` `

لم يقطع السباح التونسي نجيب بلهادي مسافة 155 كلم سباحة من إيطاليا إلى تونس دون توقف

فريق تحرير مسبار فريق تحرير مسبار
رياضة
22 يونيو 2022
لم يقطع السباح التونسي نجيب بلهادي مسافة 155 كلم سباحة من إيطاليا إلى تونس دون توقف
قال بلهادي إنه استراح على الباخرة المرافقة حسب قواعد الاشتباك مع البحر (Google)

الادعاء

السبّاح التونسي نجيب بلهادي يسبح من بنتالاريا الإيطالية نحو تونس دون توقف قاطعًا مسافة تبلغ 155 كلم، ومحققًا رقمًا قياسيًا عالميًا جديدًا.

الخبر المتداول

تتداول مواقع إخبارية وصفحات وحسابات على موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك، حديثًا، خبرًا مفاده أنّ السبّاح التونسي نجيب بلهادي تمكَّن من قطع مسافة تبلغ 155 كيلومترًا سباحة دون توقّف من بنتالاريا الإيطالية نحو تونس. وادّعت أنّ بلهادي حقّق رقمًا قياسيًا عالميًا خلال هذا التحدي الرياضي.

صورة متعلقة توضيحية

تحقيق مسبار

تحقّق "مسبار" من الادعاء ووجد أنه مضلل، إذ إنّ السبّاح التونسي نجيب بلهادي لم يقطع مسافة 155 كيلومترًا سباحة دون توقّف من بنتالاريا الإيطالية نحو تونس، كما ورد في الادّعاء.

قال بلهادي إنّه سبح باتجاه الحدود التونسية الإيطالية دون دخول إيطاليا، قاطعًا مسافة 155 كيلومترًا، ولكنّه ذكر أنّه استراح على متن الباخرة طبقًا لقواعد الاشتباك مع البحر خلال قطعه لهذه المسافة. كما أوضح بلهادي في تصريح إعلامي أنه صعد على متن الباخرة في بعض المراحل لأخذ الدواء وتجنب أي حادث قد ينتج عن العوامل المناخية.

صورة متعلقة توضيحية

باخرة من اختيار المنظمة العالمية لسباحة المياه المفتوحة ترافق بلهادي

كذلك أفاد بلهادي أن الباخرة التي رافقته في تحديه الرياضي هي ملك خاص تونسي، اختارتها المنظمة العالمية لسباحة المياه المفتوحة لمرافقته أثناء السباحة. وذكر أنه انطلق بعد حصوله على تراخيص منحته إياها المنظمة العالمية لسباحة المياه المفتوحة، مؤكدًا اعتراف المنظمة بالإنجاز الذي حققه.

في المقابل، قالت المنظمة العالمية للسباحة في المياه المفتوحة إنها لم تتلق تقرير التصديق بعد السباحة أو تقرير المراقب حول قطع التونسي نجيب بلهادي مسافة 155 كيلومترًا من السواحل القريبة لبنتالاريا الإيطالية إلى مدينة الحمامات.

وأكدت المنظمة في بيان رسمي أنه من دورها تقديم عديد الخدمات للسباحين ومن بينها التخطيط قبل السباحة والتصديق بعد السباحة. وشدّدت على وجوبية قيام السباحين الفرديين الذين يرغبون في الحصول على تصديق من الاتحاد العالمي للسباحة في المياه المفتوحة اتباع قواعد ولوائح المنظمة. وأفادت بأنها لم تساعد في التخطيط المسبق للسباحة أو تصادق على الرهان الرياضي الذي خاضه نجيب بلهادي مؤخرًا.

وزارة الشباب والرياضة تتراجع عن تهنئة بلهادي وتدقّق في صحة معطيات “سباحة حرة”

قدمت وزارة الشباب والرياضة تهانيها للسباح التونسي نجيب بلهادي قبل أن تتراجع إثر حملة واسعة من التشكيكات مؤكدة في بلاغ ثان صادر عنها بتاريخ 19 حزيران/يونيو الجاري، أنها ستتولى التدقيق والتثبت من صحة المعطيات المتعلقة بالرهان الجديد "سباحة حرة" الذي خاضه السباح التونسي نجيب بلهادي.

صورة متعلقة توضيحية

وتوالت حملة التشكيك في الأرقام والمعطيات التي رافقت هذا الحدث الرياضي، إذ شكّك السبّاح الأولمبي التونسي، أسامة الملولي، عبر تدوينة نشرها في صفحته على موقع فيسبوك، في الإنجاز الذي حققه السباح نجيب بلهادي، قاطعًا مسافة 155 كلم في رحلة استغرقت بين 60 و70 ساعة، وفق تصريحات بلهادي. وقال الملولي "إنّ هذا الإنجاز هو أكبر كذبة في تاريخ الرياضة التونسية". كما انتقد تشجيع هذه السلوكيا، وفتح المجال لمغالطة الرأي العام على حدّ تعبيره.

صورة متعلقة توضيحية

الدكتور محمد رشاد الحاج رمضان يقدّم قراءة طبية وعلمية

في قراءة طبية وعلمية، قال الدكتور محمد رشاد الحاج رمضان المختص في الطب الرياضي، في تصريح لـ"مسبار" إن المعلومات المتداولة بشأن الإنجاز الرياضي للسباح التونسي نجيب بلهادي شبه مستحيلة.

وعبّر عن تعجبه مما تم تداوله من أرقام تشير إلى قدرة شخص في السبعين من عمره على السباحة بسرعة تفوق 5 كيلومترًا في الساعة لمدة أكثر من 60 ساعة متتالية، خاصة بعد تصريح بلهادي أنه كان يسبح وهو نائم.

كما أضاف أنه كان من المرافقين للسباح الأولمبي أسامة الملولي خلال فعاليات الألعاب الأولمبية في لندن عام 2012، وتمكّن من قطع 10 كيلومترات في مدة زمنية تفوق الساعتين ودون انقطاع وبمجهود ماراتوني.

واستبعد الدكتور محمد رشاد الحاج رمضان، تمكّن بلهادي من قطع مسافة 155 كيلومترًا دون توقف وفي مدة زمنية تتراوح بين 60 و70 ساعة، خاصة وأن بلهادي خضع لعمليات جراحية مرتبطة بالقلب.

وتجدر الإشارة إلى أنّ المنظمة العالمية للسباحة في المياه المفتوحة أعلنت عام 2020، عن اختيار السباح التونسي نجيب بلهادي كرجل للعام، بعد حصوله على ثالث جائزة في مسيرته من المنظمة العالمية، وذلك بفضل إكمال سباحة بطول 155 كيلومترًا حول جزيرة جربة في تونس استغرقت 47 ساعة و50 دقيقة فقط، وهو ما يعني أنّ الرقم المحقق مؤخرًا وإن كان صحيحًا، فهو ليس إنجازًا عالميًا وسبق لنفس السباح أن ادعى تحقيق مدة زمنية أقل للمسافة نفسها تقريبًا عام 2020.

كما ذكرت المنظمة أنه فاز سابقًا بجائزة أفضل أداء في العالم للسباحة في المياه المفتوحة لعام 2011، وحاز على جائزة أفضل رجل في العالم للسباحة في المياه المفتوحة لعام 2016.

اقرأ/ي أيضًا

فائض في ميزانية تونس خلال الثلاثي الأول: أي دلالات اقتصادية؟

الصورة قديمة وليست لأكبر مترشح للحصول على شهادة البكالوريا في تونس

تصنيف الخبر

مضلل

مصادر مسبار

اقرأ أيضاً

الأكثر قراءة