هل ترى النساء ألوانًا أكثر من الرجال؟

ترى النساء ألوانًا أكثر من الرجال نظرًا لتفوق عدد كروموسومات X لديها على عدد كروموسومات X الموجودة عند الرجال، وهذا يعني أن الأسباب ترتبط بالجينات، ولذلك يجد المرء بأن النساء يستطعن إدراك عدد كبير من الألوان بدرجات متفاوتة في حين يرى الرجل بأنها لون واحد، ولكن الرجال أكثر قدرة على ملاحظة الحركة.

هل ترى النساء ألوانًا أكثر من الرجال؟

بعد معرفة كم لون يراه الرجل وكم الألوان التي تراها النساء يتضح بأن النساء تستطيع إدراك التدرج في الألوان والتفريق بينها أكثر من الرجال فعلًا. يمكن للنساء تمييز العديد من تدرجات الألوان عند النظر إليها ورؤيتها مختلفة عن بعضها البعض، في حين يرى الرجال بأنها لون واحد، ويحتاج الرجل إلى فارق أكبر بالأطوال الموجية ليميز اللون عن الآخر.

لماذا ترى النساء ألوانًا أكثر من الرجال؟

ربما يعود السبب في رؤية النساء ألوانًا أكثر من الرجال إلى عدد كروموسومات X التي لديها؛ فإن النساء لديهن اثنين من كروموسومات X في جيناتهن، بينما يوجد لدى الرجل كروموسوم X واحد وكروموسوم Y واحد، وهو السبب في العديد من الاختلافات التي بين الرجال والنساء بشكل أساسي.

يحمل كروموسوم X مستقبلات الألوان في جسم الإنسان، وبما أن لدى المرأة اثنين من هذا الكروموسوم في جيناتها بينما يوجد لدى الرجل واحد منه؛ فإن القدرة على تنشيط كروموسوم واحد لأحد المستقبلات والكروموسوم الآخر لمستقبل آخر متوفرة لدى النساء، بينما لا يستطيع الرجال ذلك بنفس قدرة النساء.

كيف ترى المرأة الألوان؟

ترى النساء ألوانًا أكثر من الرجال بعد انعكاس الضوء على الجسم الملون ثم انعكاسها في العين، وفيما يأتي خطوات رؤية الألوان عند المرأة:

• انعكاس الضوء على الجسم الملون: في البداية يضرب شعاع الضوء الجسم الملون، مما يؤدي إلى امتصاص جزء من الشعاع وعكس الباقي حسب الأطوال الموجية، وهو ما يمكّن الإنسان من رؤية الأجسام الملونة.
• ارتداد موجات الضوء إلى العينين: بعد انعكاس الضوء على الجسم الملون؛ ترتد الموجات الضوئية الملونة إلى عين الإنسان فور النظر إلى الجسم المطلوب، وفي هذه اللحظة يبدأ عمل العينين لرؤية الألوان.
• وصول الضوء إلى الشبكية: إن الشبكية من المكونات التي تحتوي عليها العين، وتتضمن الشبكية العديد من الخلايا العصبية التي تُعرف بالمخاريط والعصي، وبعد ارتدادها تصل الموجات إلى الشبكية لتبدأ العين بتحليلها.
• إرسال الإشارات إلى الدماغ: عندما يضرب الضوء العصي والمخاريط في عين الإنسان يتم إرسال إشارات كهربائية إلى الدماغ من خلال العصب البصري ليقوم الدماغ بتحليلها.
• وصول الإشارات إلى الدماغ: يرتبط العصب البصري بالمهاد من الدماغ، ويتولى مسؤولية إيصال الإشارات إلى المهاد الذي يقوم بمعالجة هذه الإشارات، ثم تجميعها مع المعلومات الأخرى لإرسالها إلى أجزاء أخرى من الدماغ.
• إرسال المعلومات إلى القشرة البصرية: بعد تجميع المعلومات يتم نقلها إلى القشرة البصرية، وهي من الأجزاء الواقعة في الجزء الخلفي من دماغ الإنسان.
• التعرّف على الألوان: تحتوي القشرة البصرية على العديد من الخلايا التي تستطيع التعامل مع أنواع مختلفة من المعلومات التي تصل إليها، ومنها الخلايا التي يمكنها التعرّف على كل واحد من الألوان وتفسيرها.
• انتقال المعلومات إلى قشرة الفص الجبهي: في النهاية يتم نقل المعلومات البصرية -بما فيها الألوان- إلى قشرة الفص الجبهي عبر الأعصاب، وهي الجزء الذي يعالج فيه الدماغ المعلومات الواردة من الحواس لجمعها معًا.
• تشكُّل الصور والألوان: بعد الانتهاء من تجميع الألوان والمعلومات الحِسيّة الأخرى وما تتعلق به من العواطف والذكريات تتشكّل لدى الإنسان الصور وما تنطوي عليه من الألوان.

هل عمى الألوان مرتبط بالجنس؟

ترى النساء ألوانًا أكثر من الرجال كما أن نسبة إصابتها بعمى الألوان منخفضة مقارنةً بنسبة إصابة الرجال؛ فإن هناك رجلًا واحدًا يُصاب بعمى الألوان من بين كل 12 رجلًا، في حين تصاب امرأة واحدة بهذه المشكلة في البصر من بين كل 200 امرأة حسب هيلث لاين، وهو ما يوضح الفارق الكبير بين نسبة إصابة الرجال والنساء.

لماذا عمى الألوان عند الرجال أكثر من النساء؟

يعود السبب في زيادة احتمالية إصابة الرجال بعمى الألوان مقارنةً بالنساء إلى عدد كروموسومات X لدى كل منهما أيضًا، مما يعني أنه ذات السبب الذي لأجله ترى النساء ألوانًا أكثر من الرجال؛ فإن المستقبلات البصرية موجودة عند النساء في كل من كروموسوم X الأول وكروموسوم X الثاني أيضًا حسب الأكاديمية الأمريكية لطب العيون.

إذا تعرّض واحد من مستقبلات اللون عند الرجال إلى مشكلة؛ فربما يؤدي ذلك إلى الإصابة بعمى الألوان مباشرة خلافًا للنساء، وذلك لأن النساء إذا تعرض لديهن أحد المستقبلات إلى مشكلة؛ فإن هناك مستقبلًا آخر يشابهه في كروموسوم X الآخر، ولا بد من وجود مشكلة يتعرض إليها ذات المستقبل اللوني في كل واحد من الكروموسومين حتى تُصاب بعمى الألوان.

هل توجد أسباب معروفة لعمى الألوان؟

يرتبط عمى الألوان بالعوامل الوراثية في كثير من الأحيان، وهناك العديد من الأسباب المعروفة غير الوراثية لهذه المشكلة في البصر، وتتضمن القائمة الآتية عدة منها:

• التعرض إلى المواد الكيميائية: تتسبب بعض المواد الكيميائية التي يتعرض إليها الإنسان أحيانًا بالضرر للجهاز العصبي عند الإنسان، وربما تؤدي هذه المواد -مثل المذيبات العضوية- إلى الإصابة بعمى الألوان.
• عدم الوقاية من إضاءة اللحام: يشتغل الكثيرون بأعمال اللحام دون استخدام الأدوات والمعدات الواقية من الوهج الشديد، وفي بعض الأحيان يؤدي ذلك إلى الإصابة بعمى الألوان على المدى البعيد.
• الإصابة بأمراض العين: تؤدي الإصابة ببعض أمراض العين إلى عمى الألوان فيما بعد، ويشمل ذلك الضمور البقعي المرتبط بالعمر، وإعتام عدسة العين، والمياه الزرقاء.
• تناول بعض الأدوية: في بعض الأحيان يرجع سبب الإصابة بعمى الألوان عند الرجال والنساء إلى تناول بعض الأدوية، ومنها: أدوية الهيدروكسي كلوروكوين المستخدمة في علاج التهاب المفاصل الروماتويدي.
• المشاكل الصحية التي تؤثر على الجهاز العصبي: تؤثر بعض المشاكل الصحية التي يصاب بها الإنسان على الجهاز العصبي أو الدماغ، ويمكن لهذه المشاكل أن تتسبب بعمى الألوان فيما بعد.
• الشيخوخة: هناك الكثير من المشاكل الصحية ومشاكل الرؤية التي ترتبط بالشيخوخة عند الإنسان، ومنها عمى الألوان، ولكن الإصابة بعمى الألوان نتيجةً للشيخوخة يكون طفيفًا في البداية عادةً ثم يتفاقم مع مرور الوقت.

كم عدد مستقبلات اللون عند الرجال والنساء؟

لا ترى النساء ألوانًا أكثر من الرجال بسبب عدد مستقبلات اللون التي لديها؛ فإن لكل من الرجال والنساء 3 مستقبلات للألوان، ويطلق على هذه المستقبلات اسم المخاريط، ويمكن تقسيمها إلى الفئات الآتية:

• مخاريط الموجة القصيرة: إن مخاريط الموجة القصيرة حساسة للألوان ذات الأطوال الموجية القصيرة كما يظهر من اسمها، ويشمل ذلك اللون الأرجواني واللون الأزرق.
• مخاريط الموجة المتوسطة: إلى جانب اللون الأخضر واللون الأصفر يمكن لمخاريط الموجة المتوسطة رؤية الألوان ذات الأطوال الموجية المتوسطة؛ فإنها حساسة لهذه الفئة من الموجات.
• مخاريط الموجة الطويلة: تتميز مخاريط الموجة الطويلة بحساسيتها للألوان التي تتمتع بأطوال موجية طويلة، ومنها: اللون الأحمر، واللون البرتقالي.

هل توجد مشكلات تصيب مستقبلات اللون عند الرجال والنساء؟

ترى النساء ألوانًا أكثر من الرجال في الحالة الطبيعية؛ إلا أن مستقبلات اللون لديها يمكن أن تتعرض إلى بعض المشاكل التي تؤثر على إدراك الألوان بشكل سلبي كما هي الحالة عند الرجال، ومن هذه المشاكل: عمى الألوان، والعمى الثلجي، والتهاب الشبكية الصباغي، بالإضافة إلى متلازمة أشر التي يندر الإصابة بها.

اقرأ/ي أيضًا:

كيف نرى الألوان؟

هل يمكن علاج شحاذ العين بسرعة؟

هل يمكن علاج المياه البيضاء في العين؟

ما هي مدة التعود على النظارة الجديدة؟