` `

ادعاءات مضللة متعلقة بدور وحقوق المرأة تحت الإدارة السورية الجديدة

بيان حمدان بيان حمدان
سياسة
8 يناير 2025
ادعاءات مضللة متعلقة بدور وحقوق المرأة تحت الإدارة السورية الجديدة
توالت الأحداث التي أثارت الجدل حول رؤية الإدارة الجديدة لدور المرأة

منذ سقوط نظام بشار الأسد، فجر الأحد الثامن من ديسمبر/كانون الأول الفائت، انتشرت العديد من الادعاءات المضللة التي ارتبطت بالمرأة السورية ووضعها الاجتماعي والحقوقي في ظل الإدارة الجديدة.

بعض هذه الادعاءات جاء قبيل سقوط نظام الرئيس المخلوع بشار الأسد، فيما كان غالبيتها عقب تولي الإدارة الجديدة الحكم في سوريا. إذ شكلت العديد من الأحداث والتصريحات الصادرة عن شخصيات رسمية في الحكومة الجديدة، بيئة خصبة لانتشارها.

ادعاءات مضللة حول تعامل هيئة تحرير الشام مع المرأة قبيل سقوط الأسد

خلال المعارك التي دارت قبيل سقوط نظام الأسد، انتشرت ادعاءات مضللة حول تعامل عناصر هيئة تحرير الشام مع النساء، منها مشاهد قيل إنها لأسر الهيئة لنساء سوريات وأخذهن سبايا.

من هذه المشاهد، مقطع فيديو يظهر عناصر مسلحين بلباس عسكري وهم يحملون امرأة، قال ناشروه إنه يظهر سبي مقاتلي هيئة تحرير الشام نساءً من أجل اغتصابهن حديثًا. لكن تبيّن بالتحقق أن المشهد يعود إلى عام 2019، على أنّه لمقاتلة كردية من "قسد" أسرتها فصائل عسكرية مدعومة من تركيا في شمال شرقي سوريا.

كما انتشرت صورة تظهر نساءً في أقفاص حديدية، ادعى ناشروها أن فصائل المعارضة السورية أسرتهن من أجل عرضهن للبيع أمام الجماهير، في حلب شمالي سوريا.

إلا أن تحقق مسبار أوضح أن الصورة تعود إلى عام 2015، وتظهر احتجاز جماعة “جيش الإسلام” المعارضة، لرهائن من النساء والرجال داخل أقفاص حديدية في شوارع مدينة دوما بمنطقة الغوطة الشرقية في ريف دمشق.

ادعاءات مضللة ارتبطت بالمرأة عقب تولي الحكومة الجديدة في سوريا الحكم

منذ تولي الإدارة الجديدة الحكم في سوريا، توالت الأحداث التي أثارت حالة من الجدل حول رؤية الإدارة لدور المرأة السورية في المجتمع.

ومن بين هذه المشاهد التي حازت على تفاعل واسع على مواقع التواصل الاجتماعي، مشهد أحمد الشرع، القائد الأعلى لهيئة تحرير الشام، حين أشار لفتاة سورية تدعى ليا خير الله، أن تغطي رأسها بعد أن طلبت التقاط صورة معه.

ويوم 17 ديسمبر/كانون الأول الفائت، خرج المتحدث الرسمي باسم الإدارة السياسية في سوريا، عبيدة أرناؤوط، بتصريحات راجت بشكل واسع حول عدم إمكانية تولي المرأة بعض المناصب بسبب "طبيعتها البيولوجية والنفسية"، إذ قال إن المرأة على سبيل المثال لا تستطيع أن تؤدي المهام والمسؤوليات المنوطة بمهنة وزارة الدفاع كالرجل، على حد تعبيره.

على خلفية ذلك التصريح، انتشر مقطع فيديو ادعى متداولوه أنه يوثق لحظة تنفيذ الفصائل المعارضة حكم الإعدام بحق امرأة متهمة بممارسة الزنا في شوارع دمشق، ولكن تبيّن أن المشهد يعود إلى يناير/كانون الثاني عام 2015، وهو للحظة تنفيذ عناصر جبهة النصرة حكم الإعدام بحق امرأة سورية في الساحة العامة في بلدة معرة مصرين بريف إدلب، بتهمة ممارسة الزنا، حينها.

كما انتشرت صورة لامرأة مرفقة بادعاء مفاده أن هيئة تحرير الشام في سوريا، اغتالت عالمة الذرة الميكروبيولوجية التي تدعى "زهرة الحمصية"، ولكن بالتحقق تبيّن أن الصورة تعود إلى عالمة الفيزياء السورية الأميركية شادية حبّال الرفاعي، وليست لعالمة سورية تسمى زهرة الحمصية، وهي تعمل كأستاذة في معهد علم الفلك في هاواي بالولايات المتحدة.

وتداول مستخدمون صورة ادعوا أنها تُظهر نساء اعتقلتهن فصائل غرفة العمليات العسكرية لغايات ما دعته بـ"جهاد النكاح"، إلا أن تحقق "مسبار" أوضح أن الصورة تعود إلى عام 2014، وهي من مشهد تمثيلي خلال عرض عسكري يحاكي تحرير رهائن من قبضة إرهابيين، خلال فعاليات معرض سوفكس في الأردن يوم السادس من مايو/أيار عام 2014.

مؤخرًا، أثارت تصريحات لرئيسة مكتب شؤون المرأة في حكومة تصريف الأعمال السورية عائشة الدبس، خلال مقابلة لها مع قناة تي آر تي، تحدثت فيها عن عزم الإدارة الجديدة وضع نموذج للمرأة السورية يرتكز على الشريعة الإسلامية، قائلة إنه "لا يوجد لدينا الآن نموذج جاهز للمرأة السورية إنما ننتظر الجلوس مع الجميع والحوار"، مشيرة إلى أن الشريعة الإسلامية هي المرتكز لأي نموذج، مستنكرة تبني النموذج العلماني أو المدني.

وفي سياق الرد على حرية عمل المنظمات النسائية المدافعة عن حقوق المرأة، أجابت أن "إذا اتفقنا أن هذا الدعم يدعم النموذج الذي نحن بصدد بنائه فأهلًا وسهلًا ومرحبًا، أنا لن أفتح المجال لمن يختلف معي بالفكر، عانينا بالفترة الماضية من المنظمات التي كانت لها أجندات على أطفالنا ونسائنا، كانوا يمارسون كثيرًا من البرامج والتدريبات التي أتت بثمار كارثية".

وصف بعض الناشطين على مواقع التواصل مقابلة الدبس بـ"الكارثية"، فيما قال بعضهم أنها تصريحاتها “تثير القلق ولا تدعو للتفاؤل”، وأشار آخرون أن الدبس لا تصلح للمنصب الموكل إليها ولا تتمتع بالخبرة الكافية للتعامل مع مجتمع متعدد مثل المجتمع السوري.

مقابلة الدبس تثير حالة من الجدل على مواقع التواصل الاجتماعي
مقابلة الدبس تثير حالة من الجدل على مواقع التواصل الاجتماعي

وكان آخر المواقف التي أثارت جدلًا في الساحة الإعلامية السورية، هو موقف الحكومة الجديدة في سوريا من استقبال وزيرة الخارجية الألمانية أناليا بيربوك، ففي أول زيارة لمسؤولين من الاتحاد الأوروبي إلى سوريا بعد سقوط الأسد، استقبل مسؤولون سوريون بيربوك ونظيرها الفرنسي جان بول بارو في المطار، وحيوها بوضع أيديهم على صدروهم فيما صافحوا بارو، وتكرر الأمر نفسه لدى وصولهم إلى مقر الشرع الذي صافح بارو واعتذر عن مصافحة بيربوك بوضع يده على صدره. 

من جهتها، قالت بيربوك إنه منذ لحظة وصولها إلى دمشق أدركت أنه لن تكون هناك مصافحة عادية، مشيرة إلى أن وزير الخارجية الفرنسي أدرك ذلك أيضًا فلم يمد يده.

وأضافت أنها ونظيرها الفرنسي أوضحت أهمية قضية حقوق المرأة، باعتبارها مؤشر على مدى حرية المجتمع.

اقرأ/ي أيضًا

كيف تؤثر المعلومات المضللة على السلم الأهلي في سوريا؟

الصورة من عام 2015 وليست لإعدام عالم آثار سوري حديثًا

الأكثر قراءة