تتداول حسابات وصفحات على مواقع التواصل الاجتماعي، حديثًا، نسخة من حوار صحفي نشرته صحيفة "ذا تايمز أوف إسرائيل" بتاريخ السادس من ديسمبر/كانون الأول 2024، وادعت أنّها أجرته مع قائد هيئة تحرير الشام أبو محمد الجولاني.
كما ادعى ناشروا الخبر، أنّ الجولاني عبر في حواره مع الصحيفة الإسرائيلية، عن انفتاحهم لتكوين صداقات مع الجميع في المنطقة بما في ذلك إسرائيل.
فهل أجرى الجولاني حوارًا مع ذا تايمز أوف إسرائيل؟
نشرت صحيفة ذا تايمز أوف إسرائيل في السادس من ديسمبر الجاري، حوارًا صحفيًا بعنوان “قائد متمرد سوري يحث إسرائيل على دعم الانتفاضة وضرب القوات المدعومة من إيران”. وأشارت الصحيفة أنّها أجرت الحوار مع ضابط في “الجيش السوري الحر”، رفض الكشف عن اسمه. ولم تشُر إلى أنّ الشخصية المُحاورة هو أبو محمد الجولاني.
وفي إجابته على سؤال الصحيفة بخصوص تصوره للعلاقات المستقبلية بين سوريا وإسرائيل، قال القائد إنّهم في حال نجحوا في الإطاحة بنظام بشار الأسد فإنهم سيذهبون نحو تحقيق السلام مع إسرائيل والعيش معها جنبًا إلى جنب كجيران.
وتابع قائلًا "منذ اندلاع الحرب الأهلية السورية، لم نقم أبدًا بأي تعليقات انتقادية ضد إسرائيل، ونأمل أن نتعايش في وئام وأن نحول هذه المنطقة ونخرجها من حالة الحرب إلى حالة التقدم الاقتصادي، ربما بمساعدة إسرائيلية وأميركية لإعادة الإعمار. سنأخذها في مسار مختلف عن مسار إيران وحزب الله".
وأضاف القائد في "الجيش السوري الحر" في حواره مع الصحيفة الإسرائيلية، أنّهم ينتظرون موقفًا سياسيًا واضحًا من إسرائيل ضد نظام الأسد، مضيفًا "نحن بحاجة إلى إشارة سياسية لبناء الثقة مع الشعب السوري".
أما صورة الجولاني المتداولة، فقد ضمنتها الصحيفة في المقال، تحت إجابة الضابط، حول سؤال وجه إليه في علاقة بهيئة تحرير الشام.
إذ قال الضابط إنّ هيئة تحرير الشام، هي جماعة إسلامية ولدت من رحم الفرع السوري لتنظيم القاعدة وأنّ زعيمها أبو محمد الجولاني "أعرب عن دعمه للهجوم الوحشي الذي شنته حماس في 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023". ومع ذلك، لم تهدد الجماعة إسرائيل بشكل مباشر قط.
وأوضح، أنه “بمجرد الإطاحة بنظام الأسد، سيتم الضغط على هيئة تحرير الشام للابتعاد عن أيديولوجيتها الأصولية والانتقال إلى الوسط السياسي، لصالح سوريا”، حسب قوله.
وأضاف "نحن منفتحون على الصداقة مع الجميع في المنطقة، بما في ذلك إسرائيل، ليس لدينا أعداء سوى نظام الأسد وحزب الله وإيران وإن ما فعلته إسرائيل ضد حزب الله في لبنان ساعدنا كثيرًا، والآن نحن نعتني بالباقي".
ويشار إلى أنّ "الجيش السوري الحر" تأسس في يوليو/تموز 2011 على يد مجموعة من الضباط المنشقين عن جيش النظام.
الجولاني يظهر في حوار صحفي على قناة سي إن إن
بعد أيام قليلة من نجاح فصائل المعارضة السورية في السيطرة على عدد من المدن التي كانت تابعة للنظام السوري، ظهر قائد هيئة تحرير الشام أبو محمد الجولاني في مقابلة صحفية على شاشة شبكة "سي إن إن" بالعربية، في السادس من ديسمبر الجاري. وهي أول مقابلة له بعد غياب طويل.
وقال الجولاني في حواره، إنّ فصائل المعارضة السورية اعتمدت على أسلحة وعتاد عسكري تعود للجيش السوري وتم الاستيلاء عليها قبل سنوات، مشيرًا إلى أنّ "جيش النظام لم يتم بناؤه كجيش وطني يدافع عن البلد وأنّ الأغلبية تم تجنيدهم قسريًا للدفاع عن النظام السوري".
وأوضح الجولاني، أنّ النظام السوري استخدم قوته العسكرية والأمنية لملاحقة السوريين والضغط عليهم، وقام بتكوين جيشه بطريقة طائفية كي يحمي سلطته ويحمي مصالح عائلته التي احتلت البلد وسخرت كل إمكانياته لخدمتها.
وبخصوص سيطرة فصائل المعارضة على مدن سورية كبرى بطريقة سريعة وسهلة، قال الجولاني إنّ "هذا يعني أنّ النظام السوري ميت منذ الثورة السورية التي بدأت سنة 2011، على الرغم من محاولات إيران وروسيا إنعاشه"، وفقه.
وأضاف أنّه على الرغم من وقوع معارك وإطلاق نار في المدن السورية التي تمت السيطرة عليها فإنه لم يتم تدميرها، على خلاف ما كان يقوم به النظام السوري الذي كان يتعمد تدمير البنى التحتية والقضاء على المؤسسات العامة وتدمير المستشفيات.
واعتبر أنّ المعارك التي يخوضونها حاليًا للسيطرة على المدن السورية جاءت متسقة مع المراحل التي مرت بها الثورة السورية، مشيرًا إلى أنّ هدف الثورة السورية كان إسقاط النظام وأنهم يأملون أن تنتهي هذه المعارك العسكرية في القريب العاجل وتنتقل سوريا إلى مرحلة التنمية والإعمار.
وتابع قائلًا "نحن نأمل أن تكون سوريا منطلقًا للتنمية والاستقرار عوض أن تكون منطلقًا للأزمات التي تهدد الدول المجاورة وغير المجاورة لها، خصوصًا وأن النظام السوري متفق مع إيران على احتلال كل الدول العربية، وفقه.
واعتبر الجولاني أنّ تصنيف هيئة تحرير الشام كمنظمة إرهابية هو تصنيف سياسي في المقام الأول وغير دقيق، موضحًا أن بعض الممارسات الإسلامية المتطرفة "خلقت انقسامًا" بين "هيئة تحرير الشام" والجماعات الجهادية وأنه لم يشارك في الهجمات على المدنيين.
وأشار إلى أنّ هيئة تحرير الشام هو فصيل من فصائل المقاومة وجزء من المعارضة، متوقعًا أن يقع حل الهيئة في أي وقت باعتبار أنها كانت مجرد وسيلة لمواجهة النظام والإطاحة به، حسب قوله.
ودعا إيران إلى مراجعة علاقتها مع الداخل السوري واحترام إرادة الشعب عوض أن تصطف مع النظام لقتل المدنيين والأبرياء، مشيرًا إلى أنه بإمكان إيران إقامة علاقات استراتيجية مع سوريا مثل كل الدول دون الحاجة إلى إرسال ميليشيات لمقاتلة السوريين.
فصائل المعارضة السورية تعلن بدء عملياتها لدخول دمشق
وبعد سيطرتها على محافظات سورية كبرى، أعلنت فصائل المعارضة السورية توالي انسحابات جيش النظام السوري من المناطق المحيطة بغرب دمشق، مؤكدة في ذات السياق "بدء عملية عسكرية خاصة من محاور عدة لدخولها".
وقالت المعارضة المسلحة اليوم السابع من ديسمبر، إنها باتت على بعد 20 كيلومترًا من العاصمة السورية، وأنّها سيطرت على بلدتي كناكر وفوج المدفعية بريف دمشق الغربي، بالتزامن مع تسجيل انسحابات متوالية للنظام السوري من بلدة عرطوز.
في المقابل، نشر جيش النظام السوري، بيانًا، أكد فيه تعزيز خطوط انتشار قواته في جميع أرجاء ريف دمشق والمنطقة الجنوبية منعًا لوقوع أي حوادث".
ونفى فيه الأنباء وما أسماه “الفيديوهات المضللة والأنباء الكاذبة حول ما يجري من أحداث على امتداد الجغرافيا السورية”.
وقال وزير الداخلية التابعة للنظام السوري، محمد الرحمون، في تصريح إعلامي خلال تفقده عمل الوحدات الشرطية في مدينة دمشق إنّ “هناك طوق أمنيّ قويّ جدًا على أطراف دمشق ولا يمكن لأحد أن يكسره”.
اقرأ/ي أيضًا
هل رفع الاتحاد الأوروبي العقوبات عن حلب بعد سيطرة فصائل المعارضة السورية عليها؟
أبرز المشاهد المضللة عن المعارك الأخيرة بين النظام السوري وفصائل المعارضة