تتداول صفحات وحسابات على موقعيّ التواصل الاجتماعي فيسبوك وتويتر، حديثًا، أنّ الناشط الحقوقي المصري علاء عبد الفتاح والمحتجز في السجون المصرية، ألّف كتابه "أنت لم تُهزم بعد" باللغة الإنجليزية بعد تسهيلات من إدارة السجن، وأُرسل الكتاب من داخل السجن للكاتبة ناعومي كلاين لمراجعته، وهو ما ينفي تعرضه للتعسف داخل السجن بحسب شكاوى علاء وأسرته.
بحث “مسبار” في حقيقة ظروف نشر كتاب “أنت لم تُهزم بعد” ووجد أنَّ دار النشر البريطانية فيتزكارالدو إيديشنز، وهي الدار التي نشرت الكتاب في أكتوبر/تشرين الأول من العام الفائت، أوضحت أن الكتاب نظمه وجمعه أصدقاء وعائلة علاء، وقالت في بيان لها "صوت عبد الفتاح في هذه الصفحات – التي رتبتها العائلة والأصدقاء – لا يقل أهمية وخطورة عن أي وقت مضى"، لافتة إلى صديق لعلاء سيقرأ من الكتاب خلال حفل إطلاقه.
والكتاب عبارة عن مقالاتٍ مُجمّعة دوَّنها علاء على مدار سنوات من داخل السجن وخارجه منذ 2011 وحتى 2021، وقد تم تهريب هذه المقالات بحسب صحيفة الغارديان البريطانية من السجن خلال زيارات عائلته.
وقالت الصحيفة خلال استعراضها للكتاب الذي يناقش فيه علاء القضايا الخاصة بحياته والعامة في مصر "أنت لم تهزم بعد هي مجموعة من كتابات علاء عبر عقد مضطرب، من المقالات إلى التغريدات إلى الأفكار المكتوبة بالقلم الرصاص والمهربة من السجن، والتي تمت ترجمتها وتحريرها من قبل مجموعة من المؤيدين..".
لقاء مع منى سيف شقيقة علاء
وتقول شقيقته منى سيف لـ “مسبار" إن الكتاب عبارة عن مقالات مُجمعة كتبها علاء عبر السنين، موضحة أن العائلة ترجمت ونسقت الكتاب، مضيفة "لقد كان في سجن طرة شديد الحراسة2 ولن يكون على قدرة للتواصل مع دار النشر، وحتى الآن لم يرَ الكتاب، ولا يعرف محتواه أو ماذا اخترنا من المقالات سواء النسخة العربية أو الإنجليزية"، مبينة أنه بعد ذلك تواصلت العائلة مع ناعومي كلاين لمراجعة الكتاب.
مطالبة بالإفراج عن علاء خلال مؤتمر المناخ
وتتجه عائلة عبد الفتاح الآن في المطالبة بالإفراج عنه على أساس كونه مواطنًا بريطانيًا تَحَصَّلَ على الجنسية عن طريق والدته ليلى سويف المولودة في لندن في 1956، ورفضت مصر الاعتراف بعلاء كمواطن بريطاني واستندت إلى عدم اكتمال إجراءات الحصول على الجنسبة.
وتصاعدت وتيرة المطالبات بالإفراج عن علاء مع بدء انطلاق القمة المناخية في مدينة شرم الشيخ منذ مطلع نوفمبر/تشرين الثاني الجاري، والتي حضرتها سناء سيف شقيقة عبد الفتاح، وعقدت أكثر من مؤتمر سلّطت فيه الأضواء على قضية شقيقها. وضم فولكر تورك مفوض الأمم المتحدة السامي لحقوق الإنسان صوته إلى الأصوات التي تطالب بالإفراج الفوري عن علاء عبد الفتاح بعد دخوله في إضراب جزئيّ عن الطعام منذ أبريل/نيسان 2022 ثم إضراب شامل منذ يوم الأحد السادس من نوفمبر/تشرين الثاني الجاري، وبحسب رسالته الأخيرة التي تسلمتها عائلته، يوم الثلاثاء 15 نوفمبر الجاري، فقد أنهى علاء عبد الفتاح إضرابه عن الطعام والشراب.
وأعلنت الأمم المتحدة أنّ هناك انضمامًا لخبراء حقوقيين دوليين إلى المطالبين بالإفراج عن علاء عبد الفتاح، وهو ما رفضته مصر واعتبرته تدخّلًا أجنبيًا في سياسات الدولة الداخلية.
من هو علاء عبد الفتاح؟
علاء عبد الفتاح ناشط حقوقي مصري (40 عامًا) اشتغل في مجال البرمجة التقنية، والده سيف الإسلام عبد الفتاح وهو محامٍ وناشط حقوقيّ معروف في مصر توفي في 2014، والدته الدكتورة ليلي سويف تعمل بالتدريس في جامعة القاهرة، وشقيقتاه منى وسناء ناشطتان حقوقيتان، وسُجنت سناء ثلاث مرات في 2014 و2020 بتهمة نشر أخبار كاذبة.
احتُجِز علاء مراتٍ عدّة أولها عام 2006 خلال احتجاجات مُطالبة باستقلالية القضاء المصري وخرج بعد 45 يومًا من احتجازه، وفي الفترة من أكتوبر/تشرين الأول حتى ديسمبر/كانون الأول عام 2011 سُجن بتهمة التعدّي على أفراد القوات المسلحة والتظاهر وتكدير الأمن والسلم العام، المعروفة بأحداث ماسبيرو. وفي عهد الرئيس السابق محمد مرسي وُجهت لعلاء تهمة التحريض على أعمال عنف إلا أنه أخلي سبيله في اليوم التالي، وبين عامي 2013 و2019 احتُجز علاء بتهمة التظاهر ضد الدستور الجديد وأُدين بالحبس خمس سنوات، وعقب خروجه في 2019 أُعيد احتجازه في العام نفسه وحتى الآن بتهمة نشر أخبار كاذبة من شأنها تهديد الأمن القومي.
المصادر