صورة قديمة وليست لهجوم آلاف الأفارقة على حدود تونس والمغرب والجزائر

تحقّق "مسبار" من الادّعاء المتداول ووجد أنه مضلّل، إذ إنّ الصورة قديمة وليست لهجوم آلاف الأفارقة على حدود دول شمال أفريقيا حديثًا.

مواجهات بين مغاربة وأفارقة عام 2017

 تبيّن أنّ مواقع إخبارية نشرت الصورة في سبتمبر/أيلول عام 2017، ضمن تغطية أخبار مواجهات بين شبان مغاربة ومهاجرين أفارقة، شهدها حي مسنانة في مدينة طنجة المغربية.

واستخدمت بعض المواقع صورة أخرى مشابهة للصورة المتداولة ضمن تغطية الحدث نفسه، وبالتدقيق في تفاصيل الصورتين، تبين أنّ كليهما التُقطتا في المكان نفسه، إذ تظهر فيهما المباني ذاتها.

دعوات لإخراج المهاجرين من دول شمال أفريقيا

ويأتي تداول الادّعاء تزامنًا مع الحملات التي دعت إلى إخراج مهاجري أفريقيا جنوب الصحراء من دول شمال أفريقيا، تحديدًا المغرب والجزائر وتونس، والتي تصاعدت عقب تصريحات الرئيس التونسي قيس سعيّد المناهضة للأفارقة القادمين من جنوب الصحراء. 

وطالب سعيّد القيادات الأمنية والعسكرية بالسرعة والصرامة في وضع حد لما أطلق عليه “ترتيب إجرامي تم إعداده منذ مطلع هذا القرن لتغيير التركيبة الديمغرافية في تونس”.

منظمات حقوقية تتهم سعيّد بالعنصرية والأخير يردّ

واتّهمت منظمات حقوقية منها الرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان، خطاب سعيّد الداعي لصدّ وترحيل مهاجري جنوب أفريقيا، بالعنصرية والفاشية، وقالت إنه تزامن مع “حملة إيقافات عشوائيّة وتعسّفية واسعة النطاق ضدّ المهاجرين/ات من جنوب الصحراء، واحتجاز في مراكز غير قانونيّة لا تحترم أبسط معايير الكرامة البشريّة. وقد طاول هذا العنف الممنهج والعنصري النساء والأطفال وحتى الرضع من عائلات المهاجرين/ات".

عملية إجلاء المهاجرين من تونس

وانطلقت يوم الرابع من مارس/آذار الجاري، عمليات إجلاء نحو 300 مهاجر من مالي وساحل العاج من تونس إلى بلادهم بعد الحملات الأخيرة، وقال السفير العاجي في تونس إبراهيم سي سافاني إنّ عدد المسجلين للعودة بلغ 1100 حتى تلك اللحظة.

من جهتها أصدرت الرئاسة التونسية بلاغًا يوم أمس الخامس من مارس، أعربت فيه عن "استغرابها من هذه الحملة المعروفة مصادرها والمتعلقة بالعنصرية المزعومة في تونس، وترفض هذا الاتهام للدولة التونسية". 

إضافة إلى ذلك أعلنت عن جملة من الإجراءات، التي قالت إنها تهدف إلى تيسير الإجراءات على الأجانب المقيمين في تونس وحماية مختلف الجاليات، ومنها تسليم بطاقات إقامة لمدة سنة لفائدة الطلبة من البلدان الأفريقية، والتمديد في وصل الإقامة من ثلاثة أشهر إلى ستة، وتسهيل عمليات المغادرة الطوعية لمن يرغب في ذلك.

اقرأ/ي أيضًا

ادّعاءات مضللة حول المهاجرين غير النظاميين من أفريقيا جنوب الصحراء

فيديو قديم لاعتداء على مواطن أفريقي في تونس وليس بعد الأزمة الأخيرة