تحقيق مسبار
تتشابه أعراض السكر الشبابي مع داء السكري من النوع الأول أو النوع الثاني في كثير من الأحيان، مما يؤدي إلى التشخيص الخاطئ، وهو مرض يصيب الشباب بسبب بعض الطفرات الجينية، التي تمكّن الأطباء من التعرّف عليها، ويؤثر على مستويات سكر الدم، ويتطلب علاجه بعض التغييرات على نمط الحياة، وفي بعض الأحيان يحتاج إلى الأدوية.
هل مرض السكري الشبابي خطير؟
يمكن للأطباء تحديد هل مرض السكري الشبابي خطير أم لا بعد إجراء التشخيص؛ فإن هذا المرض يكون خطيرًا أحيانًا إلا أن الأطباء يستطيعون السيطرة عليه بالاعتماد على العلاجات المتوفرة، وربما يحتاج المرضى إلى علاج مشابه للعلاج الذي يتم استخدامه للتعامل مع مرض السكري المعروف.
ما هو السكر الشبابي؟
يطلق على السكر الشبابي اسم سكري الشبان الناضجين، ويعرف بأنه مجموعة من أشكال مرض السكري الموروثة التي تتطور في مرحلة المراهقة أو أوائل مرحلة البلوغ عادة، ويحد من قدرة الجسم على إنتاج الإنسولين مما يتسبب بارتفاع مستويات الجلوكوز؛ إلا أنه يختلف عن داء السكري من النوع الأول.
هل توجد مميزات لمرض السكري الشبابي؟
هناك بعض المميزات والخصائص الرئيسية التي تميز السكري الشبابي عن الأمراض الأخرى، وهي المميزات الموضحة في القائمة الآتية حسب هيئة الخدمات الصحية الوطنية في إنجلترا:
- وقت ظهور الأعراض: عادةً ما تظهر أعراض السكر الشبابي قبل الوصول إلى سن 25 عامًا، وهو ما يوضح سبب تسميته بهذا الاسم؛ فإنه يظهر في مرحلة الشباب المبكرة.
- الانتقال بالوراثة: إن مرض السكري الشبابي ينتقل من جيل إلى جيل بين المصابين وأبنائهم وأحفادهم، وهذا يعني أنه يرتبط بالوراثة خلافًا للسكري المعروف الذي له أسباب غير وراثية.
- تدني الحاجة إلى الأنسولين: يمكن علاج مرض السكري الشبابي من خلال تغييرات النظام الغذائي أو عن طريق الأقراص، ولا يحتاج المصابون إلى الأنسولين عادة، وربما يحتاجون إلى جرعة منخفضة في بعض الأحيان.
- الوزن الطبيعي للمرضى: يتمتع المصابون بمرض السكر الشبابي بوزن طبيعي بالعادة خلافًا لمرض السكري، الذي يرتب بزيادة الوزن في كثير من الأحيان.
هل نسبة الإصابة بالسكري الشبابي مرتفعة؟
لا تظهر أعراض السكر الشبابي إلا على نسبة منخفضة من الأشخاص؛ فإن النسبة الإجمالية للمصابين بهذا المرض تتراوح بين 1%-3% من مجموع المصابين بداء السكري. يجدر الذكر بأن ما يصل إلى 80% من حالات الإصابة بمرض السكر الشبابي؛ يتم تشخيصها على أنها داء السكري من النوع الأول أو الثاني بشكل خاطئ.
ما هي أسباب سكري الشباب؟
تكمن أسباب سكري الشباب في طفرة جينية، وهذا يعني أن فرصة الإصابة تصبح مرتفعة للغاية إذا كان أحد أفراد العائلة مصابًا بالمرض ذاته. أما مرض السكري من النوع الأول أو النوع الثاني؛ فإن أسبابه تشمل مزيجًا من العوامل الجينية، إضافة إلى العديد من العوامل الأخرى مثل السمنة.
الأنواع الشائعة من داء السكري الشبابي
ربما تختلف أعراض السكر الشبابي بين نوع وآخر؛ فإن هناك العديد من الأنواع لهذا المرض، ولكن بعضها أكثر شيوعًا من الآخر، وتحتوي القائمة الآتية على أكثر أنواع داء السكر الشبابي شيوعًا:
- مرض السكري الشبابي من النوع الأول: يظهر مرض السكر الشبابي من النوع الأول نتيجةً للطفرة التي تطرأ على عامل النواة الكبدي 4 ألفا، وهو ما يؤثر على نمو خلايا بيتا، ويقلل من قدرة الإنسان على إنتاج الإنسولين.
- مرض السكري الشبابي من النوع الثاني: يصاب المرء بمرض السكر الشبابي من النوع الثاني عندما يتأثر بروتين غلوكوكيناز، الذي يساعد خلايا بيتا في البنكرياس على اكتشاف تغيرات سكر الدم.
