تحقيق مسبار
تنتج الإصابة بالتيفوئيد أو الحمى التيفية، المعروفة كذلك باسم الحمى المعوية، عن بكتيريا السلمونيلا. والحمى التيفية نادرة في الأماكن التي لا يحمل البكتيريا فيها إلا عدد قليل من الناس. وهي نادرة أيضًا في الأماكن التي تُعالَج فيها المياه لقتل الجراثيم ويُجرى التخلص فيها من النفايات البشرية بطريقة صحية. وتقع الأماكن ذات عدد الحالات الأكبر أو التي تشهد حالات تفشِ منتظمة في إفريقيا وجنوب آسيا. تستعرض هذه المقالة الأسباب وراء الإصابة بمرض التيفوئيد، بالإضافة إلى الأعراض والعلاج وبعض الأرقام والإحصائيات الصادرة عن منظمة الصحة العالمية حول المرض.
أسباب الإصابة بالتيفوئيد
السبب الرئيسي لحمى التيفوئيد هو الإصابة بالسالمونيلا التيفية، والتي يمكن أن تصيب البشر من خلال الطرق التالية:
1- التلوث: تنتقل البكتيريا المسببة لحمى التيفوئيد إلى البشر بشكل رئيسي عن طريق الأطعمة أو المياه الملوثة، وأحيانًا عن طريق التلامس المباشر مع شخص مصاب بالتيفوئيد. وتنتشر حمى التيفوئيد بشكل رئيسي في الدول النامية، نتيجة سوء التعقيم والنظافة، وغالبًا لا يصاب سكان الدول المتقدمة بهذا المرض إلا بعد زيارة أحد الدول النامية التي ينتشر فيها.
تنتقل البكتيريا المسببة لحمى التيفوئيد عبر براز الشخص المصاب، وفي بعض الأحيان قد تنتقل عن طريق البول، لذلك يمكن أن تنتقل العدوى لشخص آخر في حال تناوله طعام معد بواسطة شخص مصاب بحمى التيفوئيد ولا ينظف يديه جيداً بعد استعمال الحمام. ويمكن تلوث مصادر الأطعمة نتيجة تلوث مصادر المياه المستخدمة، حيث يمكن للبكتيريا البقاء على قيد الحياة لعدة أسابيع في المياه.
2- حاملو حمى التيفوئيد: بعد الشفاء من حمى التيفوئيد، تستمر نسبة قليلة من المرضى تقدر ب 3- 5% بإيواء البكتيريا في الأمعاء أو المرارة دون أن تسبب لهم أي أعراض، وفي بعض الحالات قد تسبب نوبات مرضية خفيفة تمضي دون أن تكتشف.
,قد تبقى البكتيريا عند حاملي المرض لعدة سنوات، ويطلق عليهم حاملو التيفوئيد المزمن، حيث يستمر انتقال البكتيريا عبر البراز لديهم وتكون قادرة على إصابة الآخرين بالعدوى بالرغم من أن حاملها لا يعاني من أي أعراض، وقد يتسبب هؤلاء الأشخاص بتفشي المرض لعدة سنوات.
أعراض الإصابة بالتيفوئيد
تستمر فترة حضانة المرض بالعادة أسبوع إلى أسبوعين، بينما تستمر فترة المرض 3- 4 أسابيع تقريبًا، وتتضمن الأعراض ما يلي:
- ارتفاع مستمر (لا يزيد ويقل) في حرارة الجسم، حيث قد تصل حرارة الجسم إلى 39- 40 درجة مئوية.
- تعب وضعف وآلام عامة.
- آلام المعدة.
- الصداع.
- الإمساك أو الإسهال.
- السعال.
- فقدان الشهية.
- احتقان في الصدر، ويحدث عند العديد من المرضى.
- طفح جلدي على شكل نقاط مسطحة وردية اللون قد يصيب بعض مرضى التيفوئيد.
في المراحل المتقدمة من المرض وفي حال عدم الحصول على علاج، قد يصاب المريض بالهذيان، أو قد يستلقي متعبًا دون حركة مع إغلاقه لنصف عينيه وتعرف هذه الحالة بالحالة التيفية.
وقد تعود أعراض الحمى التيفية عند ما يقارب 10% من المرضى بعد شعورهم بالتحسن بمدة أسبوعين، وغالبًا ما يحدث ذلك عند المرضى الذين تم علاجهم بالمضادات الحيوية.
كيفية علاج مرض التيفوئيد
يمكن علاج حمى التيفوئيد بالمضادات الحيوية. وتشيع مقاومة مضادات الميكروبات باحتمال أن تكون الخيارات العلاجية اللازمة في الأماكن الأشد تضررًا أكثر تعقيدًا وتكلفةً. وحتى بعد اختفاء أعراض حمى التيفوئيد، قد لا يزال الشخص حاملًا لجراثيم التيفوئيد، مما يعني أن بإمكانه نقلها إلى غيره عن طريق البراز. ومن المهم أن يتخذ الأشخاص الخاضعون لعلاج حمى التيفوئيد التدابير التالية:
- تناول المضادات الحيوية الموصوفة طيلة الفترة التي يصفها الطبيب.
- غسل اليدين بالماء والصابون بعد استخدام المرحاض وتجنب تحضير الطعام أو تقديمه للغير. وسيؤدي هذا التدبير إلى تقليل فرصة انتقال العدوى إلى شخص آخر.
- إجراء فحص لدى الطبيب للتأكد من عدم استمرار وجود جراثيم السلمونيلا التيفية في أجسامهم.
هل مرض التيفوئيد خطير؟
مرض التيفوئيد عادة يتم الشفاء منه تمامًا إذا تم علاجه بشكل جيد دون الحاجة لإدخال المريض إلى المستشفى، إلا إذا كان المريض كبيرًا أو صغيرًا جدًا في السن، أو كان عنده مشاكل مناعية أخرى، وإن لم يتم علاجه يحدث تسمم الدم في الأسبوع الثالث، مما قد يؤدي إلى فقدان الوعي والوفاة. وبعد الشفاء 5% من المرضى يصبح حاملي الجرثومة .
الوقاية من الإصابة بالتيفوئيد
يشيع انتشار حمى التيفوئيد في الأماكن التي تتردّى فيها خدمات الصرف الصحي وتفتقر إلى مياه الشرب المأمونة. وإن إتاحة المياه الصحية وخدمات الصرف الصحي الكافية وحفاظ مُناولي الأغذية على النظافة الصحية والتطعيم ضد التيفوئيد أمور تكون كلها فعالة للوقاية من حمى التيفوئيد.
ويُعطى اللقاح المضاد للتيفوئيد والمكوّن من المستضد المُنقَّى المرتبط ببروتين حامل كجرعة واحدة قابلة للحقن للأطفال اعتبارًا من سن 6 أشهر وللبالغين حتى سن 45 سنة أو 65 سنة (حسب اللقاح).
وقد يحتاج بعض الأشخاص إلى لقاحين إضافيين خلال عدة سنوات، خصوصًا لدى الأطفال الأكبر سنًا والبالغين المعرضين لخطر الإصابة بالتيفوئيد، بمن فيهم المسافرين. وهذان اللقاحان لا يوفران مناعة طويلة الأمد (مما يفترض إعطاء جرعات متكررة أو معززة) وهما غير معتمدَيْن لاستخدامهما لدى الأطفال الذين تقل أعمارهم عن سنتين:
- لقاح معتمد على المستضد المُنقَّى يُعطى حَقناً للأشخاص البالغة أعمارهم سنتين وأكثر.
- لقاح فموي حي مُوَهَّن يُعطى في شكل كبسولات للأشخاص الذين تزيد أعمارهم على 6 سنوات.
وخضع اثنان من اللقاحات المتقارنة المضادة للتيفوئيد لاختبار الصلاحية المسبق من جانب منظمة الصحة العالمية منذ كانون الأول/ ديسمبر 2017، ويجري إدراجهما في برامج تمنيع الأطفال في البلدان التي يتواجد بها التيفوئيد.
ويُحتمل تعرض جميع المسافرين المتوجهين إلى المناطق التي يستوطنها المرض لخطر الإصابة بحمى التيفوئيد، وإن كان مستوى هذا الخطر منخفضًا بوجه عام في المراكز السياحية والتجارية التي تتسم بارتفاع مستويات خدمات الإقامة والصرف الصحي ونظافة الأغذية. وينبغي أن يُتاح التطعيم ضد حمى التيفوئيد للمسافرين المتوجهين إلى أماكن يرتفع فيها مستوى مخاطر الإصابة بحمى التيفوئيد.
وتساعد التوصيات التالية على ضمان السلامة أثناء السفر:
- التأكد من طبخ الطعام على النحو الواجب وبقائه ساخنًا عند تقديمه.
- تجنب الحليب الخام والمنتجات المصنوعة من الحليب الخام وشرب الحليب المبستر أو المغلي فقط.
- تجنب الثلج ما لم يكن مصنوعًا من مياه مأمونة.
- غلي مياه الشرب عندما تكون نظافة وأمان هذه المياه موضع شك، أو تطهيرها إذا استحال غليها بعامل مطهر موثوق به وبطيء الانبعاث (يتوفر عادةً في الصيدليات).
- غسل اليدين جيدًا وتكرارًا باستخدام الصابون، خصوصًا بعد مخالطة الحيوانات الأليفة أو حيوانات المزارع أو بعد الخروج من المرحاض.
- غسل الفاكهة والخضر بعناية، ولا سيما إذا أُكلت نيئة. وينبغي تقشير الخضر والفاكهة إذا كان ذلك ممكنًا
حقائق وأرقام حول مرض التيفوئيد
- تشير التقديرات في عام 2019 إلى إصابة 9 ملايين شخص بالتيفوئيد ووفاة 000 110 شخص بسببه كل سنة.
- تشمل الأعراض الإصابة بالحمى لفترة طويلة والتعب والصداع والغثيان وآلام البطن والإمساك أو الإسهال. وقد يُصاب بعض المرضى بالطفح الجلدي. وقد تسبب الحالات المرضية الوخيمة مضاعفات خطيرة أو حتى الوفاة.
- يمكن علاج حمى التيفوئيد بالمضادات الحيوية وإن كانت مقاومتها المتزايدة لأنماط مختلفة من المضادات الحيوية تزيد تعقيد علاجها.
- يوصى باستخدام اللقاح المتقارن المضاد للتيفود لدى الأطفال اعتبارًا من سن 6 أشهر ولدى البالغين حتى سن 45 سنة أو 65 سنة (حسب اللقاح).
- خضع إثنان من اللقاحات المتقارنة المضادة للتيفود لاختبار الصلاحية المسبق من جانب منظمة الصحة العالمية منذ كانون الأول/ ديسمبر 2017 ويجري إدراجهما في برامج مناعة الأطفال في البلدان التي يستوطنها التيفوئيد.
اقرأ/ي أيضًا: