هذه الطفلة لم تمت داخل دلو ماء في بغداد أو عدن
الادعاء
صورة حديثة لطفلة من عائلة فقيرة توفيت داخل دلو ماء في بغداد.
صورة حديثة لطفلة تهرب من الحرب في مدينة عدن اليمنية.
نشر عن الخبر
الخبر المتداول
تداولت وسائل التواصل الاجتماعي، في شهر يوليو/تموز الفائت، صورةً لطفلة في دلو ماء، قالت إنها من منطقة أبو دشير في العاصمة بغداد، وتُتابع المنشورات القصة بقولها "وفاة الطفلة بنين محمد حسين بسبب الحرارة، وتبين أن العائلة فقيرة جداً، ولا تملك أبسط مقومات الحياة، والد بنين المدعو أبو علي يعمل في العلوة ليدفع إيجار السكن،..أم الطفلة تركتها بدلو ماء بارد لتخفيف درجة الحرارة وبعد مرور ساعة وجدت الطفلة قد فارقت الحياة"، في حين تداولت الصورة ذاتها مواقع إخبارية يمنية في شهر يونيو/حزيران الفائت، بعناوين مثل "طفلة عدنية تقي نفسها من الحر"، "صورة تخطف الأنفاس لطفلة عدنية تعاني الحر الشديد".
تحقيق مسبار
تحقّق "مسبار" من الصورة، ووجد أنها صحيحة لكن لا يمكن الجزم بمكانها مائة بالمائة، إلا أن النشر الأول للقصة كان في أغسطس/آب عام 2015 على أنها في مدينة البصرة لطفلة تهرب من الحر.
وبالنسبة لاسم الطفلة بنين حسين وقصة عائلتها الفقيرة، فهي مجرد قصة تم تأليفها لجذب مشاعر القراء، ولا يوجد عليها أي دليل، كما أنها لم تحدث في منطقة بغداد كما تشير هذه المنشورات التي تم تداولها شهر يوليو/تموز الماضي، فعودةً إلى المواقع الإخبارية العراقية والتقارير الإخبارية التي تتبع حوادث المدينة لا يوجد للحكاية أثر فيها، على عكس المواقع الإخبارية اليمنية التي جعلت من الصورة "ترند" داخل اليمن طيلة شهر يونيو/حزيران الفائت، وتم استخدام الصورة سياسياً، ولم تتم الإشارة إلى كون الصورة قديمة ولا علاقة لها باليمن، بل يتم تداولها كل عام تقريباً مع ارتفاع درجات الحرارة الذي تشهده البلاد العربية.
وعند تحقق "مسبار" من عناصر الصورة ذاتها، وجد أن الطفلة داخل دلو كُتب عليه Tapco، ومن تتبع اسم الشركة وجد أنها شركة وطنية محلية أردنية للدهانات والألوان، تغطي متطلبات السوق المحلية الأردنية، وهذا ما يجعل "مسبار" يميل إلى نسب الصورة إلى الأردن.