` `

انتخابات الرئاسة المصرية: أبرز الأخبار الزائفة قبل شهرين من انطلاقها

إسلام عزيز إسلام عزيز
سياسة
4 أكتوبر 2023
انتخابات الرئاسة المصرية: أبرز الأخبار الزائفة قبل شهرين من انطلاقها
سُتجرى انتخابات الرئاسة المصرية في ديسمبر المقبل (Getty)

تستعد مصر لإجراء الانتخابات الرئاسية 2024 مبكرًا، وذلك في 10 ديسمبر/كانون الأول المُقبل وحتى 12 من الشهر نفسه داخليًا، بينما سيتم التصويت خارجيًا في الأول إلى الثالث من ديسمبر، وفق ما أعلنت عنه الهيئة الوطنية للانتخابات.

جمع توكيلات لترشح السيسي: مقاطع قديمة لتوزيع أموال ومواد غذائية

ودعت الهيئة الوطنية الراغبين في الترشح لتقديم أوراق ترشحهم المستوفية للشروط القانونية والدستورية، اعتبارًا من يوم الخامس من أكتوبر/تشرين الأول المقبل. كما أعلنت عن الشروع في جمع التوكيلات للمرشحين المحتملين لخوض الانتخابات المقبلة، وقالت مواقع إخبارية إن العديد من المواطنين توجهوا إلى مكاتب الشهر العقاري في مختلف محافظات مصر لمنح التوكيلات اللازمة للمرشحين المحتملين.

وعقب إعلان الهيئة عن البدء في جمع التوكيلات، انتشر عدد من المشاهد قيل إنها من توزيع مواد غذائية على بعض الناس الفقراء، مقابل منحهم التوكيلات لترشيح الرئيس عبد الفتاح السيسي لولاية جديدة، وعمل "مسبار" على كشف حقيقة هذه المشاهد.

وكانت البداية مع مقطع فيديو نشرته حسابات وصفحات على مواقع التواصل الاجتماعي، وادّعت أنّه لتوزيع حزب مستقبل وطن في مصر الأغذية على المواطنين، مقابل ذهابهم إلى الشهر العقاري، لمنح التوكيلات اللازمة لترشيح السيسي. لكنه مقطع قديم سبق ونُشر في مايو/أيار 2022، لتوزيع سلع في منطقة حلوان بالقاهرة. خلال تجمع نظمه شخص مجهول يُعرف باسم "باتمان الغلابة".

كما تداولت حسابات مقطعًا آخر ادّعى ناشروه أنّه مسرّب من داخل مقر حزب "مستقبل وطن" المصري، وأنّه يظهر فقراء نصب عليهم بإعطائهم 150 جنيهًا، مقابل تحريرهم توكيلات للسيسي. وهو في الأصل سبق ونُشر في أكتوبر/تشرين الأول عام 2020، على أنه نّه لتسريب من داخل حزب مستقبل وطن آنذاك.

ونشر البعض مقطع فيديو لمشاهد مختلفة قالوا إنه لتوزيع بعض المواد الغذائية على فقراء في مصر، مقابل جمع التوكيلات للسيسي أيضًا. وكشف "مسبار" أنه مقطع قديم ونُشر قبل أشهر ولا علاقة له بالانتخابات الرئاسية.

ومع استمرار عملية جمع التوكيلات، انتشر مقطع فيديو على أنّه لتقديم أموال للمصريين كرشاوٍ من قبل حزب مستقبل وطن، بغرض جمع التوكيلات لترشيح السيسي. والحقيقة أن المقطع سبق ونُشر في أكتوبر  2020، على أنه لتوزيع أموال في محافظة الإسكندرية خلال فترة انتخابات مجلس النواب المصري آنذاك.

صورة متعلقة توضيحية

نقلت حسابات وصفحات مقطع فيديو ادّعت أنّه من تجمهر مؤيدين للرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، خلال جمع التوكيلات لترشيحه للانتخابات الرئاسية المقبلة. وتحقق "مسبار" من المقطع وتأكد أنه قديم ونُشر في مايو/أيار عام 2014 على موقع يوتيوب، وذُكر أنه من مظاهرة مؤيدة للسيسي في مدينة المحلة الكبرى، وقتئذ.

السيسي يعلن ترشحه لخوض الانتخابات الرئاسية المُقبلة

أعلن الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، مساء يوم اليوم الاثنين الثاني من أكتوبر/تشرين الأول الجاري، عزمه الترشح في الانتخابات الرئاسية المقبلة. وقال في كلمة متلفزة خلال الجلسة الختامية لمؤتمر "حكاية وطن" الذي استمر على مدار ثلاثة أيام "إنني كما تعودت معكم منذ 10 سنوات ألا أبادر إلا بدعوة المصريين، الذين أدعوهم لجعل الانتخابات بداية حقيقية لحياة سياسية مفعمة بالحيوية والتعددية". وأضاف "إنني اليوم ألبي نداءهم مرة أخرى وعقدت العزم لترشيح نفسي لمدة رئاسية جديدة".

وقبل إعلان السيسي عزمه الترشح للانتخابات، أعاد مستخدمون نشر مقطع فيديو قديم وادعت أنه للحظة إعلان السيسي ترشحه لفترة رئاسية أخرى. لكن هذا المقطع يعود إلى إلى يناير/كانون الثاني عام 2018، لحظة إعلان الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي ترشحه لفترة رئاسية ثانية، قبل الانتخابات التي جرت في العام نفسه، ولا علاقة له بالانتخابات المُقبلة.

وتزامنًا مع إعلان السيسي ترشحه للانتخابات، تداول البعض مقطع فيديو للرئيس المصري وهو يقول "يا هنحكمكم يا هنقتلكم، اختاروا يا هتتحكموا يا تتقلتوا"، مع ادّعاء أنه من خطاب سابق له كان يهدد فيه بقتل الشعب في حال لم يحكم البلاد. لكنه مقطع مجتزأ من سياقه، ويعود إلى 31 يناير 2015، وكان من خطاب للسيسي عقب اجتماعه مع المجلس الأعلى للقوات المسلحة، بعد هجوم مسلحين على كمين للجيش في مدينة العريش، وكان يتحدث عن اجتماعه مع أحد قيادات جماعة الإخوان المسلمين قبل عزل الرئيس الراحل محمد مرسي، واتهم السيسي في خطابه الجماعة بارتكاب عمليات العنف في الاضطرابات التي حصلت بعد رحيل مرسي.

مظاهرات رافضة للسيسي وتطالب برحيله

تتداول حسابات وصفحات مقطع فيديو ادعت أنه من مظاهرات حاشدة خرجت في مدينة السويس المصرية مؤخرًا، تطالب بإسقاط السيسي ونظامه. تحقق "مسبار" منه وكشف أنه مقطع قديم يعود إلى سبتمبر/أيلول عام 2019، وكان من مظاهرة ضد الرئيس المصري في مدينة السويس، خلال احتجاجات خرجت في عدد من مدن وقرى البلاد حينها.

صورة متعلقة توضيحية

ونشر مستخدمون مقطع فيديو مع ادعاء أنه لمظاهرات خرجت ضد السيسي والنظام المصري في مدينة الإسماعيلية، بعد الحريق الذي اندلع في مديرية أمن المدينة مؤخرًا. والحقيقة أنه قديم يعود إلى مشاهد نشرتها وسائل إعلام للمظاهرات التي خرجت في سبتمبر 2019.

صورة متعلقة توضيحية

تصريحات نُسبت إلى شخصيات عامة حول الانتخابات المصرية

وقبل الإعلان عن موعد الانتخابات، نشرت حسابات على مواقع التواصل الاجتماعي تصريحًا منسوبًا لرجل الأعمال المصري نجيب ساويرس، ادعت أنه أدلى به مؤخرًا، قائلًا "هو في أحق من السيسي عشان ننتخبه". ورد على التصريح المنسوب له والذي يزعم تأكيده على أحقية السيسي بالفوز بالانتخابات الرئاسية، وقال في تغريدة نشرها في حسابه على منصة إكس، إن "التصريح مفبرك". كما سبق ونفى التصريح نفسه قبل ذلك بساعات. 

لكن "مسبار" بحث عن أصل التصريح ووجد أنه نُشر على موقع اليوم السابع  في 10 يناير/كانون الثاني عام 2018، قبل الانتخابات الرئاسية المصرية آنذاك، وجاء ضمن تصريحات خاصة للموقع، على هامش مؤتمر جامعة النيل الأهلية.

صورة متعلقة توضيحية

وتداولت حسابات مقطع فيديو للممثل المصري هاني رمزي وهو يوجه كلامًا داعمًا وتشجيعيًا لشخص أشار له بـ"طنطاوي"، فيما ادّعى متداولو المقطع أن المقصود هو أحمد الطنطاوي، المرشح الرئاسي المحتمل ضد السيسي. لكن نفى هاني رمزي الادعاء، وأوضح أن الكلام في الفيديو كان موجهًا لصديق له من قائمة متابعيه، ولا علاقة له بالمرشح أحمد الطنطاوي. فيما أعلن رمزي لاحقًا دعمه السيسي في الانتخابات المقبلة، وذلك في مقطع فيديو نشره موقع اليوم.

