` `

ما هي سمات الأشخاص الأكثر عرضة لتصديق المعلومات المضللة؟

بيان حمدان بيان حمدان
علوم
8 ديسمبر 2022
ما هي سمات الأشخاص الأكثر عرضة لتصديق المعلومات المضللة؟
بعض السمات الشخصية لها تأثير على تصديق المعلومات المضللة (Getty)

هذه المدونة ترجمة لمقال من موقع سايكولوجي توداي.

تعد المعلومات المغلوطة في مجال الصحة، خاصة تلك المتعلقة بفايروس كوفيد -19، مشكلة متنامية في الولايات المتحدة وفي جميع أنحاء العالم. وبينما حاول الباحثون إيجاد حل لهذه المشكلة، يستمر طرح سؤال شائع: من هو الأكثر عرضة للمعلومات المضللة؟ هل هناك سمات نفسية أو شخصية تُنبئ بإيمان شخص ما بالمعلومات الخاطئة أم أن تصديقها مرتبط أكثر بالبيئة والظروف؟

وعلى الرغم من صعوبة الإجابة على هذه الأسئلة بطريقة منهجية، إلا أننا بدأنا في الحصول على بعض الإشارات. سابقًا، كانت هناك فكرة منتشرة مفادها أن التعرض للمعلومات المضللة غالبًا ما يكون كافيًا للتسبب في الاعتقاد بها، إلا أن الباحثين في الآونة الأخيرة يتساءلون عن صحة هذه الفرضية.

 تشير بعض الأبحاث حتى الآن إلى أن الأشخاص ذوي المهارات المنخفضة، بما في ذلك المهارات المعرفية ومحو الأمية الرقمية ومحو الأمية الإعلامية، قد يكونوا أكثر عرضة للمعلومات المضللة. هذا لا يعني بأي حال من الأحوال أن الأشخاص الذين يؤمنون بالمعلومات الخاطئة يفتقرون إلى المعرفة الأساسية. في الواقع، تشكل هذه العوامل المتعلقة بالقراءة والكتابة والمهارات المعرفية نسبة ضئيلة من الأسباب التي تجعل الناس يؤمنون بها، ومن المرجح من قبل بعض الباحثين أن نقص المعرفة ليس هو السبب في انتشارها.

على صعيد آخر، هناك بعض خصائص الهوية الأخرى التي قد تجعل الشخص أكثر عرضة للمعلومات المضللة، فبالنظر إلى الأبحاث السابقة، وعلى الرغم من أن الاستقطاب السياسي يُعدّ عاملًا مفصليًا، إلا أن كلًا من العمر والتعليم من العوامل المؤثرة أيضًا، إذ يرتبط التقدم في السن باحتمال أكبر لمشاركة المعلومات الخاطئة، ويظهر أيضًا أن أولئك الذين تقل درجة دراستهم عن الثانوية يكونوا أكثر قابلية للاعتقاد بأخبار مزيفة أو مضللة.

إن البحث عن العوامل المتعلقة بالهوية والمهارات التي تهيئ بعض الأفراد للاعتقاد بالمعلومات الخاطئة ونشرها مفيد، لكنه ما يزال يترك سؤالًا مفتوحًا حول ما إذا كانت هناك عوامل نفسية أو شخصية معينة تلعب دورًا في الموضوع.

في مجال البحث بتصديق نظريات المؤامرة، كانت هناك بعض الأبحاث المفيدة التي تربط سمات شخصية معينة مثل النرجسية وبعض السمات النفسية مثل الشعور بالوحدة والعزلة بفرصة أكبر للاعتقاد بنظريات المؤامرة. ولكن هل لأي من هذه العوامل النفسية والشخصية صلة بتصديق المعلومات المضللة أيضًا؟

اقترح بعض الباحثين أن العوامل النفسية الموجودة في الطفولة قد تؤثر على حياة البالغين بطرق تجعل بعض الناس أكثر عرضة لتصديق المعلومات الخاطئة. بشكل عام، تميل معتقدات الطفولة إلى أن تتلاشى مع التقدم في السن، ولكن في نفس الوقت، هناك ميل عاطفي عند الإنسان للتمسك بمعتقدات الطفولة، خاصة وأن بعض الأشخاص يتنامى لديهم الانحياز التأكيدي مع الوقت فيميلون إلى البحث عن معلومات تتفق مع ما يعتقدونه بالفعل.

من جهة أخرى، وجدت الأبحاث أنه عندما يتم تعليم الأطفال التشكيك والتفكير النقدي بنشاط، فإن تحيزهم التأكيدي يصبح أضعف، كما تبيّن أن الأشخاص الذين يعانون من مستويات عالية من القلق غالبًا ما يكونوا أكثر عرضة للتحيز التأكيدي، ويرجع ذلك جزئيًا إلى أن لديهم ميلًا قويًا لحجب المعلومات الجديدة التي قد تهدد بأي شكل من الأشكال معتقداتهم.

إضافة إلى ذلك، توصّلت الأبحاث إلى أن الانتماء إلى مجموعة اجتماعية تؤمن بنوع معين من المعلومات الخاطئة، يؤدي إلى تقوية إيمان بعض الأشخاص فيها حيث أن الانفصال عن هذا الاعتقاد مرتبط لديهم بتهديد الهوية، لذلك غالبًا ما يجدون طرقًا للتمسك به حتى عند ظهور أدلة كافية لنفيه.

وبينما ما يزال فهمنا لضعف الناس أمام المعلومات المضللة في مرحلة البناء، هناك بعض العوامل التي يمكننا الاهتمام بها الآن. على سبيل المثال، يعتبر تعليم التفكير النقدي للشباب دائمًا مشروعًا مفيدًا. بالإضافة إلى ذلك، فإن الاعتراف بأن الأشخاص الذين يشاركون معلومات مضللة قد يكونوا قلقين بشكل خاص أو يحاولون الدفاع عن معتقد راسخ، يمكن أن يساعد في بناء التعاطف ويستلزم استجابة رحيمة وتفهمًا. لن نقطع شوطًا بعيدًا في مكافحة المعلومات المضللة إذا لم نفهم حقًا من أين تأتي وكيف تنتشر ومن هو الأكثر عرضة لها. أمامنا طريق طويل لنقطعه في فهم هذا الأمر، لكن يجب أن نأخذ بعين الاعتبار التقدم الذي أحرزناه، حتى الآن.

اقرأ/ي أيضًا

حول أشكال التضليل في التغطية الصحفية الرياضية

هل هدد رونالدو بالرحيل عن معسكر البرتغال في مونديال قطر؟

الأكثر قراءة