أعلنت شركة فيسبوك تغيير اسمها إلى ميتا “Meta” كجزء من تغيير العلامة التجارية الرئيسية. واختارت الشركة الأميركية الاسم الجديد ليتماشى مع سياستها الرامية إلى إنشاء عالم افتراضي متكامل قائم على التقنية ثلاثية الأبعاد، أو ما يُعرف باسم Metaverse (ميتافيرس).
وستشمل علامتها التجارية تطبيقات فيسبوك، إنستغرام وواتساب، ويأتي التغيير عقب سلسلة من الاتهامات التي طالت الشبكة بالتقصير في محاربة الأخبار الزائفة والمعلومات المضللة، بناءً على وثائق سربّتها فرانسيس هاوغين، مديرة برنامج سابقة في “فيسبوك” عملت ضمن فريق النزاهة المدنية.
واتهمت هاوغين الشركة بوضع "الأرباح فوق الأمان"، وأنها ساهمت في انتشار المعلومات المضللة حول اللقاحات. وكشفت أن بحثًا داخليًّا للشركة، توصل إلى أن تطبيق إنستغرام يؤثر على الصحة النفسية للمراهقين، إلا أن “فيسبوك” لم تنشر ما توصل إليه البحث.
في المقابل وصف مارك زوكربيرغ التقارير بأنها "جهد منسق للاستخدام الانتقائي للوثائق المسربة لرسم صورة خطأ عن شركتنا".
وعرض زوكربيرغ خلال الحدث السنوي الثامن "Connect"سلسلة من مقاطع الفيديو المفاهيمية التي سلطت الضوء على رؤيته للـ"ميتافيرس"، مثل إرسال صورة ثلاثية الأبعاد لنفسك خلال حفلة موسيقية لم تكن فيها، أو الجلوس حول طاولات اجتماعات افتراضية مع زملاء بعيدين أو ممارسة ألعاب مع الأصدقاء، بهدف مساعدة الناس على التواصل والعثور على المجتمعات البديلة، وتنمية الأعمال التجارية.
وحسب المؤتمر السنوي، فلن يتغير هيكل الشركة، وستعتزم بدء التداول المالي تحت الاسم الجديد في الأول من ديسمبر/ كانون الأول المقبل.
وسيؤدي التغيير إلى تراجع خدمة “فيسبوك”، لتصبح واحدة من التطبيقات التابعة للشركة، إلى جانب إنستغرام وواتساب، بدلًا من العلامة التجارية الشاملة، في محاولة لإصلاح سمعة "فيسبوك" وطي الصفحة، بعد سلسلة من “كوابيس العلاقات العامة”، بما في ذلك المعلومات الخطأ على منصاتها، وإخفاقات الإشراف على المحتوى، والكشف عن التأثير السلبي لمنتجاتها.
وفي عام 2015، أعادت “غوغل” هيكلة شركتها، وأطلقت على الشرطة الأم اسم ألفابت Alphabet، لكن لم يتذكره أحد بعدها، على عكس التأثير الذي حدث في "فيسبوك" بمجرد الإعلان عن الاسم يوم الخميس الفائت الموافق 28 أكتوبر/تشرين الأول الجاري، والسبب أن الكثير من مستخدمي منصة فيسبوك اعتقدوا أن التغيير سيشمل اسم التطبيق الأزرق ليصبح ميتا، وهو أمر غير صحيح.
وستتوسع الشركة وتوظف 10 آلاف شخص، في الاتحاد الأوروبي للعمل مع Metaverse ، التي قدّم مسؤولها مارك خطوات بنائها عبر الإنترنت وصولًا إلى تمكن الستخدمين من اللعب والعمل والتواصل في بيئة افتراضية.
وأضاف مارك “مع مرور الوقت، آمل أن يُنظر إلينا على أننا شركة ميتافيرس وأريد أن أرسخ عملنا وهويتنا على ما نبني من أجله، فنحن الآن كقسمين مختلفين، أحدهما لمجموعة تطبيقاتنا، والآخر لعملنا على الأنظمة الأساسية المستقبلية”.
وكلمة "ميتا" مأخوذة من الكلمة اليونانية التي تعني ما بعد، أما كلمة فيرس فهي مأخوذة من كلمة Universe الكون، أي العالم الموازي أو البديل الرقمي، في إشارة إلى عالم افتراضي يربط بين جميع أنواع البيئات.
وعلى الرغم من الحماس الذي ظهر به مارك وهو يعلن عن التغيير الجديد، إلا أن هناك من يرى أنها مجرد خطوة تجميلية، لا علاقة لها بالواقع، وأنه لن يستطع بناء مختبر تجارب مستقبلي للبشر، بل كل ما يحتاجه حُسن إدارة لمجموعته الحالية، وتجنب أخطاء الماضي.
المصادر: