مع سقوط نظام الرئيس المخلوع بشار الأسد في سوريا، تدفقت المعلومات المضللة التي استهدفت مختلف الأديان والطوائف في البلاد، وكان للطائفة الشيعية في سوريا نصيبٌ كبير من هذه الادعاءات المشوّهة، حيث حاولت أطراف متعددة توظيف الانتماءات الدينية والطائفية كسلاح لتأجيج الانقسامات وزعزعة الثقة بين مكونات المجتمع.
في هذا التقرير، يرصد "مسبار" أبرز المعلومات المضللة التي انتشرت حول الطائفة الشيعية ورموزها في سوريا إثر سقوط نظام الرئيس الأسد.
مزاعم حول إغلاق مقام السيدة زينب
تزامنًا مع إسقاط نظام الأسد، تداولت حسابات على منصات التواصل الاجتماعي مقطع فيديو أرفق بتعليق: "لطم وبكاء للشيعة في العراق إثر إغلاق مقام السيدة زينب في سوريا".
ويظهر في الفيديو رجل دين يتحدث عن مراقد السيدة زينب والسيدة رقيّة لكن دون أن يتحدث عن إغلاق للمقامات.
بالتحقق ومراجعة مصادر محلية أهلية، تبيّن أن المقام لم يغلق أبوابه على الإطلاق ولا يزال يستقبل زواره يوميَا، وتوثق الصور والفيديوهات الملتقطة حديثًا من داخل حرم المقام استمرار الصلاة والأنشطة الدينية.
وتشارك الصفحة الرسمية لمؤسسة مكتب العلامة الشيعي السيد محمد حسين فضل الله في سوريا، مقاطع فيديو وصورًا يومية للأنشطة الدينية من مقام السيدة زينب.
بيان زائف يزعم التحريض على حرق مقام السيدة زينب
تتداول حسابات على مواقع التواصل الاجتماعي بيانًا منسوبًا إلى وزارة الدفاع السورية، زُعم أنه أمر عسكري يقضي بحرق مقام السيدة زينب في ريف دمشق، بهدف اتهام "فلول النظام". وقد حمل البيان توقيع قائد العمليات العسكرية أحمد الشرع (الجولاني).
لكن بالتحقق تبين أن البيان المنسوب لوزارة الدفاع السورية، مزور، ولم يصدر عن أي مؤسسة سياسية أو عسكرية سورية حديثًا أمر لحرق مقام السيدة زينب.
ومن أبرز الدلائل على فبركته، عدم توافق الخط المستخدم في البيان مع الخط الذي يظهر في البيانات الرسمية الصادرة عن وزارة الدفاع السورية أو إدارة العمليات العسكرية. ويُلاحظ أن التنسيق في البيان المزوَّر يختلف عن المعتاد، إذ تفتقر البيانات الرسمية السورية إلى توسيط النص في منتصف الصفحة، بعكس التنسيق المستخدم في البيان المنتشر.
إلغاء تجنيس 700 ألف شيعي من إيران والعراق
وتداولت مواقع إخبارية وصفحات على مواقع التواصل الاجتماعي، ادعاءً حول قيام هيئة السكان السورية بسحب الجنسية من 700 ألف من الإيرانيين والعراقيين الذين حصلوا عليها خلال فترة حكم بشار الأسد. وجاء في الادعاء: "700 ألف شيعي من إيران والعراق حصلوا على الجنسية السورية في ظل نظام الأسد. وستعتبر هذه الجنسيات باطلة اعتبارًا من يوم الأحد المقبل".
وبمراجعة المنصات السورية الرسمية لحكومة تصريف الأعمال ووسائل الإعلام الموثوقة، وبمتابعة الصفحة الرسمية للهيئة السورية لشؤون الأسرة والسكان، لم يُعثر على أي خبر يؤكد هذه المزاعم.
ادعاء بأنّ الفيديو لإعلان إيران تجهيز مقاتلين لحماية المقدسات
في سياق سقوط النظام السوري، تداولت منصات مختلفة مقطع فيديو يُزعم أنه يظهر إعلان إيران تجهيز مقاتلين لحماية المقامات الشيعية.
تحقق مسبار من الفيديو وتبين أنه قديم، وليس لإعلان قوى إيرانية القتال داخل سوريا لحماية المقدسات الشيعية خلال الأشهر المقبلة بل يوثّق إعلان الأمين العام لفصيل “أبو الفضل العباس” العراقي، أوس الخفاجي، فتح باب التطوع للقتال في سوريا في السادس من ديسمبر 2024، أي قبل سقوط نظام بشار الأسد بأيام.
وكان الخفاجي، قد أعلن في الرابع من ديسمبر 2024، إعادة عمل قواته بشكل مؤقت واضطراري، استجابةً لما وصفه بـ"الخطر المحدق". وأكد أن الوجود سيقتصر على محيط الأماكن المقدسة في العراق وسوريا، مثل مقامي السيدة زينب والسيدة رقية، دون التحرك أو القتال في مناطق أخرى.
اقرأ/ي أيضًا
ادعاءات مضللة متعلقة بدور وحقوق المرأة تحت الإدارة السورية الجديدة
غياب المصادر الرسمية في سوريا يزيد فوضى المعلومات بعد سقوط نظام الأسد