تحقيق مسبار
قادت الملكة زنوبيا تدمر إلى الانفصال عن الإمبراطورية الرومانية بعدما توفي زوجها وأصبحت الحاكم للمنطقة، وبالرغم من سعيها إلى السيطرة على الكثير من الأراضي الأخرى للتوسع وإقامة إمبراطورية كبيرة؛ إلا أن الرومان تمكّنوا من القضاء إلى إمبراطوريتها وإعادة زنوبيا إلى روما لمحاكمتها.
هل كانت الملكة زنوبيا عربية؟
يحرص المختصون على معرفة هل كانت الملكة زنوبيا عربية أم لا، ولكن هناك خلافًا حول أصولها؛ فإن البعض يرى بأنها كانت عربية الأصل بالفعل، بينما يرى آخرون بأنها يونانية من أسرة البطالمة التي حكمت مصر، وكان من بين البطالمة الذين حكموا مصر الملكة المعروفة كليوباترا.
من هو والد زنوبيا؟
بالرغم من شُهرة الملكة زنوبيا، وحكمها لواحدة من الممالك التي ازدهرت بشكل كبير خلال القرن الثالث الميلادي؛ إلا أن والدها غير معروف بالنسبة إلى المؤرخين والمختصين، وتم العثور على نقش يدّعي بأن والدها يسمى أنطيوخس، وهناك خلافٌ بين الباحثين حول هذا النقش حسب العربي الجديد، كما أن أنطيوخس هذا غير معروف أيضًا.
من تزوجت زنوبيا؟
تزوجت زنوبيا من لوكيوس سبتيموس أودينثوس الحاكم الروماني لسوريا وتدمر في ذلك الوقت، ويُطلق على زوجها اسم أذينة أيضًا، واستطاع هذا الحاكم منع الفرس الساسانيين من غزو المقاطعات الشرقية للإمبراطورية الرومانية، وطيلة حياته ظل الملك سبتيموس أودينثوس وفيًا لهذه الإمبراطورية.
حصل سبتيموس أودينثوس على رُتبة قنصل، وأصبح حاكمًا لتدمر التي تتبع الإمبراطورية الرومانية عام 258، ثم استطاع إلحاق الهزيمة بجيش الساساني شابور الأول عام 260؛ ليحصل على لقب حاكم كل الشرق. أطلق أودينثوس على نفسه لقب ملك تدمر، وكذلك لقب ملك الملوك، ولكنه اغتيل خلال ستينيات القرن الثالث الميلادي مع ابنه الأكبر في النهاية.
ما هو اسم زنوبيا الحقيقي؟
باللهجة التدمرية القديمة يطلق على زنوبيا اسن بتزباي التي تعني بنت زباي عند ترجمتها إلى العربية، وأما اسم زنوبيا؛ فإنه مُشتق من كلمة زن وكلمة بيا اليونانيتين، وتشير الأولى منهما إلى الإله زيوس، بينما تشير الثانية إلى الجبروت والقدرة، ويروي البعض بأن الزباء التي وردت في بعض الكتب هي زنوبيا أيضًا.
لماذا انتحرت زنوبيا؟
لم تتفق المصادر التاريخية على نهاية حياة الملكة زنوبيا وطريقة موتها، ويروي بعضها بأنها قتلت نفسها بالسَّم بعد قتل أحد الزعماء القبليين، وذلك لأنه تم القبض عليها ولم تستطع الهرب؛ ففضّلت أن تسمم نفسها. فيما يأتي بعض الروايات الأخرى حول موتها:
- الغرق مع ابنها: تروي بعض المصادر بأن الملكة زنوبيا ذهبت في رحلة إلى روما مع ابنها، وأثناء عبورها في مضيق البسفور غرقا معًا، ويروى بأن ابنها غرق وحده، وتمكّنت هي من الوصول إلى روما.
- الموت في بيتها بعد تبرئتها: وصلت الملكة زنوبيا إلى روما في بعض المصادر، وعند وصولها تمت محاكمتها وتبرئتها، ثم تزودت من أحد الرومانيين، وماتت في روما دون أن تغرق أو تقوم بشرب السم.
- الغرق مع ابنها بعد إطلاق سراحها: تمّت إدانة الملكة زنوبيا في روما وفق بعض المصادر التاريخية، ولكنه تم إطلاق سراحها فيما بَعد، وتزوجت أحد الأثرياء في روما التي عاشت فيها حتى وفاتها.
- إعدام الملكة زنوبيا: تروي بعض المصادر ذات قصة الملكة زنوبيا التي سمّمت فيها نفسها، ولكن مع وجود اختلاف في النهاية؛ فإنها في هذه القصة لم تُسمم نفسها بعد القبض عليها، وإنما تم إعدامها.
ما اسم المملكة التي حكمتها زنوبيا؟
ساعدت صفات الملكة زنوبيا على تمكينها في حكم إحدى الممالك خلال القرن الثالث الميلادي، وهي مملكة تدمر، وتتضمن القائمة الآتية بعض المعلومات حولها:
- استقلال مملكة تدمر: لم تكن مملكة تدمر مملكة مستقلة قبل الملكة زنوبيا، وإنما كانت تابعة للإمبراطورية الرومانية، وبعد وفاة زوجها أذينة قامت زنوبيا بالاستقلال، وحكمت هذه المملكة.
- غزو آسيا الصغرى: خلال فترة حكم الملكة زنوبيا لمملكة تدمر قام جيش هذه المملكة بغزو معظم بلاد الأناضول المعروفة باسم آسيا الصغرى، وهذا يعني أنها كانت ملكة تتمتع بقوة كبيرة في المنطقة.
- استعادة حكم الإمبراطورية الرومانية: في عام 272 استطاع الإمبراطور الروماني أوريليان استعادة الأناضول والقضاء على استقلال مملكة تدمر، مما يعني أن هذه المملكة لم تدم سوى بضع سنوات فحسب.
- انحدار الحضارة في تدمر: تعرّض شعب تدمر إلى مذبحة بسبب الثورة التي قام بها ضد الإمبراطورية الرومانية، وهو ما تسبّب بتدمير جزءٍ كبيرٍ من المملكة، بالإضافة إلى تعرّض ثروات هذه المملكة إلى الانحدار.
- آثار مملكة تدمر: بالرغم من زوال مملكة تدمر التي حكمتها الملكة زنوبيا إلا أن هناك العديد من الآثار التي تم العثور عليها لهذه المملكة وحضارتها، كما تم العثور على بعض النقوش التي تذكر هذه الحضارة.
هل حكمت زنوبيا مصر؟
حافظت الملكة زنوبيا على سياسات زوجها أذينة عندما وصلت إلى الحكم بالرغم من استقلالها عن الإمبراطورية الرومانية، وفي عام 269 رأت بأت روما مشغولة ببعض المشاكل، وكان ذلك بمثابة فرصة لإرسال جيشها إلى مصر، وهو جيش قاده الجنرال زبداس، واستمر حكمها لمصر فترة وجيزة فحسب.
بعد سيطرتها على مصر قامت المملكة زنوبيا بالدخول في مفاوضات دبلوماسية سمحت لها بالسيطرة على جميع أراضي سوريا وآسيا الصغرى، وكانت زنوبيات مستمرة بالتوسع حتى تمكّنت القوات الرومانية من السيطرة على مصر مرةً أخرى من جديد، وهو ما تسبّب بانهيار المملكة الوليدة بعد وقت قصير.
أهم المحطات في تاريخ الملكة زنوبيا
لا شك بأن هناك العديد من المحطات التاريخية البارزة في حياة الملكة زنوبيا، وتتضمن القائمة الآتية عدة من أبرز هذه المحطات:
- ولادة الملكة زنوبيا: ولدت الملكة زنوبيا قُرابة عام 240، مما يعني أن ولادتها كانت خلال ما يُطلق عليه اسم أزمة القرن الثالث بالنسبة إلى الإمبراطورية الرومانية.
- الزواج من ملك تدمر: قرابة عام 258 تزوجت الملكة زنوبيا من ملك تدمر سبتيموس أودينثوس، وفي ذلك الوقت كان عمرها يبلغ 18 عامًا تقريبًا.
- الوصول إلى الحكم: بين العامين 266-267 تم اغتيال الملك سبتيموس أودينثوس، وهو ما ساعد الملكة زنوبيا على الصعود إلى الحكم عام 267 لتقوم مقام زوجها الراحل.
- احتلال مصر والانفصال عن روما: قامت الملكة زنوبيا بغزو مصر والسيطرة عليها عام 269، ثم قررت الانفصال عن الإمبراطورية الرومانية عام 270 لتؤسس ما عُرف باسم مملكة تدمر.
- حكم مملكة تدمر: حكمت الملكة زنوبيا مملكة تدمر المنشقة عن الإمبراطورية الرومانية؛ بدايةً من عام 270 وحتى عام 272 الذي استعاد فيه الرومان السيطرة على المنطقة.
- إحضار زنوبيا إلى روما: بعدما تمكّن القائد الروماني أوريليان من هزيمة الملكة زنوبيا قام بإحضارها إلى روما عام 272؛ لتقضي فيها نهاية حياتها حتى توفيت حسب العديد من المصادر التاريخية المتخصصة.
معلومات عن الملكة زنوبيا
تمتعت الملكة زنوبيا بالعديد من الصفات التي ساعدتها في قيادة مملكة انفصلت عن الإمبراطورية الرومانية، وفيما يأتي بعض المعلومات حولها:
- التعليم الرفيع: ربما حصلت الملكة زنوبيا على تعليم رفيع خلال فترة حياتها؛ فإن كاسيوس لونجينوس الحمصي كان معلمها، وهو فيلسوف وأديب شغل منصب مدير أكاديمية أثينا، وقام بالتدريس في هذه المدينة 30 عامًا.
- إتقان عدة لغات: لم تتقن الملكة زنوبيا اللغة التدمرية -التي كانت لغتها الأم- فحسب، وإنما أتقنت اللغة المصرية، واللغة اليونانية أيضًا، وتمك~نت من التحدث باللغة اللاتينية أيضًا.
- رعاية الفلاسفة والأدباء: في قصرها -خلال فترة الحكم- استضافت الملكة زنوبيا كثيرًا من الفلاسفة والأدباء، ومنهم: الفيلسوف قالينيقوس، والفيلسوف أميليوس، كما أن الفيلسوف أفلوطين قام بزيارة قصرها أيضًا.
اقرأ/ي أيضًا:
هل شارك العرب في معركة جناق قلعة؟