بوتين يحرج أردوغان ويضع تمثال كاترين الثانية خلال اجتماعهما.. ما القصة؟
الادعاء
بوتين يحرج أردوغان خلال لقائه في قصر الكرملين، بوضع تمثال للإمبراطورة الروسية كاترين الثانية التي هزمت العثمانيين، وتمثال آخر للجنود الروس الذين قضوا على العثمانيين في بلغاريا.
نشر عن الخبر
الخبر المتداول
نشر عدد من المواقع والعديد من الحسابات والصفحات على مواقع التواصل الاجتماعي، صورتين خلال اللقاء الثنائي الذي جمع الرئيسين التركي رجب طيب أردوغان ونظيره الروسي فلاديمير بوتين، في قصر الكرملين بالعاصمة الروسية موسكو يوم الخميس الماضي 5 مارس/آذار الجاري.
الصورة الأولى تُظهر أعضاء الوفد المرافق للرئيس التركي وخلفهم تمثال للإمبراطورة الروسية "كاترين الثانية"، وادعى المغردون أنَّ الرئيس الروسي تعمَّد وضع الوفد المرافق لأردوغان تحت التمثال كنوع من "الإهانة" لتركيا وأردوغان والوفد المرافق له، لأنَّ الإمبراطورة الروسية "كاترين الثانية" هي التي هزمت العثمانيين في أكثر من معركة، حتى تم التوقيع على معاهدة "كينجارية" نهاية القرن 18.
والصورة الثانية كانت أثناء جلوس أردوغان وبوتين وبينهما تمثال، قال ناشرو الصورة، إنَّ التمثال عبارة عن منحوتة صخرية للجنود الروس الذين قضوا على العثمانيين في بلغاريا، في إشارة أنَّ الرئيس الروسي تعمَّد أيضاً بوضع التمثال أثناء اللقاء.
تحقيق مسبار
تحقق "مسبار" من الصورتين، وتبيَّن أنَّ التمثال الأول بالفعل للإمبراطورة الروسية "كاترين الثانية"، التي خاضت حرباً طويلة مع العثمانيين، وانتهت بإبرام معاهدة " كاينارجا" بين الدولة العثمانية والإمبراطورية الروسية في عام 1774م، وهي المعاهدة التي وضعت حداً للحرب بين الدولتين، وضُمَّت القرم بِمُوجبها إلى روسيا.
لكن وجدنا أنَّ التمثال موجود بالفعل منذ سنوات في مكتب الرئيس بوتين في قصر الكرملين، وسبق أن استقبل الرئيس الروسي في مكتبه على مدار السنوات الفائتة الكثير من قادة العالم، وكان التمثال موجوداً.
أما عن الصورة الثانية للتمثال المنحوت للجنود الروس، فهي عبارة عن عمل فني قام به الفنان "يوجين لانكراي" عام 1880، ويعبِّر عن القوات الروسية في جبال البلقان خلال الحرب الروسية التركية. ولم تكن هذه المرة الأولى التي يظهر فيها التمثال، وهو موجود بالفعل في نفس المكان ويظهر دائماً في لقاءات بوتين بالقصر، ما يُظهر أنَّ الأمر مجرد بروتوكول عاديّ في القصر.
ويظهر في صورة أخرى لحظة استقبال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لولي عهد أبو ظبي الأمير محمد بن زايد آل نهيان في 1 يونيو/حزيران 2018، أي قبل أكثر من سنة، وكانت نفس التماثيل موجودة بالفعل.
وظهرت أيضا أثناء استقبال بوتين في الكرملين لعائلات متضررة من الفيضانات في مقاطعة إركوتسك، في 25 يوليو/تموز 2019.
وبعد تداول الصورة بشكل واسع، صرح الناطق الرسمي باسم بوتين ديمتري بيسكوف لموقع قناة "روسيا اليوم" الإنجليزي، نافياً الواقعة، وقال إنَّ الأمر كان عبارة عن صدفة بحتة، وأنَّ التماثيل موجودة بالفعل منذ سنوات في القصر، ولم يقصد النظام الروسي التصيُّد أو إهانة أردوغان بالتماثيل الموجودة.
يذكر أنَّ اللقاء الذي جمع الرئيسين في قصر الكرملين، جاء لبحث المستجدات في محافظة إدلب شمال غربي سورية عقب التصعيد الأخير الذي شهدته المحافظة.