` `

أبرز الأخبار الزائفة حول انفجار مرفأ بيروت

أنس ناصيف أنس ناصيف
سياسة
12 أغسطس 2020
أبرز الأخبار الزائفة حول انفجار مرفأ بيروت
نشر "مسبار" 34 مادة فحص حقائق حول مواضيع مرتبطة بتفجير بيروت (Getty)

لاحقت الأخبار الكاذبة انفجار مرفأ بيروت الذي حدث بعد ظهر يوم الثلاثاء 4 أغسطس/آب الجاري. لحظة بلحظة انتشرت الشائعات حول طبيعته وأسبابه وضحاياه وتداعياته وآثاره المدمرة، فراجت على وسائل التواصل الاجتماعي مقاطع الفيديو المضللة والصور المفبركة والأخبار الكاذبة حول ما جرى. وقد نشر "مسبار" على منصته 34 مادة فحص حقائق، عمل من خلالها على تفنيد ودحض العديد من الأكاذيب والشائعات التي انتشرت بأشكال مختلفة حول التفجير. فيما يلي أبرز الأخبار الكاذبة التي تحقق منها "مسبار" حول تفجير مرفأ بيروت.

أسباب الانفجار

انتشرت صورة لرئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو وهو يشير إلى خريطة، ادعى ناشروها أنّها لمرفأ بيروت، مع تصريحٍ منسوب له يقول فيه "ضربنا من استهدفنا وعلى حزب الله أن يفهم الرسالة". تحقّق "مسبار" الادعاء ووجد أنّ الخريطة التي كانت بين يديّ نتنياهو تعود إلى مطار بيروت وليس إلى مرفئها، ادعى أنها لمواقع أسلحة لـ "حزب الله" في خطابٍ ألقاه أمام الأمم المتحدة عام 2018. كما تداول مستخدمون منشوراً يدعي أنّ صحيفة هآرتس الإسرائيلية نشرت خبراً يُفيد بأنّ دولة الاحتلال هي من استهدفت مرفأ بيروت، إلّا أنّ الصحيفة في الحقيقة لم تنشر أيّ خبرٍ ذا صلة بهذا الادعاء.

وفي سياق الكذب حول أسباب الانفجار، انتشر فيديو ادعى مستخدمون أنّه يصوّر لحظة سقوط قنبلة هيدروجينية فوق مرفأ بيروت، إلّا أنّ الجسم الذي يظهر في الفيديو ليس قنبلة من أي نوع، إنّما مجرّد طائر كان يحلّق في المنطقة لحظة الانفجار. فيديو آخر لاقى رواجاً كبيراً أيضاً، زعم ناشروه أنّه لطائرة مسيّرة ترمي قنبلة فوق منطقة المرفأ، بيد أنّ المقطع الأصلي المنشور على "يوتيوب" قبل حدوث الانفجار يصوّر طائرة إسرائيلية مسيّرة (درون) ترمي زجاجةً وكيساً فوق منطقة اشتعلت فيها النيران.

كما انتشر فيديو يُظهر تصويراً حرارياً يوثّق سقوط صاروخ موجه تسبب بانفجار المرفأ، تحقق "مسبار" منه وتبين أنه مفبرك، فالمقطع الأصلي الذي صور زمن الانفجار بكاميرا هاتف، لا يظهر فيه سقوط أيّ صاروخ.

ومن أسباب الانفجار إلى "الخبايا" التي كشف عنها، إذ انتشرت صورتان على أنهما لأنفاقٍ اكتُشفت تحت مرفأ بيروت بعد التفجير، إلّا الصورتين تعودان لأنفاقٍ في مقاطعة كِنت في المملكة المتحدة.

صور مضللة للانفجار

ما لبث الانفجار أن وقع حتى راجت صورة ادعى ناشروها أنّ لقطة جويّة لموقع الانفجار، "مسبار" تحقّق من الادعاء ووجد أنّ لا علاقة لها بلبنان، وأنها تعود إلى عام 2015 وتُظهر آثار انفجارٍ وقع في مستودع للمواد الكيميائية في مدينة تيانجين شمالي الصين. كذلك أُخذت صورة مئات السيارات التي احترقت في ميناء مدينة تيانجين، ونُشرت على أنها سيارات مستوردة احترقت بسبب انفجار بيروت.

صورة أخرى زعم ناشروها أنّها للدمار الذي ألحقه الانفجار بمباني وشوارع بيروت، لكن "مسبار" عثر عليها منشورة منذ عام 2012 وتصوّر جانباً من الخراب الذي سببه انفجار سيارة مفخخة في حي الأشرفية في العاصمة اللبنانية.

أيضاً طاولت زيارة الرئيس الفرنسي للبنان صورة مضللة، تدعي أنها تجمعه بسّدة لبنانية مسنّة، إلّا أنّ الصورة تعود لماكرون وامرأة فرنسية في مدينة تولون في فرنسا.

