد ما؛ إلا إن عملية التسخين ضرورية للتخلص من مسببات الأمراض المحتملة. يؤدي شرب الحليب بدون تسخين إلى العديد من الأضرار الصحية المحتملة، ومنها ما يأتي:

• الإصابة بالعطيفة: إن العطيفة من أنواع البكتيريا التي يمكن أن توجد في الحليب غير المغلي، وتتسبب بالعديد من الأعراض مما في ذلك الإسهال، وعادةً ما تظهر الأعراض في غضون 5 أيام من الإصابة حسب منظمة الصحة العالمية.
• عدوى السالمونيلا: يحمل الحليب غير المغلي بكتيريا السالمونيلا في بعض الأحيان، وهي بكتيريا تعيش في أمعاء الحيوانات والبشر عادةً، وربما تؤدي إلى الجفاف الشديد بسبب الإسهال أحيانًا مما يستدعي رعاية طبية فورية.
• الإشريكية القولونية: على الرغم من وجود بعض سلالات الإشريكية القولونية غير الضارة؛ إلا إن بعض سلالات هذه البكتيريا تؤدي إلى التهاب المسالك البولية والعديد من المضاعفات الأخرى، وربما تنتقل إلى الإنسان من الحليب غير المغلي.
• عدوى الليستيريا: في بعض الأحيان يؤدي شرب الحليب غير المغلي إلى الإصابة بعدوى الليستريا، وتؤدي هذه العدوى إلى الإسهال، والغثيان، وآلام العضلات، وتتسبب بالحمى.
• داء اليرسنيات: في بعض الأحيان تنتقل البكتيريا المتسببة بداء اليرسنيات إلى الإنسان عند تناول الحليب غير المغلي، ويؤدي هذا الداء إلى الإسهال مع آلام في البطن، ولكن أعراضه تزول بدون حاجة إلى تدخل طبي معظم الأحيان.
• حمى كيو: على الرغم من عدم ظهور أية أعراض على الأشخاص عند انتقال بكتيريا الكوكسيلة البورنيتية إليهم؛ إلا إن هذه البكتيريا التي تنتقل من الحليب غير المغلي أحيانًا تؤدي إلى الإصابة بحمى كيو.
• عدوى العنقوديات: تنتقل عدوى العنقوديات إلى الإنسان أحيانًا عند شرب الحليب غير المغلي، وربما تؤدي هذه العدوى إلى مضاعفات صحية خطيرة تنتهي بالموت في الحالات الشديدة.
• داء خفيات الأبواغ: عند الإصابة بداء خفيات الأبواغ ربما يتعرض المرء إلى الإسهال، وهو داء يهدد الحياة إذا أصاب مرضى السرطان، والمصابين بمرض نقص المناعة البشرية.

هل يفسد الحليب المغلي خارج الثلاجة؟

ربما يفسد الحليب المغلي خارج الثلاجة إذا بقي طويلًا دون تبريد، ولذلك من الضروري إعادة الحليب إلى الثلاجة، والمحافظة عليه بدرجات حرارة مناسبة عند الرغبة بحفظه، وذلك حتى لا يفسد، كما أنه يصبح وسطًا مناسبًا لاستقبال الكثير من مسببات الأمراض عندما يسخن خارج الثلاجة أيضًا مما يجعله غير صحيّ.

كم المدة الكافية لغلي الحليب عند البسترة؟

إن تسخين الحليب يفقده فوائده حتى عند إجراء عمليات البسترة إلا أن البسترة ضرورية لضمان التخلص من أية بكتيريا تؤدي إلى إصابة الإنسان بالأمراض، ويعتني المختصون بمعرفة كم المدة الكافية لغلي الحليب عند إجراء البسترة عادة أثناء لتتم على النحو المطلوب، ويجدر الذكر بأن التسخين يستمر مدة 15 ثانية إذا كان على درجة 72 مئوية، ويستمر 30 دقيقة إذا كان على درجة 63 مئوية.

ما هي شروط تسخين الحليب لبسترته؟

لا يحتاج المختصون إلى تسخين الحليب أكثر من مرة عند إجراء البسترة، وإنما يتم الاكتفاء بالتسخين مرة واحدة لمدة كافية على درجة حرارة مناسبة. فيما يأتي شروط تسخين الحليب لبسترته:

• حساب درجة الحرارة بدقة: عند البسترة لا بد من حساب درجة الحرارة المطلوبة بدقة كبيرة، وينبغي أن يكون التسخين قادرًا على قرابة 99% من بكتيريا الحليب.
• الحاجة إلى درجات حرارة أعلى للحليب الملوث: تختلف درجات الحرارة المطلوبة للبسترة بين الحليب الملوث والحليب غير الملوث، وعادةً ما يحتاج الحليب الملوث إلى درجات حرارة أكبر أو وقت أطول أو يحتاجهما معًا.
• تجانس التسخين: لا بد أن يكون التسخين للحليب متجانسًا عند القيام بعمليات البسترة، وذلك لأن عدم وصول التسخين المناسب إلى بعض الأجزاء يؤدي إلى بقاء البكتيريا ثم انتشارها، وارتفاع الحرارة على بعض الأجزاء تتسبب بتغير خواصها.
• التبريد بعد انتهاء عملية البسترة: بعد الانتهاء من عملية التسخين للقضاء على البكتيريا الموجودة في الحليب ينبغي على المختصين تبريد الحليب سريعًا إلى 3-4 مئوية، وذلك للحد من نشاط البكتيريا المتبقية.

كيف يمكن تسخين الحليب؟

إن معرفة كم المدة الكافية لغلي الحليب ضرورية لإجراء عمليات البسترة بالشكل المناسب، سواءً كانت في المنزل أو داخل مراكز ومؤسسات إنتاج الحليب، ويمكن الاعتماد على الموقد لغايات تسخين الحليب كما يأتي:

• وضع الحليب في وعاء مناسب: في البداية يجب وضع الحليب في وعاء كبير لتسخينه على الموقد، ومن الأفضل اختيار وعاء النحاس أو الألومنيوم أو الفولاذ المقاوم للصدأ.
• تشغيل الموقد: بعد سكب الحليب في الوعاء يتم وضعه على الموقد، ويتم تشغيل الموقد على درجة حرارة متوسطة مع إبقاء الحليب فوقه حتى الوصول إلى درجة الغليان.
• تقليب الحليب: أثناء وجود الحليب على الموقد من الضروري تقليبه بشكل مستمر، وذلك لضمان تسخينه بالشكل المتساوي وعدم احتراق أية أجزاء منه أثناء عملية التسخين.
• التخلص من الرغوة: في بعض الأحيان تتشكّل الرغوة على الحليب أثناء التسخين، وينبغي تبديد هذه الرغوة من خلال تقليل درجة الحرارة مع التحريك باستمرار حتى تتبدد الرغوة نهائيًا.
• ترك الحليب ليغلي مدة كافية: عند الوصول إلى درجة الغليان من الجيد ترك الحليب على النار حتى مرور 2-3 دقيقة، وينبغي عدم الانتظار أكثر من ذلك حتى لا يحترق الحليب ويفقد مزيدًا من فوائده.
• تخزين الحليب جيدًا: بعد الانتهاء من عملية التسخين لا بد من تخزين الحليب في ظروف مناسبة؛ لضمان عدم عودة مسببات الأمراض إليه مرة أخرى.

ما هي أبرز الإشاعات حول الحليب الخام غير المبستر؟

عند تحديد أيهما أفضل شرب الحليب بارد أم ساخن ربما يقرأ المرء بعض الشائعات المنتشرة حول الحليب غير المسخن أو غير المبستر، وفيما يأتي بعضًا من أبرز هذه الإشاعات حسب جامعة ولاية ميشيغان:

• عدم وجود مسببات الأمراض في الحليب العضوي: يظن البعض بأن مسببات الأمراض لا توجد في الحليب العضوي، ولكنها يمكن أن تتواجد في الحليب العضوي وغير العضوي على الحقيقة مما يدعو إلى بسترة كل منهما.
• العلاقة بين الحليب الخام والحساسية: يرى البعض بأن الحليب الخام لا يؤدي إلى حساسية الحليب أو عدم تحمل اللاكتوز، ولكن ذلك غير صحيح، ويمكن أن يتسبب الحليب الخام بظهور أعراض الحساسية.
• عدم وجود مسببات الأمراض في بعض الماشية: تنتشر بعض الإشاعات التي تفيد بعدم وجود مسببات الأمراض في حليب الماشية التي تتم تربيتها في ظروف صحية، ولكنها إشاعات غير صحيحة لأن مسببات الأمراض يمكن أن تنتقل من خارج المزرعة.
• القضاء على جميع العناصر الغذائية: على الرغم من كون تسخين الحليب يفقده فوائده إلى درجة ما؛ إلا إنه لا يتسبب بالقضاء على جميع العناصر الغذائية، ويستطيع الحليب الاحتفاظ بمعظم العناصر الغذائية بعد البسترة.

ما هي أبرز الفوائد من شرب الحليب؟

يؤدي تسخين الحليب أكثر من مرة إلى فقدان المزيد من الفوائد، ولذلك ينبغي تجنب هذه العملية، وإنما يتم الاكتفاء بالتسخين مرة واحدة لبسترة الحليب فحسب. فيما يأتي بعضًا من أبرز الفوائد الصحية لشرب الحليب:

• المحافظة على كثافة العظام: يعد الحليب واحدًا من المصادر المهمة للكالسيوم والفسفور، وهُما عنصران ضروريان لنمو العظام بشكل صحي، كما أنهما مهمان لنمو الأسنان الصحية أيضًا.
• تزويد الجسم بفيتامين بي: إن تسخين الحليب يفقده فوائده التي تتعلق بفيتامينات بي إلى حد ما، إلا أنه يبقى أحد المصادر المهمة لهذه الفيتامينات، وهي من الفيتامينات الضرورية لتكوين خلايا الدم الحمراء في الجسم.
• الحماية من زيادة الوزن: يحتوي الحليب على العديد من العناصر الغذائية التي تسهم في تقليل الوزن، إلى جانب العناصر الغذائية التي تحد من زيادة الوزن، وهو ما يجعله مناسبًا للأشخاص الذين يريدون المحافظة على الوزن ضمن الحدود الطبيعية.
• نمو العضلات: يحتوي الحليب على الكازين بالإضافة إلى مصل اللبن، وهي من البروتينات التي تساعد في بناء الكتلة العضلية، كما أن هذه البروتينات تسهم في تقليل دهون الجسم أيضًا.

اقرأ/ي أيضًا:

هل الحليب مسموح في الكيتو؟

هل هناك فوائد لحليب الصويا؟

هل فوائد حليب اللوز مثبتة علميًا؟

هل السعرات الحرارية في الحليب منخفضة؟