تمكن تحالف الجبهة الشعبية الجديدة اليساري والمكون من الأحزاب اليسارية الرئيسية، من الحصول على 182 مقعدًا في الجولة الثانية من الانتخابات التشريعية الفرنسية، في السابع من يوليو/تموز الجاري، محققًا تغييرًا كبيرًا في المشهد السياسي الفرنسي، في حين حصل ائتلاف ماكرون على 168 مقعدًا، وحاز التجمع الوطني اليميني المتطرف على 143 مقعدًا.
بهذا، تصدَّر تحالف اليسار (الجبهة الشعبية الجديدة) نتائج الانتخابات، ولكن دون تحقيق الغالبية المطلقة، بوجود ثلاث كتل قوية، ونظرًا لعدم تشكيل أي منها غالبية مطلقة وهي 289 مقعدًا في البرلمان المؤلف من 577 مقعدًا، فإنّ أي تحرك سياسي سيتطلب التواصل مع إحدى الكتلتين الأخريين.
وتشكَّل تحالف الجبهة الشعبية الجديدة بعدما دعا الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إلى إجراء انتخابات تشريعية مبكرة في 9 يونيو/حزيران الفائت، وجمع بين الأحزاب اليسارية الفرنسية، من الاشتراكيين والشيوعيين وعلماء البيئة (حزب الخضر) وحزب فرنسا الأبية. ويسعى التحالف لتحقيق إصلاحات كبيرة في مجالات العدالة الاجتماعية، والبيئة، والتعليم، والاقتصاد.
بحسب مصادر فرنسية، فإنّ هذه النتائج تعني أنّه سيصبح لدى فرنسا برلمان معلق يضم ثلاث كتل رئيسية، دون أغلبية واضحة. هذا الوضع يضع ماكرون في موقف يتطلب منه التفاوض مع الأحزاب التي عارضته منذ فترة طويلة لمحاولة تشكيل حكومة ائتلافية.
يُشار إلى أنّ نسبة المشاركة في الجولة الثانية من الانتخابات الفرنسية يوم الأحد السابع من يوليو، تعدّ الأعلى منذ عام 1981.
تشكيل الحكومة الفرنسية الجديدة
تواجه الحكومة الجديدة تحديات كبيرة في تنفيذ البرنامج الانتخابي لتحالف الجبهة الشعبية، والذي يتضمن زيادة الإنفاق على الخدمات العامة وتبني سياسات بيئية صارمة لمواجهة التغير المناخي.
وتُشير وسائل إعلام إلى وجود توتر بين أحزاب التحالف للاتفاق على مرشح لمنصب رئيس الوزراء، إلا أن الرئيس إيمانويل ماكرون طلب من رئيس الوزراء المنتهية ولايته، غابرييل أتال، البقاء في منصبه "لضمان استقرار فرنسا".
التحالف اليساري الفرنسي يتعهد بالاعتراف بدولة فلسطين
ومن الجدير بالذكر، أن العديد من القيادات من تحالف اليسار في الجبهة الشعبية الجديدة أعلنت أنها ستعترف بدولة فلسطين قريبًا، ولم يخلُ برنامج اليسار الفرنسي الانتخابي من التضامن مع فلسطين سواء في الشعارات أو في الاحتفالات عقب التقدم في الانتخابات التشريعية.
وفي هذا الإطار، انتشرت مشاهد مضللة على مواقع التواصل الاجتماعي، على أنها مرتبطة بالانتخابات الفرنسية ونتائجها، والتي رصدها مسبار وتحقق منها، هذه أبرزها.
الفيديو ليس من الاحتفالات بفوز اليسار في الانتخابات الفرنسية
انتشر مقطع فيديو ادّعى مستخدمون أنه يُظهر آلاف الفرنسيين وهم يتظاهرون في ليون، عقب فوز تحالف اليسار في الانتخابات البرلمانية، رافعين عشرات الأعلام الفلسطينية.
إلا أن تحقّق مسبار أوضح أن مقطع الفيديو نشر للمرة الأولى قبل موعد الانتخابات التشريعية الفرنسية، ويوثٌّق مظاهرة خرجت في مدينة ليون الفرنسية، في الأول من يونيو/حزيران الفائت، احتجاجًا على الحرب الإسرائيلية الجارية على قطاع غزة.
الصورة ليست لجزائريين رسموا شعار النازية عقب فوز تحالف اليسار
كما شاركت حسابات على موقع التواصل الاجتماعي، صورة ادّعت أنّها لجزائريين رسموا شعار النازية على نصب تذكاري في فرنسا، بعد فوز اليسار الفرنسي بالانتخابات التشريعية الأخيرة.
وكشف تحقّق مسبار أنّ الصورة قديمة وليست لجزائريين رسموا شعار النازية على نصب تذكاري، بعد فوز اليسار بالانتخابات التشريعية الفرنسية.
ونُشرت الصورة ضمن تقرير صدر في الأول من أغسطس/آب عام 2014، تحت عنوان "معاداة السامية ترتفع في أوروبا في ظل الصراع بين إسرائيل وغزة".
الفيديو ليس لبكاء مارين لوبان بعد خسارة اليمين في الانتخابات الفرنسية
عقب خسارة تكتل اليمين المتطرف الانتخابات التشريعية في فرنسا أمام تحالف الجبهة الشعبية الجديدة اليساري، نشرت حسابات وصفحات على موقعي التواصل الاجتماعي فيسبوك وإكس، مقطع فيديو، ادّعت أنّه يُوثق بكاء زعيمة حزب التجمع الوطني، مارين لوبان، بعد خسارته في الانتخابات.
وأوضح مسبار في تحقّقه أنّ مقطع الفيديو ولا يُوثق بكاء مارين لوبان، زعيمة حزب التجمع الوطني، بعد خسارة اليمين المتطرف الانتخابات التشريعية في فرنسا أمام تحالف الجبهة الشعبية الجديدة اليساري.
ويعود الفيديو إلى 28 مارس/آذار عام 2017، عندما حلّت مارين لوبان، زعيمة حزب التجمع الوطني اليميني المتطرف في فرنسا، ضيفة على برنامج إذاعة Europe 1 الصباحي، مع مقدمه توماس سوتو.
اقرأ/ي أيضًا
أبرز الادعاءات المضللة حول أحداث ولاية قيصري التركية
أبرز الادعاءات المضللة التي استهدفت شخصيات عامة دعمت الفلسطينيين