آثار الانفجار وتداعياته

انتشرت بعض الأخبار الزائفة التي تناولت قوة الانفجار، فانتشرت صورة تدعي أنّ الأجسام التي ظهرت بين السحب بعد وقوعه تعود إلى فريق الإطفاء الذي كان يعمل على إخماد الحريق في المرفأ، إلّا أنّ تلك الأجسام تعود إلى سرب من الطيور كان في سماء موقع الانفجار.

وتداول مستخدمون خبراً يُفيد أنّ الأمطار السامة ستتساقط من سماء بيروت كنتيجة لانفجار أطنان مخزنة من مادة نترات الأمونيوم في المرفأ. تواصل "مسبار" مع مختصين في الأرصاد الجوية ليتأكّد أنّ هطول الأمطار في بيروت لن يحدث بعد الانفجار بسبب عدم توافر العوامل الطبيعية لذلك.

أعداد الجرحى الكبيرة أدّت إلى دخول قسمٍ منهم إلى الأراضي السورية لتلقي العلاج، إذ راج فيديو لسيارات إسعاف تنقل مصابين قيل إنّهم في طريقهم إلى دمشق، إلّا أنّ الفيديو الأصلي يعود إلى مايو/أيار الفائت وهو لنقل جثامين من عناصر قوى الأمن الداخلي السوري لقوا حتفهم في محافظة درعا.

كما طاولت الشائعات بعض المتضررين من الانفجار، كتلك التي زعمت اختفاء الممثلة نديم نسيب نجيم، إلّا أنها في الحقيقة أُصيبت جرّاء الانفجار ولم تُفقد كما أُشيع على وسائل التواصل الاجتماعي. كذلك انتشرت صورة لطفل قيل أنّه فقد عائلته نتيجة الانفجار، إلّا أنّ الصورة لطفل سوري أفراد من عائلته في قصفٍ جوي لمدينة حلب عام 2014.

وانتشر فيديو قال ناشروه إنّه يوثق وفاة زوجة السفير الهولندي في لبنان، لكن في الحقيقة من يظهر في الفيديو لحظة الانفجار ليست زوجة السفير إنّما طبيبة لبنانية تُدعى دارين عيّاش، وقد نجت من الحادثة.

حملات التضامن مع لبنان

انتشر عقب الانفجار صورتان تُظهران إضاءة علم لبنان للأهرامات إعراباً عن تضامن مصر مع لبنان في المحنة التي يمرّ بها، وبيّن "مسبار" أنّ إحداهما مفبركة والأخرى قديمة. كما انتشرت صورة عن رفع علم لبنان في مدينة بنغازي الليبية، بيد أنّ "مسبار" تأكد من التلاعب بها.

في السياق نفسه نشرت حسابات وصفحات على موقع التواصل الاجتماعي صورة قالت إنها لبرج الساعة التونسية مضاءً بألوان العلم اللبناني في شارع الحبيب بو رقيبة، وقد تبيّن لـ "مسبار" أنّ الصورة مفبركة، والأصلية تعود إلى عام 2007.

كذلك انتشرت صورة لرئيس النظام السوري بشار الأسد على أنها أثناء زيارته للمصابين اللبنانيين في المستشفيات السورية، إلّا أنّ الصورة تعود إلى عام 2012 وتُظهر زيارة الأسد لعدد من جرحى قوات النظام.

ونشر المتحدث باسم جيش الاحتلال الإسرائيلي أفيخاي أدرعي تغريدة توحي أنّ "إسرائيل" هي تقف وراء إضاءة كنيسة البشارة للروم الأرثوذوكس بألوان العلم اللبناني، الأمر الذي تبيّن زيفه، فإضاءة الكنيسة جاءت بمبادرة خاصة من مجلس الطائفة الأرثوذكسية في المدينة.

المساعدات الدولية

من الأخبار الكاذبة المتعلقة بالمساعدات الدولية، تصريح منسوب لرئيس الحكومة اللبنانية السابق سعد الحريري يُعلن فيه أنّ جميع المساعدات المصرية للبنان منتهية الصلاحية، التصريح المنسوب للحريري زائف وقد صدر نفيٌ رسمي للخبر من المكتب الإعلامي للحريري. في سياقٍ متصل بالمساعدات وبالحريري، قال الأخير في تصريح زائف  نُسب له أنّ "جميع الرؤساء هاتفوني وقالوا: هل تريد مساعدات؟ عدا الرئيس أردوغان، قال لي: طائراتنا المحملة بالمساعدات تقترب من حدودكم". وليس بعيداً عن المساعدات، انتشر خبرٌ عن منع فريق الإنقاذ الهولندي من دخول مرفأ بيروت للمساهمة في إنقاذ المصابين والبحث عن مفقودين. الخبر كاذب، ففريق الإنقاذ الهولندي نشر العديد من الصور التي تغطي نشاطه في منطقة المرفأ.

وآخر كذبة فحصها "مسبار" عن تفجير لبنان، كانت منشوراً تداوله مستخدمون على مواقع التواصل الاجتماعي، عن أنّ المساعدات الجزائرية التي وصلت لبنان عبارة عن مشروبات غازية، الادعاء زائف بالطبع، إذ وصلت أربع طائرات من الجزائر إلى بيروت محملة بالمواد الغذائية والصحية.

الأكثر قراءة