تحقيق مسبار
تتشكّل الصخور المتحولة من أنواع الصخور النارية أو الرسوبية بعد تعرضها إلى الضغط الشديد والحرارة وغيرها من عوامل التحول الأخرى، ويشمل هذا النوع من الصخور كثيرًا من الأمثلة المشهورة، وأبرزها: الزبرجد من الأحجار الكريمة، وكذلك الرخام المستخدم في كثير من المجالات.
هل الرخام من الصخور المتحولة؟
وضحت إدارة المتنزهات الوطنية في الولايات المتحدة الأمريكية هل الرخام من الصخور المتحولة أم لا؛ فإنه صخر يستخدم في الكثير من المجالات خلال الوقت الراهن؛ بما فيها بعض أجزاء المنازل، وهو صخر متحول بالفعل، وينتمي إلى فئة الصخور المتحولة غير المتورقة.
هل الشيست صخر متحول؟
إن الشيست صخر متحول فعلًا، وهو من الصخور البلورية الضخمة التي تتميز بالتطور الشديد في تبلورها أو بانقسامها إلى طبقات. عادةً ما تتكون صخور الشيست بشكل كبير من المعادن البلاتية، ومنها: المسكوفيت، والكلوريت، والتالك، والسيريسيت، والبيوتايت، والجرافيت، وربما تختلف ألوانها بشكل كبير نظرًا لاختلاف المعادن المكونة لها.
هل الجرانيت صخر متحول؟
لا ينتمي الجرانيت إلى الصخور المتحولة، وإنما هو من أنواع الصخور النارية التي تشكّلت نتيجةً لارتفاع الصهارة من الماغما إلى سطح الأرض دون احتراقها بشكل كامل مع تعرضها إلى البرودة ببطء، ويتكون الجرانيت بشكل أساسي من الكوارتز والفلسبار والميكا مع بعض العناصر النزرة التي تتواجد أحيانًا.
هل البازلت من الصخور المتحولة؟
لا يمكن القول بأن البازلت من الصخور المتحولة، وإنما هو من أنواع الصخور النارية البركانية التي تكونت على سطح الأرض بعد برودة الحمم بسرعة خلافًا للجرانيت. يتكون هذا الصخر من عدة معادن، وأبرزها: الفلسبار البلاجيوكليزي، والزبرجد، والبيروكسين، والكوارتز، ويجدر الذكر بأن بلورات البازلت عادةً ما تكون صغيرة جدًا، وتقل عن 1 ملليمتر.
ما هي الصخور المتحولة؟
يمكن تعريف الصخور المتحولة بأنها الصخور التي نتجت من تغيير شكل الصخور على مدى فترة طويلة من الزمن بسبب بعض التغيرات الفيزيائية التي تشمل الضغط أو الحرارة أو النشاط الكيميائي، وهذا يعني أن الصخور المتحولة تكون صخورًا نارية أو صخورًا رسوبيًا في الأصل قبل التعرض إلى التغيرات التي تتسبب بتحولها.
يمكن أن تؤدي عملية التحول إلى تشكيل العديد من الأحجار الكريمة في بعض الأحيان، وأما عن اسم هذا النوع من الصخور؛ فإنه مشتق من كلمة (metamorphism) اليونانية بالأساس، وتعني هذه الكلمة تغير الشكل عند ترجمتها إلى العربية، ومن الأمثلة عليها: الرخام، والشيست، بالإضافة إلى التنزانيت والعقيق والياقوت والزفير والزمرد والسبينيل والكيانيت.
العوامل المؤثرة على تشكيل الصخور المتحولة
هناك 3 من العوامل التي تؤثر على تشكيل الصخور المتحولة بشكل أساسية، ويطلق عليها اسم عوامل التحول، وفيما يأتي توضيح لكل عامل منها:
- فعاليات الموائع: تأتي الفعالية الكيميائية للموائع في عملية التحول من الماء أو الموائع المتطايرة أو من جفاف وفقدان الماء الذي يؤدي إلى تجويع بعض المعادن، وهي عامل مهم في تشكيل الصخور المتحولة.
- الضغط: أثناء عمليات الدفن التي تحدث تتعرض الصخور إلى ضغط شديد جدًا، ويطلق عليه اسم الضغط الصخري، وهو من العوامل المهمة التي تسهم في تشكيل العديد من الصخور المتحولة بعدما كانت صخورًا نارية أو صخورًا متحولة.
- الحرارة: إن لعامل الحرارة دورًا مهمًا في زيادة نسبة التفاعلات الكيميائية، ويؤدي إلى تشكيل معادن جديدة تختلف عن الموجودة في الصخرة الأصلية أحيانًا، وهو من العوامل المؤثرة على تشكيل الصخور المتحولة.
أنواع التحول التي تؤدي إلى تشكيل الصخور
يوجد أكثر من نوع واحد من التحول الذي يؤدي إلى تشكيل الصخور، وفيما يأتي توضيح لكل واحد من هذه الأنواع:
- التحول التماسي: يحدث التحول التماسي نتيجةً للحرارة المتولدة من الماغما واحتكاك الصفائح، ويطلق على هذا النوع كذلك اسم التحول الحراري.
