خلال شهر أكتوبر/تشرين الأول 2024، نشر "مسبار" 197 مادة تحقق، فندت ادعاءات تداولتها وسائل الإعلام أو روجها مستخدمون على مواقع التواصل الاجتماعي. وفي إطار سعيه لمكافحة التضليل، نشر "مسبار" أيضًا 42 مقالًا.
ركزت مقالات مسبار على التطورات السياسية والعسكرية الراهنة، خاصة في منطقة الشرق الأوسط، مع دخول الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة عامها الأول، بالتزامن مع اشتداد المعارك والضربات الجوية الإسرائيلية خلال العدوان على لبنان.
كما تابع مسبار الادعاءات التي رافقت تطورات مهمة حول العالم، كالضربات الإيرانية على إسرائيل، وادعاءات كاذبة رافقت الكوارث الطبيعية، والأحداث السياسية، وتحقق من جزء واسع منها.
عدد مواد التحقّق حسب تصنيف الادعاء
خلال شهر أكتوبر 2024، صنف مسبار معظم الادعاءات التي فندها تحت تصنيف "مضلّل"، وهو التصنيف المستخدم لوصف الادعاءات التي تتضمن معلومات مضلّلة أو متحيّزة، أو تحرف المتلقي عن فهم الحقيقة الأصلية أو تروّج لصور نمطية تفتقر للسياق، أو تحتوي على بيانات غير مرتبطة بالموضوع، أو ترجمة غير دقيقة، أو تجتزئ الموضوع من سياقه الأصلي.
بلغ عدد الادعاءات المضلّلة التي فندها "مسبار" 174 ادعاءً من أصل 197، أي ما نسبته نحو في 88 بالمئة من إجمالي الادعاءات. وجاء تصنيف "زائف" في المرتبة الثانية بـ 22 ادعاءً، يليه تصنيف "صحيح" بادعاء واحد، وهو التصنيف المستخدم لتأكيد صحة خبر قد يبدو كاذبًا أو شكك الجمهور في صحته أو دار الجدل حوله.
عدد مواد التحقّق حسب نوع الادعاء
كانت غالبية الادعاءات التي رصدها "مسبار" خلال شهر أكتوبر تتعلق بالأخبار، وتمحور معظمها حول التطورات الراهنة في منطقة الشرق الأوسط. بلغ عدد الادعاءات التي انتشرت في شكل أخبار 165 ادعاء من أصل 197. بالمقابل، ركز 25 ادعاء على مواضيع سياسية، فيما توزعت الادعاءات السبعة المتبقية على تصنيفات تشمل الثقافة والفن والدين، والروحانيات، والرياضة، والتكنولوجيا.
مواد التحقّق حسب الدولة
غطّت تحقيقات مسبار ما يزيد عن 25 دولة، أبرزها كان في شهر أكتوبر لبنان وفلسطين التي تشهد توترات رافقتها معلومات مضللة، إذ مر عام على بدأ الحرب الإسرائيلية على غزة، وتواصلت ضربات القوات الإسرائيلية العنيفة على القطاع، وفي 16 أكتوبر قتل الجيش الإسرائيلي الزعيم السياسي لحركة حماس يحيى السنوار بعد اشتباكات في مدينة رفح.
وفي الأول من أكتوبر اجتاحت إسرائيل لبنان بريًا، على خلفية توترات سابقة واشتباكات مع حزب الله اللبناني وعقب سلسلة من الاغتيالات والهجمات الإسرائيلية العنيفة على لبنان ومواقع حزب الله والتي تصاعدت مع تفجير أجهزة النداء (البيجر) في سبتمبر/أيلول 2024.
وبالتزامن مع بدء الاجتياح البري للبنان شنّت إيران هجومًا صاروخيًا واسع النطاق على إسرائيل، وأطلقت نحو 200 صاروخًا ضمن عملية أطلقت عليها (الوعد الصادق 2) والتي خلفت عدة انفجارات في مدن إسرائيلية. وجاءت الضربات الإيرانية ردًا على اغتيال إسرائيل لرئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية والأمين العام لحزب الله حسن نصر الله في ضربة جوية على الضاحية الجنوبية في بيروت.
وتابع مسبار رصد الادعاءات المضللة في عدة دول خارج منطقة الشرق الأوسط، ففي الولايات المتحدة ضرب إعصار ميلتون ولاية فلوريدا الأمريكية في الخامس من أكتوبر وهو إعصار استوائي قوي وتطور بسرعة ليصل إلى الفئة الخامسة على مقياس سفير-سمبسون.
