أبرز الادعاءات المرتبطة بنظريات المؤامرة التي رصدها مسبار

تشهد وسائل التواصل الاجتماعي تدفقًا للأخبار والمعلومات التي تروج لبعض نظريات المؤامرة من حين إلى آخر، تحديدًا في الأحداث الكبرى، ويتم ربط الحدث بالعديد من الادعاءات المرتبطة بنظريات المؤامرة المختلفة في كافة المجالات.

ومن اللافت أن تأثير هذه الادعاءات يزداد ويتفاعل معها أعداد كبيرة من المستخدمين يؤمنون بنظريات المؤامرة. في هذا السياق نعرض لكم أبرز الأخبار الزائفة وارتبطت بنظريات المؤامرة وكشف مسبار لحقيقتها.

مشاهد لطائرات ترش مادة "الكيمتريل"السامة في الغلاف الجوي

تداولت حسابات وصفحات على منصات التواصل الاجتماعي، مقاطع فيديو ادعت أنها تُظهر طائرات ترش مواد “الكيمتريل” الكيميائية السامة أثناء تحليقها، لأغراض إلحاق الضرر بالبيئة والقتل وغيرها. 

وبالتحقق وجد مسبار أن الادعاء مضلل، إذ عثر على الفيديو الأصلي للمقطع الذي يظهر طائرة تُخرج ما يبدو أنه بخار كثيف، في صفحة أحد الطيارين على منصة تيك توك في عام 2022 ولم يتضمن وصف الفيديو الأصلي أي إشارة إلى مواد كيميائية تخرج من الطائرة، بل تمّت مشاركة الفيديو بشكل عادي ضمن صفحته التي احتوت على مقاطع عدة مشابهة لمحبي الطيران والهواة والطيارين.

كما تداولت صفحات أخرى مقطع فيديو ادعت أنه اعتراف جون برينان، مدير وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية السابق، بأنها عمليات رش مادة الكيمتريل في الهواء.

لكن بالتحقق تبين أن خطاب برينان الكامل كان عن تهديدات الأمان العالمي في مجلس العلاقات الخارجية في يونيو/حزيران 2016، وخلال الخطاب تحدث برينان عن مسألة حقن الجزء الستراتوسفيري بالجزيئات، وهي إحدى الطرق التي يمكن أن تساعد في عكس الاحتباس الحراري. ولم يقل برينان إن الحكومة سترشّ السموم أو مادة الكيمتريل في السماء.

نظريات المؤامرة المرتبطة بفايروس كورونا

ظهرت العديد من المزاعم حول نظريات المؤامرة أثناء انتشار فايروس كورونا، ولقيت رواجًا بين الناس على مواقع التواصل الاجتماعي. ومنها ادعاء مفاده أنّ رئيس شركة مايكروسوفت بيل غيتس، يدفع من أجل تطبيق مشروع رقاقة إلكترونية تعرف باسم مشروع ID202، من أجل التحكم بالناس وباللقاحات التي يمكن الحصول عليها.

ولكن مسبار تحقق من الادعاء، آنذاك، ووجد أنه أنّ بيل غيتس لم يتحدث عن أي شيء حول الادعاء، وأنه تحدث أكثر من مرة عن ضرورة أن يكون هناك نظام صحي قائم على شهادات صحية ذات قواعد موحّدة عالمية تساعد المؤسسات والشركات في تخطي فترة فايروس كورونا المستجد، دون أن يربط ذلك بمشروع ID2020.

وفي سؤال آخر وُجه له حول كيفية إعادة فتح المؤسسات والشركات التجارية في مرحلة ما بعد فايروس كورونا، قال غيتس "يجب أن يكون هناك نوع من الشهادات الرقمية تفيد بمن شُفي من كورونا ومن تم فحصه مؤخرًا ومن حصل على لقاح"، ومن جهتها نفت مؤسسة بيل وماليندا غيتس في حديث لوكالة رويترز، الادعاء وقالت إنه كاذب.

مشاهير يروجون لادعاءات متعلقة بنظريات المؤامرة 

ومن الشخصيات البارزة التي روجت لمزاعم ترتبط بنظريات المؤامرة خلال فايروس كورنا حارس المرمى السابق، ومعدّ تقارير رياضية ومقدم برامج راديو، والذي عمل في صحيفة ليسيستر أدفرتايزر ثم في وكالة بي بي سي، ديفيد آيك David Icke.

