` `

لا صلة مثبتة علميًّا بين تفشي التهاب الكبد لدى الأطفال ولقاح كورونا

إسماعيل الغول إسماعيل الغول
صحة
17 مايو 2022
لا صلة مثبتة علميًّا بين تفشي التهاب الكبد لدى الأطفال ولقاح كورونا
ما يزال هناك نقص في الدراسات حول علاقة التهاب الكبد باللقاح لدى الأطفال (Getty)

هذا المقال ترجمة من موقع “مسبار” باللغة الإنجليزية.

منذ أواخر إبريل/نيسان من العام الجاري، ازدادت النسبة المسجّلة لإصابات الأطفال بالتهاب الكبد بشكل مفاجئ، إذ تمّ رصد أكثر من 109 حالات من التهاب الكبد لدى الأطفال في 24 ولاية في الولايات المتحدة، مع الإبلاغ عن خمس وفيات. 

وفي السياق ذاته، تم رصد 176 حالة إصابة في المملكة المتحدة، والإبلاغ عن حالات في دول أوروبية أخرى بما في ذلك إسبانيا واسكتلندا والدنمارك وأيرلندا وغيرها.

معظم الحالات تصيب الأطفال دون سن الخامسة ويُذكَّر مركز السيطرة على الأمراض والوقاية منها (CDC) الآباء بشأن العلامات والأعراض التي يجب الانتباه إليها في أطفالهم أثناء التحقيق في الأسباب المحتملة لتفشي المرض، إذ يعدّ اليرقان والقيء من أهم الأعراض المُصاحبة للإصابة بالمرض.

 بعد فترة وجيزة من تفشي المرض وانتشار الحالات المصابة، بدأت الادعاءات في الانتشار بأن سبب تفشي مرض التهاب الكبد مرتبط بلقاح فايروس كورونا.

التحقيقات والأبحاث الجارية 
حتى الآن، ربطت إحدى الدراسات لقاح كوفيد 19 بمرض التهاب الكبد، إذ جاء في  التقرير الذي درس حالة رجل بالغ، أصيب بمرض المناعة الذاتية الشبيه بالتهاب الكبد (AIH) بعد التطعيم أنّه “حدث نادر لم يتم اكتشافه في التجارب المبكرة”.
نظرًا لانتشار تلقي اللقاح عالميًا، هناك أيضًا مسألة "السببية مقابل الصدفة"، خاصة وأن المرض الشبيه بـالتهاب الكبد بعد التطعيم قد تم رصده في المرضى الذين يعانون من عوامل خطر أعلى للإصابة بالتهاب الكبد، مثل العمر والجنس. 

تضيف الدراسة أنه بالرغم من أن بعض الحالات قد تكون مصادفة وأن اللقاح ليس له صلة في تفشي المرض، إلا أنه من الوارد أن يكون سببًا للتفشي، والدليل على ذلك، التهاب الكبد الناتج عن ارتفاع السيتوكينات الجهازية أو الكيموكينات بعد التطعيم، على غرار الحالات التي تحدث بالاقتران مع عدوى فايروس كورونا- سارس 2.
وفقًا لمنظمة الصحة العالمية (WHO)، يوجد عدد من العوامل قيد الدراسة الآن، لتحديد الأسباب المتعلّقة بانتشار هذا المرض. وهناك حاجة إلى مزيد من الأبحاث والدراسات، مثل انخفاض مستوى الفايروس الغدي، والذي يزيد من قابلية الإصابة بين الأطفال الصغار خلال جائحة كورونا، والظهور المحتمل لفايروس غدي جديد، وكذلك عدوى فايروس كورونا- سارس 2.

الفرضيات المتعلقة بالآثار الجانبية للقاحات الخاصة بكوفيد 19 مستبعدة حاليًا لأن معظم الأطفال المصابين بالفعل لم يتلقوا اللقاح.
ويجب استبعاد التفسيرات الأخرى المعدية وغير المعدية لتقييم وإدارة المخاطر بشكل كامل، كما يجب التحقق من إمكانية ظهور فايروس غدي جديد، وكذلك ظهور عدوى كوفيد 19 المشتركة، إذ تم دعم ذلك أيضًا من قبل وكالة الأمن الصحي في المملكة المتحدة (UKHSA).

من جهتها، استبعدت منظمة الصحة العالمية، ووكالة الأمن الصحي، وكذلك الحكومة الاسكتلندية وجود أي صلة بين مرض كورونا وتفشي التهاب الكبد لدى الأطفال نظرًا لأن الغالبية العظمى من الأطفال المصابين لم يتلقوا اللقاح. إذ قالت وزيرة الصحة العامة في اسكتلندا ماري تود للبرلمان الاسكتلندي أن كوفيد 19 لا يسبب التهاب الكبد، لأن أيًّا من الأطفال لم يتلق اللقاح، وكان ذلك على خلفية رصد 13 حالة إصابة على الأقل في اسكتلندا.
وقالت الدكتورة ميرا تشاند، مديرة العدوى السريرية والناشئة في وكالة الأمن الصحي البريطانية (UKHSA)، إن "تحقيقاتهم تشير إلى أن سبب تفشي المرض مرتبط بعدوى الفايروس الغدي". ومع ذلك، فهم يحققون أيضًا في حالات عدوى كوفيد 19 والأسباب المحتملة الأخرى بما في ذلك البيئية.

نقص الأبحاث والدراسات 
ما تزال هناك حاجة إلى مزيد من الأبحاث والدراسات، فقد لا يتم بالضرورة تطبيق دراسة لشخص واحد على عامة السكان البالغين، ولكنها ستوفر نظرة ثاقبة وواضحة حول كيفية تحسين وتطوير اللقاح ومراقبة الأشخاص الذين لديهم عوامل خطر أعلى عن كثب. 
أما بالنسبة لالتهاب الكبد لدى الأطفال الذين لم يتلقوا اللقاح إطلاقًا، فما يزال هناك نقص في الدراسات، ويستوجب ذلك مزيدًا من التحقيقات المطلوبة.

المصادر:

UK Health Security Agency

The Independent

Healthline 

ECDC 

BBC

CDC 

World Health Organisation

NCBI

الأكثر قراءة