في الوقت الذي تقترب الولايات المتحدة من تنظيم انتخابات عام 2024، التي يتنافس فيها الرئيس السابق دونالد ترامب، مع نائبة الرئيس الحالية كامالا هاريس، وترافق الانتخابات موجة واسعة من المعلومات المضللة، خاصة مع التطورات التكنولوجية وتغيّر أساليب التضليل، واستحواذ إيلون ماسك المؤيد القوي لدونالد ترامب على منصة إكس.
عام على الحرب الإسرائيلية على غزة
حلّ شهر أكتوبر مع مرور عام على بدء الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، حيث لم تتوقف الضربات العنيفة على القطاع المحاصر، وتواصلت عمليات نسف المنازل، في ظل عدم الوصول إلى اتفاق لوقف إطلاق النار، مع توسيع الجيش الإسرائيلي عملياته العسكرية داخل القطاع، متوغلًا في عدة أحياء ومخلّفًا مجازر دامية، كان آخرها في جباليا التي أعلن الجيش الإسرائيلي عن استكمال تطويقها.
وفي الضفة الغربية، استمرت المواجهات والاقتحامات وسط تصاعد حملات الاعتقال. فيما أعلنت وزارة الصحة الفلسطينية في أحدث إحصاءاتها عن سقوط 43,259 قتيلًا و101,827 جريحًا منذ السابع من أكتوبر 2023.
في 18 أكتوبر تداول مستخدمون تصريح منسوب للقيادي في حركة حماس خالد مشعل، على شكل تصميم خبري منسوب لقناة الجزيرة، وزعم على لسان مشعل القول إن “الحركة وافقت على تولي منظمة التحرير الفلسطينية الشأن الفلسطيني كله، في أعقاب مقتل يحيى السنوار”. ليكشف تحقيق مسبار أن الادعاء زائف، وأن صفحة الجزيرة على فيسبوك لم تنشر الخبر العاجل الذي تضمن التصريح المنسوب إلى خالد مشعل.
في 25 أكتوبر فنّد مسبار ادعاء زائفًا ادعى ناشروه أنه منقول عن شبكة إن بي سي (NBC) الأميركية، ومفاده أن "أبو عبيدة"، الناطق العسكري باسم كتائب القسام، قد قُتل في عملية استهداف دقيقة. فيما بيّن تحقيق مسبار أن شبكة إن بي سي الأميركية لم تنشر خبرًا عن مقتل الناطق العسكري باسم كتائب القسام.
تفاعل واسع مع قتل إسرائيل قائد حركة حماس يحيى السنوار
في 17 أكتوبر أعلن الجيش الإسرائيلي قتل يحيى السنوار قائد حركة حماس ورئيس مكتبها السياسي ضمن عملية عسكرية تخللها اشتباك وعمليات جوية ومدفعية، في منطقة تل السلطان غربي رفح في قطاع غزة.
عقب قتل السنوار وتأكيد ذلك في بيان رسمي صادر عن حركة حماس، حظيت الحادثة بتفاعل واسع ومجموعة كبيرة من الادعاءات المضللة، والأخبار الكاذبة. وكان أبرزها مقاطع فيديو مضللة وادعاءات إسرائيلية زائفة، إلى جانب تصريحات نسبت زورًا للسنوار.
وروّجت حسابات إسرائيلية في مقطع فيديو بعد إعلان مقتل السنوار لادعاء لصورة قيل إنها تعود لحقيبة يد زوجة السنوار، وزعم أن الحقيبة من ماركة هيرميس بيركين، وسعرها 32 ألف دولار. ليكشف تحقيق مسبار أن الادعاء مضلل، وأن صورة الحقيبة المتداولة لا تتطابق مع حقائب هيرميس بيركين المعروفة.
كما روّجت حسابات وصفحات مؤيدة لإسرائيل على مواقع التواصل الاجتماعي، لادعاء حول العثور على جواز سفر يعود لمواطن فلسطيني يُدعى هاني حميدان سليمان زعرب، ضمن مقتنيات السنوار بعد مقتله، والذي زعم أن بياناته الظاهرة على جواز السفر تظهر أنه كان مدرسًا يعمل لصالح وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا).
إلا أن تحقيق مسبار كشف أن الادعاء مضلل، عبر التحقق والبحث عن شخصية هاني زعرب على مواقع التواصل الاجتماعي، كما أظهرت مراجعة مسبار إلى جانب أدلة أخرى أن جواز السفر قديم ومنتهي الصلاحية.
وفي 18 أكتوبر تداولت حسابات تصميم خبري لموقع قناة الجزيرة يتضمن تصريحًا منسوبًا للسنوار، يكفّر فيه الملك عبد الله بن عبد العزيز، والشعب السعودي لمبايعته، ليكشف تحقيق مسبار أنّ الادعاء زائف، والتصميم مفبرك وأن شبكة الجزيرة لم تنشر على موقعها الإلكتروني التصريح المنسوب للسنوار.
ومن بين الادعاءات الأخرى التي فنّدها مسبار تصريح نسب لمفتي السعودية الشيخ عبد العزيز آل الشيخ، والذي زعم أنه قال “لا يجوز الترحم على يحيى السنوار لأنه اتّبع مذهب الرافضة”. ليكشف تحقيق مسبار أن الادعاء زائف، ولم تصدر عن مفتي السعودية أي فتوى تفيد بعدم الترحم على يحيى السنوار.
وتابع مسبار التطورات في غزة والضفة الغربية ليرصد المعلومات المضللة التي رافقتها في الفضاء الرقمي، ويفندها، إلى جانب متابعة مجرى الأحداث وأساليب التضليل في الدعاية الإسرائيلية، والمعلومات الكاذبة التي تغذي آلة الحرب.
ادعاءات رافقت العدوان الإسرائيلي على لبنان
تابع مسبار التطورات على جبهة لبنان التي شهدت تصعيدًا واسع النطاق، ففي الأول من أكتوبر 2024 أعلن الجيش الإسرائيلي بدء عملية عسكرية برية في جنوب لبنان، لاستهداف ما قال إنها مواقع تابعة لحزب الله. جاء ذلك بعد سلسلة من الغارات الجوية المكثفة على لبنان، والتي أسفرت عن اغتيال الأمين العام لحزب الله، حسن نصر الله، وعدد من قياديي الحزب، ومئات المدنيين.
أفاد الجيش الإسرائيلي بأن العملية تهدف إلى تدمير البنية التحتية لحزب الله في القرى الحدودية التي تشكل تهديدًا مباشرًا لسكان المستوطنات في الشمال. وتزامن العدوان الاسرائيلي مع تصعيد في إطلاق الصواريخ من جانب حزب الله نحو إسرائيل، فيما أعلنت وزارة الصحة اللبنانية في آخر إحصائية لها أن حصيلة القتلى منذ بدء الاعتداءات الإسرائيلية على لبنان في أكتوبر 2023 ارتفعت إلى 2867 ضحية وأكثر من 13047 جريحًا.
رافق التصعيد العسكري على جبهة لبنان سلسلة واسعة من الأخبار الكاذبة والمضللة في أكتوبر الماضي، وغطى مسبار جزءًا واسعًا منها. منها أخبار زائفة نسبت تصريحات لنائب الأمين العام لحزب الله اللبناني نعيم قاسم، وتداولتها حسابات على مواقع التواصل، ادعت إعلان قاسم تخلي إيران عن الحزب، ليتبيّن بتحقق مسبار أن التصريحات المنسوبة زائفة.
كما فند مسبار مجموعة واسعة من الادعاءات الكاذبة، حول الاشتباكات بين قوات حزب الله وإسرائيل، منها صورة لدبابة إسرائيلية معطوبة، والتي قيل إن قوات الرضوان التابعة لحزب الله دمرتها خلال الاشتباكات مع القوات الإسرائيلية، ليتبين أن الصورة قديمة وتعود إلى انقلاب دبابة خلال حرب تموز عام 2006.
وغطت تقارير معمقة لمسبار، ما ينشر من ادعاءات وحملات إعلامية كاذبة، وأساليب الاختراق والتضليل التي انتشرت في الفضاء الرقمي بالتزامن مع العدوان الإسرائيلي على لبنان.
إعصار ميلتون يضرب ولاية فلوريدا الأميركية
إعصار ميلتون هو إعصار استوائي قوي ضرب ولاية فلوريدا الأمريكية في أكتوبر 2024، حيث نشأ في خليج كامبيتشي يوم الخامس من أكتوبر، وسرعان ما اشتد ليصل إلى الفئة الخامسة.
أدى الإعصار إلى دمار واسع النطاق، وتسبب في وفاة 17 شخصًا على الأقل، وانقطاع الكهرباء عن أكثر من مليوني شخص في الولاية. وقدرت الخسائر الاقتصادية الناجمة عن الإعصار بين 60 و75 مليار دولار، ويعدّ ميلتون من أقوى الأعاصير التي ضربت فلوريدا في العقود الأخيرة، وجاء بعد أقل من أسبوعين من إعصار هيلين المدمر.
وفي 14 أكتوبر فنّد مسبار واحدًا من عشرات الادعاءات الأخرى حول مقطع فيديو نشرته حسابات على مواقع التواصل الاجتماعي، وقيل إنه يُظهر مشاهد لآثار الدمار في ولاية فلوريدا الأميركية، ليتبين أن المشاهد قديمة، وتعود لآثار خلفها إعصار مايكل في ولاية فلوريدا عام 2018، وليس لآثار دمار ناتجة عن إعصار ميلتون.
كما تداول مستخدمون على وسائل التواصل الاجتماعي صورًا التقطت في استوديوهات يونيفرسال السينمائية في هوليوود بولاية كاليفورنيا الأميركية، على أنها لدمار خلفه إعصار ميلتون.
حملات تضليل مع اقتراب موعد الانتخابات الأميركية
من المقرر أن تجرى الانتخابات الرئاسية الأميركية لعام 2024 في الخامس من نوفمبر/تشرين الثاني الجاري، التي يتنافس فيها الرئيس السابق دونالد ترامب، مرشح الحزب الجمهوري، مع نائبة الرئيس الحالية كامالا هاريس، مرشحة الحزب الديمقراطي.
وتشهد هذه الدورة الانتخابية تحديات كبيرة، منها الأوضاع الاقتصادية المتقلبة، والتوترات الدولية، خاصة في الشرق الأوسط وأوروبا، بالتزامن مع تطورات تكنولوجية واسعة، خاصة فيما يتعلق بتقدم تقنيات الذكاء الاصطناعي التوليدي، والذي سهل حملات التضليل.
تواجه الانتخابات تحديات متزايدة من حيث انتشار المعلومات المضللةحيث أشار تقرير سابق لمسبار أن منشورات مضللة على المنصة حصلت على 2.2 مليار مشاهدة دون تصحيح مناسب.
تضليل رافق الأخبار عن الضربات الصاروخية الإيرانية على إسرائيل
في الأول من أكتوبر 2024، نفّذت إيران هجومًا صاروخيًا غير مسبوق على إسرائيل، إذ أطلقت نحو 200 صاروخ باليستي، مستهدفة مواقع عسكرية وأمنية داخل إسرائيل. جاء الهجوم ردًا على اغتيال قادة بارزين، منهم حسن نصر الله الأمين العام لحزب الله، وإسماعيل هنية، رئيس المكتب السياسي لحركة حماس.
حصد الحدث تفاعلًا واسعًا، رافقته ادعاءات مضللة، وعلى سبيل المثال انتشرت على وسائل التواصل الاجتماعي صور قيل إنها توثق آثار الهجوم الإيراني على إسرائيل، ليكشف تحقيق مسبار أن الصور قديمة وليست من القصف الإيراني على إسرائيل، بل تعود إلى انفجارات في مبنى داخل قطاع غزة جراء غارات إسرائيلية، وصور أخرى تعود لهجمات المقاومة الفلسطينية على مستوطنات داخل إسرائيل.
كما تداولت حسابات على وسائل التواصل الاجتماعي مقطع فيديو ادعى ناشروه أنه لحريق في مدينة تل أبيب جراء الهجوم الإيراني الأخير. ليكشف تحقيق مسبار أن الادعاء مضلل، وأن مقطع الفيديو قديم وهو لحريق مصنع للمواد البلاستيكية في مدينة الخليل.
كما حظي مقطع فيديو بانتشار واسع على أنه لانفجار هائل في مقر الموساد الإسرائيلي في تل أبيب، نتيجة الهجوم الإيراني، ليتبين بعد تحقيق مسبار أن المقطع قديم ويعود لانفجارات في مخزن للمواد القابلة للاشتعال في مدينة تيانجين الصينية.
مسبار يرصد مجموعة متنوعة من الادعاءات المضللة
واصل مسبار تغطية مجموعة متنوعة من الادعاءات المضللة التي لاقت رواجًا أو أثارت الشكوك والجدل في مجالات عدة، مثل قطاع الأعمال، الصحة، نمط الحياة، الروحانيات، والدين وغيرها.
وفنّد مسبار على سبيل المثال أواخر أكتوبر ادعاء مفاده أن لقاح فيروس الورم الحليمي البشري (HPV) يسبب فشل المبايض والعقم لدى النساء وغيرها من الأمراض، ليكشف مسبار بالاستناد إلى الأدلة العلمية سلامة اللقاح، دون أن يكون له تأثير سلبي على الخصوبة أو الصحة الإنجابية.
كما راجع مسبار في تقارير أبرز الإجراءات والأخبار، وما توفر من طرق جديدة، وتشريعات وتوصيات فيما يتعلق بمكافحة التضليل، وفهم آلية عمله وأساليب ناشريه.
اقرأ/ي أيضًا