إذ شارك آيك معلومات مضللة حول فايروس كورونا منها أنَّ شبكات الهاتف المحمول من الجيل الخامس تزيد من انتشار الفايروس.وادعى آيك أنَّ منظمة الصحة العالمية تُسيطر على العالم بما تبثّه من أخبار ومعلومات حول الفايروس، ليحظر موقع  فيسبوك صفحة آيك، عقب مطالبة مركز مكافحة الكراهية الرقمية في بريطانيا بذلك، في رسالة وُجّهت لشركات التقنية تضمنت أنَّ آيك روّج للكثير من نظريات المؤامرة على مواقع التواصل الاجتماعي ما تسبّب بالعديد من المشاكل. 

وعلّقت شركة فيسبوك حينها على سبب إزالة الصفحة "أزلنا الصفحة لخرقها المتكرّر لسياسة الموقع حول المعلومات المغلوطة المضرّة".

وليس ديفيد آيك وحده من ساهم بالترويج لنظريات المؤامرة خلال انتشار وباء فايروس كورونا، بل ساهم العديد من المشاهير في ذلك ومنهم الفنانتين إليسا وكارول سماحة والمغنية العالمية مادونا، ما أثّر على ملايين المتابعين العرب والأجانب في اتخاذ إجراءات الوقاية اللازمة، وحماية أنفسهم من الوباء، آنذاك.

وشكك مشاهير آخرون في لقاح الفايروس حينها على حساباتهم في مواقع التواصل الاجتماعي، واعتبروه سلاح البلاد الغنية لاستغلال الدول الفقيرة، بل وحثّ البعض منهم الناس على عدم الحصول عليه.

ولكنهم في الحقيقة كانوا من أوائل من تلقوا اللقاح، بعد تسجيل عدد كبير من الوفيات حول العالم بسبب كورونا، مع الاتجاه لاتخاذ إجراءات وقائية واحدة فيما يخص السفر والتنقل ودخول المحلات التجارية الكبيرة.

نظريات المؤامرة والتضليل عقب اندلاع حرائق جزر هاواي

وروجت حسابات وصفحات على مواقع التواصل الاجتماعي العام الفائت، لمعلومات مضللة مرتبطة بنظريات المؤامرة بعد اندلاع حرائق في جزر هاواي، ومنها ادّعاءات كشف مسبار في نسخته الإنجليزية حقيقتها، مثل صورة انتشرت على أنها تُظهر شعاعًا يشبه الليزر في جزيرة هاواي، وزعم ناشروها أنّ الشعاع هو السبب في اندلاع هذه الحرائق. واتضح أنّه تم التلاعب بالصورة عبر إضافة الشعاع إليها رقميًّا.

كما شارك مستخدمون صورتين، على أنّهما تظهران شعاع ضوء يشبه الليزر أيضًا ويضرب الجزر، وكشف "مسبار" أن الصورتين قديمتان ولا علاقة لهما بالحرائق الأخيرة في هاواي.

ادعاءات تروج لنظريات المؤامرة حول زلزال المغرب

وتغزو وسائل التواصل الاجتماعي نظريات المؤامرة بعد وقوع الزلازل أيضًا، ويربط ناشروه وقوع الزلازل بادعاءات غير علمية تروج لنظريات المؤامرة، ومنها مقطع فيديو تداولته حسابات وصفحات على مواقع التواصل الاجتماعي في 11 سبتمبر/أيلول من العام الفائت، ادعت أنّه لوميض أزرق ظهر في السماء قبل الزلزال الأخير الذي ضرب المغرب لأسباب مجهولة وهو ما تسبّب بحدوث الزلزال.

وتحقّق "مسبار" من الادعاء حينها، ووجد أن مقطع الفيديو مركّب ونشره حساب على منصة تيك توك، يحمل اسم "jayhideaway"، في مايو/أيار 2020.

ومن آخر الأحداث التي انتشرت حولها نظريات المؤامرة كشف القضاء الأميركي عن وثائق مرتبطة بما يُعرف بـ"قضية إبستين"، وقد جمعها مسبار في تقرير يمكنكم الاطلاع عليه عبر الرابط.

اقرأ/ي أيضًا

المرض إكس: مصطلح تعبيري انتشرت حوله نظريات المؤامرة والأخبار المضللة

شبكات على تيلغيرام تروّج لمعلومات مضللة ونظريات المؤامرة