- التحول الديناميكي: عادةً ما ترتبط عملية التحول الديناميكي بالتكسرات والفوارق عندما تحصل الحركات الأرضية؛ فإن ذلك يؤدي إلى توليد ضغط شديد فوق الصغير مع تغير عام في النسيج الصخري.
- التحول الإقليمي: ينتج التحول الإقليمي عن الحركات التكتونية، بالإضافة إلى التقلصات الباطنية التي تحدث في باطن الكرة الأرضية وتتسبب بضغط وحرارة شديدة.
أنواع الصخور المتحولة
تختلف بعض مميزات الصخور المتحولة باختلاف أنواعها؛ فإن هناك نوعان اثنين من هذه الصخور، ويطلق على النوع الأول اسم الصخور المتحولة المتورقة، ويمكن للناظر ملاحظة ترتيب الحبيبات المعدنية في هذا النوع كأنها خطوط متوازية عند ريتها، وذلك لأنه يحدث تحت ضغط قوي على المعادن مما يجبرها على الاصطفاف بطريقة مسطحة أو مستطيلة.
يطلق على النوع الثاني من أنواع الصخور المتحولة اسم الصخور غير المتورقة، وفي هذا النوع لا تكون المعادن مُصطفّة بشكل مُسطّح أو مستطيل؛ إلا أن حبيباتها تكون صغيرة ودقيقة، ومن الأمثلة عليها: الموارتزيت، والماربل، والسكارن، ولكل نوع من النوعين عدة استخدامات مختلفة عن الأخرى.
استخدامات الرخام
إن استخدامات الصخور المتحولة من الرخام عديدة في عمليات البناء وغيرها، وقديمًا تم استخدامه في العديد من المباني الفاخرة والملكية، كما أنه يستخدم في مواد البناء خلال الوقت الراهن بعد طحنه لأنه ينقسم بسهولة أكبر مقارنة بالحجر الجيري، وتستخدم أنواع الرخام الأبيض للغاية في صناعة مسحوق التبييض في الورق والطلاء ومنتجات أخرى.
يمكن تسخين الرخام لتكوين أكسيد الكالسيوم ثم استخدامه في معالجة التربة وتقليل مستويات حموضتها، كما أن الرخام يستخدم في بعض المكملات الغذائية للحيوانات. وربما يكون استخدام الرخام في شواهد القبور من أشهر الاستخدامات على الإطلاق، ويعود السبب في ذلك إلى سهولة تقطيعه والنقش عليه حسب موقع بيجوس.
إرشادات التعرف على الصخور المتحولة
من خلال مميزات الصخور المتحولة يمكن تمييزها عن غيرها، وهناك العديد من الإرشادات للتدقيق في الخصائص والتعرف على هذا النوع من الصخور، وتتضمن القائمة الآتية عدة منها:
- ملاحظة اللمعان في الضوء: تميل الصخور المتحولة إلى أن تكون لامعة بشكل أكبر مقارنةً بالصخور الرسوبية والصخور النارية، ولذلك يمكن تعريض الصخر إلى الضوء للتحقق مما إذا كان لامعًا أو لا للتحقق من كونه متحولًا.
- التأكد من وجود نسيج حبيبي: تتضمن معظم الصخور المتحولة كمية كبيرة من الحبيبات المرئية خلافًا للإردواز وبعض الأنواع النادرة الأخرى، وتتميز هذه الحبيبات عادةً بالمظهر والملمس الخشنين.
- التحقق من الأشرطة والخطوط: تتميز الصخور المتحولة بالخطوط الكبيرة في بعض الأحيان، وربما تكون هذه الخطوط طفيفة أحيانًا؛ إلا أنها تظهر على شكل شرائط محددة بوضوح أو بلورات تشبه الأوردة.
- البحث عن الأنماط في الصخور: عادةً ما تتميز الصخور المتحولة بالأنماط المنظمة في حبيباتها أكثر من غيرها، وتكون أنماطها منظمة بشكل أكبر في منطقة واحدة أو أكثر أحيانًا، بينما تظهر وكأنها تتدفق بالتساوي حول الصخر أحيانًا.
هل توجد عدة أمثلة على الصخور المتحولة؟
لا شك بأن هناك عدة أمثلة على الصخور المتحولة غير الرخام والشيست، ومنها ما يأتي:
- صخور الإردواز: إن الإردواز من الصخور المتحولة المتورقة، وهي صخور تحولت من درجة الحرارة المنخفضة، وتحتوي على حبيبات دقيقة، ويطلق على نسيجها اسم الانفصال الإردوازي ولا يمكن تمييزه بسهولة تحت المجهر.
- صخور النايس: تترتب بلورات المعادن المختلفة في صخور النايس على شكل صفوف متوازية متقطعة، وهي من الصخور المتحولة التي يكثر انتشارها في طبقة القشرة من الكرة الأرضية.
- صخور الكوارتزيت: تنتمي صخور الكوارتزيت إلى فئة الصخور المتحولة غير المتورقة، وهي صخور رملية في الأساس؛ إلا أنها تعرضت إلى تحول حراري تسبب بالتحام حبيبات الكوارتز مع بعضها البعض بواسطة السيليكا.
اقرأ/ي أيضًا: