` `

هل يمكن أن يصاب الإنسان بحساسية الماء؟

صحة
14 أكتوبر 2024
هل يمكن أن يصاب الإنسان بحساسية الماء؟
يمكن أن يصاب الإنسان بحساسية الماء لكنها ليس من الأنواع الشائعة (Getty)
صحيح

تحقيق مسبار

تؤثر حساسية الماء على الحياة اليومية للمصابين بشكل كبير؛ فإنها تحِدّ من قدرتهم على الاستحمام وممارسة الأنشطة التي تعتمد على الماء مباشرة، وذلك لأن هناك العديد من الأعراض المزعجة التي تصاحب هذه الحساسية إذا لامس الماء الجلد، وربما تتفاقم الأعراض حتى يصاب المرء بضيق وصعوبات في التنفس أحيانًا.

هل يمكن أن يصاب الإنسان بحساسية الماء؟

وضّح موقع ميديكال نيوز توداي هل يمكن أن يصاب الإنسان بحساسية تجاه الماء أم لا؛ فإن الإنسان يمكن أن يصبه هذا النوع من الحساسية بالفعل إلا أنها ليست شائعة، ولا يتسبب الماء بأية أضرار للبشر عند لمسه في الوضع الطبيعي، بينما يتسبب بالشرى وأعراض الحساسية الأخرى في حالات نادرة.

إن الإنسان يمكن أن يصبه هذا النوع من الحساسية بالفعل إلا أنها ليست شائعة
من الممكن أن تظهر أعراض الحساسية عندما يتفاعل الماء مع الزيوت الموجودة على الجلد

ما مدى انتشار حساسية الماء؟

إن حساسية الماء من الحالات الطبية النادرة جدًا؛ فلم يتم توثيق سوى 37 حالة في الأبحاث الطبية فحسب وفق هيلث لاين، ويمكن للغالبية العظمى من البشر شرب الماء وممارسة أنشطة السباحة والاستحمام والرياضات المائية المختلفة، دون مواجهة أية صعوبات أو مشاكل في العادة؛ ما لم تكن لديه أمراض جلدية تتأثر بملامسة الجلد للمياه.

أسباب حساسية الماء

حتى الوقت الراهن لا تزال أسباب الإصابة بحالة أو مرض التحسس من المياه غير واضحة لدى الأطباء ومقدمي الرعاية الصحية، وربما يكون ذلك بسبب إذابة المواد للمواد المهيجة للحساسية على سطح الجلد حسبما يقترح بعض الأطباء، وإذا ثبتت صحة ذلك؛ فهذا يعني أن الحساسية ليست من المياه نفسها، وإنما من المواد التي تذيبها.

يقترح بعض الأطباء بأن أعراض الحساسية تظهر عندما يتفاعل الماء مع الزيوت الموجودة على الجلد، مما يؤدي إلى تشكيل مواد مهيجة للحساسية. وهناك بعض العوامل التي تزيد من خطورة الإصابة بهذه الحساسية على الرغم من جهل أسبابها الدقيقة حتى اليوم، ومنها: الجنس، والعوامل الوراثية.

كيف يتم تشخيص حساسية الماء؟

في بعض الأحيان يواجه الطبيب ومقدم الرعاية الصحية صعوبة في التحقق من الإصابة بحساسية الماء، تبعًا للحاجة إلى استبعاد جميع المشاكل الصحية الأخرى التي تنتج عنها أعراض مشابهة من تهيج الجلد، وذلك من خلال إجراء الفحوصات والتحاليل للتحقق من كل مشكلة يشتبه بها الطبيب على نحو منفرد أحيانًا.

تتضمن خطوات تشخيص حساسية الماء إجراء اختبار تحدي الماء، الذي يتم من خلال وضع قطعة مبللة على جلد الشخص المصاب مدة 20 دقيقة، ثم التحقق من أية ردة فعل تحسسية تصاحب ذلك، ويفضل استخدام ماء بدرجة حرارة الغرفة في هذا الاختبار لتجنب نسبة الخطأ الكبيرة إذا كانت المياه ساخنة أو باردة جدًا.

ما هو علاج حساسية الماء؟

لا تهدف علاجات حساسية الماء إلى الشفاء من الحالة بشكل نهائي، وإنما يتم اللجوء إليها لتخفيف الأعراض والتقليل من حِدّة المضاعفات المحتملة، وفيما يأتي قائمة بطرق علاج هذه الحساسية:

  • مضادات الهيستامين: في بعض الأحيان يلجأ المصابون بحساسية الماء إلى استخدام مضادات الهيستامين عن طريق الفم؛ للتعامل مع أعراض الشرى ومنع التعرض إلى الأعراض الأكثر خطورة لهذه الحساسية.
  • الأدوية الموضعية: يتم استخدام الأدوية الموضعية على جلد المصابين بحساسية الماء للتعامل مع الأعراض المزعجة، ويشمل ذلك المستحلبات الزيتية والكريمات المحتوية على الفازلين.
  • العلاج بالضوء: يقترح الأطباء اللجوء إلى العلاج بالضوء؛ إذا لم يتم التوصل إلى النتائج المرجوة من خلال الأدوية والعلاجات الفموية أو الموضعية، وهو علاج يسهم في تكثيف الطبقة الجلدية العلوية ومنع الماء من الدخول تحت الجلد.
  • الأوماليزوماب: تمكّن الأطباء من الوصول إلى نتائج جيدة فيما يتعلق بعلاج حساسية الماء عن طريق استخدام دواء الأوماليزوماب، ولكنه من الأدوية المكلفة، كما أنه يتسبب بعض الأعراض الجانبية والمشاكل الصحية.

أعراض حساسية الماء

هناك الكثير من الأعراض التي يمكن أن تظهر بسبب حساسية الماء، ومنها: الآفات على الجلد، والإحساس بالحرقان، والالتهابات، واحمرار الجلد، ويمكن أن تتطور الشرى الناتجة عن هذه الحساسية خلال فترة تتراوح بين 20-30 دقيقة بعد ملامسة المياه لجلد المصاب، وهي شرى تؤدي إلى الشعور بالحكة أو الوخز.

تشمل أعراض حساسية الماء غير الشائعة كلًا من تورم الشفاه والطفح الجلدي حول الفم عند الشرب، وإذا ظهرت أعراض صعوبة البلع وضيق التنفس أو صعوبات التنفس؛ فهذا يعني ضرورة طلب العناية الطبية فورًا؛ للمحافظة على حياة المرء وتجنب أية مضاعفات خطيرة مهددة للحياة بسبب الحساسية.

إرشادات التعايش مع حساسية الماء

توجد العديد من الإرشادات للتعايش مع مرض التحسس من المياه وتقليل فرصة التعرض إلى المضاعفات الخطيرة أو الأعراض المزعجة، وتتضمن القائمة الآتية أبرز هذه الإرشادات:

  • الالتزام بالعلاجات: في حالة أوصى الطبيب للمصاب بتناول بعض الأدوية أو استخدام بعض العلاجات؛ فلا بد من الالتزام بها وعدم تركها أو نسيانها للحد من ظهور الشرى وأعراض حساسية الماء الأخرى.
  • الحد من ملامسة الماء: بما أن أعراض حساسية الماء تظهر عندما يلامس جلد الإنسان المياه؛ فهذا يعني أن الحد من هذه الملامسة تسهم في التقليل من فرصة ظهور الأعراض والمضاعفات وتمنعها بشكل كبير.
  • استخدام الفازلين قبل الاستحمام: قبل الذهاب للاستحمام ينبغي على الامرء وضع زيت معدني أو وضع الفازلين على جميع أجزاء الجلد بنسبة 100%، حتى يقلل من ملامسة الماء لجلده بشكل مباشر.
  • استخدام مستحضرات خالية من الماء: عند الرغبة بالاستحمام ينبغي على المصابين بحساسية الماء استخدام الشامبو الجاف ومنظفات البشرة الخالية من الماء؛ للحد من فرصة ظهور الأعراض والمضاعفات.
  • الاستحمام لفترات قصيرة: ربما تزداد فرصة ظهور الأعراض والمضاعفات الخطيرة عند البقاء تحت الماء لفترات طويلة، ولذلك ينبغي على المرء المصاب بالحساسية الاستحمام لفترات قصيرة وبشكل منتظم.
  • ارتداء ملابس تسحب الرطوبة: إذا ثبتت إصابة المرء بحساسية الماء؛ فيفضل له ارتداء ملابس تسحب الرطوبة بعيدًا عن الجلد، وذلك لضمان بقاء جلده جافًا ويتجنب ملامسته للماء.
  • لبس القفازات المناسبة: لا بد من ارتداء القفازات المبطنة جيدًا بالقطن عند التنظيف وغسيل الأطباق، ويجب اختيار الأنواع التي تضمن عدم تسرب المياه إلى الجلد.
  • الاستعداد جيدًا للطقس الماطر: إذا كان الطقس ماطرًا أو مثلجًا؛ فلا بد من الاستعداد جيدًا، ولبس القفازات والأحذية، وغيرها من التجهيزات التي تضمن عدم وصول مياه المطر إلى الجلد.
  • الحذر عند شرب الماء: يجب على المرء الحذر جيدًا عند شرب الماء إذا كان مصابًا بالحساسية، وذلك لأن المياه لا تتسبب بردة فعل ما لم تلامس الجلد، ولكنها ربما تتسبب بظهور الأعراض عند ملامسة الجلد حول الفم.

ما هي الحكة المائية؟

يُبيّن الأطباء هل الماء يسبب الحكة أم لا مع توضيح الحالات التي تنتج عنها الحكة عند ملامسة الماء، وأبرزها: حساسية الماء، والحكة مائية المنشأ، وهي حالة جلدية لا تتسبب بأعراض مرئية مثل الطفح الجلدي أو الشرى؛ إلا أنها تؤدي إلى الشعور بالحرقان والحكة، وربما تستمر أعراضها حتى مرور ساعتين أحيانًا بعد ملامسة الماء.

طرق علاج الحكة المائية المنشأ

تتشابه بعض طرق علاج حساسية الماء مع أساليب وطرق علاج الحكة المائية المنشأ، ومنها: استخدام مضادات الهيستامين وأدوية الحساسية، بالإضافة إلى مسكنات الألم. لعلاج هذه الحالة يمكن اللجوء إلى التحفيز الكهربائي للأعصاب عبر الجلد، أو العلاج بالأشعة فوق البنفسجية المعروف باسم العلاج الضوئي أيضًا حسب كليفلاند كلينيك.

يمكن استخدام حاصرات بيتا لعلاج الحكة المائية المنشأ، وتستخدم كذلك أدوية الكولسترامين، وأدوية النالتريكسون، ومثبطات إعادة امتصاص السيروتونين الانتقائية، ويمكن التقليل من فرصة ظهور الأعراض عند الاستحمام من خلال استخدام صودا الخبز مع الماء، بالإضافة إلى تغطية الجلد بزيت الأطفال.

 

اقرأ/ي أيضًا:

هل يمكن علاج الارتيكاريا؟

هل يمكن علاج الإكزيما بالأعشاب؟

هل هناك مشروبات لعلاج الحساسية الجلدية؟

هل يعتبر علاج حساسية الجلد والهرش في المنزل فعالًا؟

مصادر مسبار

شارك هذا التحقيق على