قد يظن البعض أن تداول الأخبار الزائفة والمضللة يقتصر على مستخدمي الإنترنت الذين ينجذبون لأي معلومة مبهرجة أو مقدّمة بطريقة جاذبة، وربما يمكننا أن نضيف بعض محرري المواقع الإخبارية الذين يصيغون عناوين انتقائية ومضللة بهدف جذب القرّاء. لكن كثيراً ما يسقط من المعادلة كبار السياسيين ورؤساء الدول.
بداية شهر يوليو/تموز الجاري، نشر وليد جنبلاط، زعيم الحزب التقدمي الاشتراكي اللبناني، صورة على حسابه في موقع تويتر، تداولها العديد من مستخدمي مواقع التواصل الاجتماعي على أنها تُظهر أرتالاً من الصهاريج التي تهرّب المازوت من لبنان إلى سورية، في خضمّ أزمة المازوت التي يمرّ بها لبنان. لكن التحقق من الصورة بيّن أنها تصوّر أرتالاً من ناقلات المشتقات النفطية في محافظة الحديدة جنوبي اليمن.
إضافة إلى ذلك، مسح كل من موقعي تويتر وفيسبوك منشورات مضللة للرئيس البرازيلي جايير بولسونارو حول عقار hydroxychloroquine وقدرته على علاج فايروس كورونا المستجد، الذي تبيّن أنه لا يعدّ علاجاً لكوفيد-19، وأوقفت منظمة الصحة العالمية مؤخراً الدراسات حول فاعلية استخدامه.
كما اتهم أصحاب محلات المواد التموينية في المملكة المتحدة وزير الدولة لشؤون الصحة والضمان الاجتماعي بالكذب، بعد تصريحه لإحدى القنوات الإخبارية عن حوارات تجريها الحكومة مع أصحاب المحلات لتوصيل المواد التموينية إلى منازل المواطنين الخاضعين للحجر الصحي، إذ نفى أصحاب المحلات وجود أي حوارات مع الحكومة.
بناء على ما سبق، ومن أجل وضع خطة متكاملة لمكافحة الأخبار الكاذبة، علينا أن نضع في الحسبان الشخصيات المؤثرة والتي تمتلك قدرة على اتخاذ قرارات تنفيذية قد تؤثر على حياة الناس، ونكثف الجهود لمواجهة أي خبر كاذب أو مضلل يروّجونه.
المصادر