المرشحون المحتملون للانتخابات الرئاسية المصرية

بالإضافة إلى السيسي، أعلنت شخصيات سياسية مصرية  عدة تمثل بعض الأحزاب عزمها خوض الانتخابات الرئاسية، مثل عبد السند اليمامة، رئيس حزب الوفد، وحازم عمر رئيس حزب الشعب الجمهوري، الذي تقدم باستقالته من مجلس الشيوخ لخوض انتخابات الرئاسة، وفريد زهران رئيس الحزب المصري الديمقراطي الاجتماعي، وجميلة إسماعيل رئيسة حزب الدستور الليبرالي المصري، والسياسي والبرلماني السابق أحمد طنطاوي.

أحمد طنطاوي: المرشح الأبرز أمام السيسي

يعدّ السياسي المصري أحمد طنطاوي المرشح الأبرز أمام السيسي لخوض الانتخابات المقبلة، ونشر عدة مقاطع فيديو في حساباته على مواقع التواصل الاجتماعي خلال وجوده أمام مقار الشهر العقاري لتوثيق توكيلات تأييد ترشحه للانتخابات الرئاسية. 

وشكا طنطاوي من صعوبة توثيق هذه التوكيلات، متهمًا حشودًا منظمة أمام مقارات التوثيق، قال إنها ترتبط بالنظام، وتحول دون قدرة مؤيديه على تسجيل توكيلات لصالحه، كما اتهم السلطات المصرية بارتكاب جرائم أمنية بحق أعضاء حملته الانتخابية، واعتقلت العديد منهم.

ويهاجم طنطاوي سياسية الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي ونظامه باستمرار، ويتهم الدولة بتجويع الشعب، والتسبب في الفشل الاقتصادي. 

صورة متعلقة توضيحية

تقرير: استهداف هاتف أحمد الطنطاوي ببرنامج تجسس

وفي وقت سابق من شهر سبتمبر الفائت، كشف مختبر ستيزن لاب الكندي المتخصص بمراقبة أمن الإنترنت أنه تم استهداف هاتف أحمد الطنطاوي ببرنامج تجسس إلكتروني، منذ أعلن اعتزامه الترشح لانتخابات الرئاسة.

وقال المختبر إن هاتف الطنطاوي جرى استهدافه في الفترة بين مايو وسبتمبر 2023 ببرنامج التجسس"بريداتور"، الذي تنتجه شركة "سايتروكس"، من خلال روابط أرسلت عبر الرسائل القصيرة وتطبيق الواتساب.

وأضاف أن البرلماني المصري السابق تعرض هاتفه لمحاولات اختراق إلكترونية متكررة أثناء تصفحه مواقع إنترنت غير محمية عبر شبكة الاتصالات المحلية فودافون مصر، إذ كان يتم توجيهه إلى مواقع ضارة بهدف إصابة هاتفه ببرنامج التجسس "بريداتور"، مشيرًا إلى أن استهداف هاتف الطنطاوي كان يتم عن طريق جهاز موجود في مصر. كما ألمح المختبر أن الحكومة المصرية تقف وراء عملية الاختبار.

ونقل موقع مدى مصر عن طنطاوي قوله إنه تلقى رسائل متكررة حول تعرض حسابه على واتساب إلى اختراق، تأمره بفتح روابط معينة لإصلاح الاختراقات، كما كانت تصله رسائل عبر البريد الإلكتروني تفيد بمحاولة إحدى الجهات الحكومية اختراق حساباته، قائلًا "لدي تليفون آيفون، عندما بدأت الرسائل في 2021 ذهبت لأحد توكيلات الجهاز وقيل لي إنه مؤمّن وليس هناك ما يستدعي القلق. منذ أيام تكرر هذا الموضوع: رسائل على واتساب تتحدث عن اختراق، ونصحني أصدقاء عارفين بالتكنولوجيا أن أفحص تليفوني". مفسرًا محاولة التجسس عليه بـ"الرغبة في اغتياله معنويًا".

اقرأ/ي أيضًا

ما دقة تصريحات السيسي عن مجاعة الصين وتحولها إلى قوة عظمى؟

الصورة لمتحف شرم الشيخ وليست لقصر رئاسي بناه السيسي

اقرأ أيضاً

الأكثر قراءة