- مرض السكري الشبابي من النوع الثالث: يتعرض عامل النواة الكبدي 1 ألفا إلى طفرة جينية تؤثر على خلايا البنكرياس أحيانًا، مما يقلل من القدرة على تنظيم سكر الدم، وهو ما يتسبب بظهور أعراض مرض السكر الشبابي من النوع الثالث.
- مرض السكري الشبابي من النوع الخامس: في بعض الأحيان تظهر أعراض السكر الشبابي نتيجة لطفرة عامل النواة الكبدي 1 بيتا، ويُعرف ذلك باسم السكر الشبابي من النوع الخامس، ويؤدي إلى الكثير من مشاكل الكلى.
ما هي أعراض السكر الشبابي؟
هناك العديد من الأعراض التي يمكن أن تظهر على المصابين بداء السكر الشبابي، ومنها: الحاجة المتكررة للتبول، والشعور بالجفاف أو العطش، وعدم وضوح الرؤية، والتهابات الجلد التي تظهر على نحو متكرر، والتهابات الخطيرة المتكررة أيضًا، وكذلك الشعور بالتعب، وفقدان الوزن.
طرق علاج السكر الشبابي
يعتمد الأطباء على العديد من الطرق لعلاج مرض السكر الشبابي والتعامل معه، وفيما يأتي قائمة بالطرق العلاجية المتبعة مع هذا المرض حسب ويب ميد:
- علاج السكر الشبابي من النوع الأول: يتم علاج مرض السكر الشبابي من النوع الأول عادة باستخدام دواء السلفونيل يوريا الذي يتم وصفه لمرضى السكري، وهو دواء يزيد من إنتاج الإنسولين، وربما يحتاج المصابون إلى الإنسولين.
- علاج السكر الشبابي من النوع الثاني: يحتاج علاج أعراض السكر الشبابي من النوع الثاني إلى اتباع نظام غذائي مناسب، إضافة إلى ممارسة التمارين الرياضية، ولا يتعين على المصابين تناول الأدوية عادة.
- علاج السكر الشبابي من النوع الثالث: يتم التعامل مع السكر الشبابي من النوع الثالث من خلال النظام الغذائي المناسب في البداية، ثم يحتاج المرضى إلى السلفونيل يوريا ثم الأنسولين مع مرور الوقت وتطور حالتهم الصحية.
- علاج السكر الشبابي من النوع الرابع: ربما يحتاج علاج السكر الشبابي من النوع الرابع إلى تناول الأنسولين في بعض الأحيان؛ إلا أن التعامل معه عادة ما يكون من خلال أدوية السلفونيل يوريا.
- علاج السكر الشبابي من النوع الخامس: يحتاج علاج السكر الشبابي من النوع الخامس إلى تناول الأنسولين بشكل أساسي، ويمكن أن يحتاج المصاب إلى بعض العلاجات والأدوية الأخرى إذا ظهرت أية مضاعفات تتطلب ذلك.
- علاج السكر الشبابي من النوع السادس: يتم علاج السكر الشبابي من النوع السادس بشكل أساسي من خلال تناول الأنسولين، الذي يحتاج إليه مرضى السكري.
تشخيص السكري الشبابي
كثيرًا ما يتم تشخيص أعراض السكر الشبابي على أنها إصابة بداء السكري من النوع الأول أو النوع الثاني؛ إلا أن التشخيص يكون خاطئًا، ويتطلب تشخيص هذا المرض مراجعة الطبيب لإجراء اختبار الجلوكوز في الدم، بالإضافة إلى بعض الاختبارات الإضافية لتحديد نوع السكر إذا تم تأكيد الإصابة. يوصي الأطباء بإجراء التشخيص قبل بلوغ سن 25 عامًا؛ إذا كان لديه تاريخ عائلي من الإصابة بهذا المرض، لاكتشافه في وقت مبكر وبدء الخطة العلاجية المطلوبة.
مضاعفات مرض السكري الشبابي
لا بد من التعامل مع أعراض السكر الشبابي في وقت مبكر والتزام الخطة العلاجية، التي يضعها الطبيب المختص حتى يتجنب المصاب ظهور أية مضاعفات أكثر خطورة؛ فإن هذا المرض يمكنه أن يتسبب بعدة مضاعفات، ومنها ما يأتي:
- تلف الأعصاب: ربما يؤدي السكر الشبابي إلى تلف الأعصاب وظهور العديد من الأمراض المختلفة التي تصيبها، وفي هذه الحالة يتطلب العلاج الحصول على أدوية إضافية لضمان عدم تدهور الأعصاب.
- أمراض القلب: إذا لم يعتنِ المرضى بعلاج السكر الشبابي والتزام الخطة التي يضعها الطبيب؛ فربما يؤدي ذلك إلى الإصابة بالعديد من الأمراض التي تصيب القلب، وربما تكون هذه الأمراض والمضاعفات خطيرة.
- تلف العين: في بعض الأحيان يؤدي السكر الشبابي إلى إلحاق الأضرار بالعين والحد من قدرتها على الرؤية، وربما ينتهي ذلك بالتعرض إلى العمى التام وعدم القدرة على الرؤية مطلقًا.
اقرأ/ي أيضًا: