تحقيق مسبار
يظن البعض بأن غزة كانت مصرية ثم احتُلت بعد ذلك من قبل دولة الاحتلال الإسرائيلي، ولكن غزة لم تكن كذلك، وإنما هي من الأراضي الواقعة داخل حدود فلسطين. وتعرّض قطاع غزة إلى كثير من المحطات التاريخية منذ نهاية الحكم العثماني بعد الحرب العالمية الثانية، وحتى سيطرة حركة حماس على الحكم داخله بعد مرور عدة عقود.
هل غزة كانت مصرية؟
لم تكن غزة مصرية، وإنما كانت من الأراضي التي تحكمها الدولة العثمانية قبل الحرب العالمية الأولى ثم انتقلت إلى الانتداب البريطاني بعد انتهاء الحرب، واستمرت تحت الانتداب البريطاني حتى انتهائه عام 1947، ثم أصبحت من الأراضي الفلسطينية التي يحكمها العرب بموجب خطة التقسيم العربي اليهودي الصادرة عن الأمم المتحدة في هذا العام، ولكن غزة أصبحت تحت الإدارة المصرية بعد حرب النكبة.
هل غزة مصرية أم فلسطينية؟
يتردد البعض في تحديد ما إذا كانت غزة مصرية أم فلسطينية إلا أن غزة من الأراضي الواقعة داخل حدود فلسطين، ولم تكن مصرية، ويشمل ذلك جميع المحافظات الواقعة داخل القطاع بما فيها محافظة غزة بالإضافة إلى محافظة الشمال ومحافظة خانيونس والمحافظات الأخرى، ولا تحكم مصر أيًا من الأراضي داخل غزة حاليًا.
متى كانت غزة تابعة لمصر؟
وضحت موسوعة بريتانيكا متى كانت غزة تابعة لمصر؛ فإن جمهورية مصر العربية تمكّنت من السيطرة على أراضي القطاع ومنع الاحتلال الإسرائيلي من الاستحواذ عليها عام 1948، ثم أصبحت الحاكم الإداري المعترف به لغزة بعد ذلك حتى عام 1967؛ باستثناء الفترة الواقعة بين العامين 1956-1957 عندما تعرضت غزة إلى العدوان، ولكن غزة كانت مصرية الإدارة مرةً أخرى بعد انتهاء العدوان.
كيف تم احتلال غزة عام 1956؟
في عام 1956 تعرضت غزة وجمهورية مصر العربية إلى ما يطلق عليه اسم العدوان الثلاثي، وبعد هذه الحرب تم احتلال أراضي غزة منذ يوم 7 نوفمبر/تشرين الثاني من عام 1956 وحتى يوم 7 مارس/آذار من عام 1957 ثم عادت إلى الإدارة العسكرية المصرية، وفيما يأتي بعضًا من المعلومات حول هذه الحرب:
- الدول المشاركة في العدوان: لم يكن العدوان على جمهورية مصر العربية عام 1956 من قبل دولة الاحتلال الإسرائيلي وحدها، وإنما كان يشاركها كل من الجمهورية الفرنسية وبريطانيا أيضًا.
- موعد بدء العدوان: على الرغم من احتلال غزة يوم 7 نوفمبر/تشرين الثاني من عام 1956، إلا أن العدوان الثلاثي على جمهورية مصر العربية بدأ يوم 29 أكتوبر/تشرين الأول من عام 1956.
- سبب بدء الحرب: بدأت دولة الاحتلال الإسرائيلي عدوانها على جمهورية مصر العربية مع فرنسا وبريطانيا بعدما أعلن الرئيس المصري تأميم قناة السويس؛ فإن هذه الدول أرادت استعادة السيطرة الدولية على القناة.
- نتيجة الحرب: في النهاية خرجت جمهورية مصر العربية منتصرةً من حرب العدوان الثلاثي على الرغم من احتلال أراضي غزة؛ فإنها استعادت حكم غزة إداريًا، ولم تتمكّن الدول المُعتدية من استعادة السيطرة الدولية على قناة السويس.
لماذا انتهت الإدارة المصرية لقطاع غزة؟
إن غزة كانت مصرية الإدارة حتى حلول عام 1967 ثم انتهت الإدارة المصرية لقطاع غزة بعدها، وذلك لأن الاحتلال الإسرائيلي استطاع السيطرة على غزة بعد انتهاء حرب النكسة المعروفة باسم حرب الأيام الستة، وتتضمن القائمة الآتية بعض المعلومات حول هذه الحرب:
- اسم الحرب: تُعرف الحرب الثانية بين الاحتلال الإسرائيلي والدول العربية باسم حرب الأيام الستة عند الاحتلال؛ نظرًا لعدد الأيام التي استغرقتها، بينما تعرف بالنكسة عند العرب بسبب الهزيمة التي لحقت بهم.
- بدء الحرب: شهدت الفترة التي سبقت هذه الحرب توترات كثيرة بين الاحتلال الإسرائيلي والدول العربية، وكانت بدايتها عندما قام الاحتلال بهجوم مفاجئ على سلاح الجو المصري يوم 5 يونيو/حزيران من عام 1967.
- الإعلان عن الهزيمة: في يوم 9 يونيو/حزيران من عام 1967 أعلن الرئيس المصري جمال عبد الناصر عن الهزيمة في الحرب، وأراد تقديم استقالته إلا أن المظاهرات الحاشدة في مصر جعلته يتراجع عن هذا القرار.
- نهاية الحرب: انتهت حرب الأيام الستة يوم 10 يونيو/حزيران من عام 1967 بعد خسارة الجيوش العربية، وكانت غزة تحت الإدارة المصرية قبلها في حين انتقلت إلى سيطرة الاحتلال الإسرائيلي بعد ذلك.
- نتيجة حرب النكسة: لم تنته حرب النكسة بخسارة أراضي غزة وحدها وانتهاء الإدارة المصرية على أراضيها، وإنما انتهت باحتلال شبه جزيرة سيناء والضفة الغربية وهضبة الجولان أيضًا.
- الخسائر البشرية العربية: إلى جانب خسارة مساحات شاسعة من الأراضي تعرضت الدول العربية إلى خسارة بشرية وصلت إلى 25 ألف نسمة، كما تسببت الحرب بوقوع 45 ألف إصابة أيضًا.
- الخسائر البشرية للاحتلال الإسرائيلي: بلغ عدد قتلى الاحتلال الإسرائيلي في حرب الأيام الستة 800 قتيلًا فحسب، وأما عن عدد المصابين؛ فإنه وصل إلى 2,593 مصابًا.
ماذا كانت تسمى غزة قديمًا تحت الإدارة المصرية؟
كانت تسمى غزة قديمًا تحت الإدارة المصرية بذات اسمها المعروف، وهو اسم قديم وليس جديد؛ فإن العرب كانت تعرفها بهذا الاسم أيضًا، وأطلق عليها اسم غزة هاشم لأن هاشم بن عبد مناف -جد أبي رسول الله- توفي فيها، وعُرفت غزة كذلك باسم إيوني، واسم مينووا، واسم قسطنديا في عصور مختلفة.
هل اعتنت الإدارة المصرية بالتعليم في غزة؟
إن غزة كانت مصرية الإدارة لفترة طويلة، وشهدت هذه الفترة عناية كبيرة في مجال التعليم فعلًا، وفيما يأتي بعضًا من مظاهر الاعتناء بالتعليم من قبل الإدارة المصرية:
- توفير التعليم المجاني: في فترة الإدارة المصرية لقطاع غزة كان التعليم مجانيًا لجميع المراحل التعليمية، كما أن الكتب كانت مجانية لجميع المدارس التي تتبع وكالة الغوث أو تتبع إدارة جمهورية مصر العربية.
- المناهج المعتمدة: تم اعتماد مناهج جمهورية مصر العربية للتعليم في غزة خلال هذه الفترة، وذلك مع بعض التعديلات في مادة الجغرافيا ومادة التاريخ، وهو ما يشير إلى العناية بالمناهج المناسبة للطلبة في قطاع غزة.
- زيادة نسبة تعليم الإناث: لم تقتصر الإدارة المصرية على الاعتناء بتعليم الذكور وحدهم، وإنما شهدت هذه الفترة كذلك زيادة في نسبة التعليم للإناث داخل أراضي قطاع غزة حسب وكالة الأنباء والمعلومات الفلسطينية.
- التعليم العالي: لم تقم جمهورية مصر العربية بافتتاح مؤسسات التعليم العالي داخل غزة خلال فترة إدارتها له؛ إلا أنها سمحت للطلب في قطاع غزة بمتابعة التعليم داخل الجامعات المصرية، وكانت تعليمهم مجانيًا.
كم محافظة في تقسيمات قطاع غزة؟
تتضمن تقسيمات قطاع غزة الحالية 5 محافظات فحسب، وهي محافظة غزة التي تضم المدينة التي تحمل الاسم نفسه، وهي عاصمة القطاع، وتشمل المحافظات الأخرى كلًا من محافظة شمال غزة، ومحافظة خان يونس، ومحافظة رفح التي تقع في أقصى الجنوب، والمحافظة الوسطى التي تعرف كذلك باسم محافظة دير البلح.
ما هو أصل أهل غزة القدماء؟
وضح كتاب تاريخ غزة العديد من التفاصيل حول أصول أهل غزة القدماء، ويرى المؤلف بأن البناة الأقدمون لغزة كانوا من المعينيين والسبئيين والعموريين والكفتاريين والعناقيين والمديانيين والآدوميين والعموريين، وأصبحت غزة تحت حكم الكنعانيين بعدها، وهذا يعني أنها من المدن ذات التاريخ القديم في الأراضي الفلسطينية.
هل يستطيع المصري دخول غزة؟
إن غزة كانت مصرية الإدارة بالفعل؛ إلا أنها أصبحت تحت سلطة الاحتلال الإسرائيلي بعدها، ثم خرج الاحتلال منها وعادت إلى حكم حركة المقاومة الإسلامية حماس، ولا يستطيع المصري دخول غزة في الوقت الراهن؛ إلا بعد الحصول على إذن بالدخول كما هي حالة مواطني الدول الأخرى من العالم، ويكون ذلك من خلال معبر رفح الذي يربط مصر بغزة.
اقرأ/ي أيضًا: