انشغل الرأي العام منذ يوم السبت 14 مايو/أيار الجاري بمقتل الشاب الفلسطيني المقدسي وليد الشريف البالغ من العمر 23 عامًا، متأثرًا بجروح حرجة جراء إصابته برصاص مطاطي استهدفه به الاحتلال الإسرائيلي يوم 23 إبريل/نيسان الفائت في المسجد الأقصى في مدينة القدس المحتلة.
وفي الوقت الذي قال فيه عبد الرحمن الشريف إنّ وفاة شقيقه حدثت خلال تلقيه العلاج في مستشفى (هداسا عين كارم) في القدس المحتلة متأثرًا بإصابته، صرّحت الشرطة الإسرائيلية على حسابها في موقع فيسبوك بأنّ الشاب الفلسطيني وليد الشريف توفي بتاريخ 14 مايو الجاري، لأسباب طبية وليس لأيّ سبب آخر. كما نشر الصحفي الإسرائيلي إيدي كوهين، إضافة إلى حسابات إسرائيلية أخرى، الخبر الذي يتضمن رواية الشرطة الإسرائيلية.
وذكرت السلطات الإسرائيليّة أنّ الشريف كان يُعاني من أمراض خطيرة، أظهرتها فحوصات طبية أُجريت له عقب تعرّضه لإصابة حرجة نتيجة فقدانه التوازن خلال هروبه وسقوطه على الأرض، بعدما كان يرشق الحجارة ويقوم بأعمال شغب في الحرم القدسي (باحات المسجد الأقصى) خلال شهر رمضان الفائت، وفق ما ذكرته الشرطة الإسرائيلية في بيانها. وأشار البيان إلى أنّ الشرطة الإسرائيلية والطواقم الطبية قدّمت له الإسعافات الأولية بشكل فوري عند إصابته في الأقصى.
الشريف قُتل عقب استهداف قوات الاحتلال له
من ناحيته، أكّد تلفزيون فلسطين الرسمي أنّ الشاب المقدسي وليد الشريف استُشهد مُتأثّرًا بجراحه التي تعرّض لها نتيجة إصابته برصاص مطاطي أطلقته القوات الإسرائيلية من مسافة قريبة، وأصابت رأسه خلال اقتحام الاحتلال باحات المسجد الأقصى بتاريخ 22 إبريل الفائت. كما أوضح أنّ الشريف كان يُعاني نتيجة الإصابة من نزيف حاد في الدماغ وكسور في الجمجمة، وأنّه تعرّض للاعتقال والاعتداء أثناء إصابته، ولم يصل الأكسجين للدماغ لمدة 20 دقيقة، ما أثّر على خلايا المخ.
كما أظهرت مشاهد مسجّلة وثّقتها كاميرات الصحفيين سحل قوات الاحتلال الإسرائيلي للشريف بينما كان مُصابًا خلال اقتحامها المسجد الأقصى. وأُصيب حينها 152 فلسطينيًا على الأقل، واعتُقل أكثر من 500 آخرين.
بدوره، أفاد محامي مركز معلومات وادي حلوة، فراس الجبريني، أنّ الشرطة الإسرائيلية احتجزت جثمان الشريف ونقلته من مستشفى (هداسا عين كارم) إلى معهد أبو كبير، على الرغم من رفض عائلة الأخير تشريح الجثمان. وقدّم محامي العائلة طلبًا مستعجلًا للمحكمة الإسرائيلية من عائلته، لتسليم الجثمان ودفنه دون تشريحه، وفق ما ذكر تلفزيون فلسطين.
عائلة الشريف تحمّل الاحتلال مسؤولية استشهاده
حمّل عبد الرحمن الشريف شقيق وليد الشريف في مقطع فيديو نشره موقع القسطل الإخباري، القوات الإسرائيلية مسؤولية قتل أخيه، متّهمًا إيّاها بالتصويب عليه وسحله أمام كاميرات وسائل الإعلام في منظر بشع، على حد وصفه.
وأشار الشريف إلى أنّ القوات الإسرائيلية تركت أخيه وليد دون إسعاف على الرغم من إصابته، مُشيرًا إلى أنّ غالبية الإصابات في صفوف الفلسطينيين كانت في الرأس في محاولة لقتلهم أو التسبّب في إعاقتهم. وأوضح أنّ شقيقه اعتُقل منذ إصابته، إذ كان موضوعًا تحت حراسة عدد من عناصر القوات الإسرائيلية، في القسم الذي مكث فيه في مستشفى هداسا الإسرائيلي، إلى أن صدر قرار محكمة بأنّه غير مُعتقل لتُسحب الحراسة عنه.
كذلك، بيّن شقيق الشريف أنّ قرار المحكمة الإسرائيلية جاء على هذا النحو، لأنّ أخاه كان في حالة غيبوبة ولا يستطيع الهرب من المستشفى. ورفضت الجهات المعنية في المستشفى منح العائلة تقريرًا طبيًا عن حالته الصحية طيلة فترة وجوده فيها، لافتًا إلى أنّهم حصلوا على تقرير طبي عقب وفاته، ولم يُوضَّح فيه شيئًا.
الاعتداء على جنازة الشريف
هاجمت قوات الاحتلال الإسرائيلي جنازة الشهيد وليد الشريف في القدس المحتلة، مساء الاثنين 16 مايو، إذ اقتحمت (مقبرة المجاهدين) واعتدت على المشيعين وأطلقت قنابل الغاز والرصاص المطاطي. وقال الهلال الأحمر الفلسطيني، إنّ عدد المصابين بلغ 71 مصابًا، جراء الرصاص المطاطي والاختناق بالغاز المدمع، بحسب قناة الجزيرة.
ونشرت صحيفة هآرتس الإسرائيلية مقالًا استنادًا إلى تحقيق صحفي لها عام 2016، ذكرت فيه أنّ الشرطة الإسرائيلية باتت تستخدم نوعًا جديدًا من الرصاص المطاطي، وهو صلب ويحمل إمكانيات أعلى للتسبّب بالضرر، وقد أدى إلى القتل وإلى إصابات بالغة في صفوف فلسطينيين، من بينهم أطفال فقدوا أعينهم.
المصادر:
شرطة الاحتلال الإسرائيلي
ايدي كوهين
مئير مصري
تلفزيون فلسطين
تلفزيون فلسطين
تلفزيون فلسطين
تلفزيون فلسطين
القسطل الإخباري
القسطل الإخباري
الجزيرة
هآرتس
هآرتس
اقرأ/ي أيضًا: