` `

هل مرض كرون نوع من السرطان؟

صحة
29 أكتوبر 2024
هل مرض كرون نوع من السرطان؟
لا يعد مرض كرون نوع من السرطان لكنه يزيد من فرص الإصابة به (Getty)
صحيح

تحقيق مسبار

يمكن أن تظهر أعراض مرض كرون في مختلف أجزاء الجهاز الهضمي للإنسان، وربما تكون هذه الأعراض شديدة في بعض الأحيان، بينما تكون طفيفة في أحيان أخرى. لا بد مراجعة الطبيب المختص إذا شك المرء بالإصابة، حتى يبدأ بالحصول على العلاجات المختلفة مبكرًا وقبل ظهور أي مضاعفات خطيرة.

هل مرض كرون نوع من السرطان؟

مرض كرون ليس أحد أنواع السرطان، ولكنه من العوامل التي تزيد فرصة الإصابة ببعض السرطانات، ومنها: سرطان القولون، ولذلك ينبغي على المصابين التزام الخطة العلاجية التي يضعها الطبيب، وإجراء الفحوصات المطلوبة بشكل منتظم لتجنب الإصابة بالسرطان.

من العوامل التي تزيد فرصة الإصابة ببعض السرطانات، ومنها: سرطان القولون،
إن مرض كرون مرض خطير في بعض الأحيان بسبب مضاعفاته المهددة للحياة

ما هو مرض كرون؟

يُعرف مرض كرون بأنه مشكلة التهابية ناتجة عن مهاجمة جهاز المناعة في جسم الإنسان لبعض خلايا الجسم عن طريق الخطأ؛ لاعتقاده بأنها من الخلايا الضارّة التي تتسبب بالأمراض. يمكن لهذا المرض أن يصيب أي جزء من من الجهاز الهضمي؛ بدايةً من الفم وحتى فتحة الشرج حسب ميديكال نيوز توداي.

ما هي أعراض مرض كرون؟

يتم الاعتماد على أعراض مرض كرون بشكل أساسي؛ ليتمكّن مُقدم الرعاية الصحية من التشخيص الأولي للمصاب قبل البدء بإجراء الفحوصات والاختبارات الأخرى؛ فإن لهذا المرض عدة أعراض، ومنها: الإصابة بالإسهال، وظهور التشنجات والآلام في منطقة البطن، بالإضافة إلى فقدان الوزن، والشعور بالإرهاق والتعب العام.

 تشمل أعراض أنواع مرض كرون المختلفة احمرار العين والشعور بألم فيها، ومنها كذلك التعرض إلى الحمى، والشعور بالآلام والأوجاع التي تظهر في المفاصل، والغثيان أو فقدان الشهية، وظهور الدم في البراز، وتقرحات الفم، والتغيرات الجلدية التي تتضمن نتوءات مؤلمة حمراء، وتكون هذه النتوءات تحت جلد المصاب.

هل مرض كرون مرض خطير دائمًا؟

إن مرض كرون مرض خطير في بعض الأحيان بسبب مضاعفاته المهددة للحياة؛ إلا أنه ليس خطيرًا دائمًا، وفيما يأتي بعضًا من أبرز المضاعفات التي يتسبب بها هذا المرض:

  • ظهور الخراجات: ربما تظهر الخراجات أحيانًا في جسم المصابين بمرض كرون، وهي عبارة عن جيوب تكون مملوءة بالصديد، وتتشكّل عادة في البطن أو الجهاز الهضمي.
  • الشقوق الشرجية: يمكن أن ترتبط الشقوق الشرجية التي تظهر عند الإنسان بمرض كرون، وهي تمزقات صغيرة تظهر في فتحة الشرج، وتتسبب بالألم والنزيف إضافة إلى الشعور بالحكة.
  • انسداد الأمعاء: في بعض الأحيان يكون انسداد الأمعاء بسبب مرض كرون جزئيًا، بينما يكون الانسداد كليًا في أحيان أخرى، وربما يتطور هذا الانسداد عند تشكُّل أنسجة ندبية بسبب المرض أو يكون نتيجةً للتضيق غير الطبيعي.
  • التقرحات: يمكن للالتهاب المزمن الناتج عن مرض كرون أن يؤدي إلى ظهور تقرحات مفتوحة في المعدة أو أي جزء آخر من الجهاز الهضمي، ويشمل ذلك الفم والشرج ومنطقة العجان.
  • الناسور: يُعرف الناسور بأنه فتحة غير طبيعية تشبه النفق وتربط بين اثنين من أجزاء الجسم التي لا ترتبط مع بعضها عادة، وربما يكون الناسور بين المستقيم والقناة الشرجية بسبب مرض كرون أحيانًا.
  • جلطات الدم: تزداد فرصة التعرض إلى جلطات الدم في كل من الأوردة والشرايين عند المصابين بمرض كرون مقارنة بغيرهم، وربما تكون مضاعفات الجلطة خطيرة ومهددة للحياة في بعض الأحيان.
  • سرطان القولون: يؤثر مرض كرون على القولون، وربما يتسبب بالسرطان في هذا الجزء من جسم الإنسان، ولذلك ينبغي على المصابين إجراء تنظير دوري للتحقق من عدم تكون خلايا سرطانية.
  • سوء التغذية: لا يتمكن جسم الإنسان من الحصول على القدر الكافي من العناصر الغذائية التي يحتاج إليها أحيانًا بسبب مرض كرون، وهو ما يؤدي إلى مشكلة يطلق عليها اسم سوء التغذية.
  • اضطرابات الجلد: في بعض الأحيان تظهر أعراض اضطرابات الجلد على المصابين بمرض كرون، وتؤثر هذه الاضطرابات على منطقة الإبطين والفخذ والثديين والشرج والأعضاء التناسلية.
  • فقر الدم: يظهر فقر الدم عند قرابة 33% من المصابين بمرض كرون، وهذا يعني أن نسبة الإصابة مرتفعة، وفي هذه الحالة لا بد من تلقي العلاج لمنع تدهور الحالة الصحية للمريض المصاب.

أسباب مرض كرون

لا تزال أسباب مرض كرون غير معروفة لدى المختصين حتى الوقت الراهن؛ إلا أن هناك العديد من العوامل التي يمكن أن يكون لها دور في تطور هذا المرض الذي يصيب جهاز المناعة، ومنها: العامل الوراثي، وكذلك التعرض إلى بعض الفيروسات أو البكتيريا، ولم يتمكّن العلماء من إيجاد ارتباط دقيق بين المرض المذكور وهذه العوامل.

هناك العديد من العوامل التي تزيد فرصة الإصابة بمرض كرون، ومنها: التاريخ العائلي من الإصابة بهذا المرض، وكذلك العمر؛ فإن المرض عادةً ما يصيب المرء قبل الوصول إلى 30 سنة من العمر. كذلك تزداد فرصة إصابة المدخنين، والأشخاص الذين يتناولون مضادات الالتهاب غير الستيرويدية بمرض كرون مقارنة بغيرهم.

طريقة تشخيص الإصابة بمرض كرون

يعتمد تحديد علاج مرض كرون على التشخيص بشكل أساسي، ويعتمد تشخيص المصابين على العديد من الاختبارات والفحوصات بعد التأكد من الأعراض، وتتضمن القائمة الآتية أبرز اختبارات وفحوصات تشخيص المرض حسب كليفلاند كلينيك:

  • فحص الدم: من خلال فحص الدم يمكن للطبيب التحقق من عدد خلايا الدم، إضافة إلى التأكد من كيمياء الدم بحثًا عن أية علامات تشير إلى الإصابة بمرض كرون، ومنها ارتفاع عدد خلايا الدم البيضاء.
  • اختبارات البراز: يتم إجراء اختبار البراز ليتأكد الطبيب من أية بكتيريا أو طفيليات تؤدي إلى أعراض مشابهة، وهذا يعني أن فحوصات البراز تساعد في استبعاد الحالات والمشاكل الصحية الأخرى.
  • التصوير المقطعي المحوسب: يعتمد التصوير المقطعي المحوسب على الأشعة السينية من أجل توفير صورة للجهاز الهضمي، ويمكن للطبيب استخدام هذه الصورة حتى يتحقق من شدة الالتهاب الذي يصاحب مرض كرون.
  • التصوير بالرنين المغناطيسي: من خلال تقنية التصوير بالرنين المغناطيسي يمكن لمقدم الرعاية الصحية أن يتحقق من الناسور بين الأمعاء الدقيقة والشرج، وربما يحتاج المريض إلى شرب سائل تباين قبل التصوير لتوضيح الصورة.
  • التنظير العلوي: تسمح الكاميرا المستخدمة في التنظير العلوي للطبيب برؤية الأجزاء الداخلية من الفم حتى بداية الأمعاء الدقيقة، وذلك للعثور على أية أعراض أو مضاعفات ترتبط بمرض كرون.
  • تنظير القولون: يتم إجراء تنظير القولون باستخدام منظار داخلي يفحص مقدم الرعاية الصحية من خلاله الأجزاء الداخلية من القولون والأمعاء الدقيقة السفلية، وربما يتم أخذ عينة من المريض أثناء ذلك.
  • التنظير الكبسولي: في إجراء التنظير الكبسولي يقوم المريض بابتلاع كبسولة صغيرة، تتضمن ضوءًا وكاميرا مثبتة تلتقط الصور أثناء التحرك عبر الجهاز الهضمي؛ لإيجاد أية آثار مرتبة بمرض كرون.

درجات مرض كرون

إن درجات مرض كرون 3 حسب شدة الإصابة، وأولها مرض كرون الخفيف الذي يعاني معه المصابون بأعراض طفيفة تشمل الإسهال، وذلك دون ظهور الحمى أو علامات العدوى أو انسداد الأمعاء، كما لا تظهر على المريض في هذه المرحلة أية علامات لفقدان الوزن الشديد أيضًا.

يطلق على الدرجة الثانية من المرض اسم مرض كرون من المتوسط إلى الشديد، وعندها تظهر أعراض الإسهال وآلام البطن، بالإضافة إلى الحمى والغثيان والقيء وفقدان الوزن الملحوظ. ويطلق على الدرجة الأخيرة اسم مرض كرون الشديد، وربما يصاحبها انسدادات والتهابات في الأمعاء، وكذلك بعض الأعراض التي لا تستجيب للعلاج.

طريقة علاج الإصابة بمرض كرون

هناك العديد من الطرق التي يتبعها الأطباء للتعامل مع أنواع مرض كرون وعلاجها بعد إجراء التشخيص، ومنها: استخدام الأدوية حسب الأعراض التي يعاني منها المصاب، وإجراء الجراحة في حالة لم تتحسن الأعراض مع العلاجات الأخرى، ويحتاج المريض إلى تغيير النظام الغذائي والحصول على المكملات الغذائية؛ لتجنب تدهور حالته وظهور المضاعفات الأكثر خطورة.

 

اقرأ/ي أيضًا:

هل مرض رينود ينقص الوزن؟

هل مرض الكوليرا منتشر في اليمن؟

هل السكر يزيد من مرض السرطان؟

هل سرطان هودجكين يصيب الغدد اللمفاوية فقط؟

مصادر مسبار

شارك هذا التحقيق على