تحقيق مسبار
ربما تكون أعراض اضطراب القلق شديدة، وتتداخل مع الحياة اليومية للمرء في كثير من الأحيان، ولذلك ينبغي التعرّف على محفزات أعراض هذا الاضطراب وطريقة التعامل معها، حتى يتمكن الإنسان من متابعة حياته دون مواجهة اية مشكلة تتعلق باضطراب القلق، ولعل الإجهاد النفسي من أبرز أسباب القلق عند المصابين.
هل يمكن الشفاء من اضطراب القلق؟
وضّح موقع بيتر هيلث الحكومي هل يمكن الشفاء من اضطراب القلق أم لا؛ فإنه من الاضطرابات التي يمكن التعافي منها فعلًا بعد الحصول على العلاجات المناسبة، وعلى رأسها: التعامل مع المصدر الذي يؤدي إلى القلق، وتشمل أساليب ووسائل العلاج الأخرى كلًا من العلاج السلوكي المعرفي والعلاج بالأدوية.
ما هو اضطراب القلق؟
يعرف اضطراب القلق بأنه حالة نفسية يشعر عندها المصاب بالقلق المفرط إضافة إلى الشعور بالخوف والذعر والرعب، وربما يُصاحب هذا الاضطراب النفسي العديد من الأعراض الأخرى، ومنها: ضعف التركيز، وصعوبة النوم، وصعوبات التنفس، كما تقف العديد من الأسباب الجسدية والنفسية وراء الاضطراب المذكور.
هل القلق مرض نفسي أم عقلي؟
كثيرًا ما يشار إلى مصطلح الاضطرابات العقلية للإشارة إلى الاضطرابات النفسية حسب فيري ويل مايند، وهذا يعني إمكانية وصف اضطراب القلق بأنه اضطراب نفسي أو اضطراب عقلي دون أية مشكلة. يمكن تعريف الاضطرابات العقلية أو النفسية بأنها أنماط سلوكية أو نفسية تؤثر على عدة مجالات في الحياة، مما يخلق ضائقة للشخص المُصاب بها.
ما هي أعراض اضطراب القلق؟
لا شك بأن هناك العديد من الأعراض التي يمكن أن تُصاحب اضطراب القلق، وربما تختلف الأعراض بين مُصاب وآخر، ومنها: الشعور بالذعر والرعب والخوف والتوتر، وظهور الانفعال، وتشكُّل بعض أفكار الهوس التي لا يمكن للمرء أن يسيطر عليها، وذلك بالإضافة إلى الصعوبات التي تظهر في التركيز أيضًا.
يتعرض المصابون باضطراب القلق إلى الأرق وشدة خفقان القلب بالإضافة إلى ضيق التنفس وتوتر العضلات، ومن الأعراض الأخرى الجسدية التي تصاحب هذا الاضطراب: برودة اليدين، وتعرق اليدين، والغثيان، وجفاف الفم، وصعوبة النوم أو النوم طويلًا، والخدر أو الوخز في القدمين أو اليدين.
ما هو سبب اضطراب القلق؟
عند البحث لمعرفة ما هو المرض الذي يسبب القلق يتضح وجود العديد من الأمراض والأسباب المختلفة لهذا الاضطراب، ومنها ما يأتي:
- الوضع المعيشي الحالي: تظهر اضطرابات القلق عند البعض نظرًا لضغوطات الحياة المستمرة التي يتعرضون إليها في حاليًا، ويشمل ذلك الضغوط المالية أو ضغوطات العمل أو التعرض إلى التمييز.
- الصدمات السابقة: ربما يظهر اضطراب القلق عند الإنسان ويصبح حالة مستمرة عنده بسبب بعض الأحداث والصدمات التي تعرض إليها في الماضي، ومن ذلك: التعرض إلى حوادث هددت الحياة.
- تعاطي بعض المواد: يمكن لبعض المواد أن تتسبب باضطراب القلق عند تعاطيها من قبل الإنسان، ومنها العقاقير المنشطة، كما أن القلق يرتبط أحيانًا بالتوقف عن تعاطي بعض المواد؛ فإنه من الأعراض الانسحابية.
- وظائف الدماغ: تؤثر بنية الدماغ ووظائفه على بعض الأشخاص بالشكل الذي يؤدي إلى ظهور اضطراب القلق، وذلك نظرًا للاستجابة المتزايدة في اللوزة الدماغية المسؤولة عن الاستجابة للخطر.
- العوامل الوراثية: تزداد فرصة الإصابة باضطرابات القلق عند البعض مقارنةً بغيرهم نظرًا لاستعدادهم وراثيًا؛ فإن هنالك بعض العوامل الوراثية التي تساعد في تشكُّل القلق عند الإنسان.
- اختلال التوازن الكيميائي: هناك العديد من النواقل العصبية والهرمونات التي تلعب دورًا مهمًا في إدارة القلق، وربما يؤدي اختلال التوازن الكيميائي لهذه النواقل والهرمونات إلى تشكُّل اضطراب القلق وظهور أعراضه.
- الانسحاب من المخدرات: عند البدء بالتوقف عن تعاطي المخدرات أو الخمور وغيرها من المواد التي تؤدي إلى الإدمان ربما تظهر على المرء أعراض اضطراب القلق حتى فترة وجيزة بصفته من الأعراض الانسحابية.
- المشاكل الصحية: في بعض الأحيان تكون المشاكل الصحية الجسدية سببًا في اضطراب القلق، ومنها: أمراض القلق، وأمراض الرئة، ومشاكل الغدة الدرقية، واضطرابات الجهاز الهضمي مثل متلازمة القولون العصبي.
الوقاية من الإصابة باضطراب القلق
للوقاية من الإصابة باضطراب القلق ينبغي على الفرد الحصول على المساعدة مبكرًا فور الشعور بأعراض القلق، وذلك للتعامل معها مبكرًا قبل أن تصبح حالة مزمنة صعبة العلاج، كما ينبغي على المرء المحافظة على النشاط البدني وتجنب تعاطي المخدرات وشرب الخمور لضمان تقليل فرصة الإصابة بالقلق.
كيف يتم علاج اضطراب القلق؟
يتم علاج اضطراب القلق بالعديد من الطرق والأدوية التي يحددها الطبيب المختص بعد إجراء التشخيص للتحقق من حالة المصاب. فيما يأتي قائمة بطرق علاج هذا الاضطراب:
- مضادات الاكتئاب: يتم تصنيع مضادات الاكتئاب للتعامل مع الاكتئاب بشكل أساسي، ولكنها تساعد في التعامل مع اضطرابات القلق من خلال ضبط طريقة استخدام الدماغ لبعض المواد الكيميائية بالشكل الذي يحسّن الحالة المزاجية.
- البنزوديازيبينات: تستخدم أدوية البنزوديازيبينات لتقليل مستويات الذعر والقلق التي يعاني منها الإنسان، وهي أدوية يمكنها بدء العمل خلال فترة وجيزة جدًا إلا أنها تتسبب بالإدمان أحيانًا، ولذلك ينبغي تناولها بحذر.
- حاصرات المستقبل بيتا: تقلّل حاصرات المستقبل بيتا من بعض الأعراض الجسدية التي تصاحب اضطراب القلق أحيانًا، ومنها: الارتعاش، والتعرض إلى تسارع ضربات القلب، وهذا يعني أنها لا تتعامل مع الجانب النفسي لهذا الاضطراب.
- العلاج السلوكي المعرفي: كثيرًا ما يتم الاعتماد على أساليب العلاج السلوكي المعرفي للتعامل مع اضطرابات القلق، وذلك من خلال مساعدة المصاب في التعرف على السلوكيات التي تؤدي إلى المشاعر المزعجة ثم تغييرها.
- العلاج بالتعرض: في أساليب العلاج بالتعرض يقوم الطبيب المختص بتوفير بيئة آمنة يتعرض فيها المصاب إلى مخاوفه لتوليد القدرة على التعامل معها ومواجهتها مع مرور الوقت، مما يقلل من أعراض اضطراب القلق.
إرشادات التعايش مع اضطراب القلق
على المصابين باضطراب القلق اتباع العديد من الإرشادات للتعايش مع هذا الاضطراب والتقليل من تداخله مع أنشطتهم اليومية بشكل سلبي، وتتضمن القائمة الآتية عدة من أبرز هذه الإرشادات:
- إدارة الإجهاد النفسي: يمكن أن يتسبب الإجهاد النفسي المزمن أو الشديد إلى تفاقم حالة اضطراب القلق، ولذلك ينبغي على المرء التعرّف على أسباب الإجهاد ثم التعامل معها بالتقنيات والطرق المناسبة؛ بما فيها التنفس العميق.
- التواصل مع مجموعات الدعم: يمكن العثور على مجموعات الدعم على شبكات التواصل الاجتماعي أو في المجتمع المحلي، ومن الجيد التواصل مع هذه المجموعات والانخراط فيها لتوفير الدعم المطلوب للتقليل من أعراض القلق.
- التعلم عن الاضطراب: من الضروري معرفة المزيد عن اضطرابات القلق من قبل المصابين، وذلك للتحقق من أسباب هذا الاضطراب وطرق التقليل من أعراضه بالإضافة إلى التعرف على محفزات القلق لتجنبها.
- الحد من الكافيين: ربما يتسبب الكافيين في زيادة حدة أعراض اضطراب القلق عند المصابين، ولذلك ينبغي على المصاب تجنب جميع الأطعمة والمشروبات التي تحتوي على كثير من الكافيين أو التقليل منها.
- الالتزام بالخطة العلاجية: من الجيد التواصل مع الطبيب المختص وزيارته لوضع خطة العلاج المناسبة، وبعد ذلك يجب على المصاب الالتزام بالخطة وعدم ترك الأدوية الموصوفة أو غيرها من العلاجات فجأة دون استشارة الطبيب.
- الابتعاد عن العقاقير الترفيهية: تؤدي المخدرات والخمور وغيرها من العقاقير والمواد الترفيهية المشابهة إلى تفاقم اضطراب القلق عند الإنسان، ولذلك يجب على المصابين الابتعاد عنها لضمان التقليل من حِدّة الأعراض.
- توفير قسط النوم الكافي: عادةً ما تسير مشاكل النوم واضطرابات القلق جنبًا إلى جنب، ولذلك ينبغي على المرء النوم حتى فترة كافية يوميًا والتزام روتين يومي مريح قبل النوم، وذلك للتقليل من شدة أعراض القلق.
اقرأ/ي أيضًا:
هل يمكن علاج الرُهاب الاجتماعي؟
هل يؤثر الضغط النفسي على الجسم؟