تستمر تداعيات الزلزال المدمّر الذي ضرب تركيا وسوريا فجر يوم الاثنين السادس من فبراير/شباط الجاري، ويتواصل معها انتشار الأخبار الزائفة المرتبطة به، ومنها شائعات تُفيد بتوقع حدوث زلزال في منطقة معينة، الأمر الذي يخلّف حالة هلع بين السكان. هذا ما حصل مساء الثلاثاء 15 فبراير الجاري، عندما انتشر خبر عن أنّ زلزالًا سيضرب منطقة شمال الراين ويستفاليا في ألمانيا، الأمر الذي دفع نحو 500 شخص في مدينة كولونيا للخروج من منازلهم والتجمع في أماكن مفتوحة، بحسب ما ذكرت شرطة المدينة.
شائعة حدوث زلزال في مدينة كولونيا
وقد تبيّن أنّ مصدر الشائعة تقرير كاذب نُشر على إحدى مجموعات موقع فيسبوك. وأفادت شرطة كولونيا أنّها تلقت الكثير من المكالمات الطارئة من أناس مذعورين بسبب الخبر، فعملت على تهدئتهم والتوجه أيضًا إلى المناطق التي تجمع فيها الناس، والتحدث إليهم من أجل أن يعودوا إلى منازلهم. وأكّدت الشرطة أنّها فتحت تحقيقًا فيما حصل بهدف معرفة مصدر التقرير الكاذب، وإذا كان من الممكن اعتباره جريمة جنائية.
ومدينة كولونيا الألمانية من المناطق المعرضة للزلازل، بحسب مكتب الإغاثة من الكوارث في كولونيا. وفي تصريح أدلى به لموقع DW، قال سيباستيان بوش، رئيس قسم الجيوفيزياء في خدمة الزلازل في ولاية شمال الراين ويستفاليا إنّه "لا يمكن إعطاء توقعات دقيقة للزلازل"، مضيفًا أنّ الخبراء يمكنهم فقط العمل وفق الاحتمالات الإحصائية، إذ يُتوقع حدوث زلزال بقوة ست درجات على مقياس ريختر كل 100 إلى 150 عامًا في خليج الراين السفلي. في الوقت نفسه أكّد بوش أنّ لا أحد يمكنه أن يحدد بدقة متى سيحدث الزلزال.
شائعة حدوث زلزال في الخليج العربي واليمن
في السياق نفسه، تداول مستخدمون على مواقع التواصل الاجتماعي، عقب زلزال تركيا وسوريا، خبرًا جاء فيه أنّ مركزًا بريطانيًا توقع حدوث زلزال بقوة 6.2 درجة على مقياس ريختر، في دول الخليج والعراق واليمن.
تحقّق "مسبار" من الادّعاء ووجد أنّه زائف، إذ لم ينشر أي مركز بريطاني متختص بالجيولوجيا ويُعنى بدراسة الزلزال، أي خبر عن حدوث زلزال في منطقة الخليج أو في أي منطقة أخرى من العالم.
هل يمكن التنبؤ بحدوث الزلازل؟
انتشرت العديد من الادّعاءات عقب زلزال تركيا وسوريا تفيد أنّ بإمكان العلماء التنبؤ بتوقيت حدوث الزلزال، الأمر الذي ينفيه علماء الجيولوجيا. بهذا الصدد تؤكد هيئة المسح الجيولوجي الأميركية أنّ بإمكان العلماء الحديث عن احتمالية وقوع الزلازل في منطقة معينة خلال أطر زمنية محددة، لكن دون تحديد دقيق للتوقيت والمكان. وللمزيد حول قدرة العلم على التنبؤ بحدوث الزلازل يمكن الاطلاع على تقرير "مسبار" بهذا الخصوص.
المصادر
اقرأ/ي أيضًا