بعد سقوط نظام الرئيس المخلوع بشار الأسد يوم الثامن من ديسمبر/كانون الأول الفائت، دخلت سوريا في حالة من فوضى المعلومات وازداد انتشار الشائعات على مختلف الأصعدة، في ظل غياب مصادر المعلومات الرسمية، أو منصات رسمية قادرة على نفي الشائعات بسرعة أو تأكيد الأخبار الصحيحة التي يتساءل الجمهور عن صحتها.
أدى تدفق المعلومات الكاذبة والمضللة على منصات التواصل الاجتماعي ووسائل الإعلام المحلية، والتي لا تستند إلى مصادر موثوقة، إلى ارتباك بخصوص حقيقة القرارات والأحداث الأمنية، خاصة مع غياب التوضيحات الرسمية في بعض الأحيان.
أسئلة بلا إجابات حول شائعات جواز السفر السوري
انتشر خبر على نطاق واسع في منصتي إكس وفيسبوك، مفاده أن حكومة تصريف الأعمال السورية بقيادة محمد البشير، قررت إصدار جوازات سفر بصلاحية تصل إلى عشر سنوات بتكلفة مئة دولار أميركي فقط.
ولأن المعلومة لم تستند إلى مصدر رسمي أو موثوق، تواصل "مسبار" مع محمد الفيصل الذي أعلنت وسائل إعلام سورية عن تعيينه ناطقًا رسميًّا باسم حكومة تصريف الأعمال، إلا أن "الفيصل" لم ينفِ أو يؤكد القرار، وأرجع ذلك إلى عدم تنصيبه رسميًا كمتحدث باسم الحكومة.
كذلك تواصل مسبار مع المركز القنصلي الإلكتروني للتحقق من صحة القرار، لكنه رفض الإجابة وأوصى بالتواصل مع الموقع الرسمي لوزارة الخارجية والمغتربين. وكان مسبار قد تواصل مع الوزارة عبر البريد الإلكتروني قبل يومين، لكنه لم يتلقَ أي رد.
أنباء عن تعيينات إدارية في سوريا دون إعلان رسمي
اكتفت حكومة تصريف الأعمال بالإعلان عبر وكالة سانا الرسمية، عن المُعرفات الخاصة بالوزارات والمؤسسات الحكومية. من جهتها، لم تعلن هذه المؤسسات أو الوزارات عن تعيين أي من الأشخاص الذين انتشرت قرارات تعيينهم عبر وسائل التواصل الاجتماعي ووسائل الإعلام السورية.
على سبيل المثال، قالت وسائل إعلام سورية إن حكومة تصريف الأعمال عيّنت محمد الفيصل ناطقًا باسم الحكومة، والصحفي معتز خطاب مديرًا للعلاقات الإعلامية في محافظة حلب، والصحفي عبد قنطار مديرًا للعلاقات الإعلامية في محافظة إدلب لدى وزارة الإعلام التابعة لحكومة تصريف الأعمال، إلا أن وزارة الإعلام لم تعلن عن تلك التعيينات.
لا توضيحات بشأن مقتل امرأتين بهجوم مسلح في حمص
عبر حسابه الخاص في موقع فيسبوك، أعلن المغني بهاء اليوسف أن شقيقته وخالته قتلتا وأصيب ابن شقيقه نتيجة هجوم مسلح على منزلهم في حي جب الجندلي في محافظة حمص، دون أن يذكر الجهة المسؤولة عن الهجوم، لكنه أشار إلى أنه تلقى تهديدات بالقتل بسبب دعمه للنظام السوري المخلوع.
حسابات على مواقع التواصل الاجتماعي، اتهمت عناصر إدارة العمليات العسكرية بالمسؤولية عن عملية القتل، في حين أشار آخرون إلى أن سبب الحادثة يعود إلى عدم دفع الضحايا المستحقات المالية المتبقية لشراء سيارة من جيرانهم، مما دفع هؤلاء الجيران إلى قتلهم.
وتواصل مسبار مع المغني بهاء اليوسف للحصول على تفاصيل وحقيقة الحادثة لكنه لم يحصل على رد، في حين لم تصدر شرطة حمص أو وزارة الداخلية أي تعليق حول الحادثة أو التهم الموجهة إليها.
ضعف قنوات التواصل مع الهيئات الدينية وصمت الحكومة يزيد من النعرات الطائفية
في الساعات الأخيرة، انتشر خبر إغلاق كنيسة آيا صوفيا في مدينة السقيلبية بريف مدينة حماة الغربي، بعد وصول تهديدات شفهية إلى القائمين عليها. الوسيلة الإعلامية التي نشرت تلك المعلومات أرفقتها بصورة تظهر إغلاق باب ونوافذ الكنيسة بالإسمنت. استندت الوسيلة إلى مصدر محلي، أفاد بأن إغلاق الكنيسة حدث دون إشعار مسبق، بعد ورود تهديدات للمسؤولين عنها بإغلاقها.
كما تداولت مواقع إخبارية معلومات تفيد بأن الحكومة عيّنت محسنة المحيثاوي في منصب "محافظ" السويداء، لكن بعد التواصل مع الصفحة الرسمية لمحافظة السويداء في موقع فيسبوك، أفاد القائمون على الصفحة لموقع مسبار بأنه لا يوجد معلومات بشأن تعيينها في ذلك المنصب.
في السياق ذاته، أكدت مصادر صحفية محلية لموقع مسبار أنه لا يوجد قرار رسمي بشأن تعيين "المحيثاوي"، وأن مسألة تعيين محافظ جديد لا تزال معلقة، حيث يتولى حاليًا شخص من محافظة إدلب يُدعى مصطفى بكور مسؤوليات المحافظة بصفة "مبعوث الإدارة".
لا أنباء رسمية عن تعيين وليد كبولة مديرًا للتربية والتعليم
تداولت صفحات وحسابات على مواقع التواصل الاجتماعي خبرًا عن تعيين الشيخ وليد كبولة مديرًا للتربية والتعليم في محافظة اللاذقية. لكن لم تصدر وزارة التربية والتعليم أو مديرية التربية أي إعلان رسمي يؤكد هذا التعيين.
اقرأ/ي أيضًا
عقب سقوط نظام الأسد.. أبرز المعلومات المضللة عن قانون قيصر
كيف وظفت المواد المفبركة حول السجون السورية في تقويض معاناة الضحايا وتشويه الحقائق؟