هل صدقتم هذه الصورة قبل 15 عاماً؟
الادعاء
امرأة سخطها الله جرذاً لأنها لم تطعه!
نشر عن الخبر
الخبر المتداول
بقيت هذه الصورة متجددة النشر كل عام على عشرات المواقع، ووسائل التواصل الاجتماعي وفي مختلف الفيديوهات، ويعود أقدم نشر لها في العام 2005 عبر المنتديات ورسائل الهاتف المحمولMMS، واستغرقت وقتاً طويلاً من حياتنا كي نفهم مصدرها وسببها! وحتى ذلك الحين هناك كثر ممن صدقوها وأعادوا إرسالها إلى عشرة آخرين كما كانت تطلب الرسالة النصية المرافقة للصورة.
وحين غدت "السوشيال ميديا" البطل الرئيسي في حياتنا اليومية عادت لتنتشر من جديد تحت قصص وعناوين مختلفة؛ فمرة يقولون أنها تعود إلى امرأة حرقت المصحف، ومرة أخرى أنها لامرأة لم تركع يوماً إلى الله، والنتيجة سخطها قرداً، ومع غرابة الصورة كان من الصعب على كثيرين عدم تصدقيها، فلا يوجد حيوان على شاكلتها.
والصورة تم استخدامها في فيديوهات كثيرة على "يوتيوب"، وتعود بين فترة وأخرى إلى "التايم لاين" هنا وهناك، وإذا لم تكن مما يعرفون دلالتها وأصلها، فبالتأكيد ستصيبك صدمة "الفتاة الجرذ".
أما القصة الأكثر انتشاراً التي صاحبت الصورة وقتها، وتداولتها المواقع فهي تتحدث عن "فتاة من سلطنة عمان تشاهد الأغاني بينما والدتها تقرأ القرآن الكريم، فطلبت من والدتها عدم الإزعاج، والجلوس في مكان آخر، لكن الأم أصرت أن تبقى في مكانها فأخذت الفتاة المصحف من يد أمها وألقت به على الأرض, فسقطت البنت أرضا ليخسفها الله إلى شكل حيوان زاحف، وهى حاليا موجودة في مستشفى السلطانى بمسقط".
.
تحقيق مسبار
بحث موقع مسبار، ووجد أن الصور تعود إلى عمل فني شمعي للفنانة الأسترالية Patricia Piccinini لمشروع تخيلت فيه عملية تناسخ البشر مع الحيوانات، وآفاق العلوم القادمة إلى البشرية وحدود التلاعب الجيني.
وقد تم نشر صور أعمالها عبر شبكة الإنترنت، لكن سرعان ما تناقلها العامة لأهداف دينية أخرى، وانتشرت كالنار في الهشيم بين أفراد من الجالية المسلمة في ألمانيا ثم انتقل تداولها إلى تركيا وبعدها وصلت بلاد الشرق الأوسط، لتطلق عليها دائرة المعارف الإلكترونية "ويكيبيديا" "خدعة الفتاة الملعونة".
والفنانة باتريشيا بيتشيني من مواليد 1965 اعتادت استخدام الجلود التي تبدو طبيعية والسيليكون والبلاستيك وكذلك التصوير الرقمي لمنحوتاتها، فهي تخلق حيوانات اصطناعية بغرض الدمج بين العلوم والطبيعة والتكنولوجيا في عصر المعلومات، لكن يبدو هذه المرة أن أعمالها ذهبت إلى أبعد من ذلك، لتعبر عن صدمتها وقتها لما آل إليه استخدام منحوتتها، وكيف تحول إلى وسيلة رعب وترهيب عبر العالم.