` `

الفيديو من بيت رعب ترفيهي تركي وليس من سجن صيدنايا

أحمد كحلاني أحمد كحلاني
أخبار
21 ديسمبر 2024
الفيديو من بيت رعب ترفيهي تركي وليس من سجن صيدنايا
الفيديو قديم لتجربة رعب ترفيهية في تركيا (إكس)

الادعاء

فيديو مسرب من هاتف أحد عناصر نظام الأسد بعد إسقاطه، للحظة تنفيذ إعدام جماعي باستخدام المكبس البشري في سجن صيدنايا.

 

الخبر المتداول

مقطع فيديو تتداوله حسابات على موقعي التواصل الاجتماعي إكس وفيسبوك، حديثًا، ادّعت أنه مسرب من هاتف أحد عناصر نظام الأسد بعد إسقاطه، يوثّق لحظة تنفيذ إعدام جماعي باستخدام أداة تُعرف بـ"المكبس البشري" في سجن صيدنايا.

فيديو مسرب من هاتف أحد عناصر نظام الأسد بعد إسقاطه، للحظة تنفيذ إعدام جماعي باستخدام المكبس البشري في سجن صيدنايا.

تحقيق مسبار

بالتحقّق من الادعاء، تبيّن لـ"مسبار" أنّه مضلل، إذ إنّ مقطع الفيديو يعود لتجربة داخل بيت رعب ترفيهي، نُشر سابقًا عبر قناة تركية على موقع يوتيوب، ويوثق ردود فعل أشخاص أثناء خوضهم التجربة، وليس من سجن صيدنايا.

فيديو قديم لتجربة رعب ترفيهية في تركيا

نشر مقطع الفيديو في 16 يوليو/تموز 2022، عبر قناة تركية على موقع يوتيوب تحمل اسم Koleksiyoncu Korku Evi، مع عنوان GÖKTÜRK (غوك تورك). وتُعرف القناة بكونها ترفيهية، متخصصة في نشر مقاطع توثق تجارب رعب يعيشها الأشخاص باختيارهم. ويظهر الشبان في الفيديو وهم يتحدثون باللغة التركية، وفي المقطع الأصلي، ينتقلون بعد خروجهم من الغرفة التي تحتوي على شكل يشبه المكبس البشري إلى غرفة أخرى.

نشر للفيديو الأصلي عام 2022 في يوتيوب
نشر للفيديو الأصلي عام 2022 في يوتيوب

وبمراجعة القناة، وجد مسبار أنها معروفة بإنتاج حلقات توثّق تجارب الرعب التي يخوضها المشاركون، حيث يتم وضعهم في أجواء مصممة بعناية لإثارة الخوف، وتعتمد هذه التجارب على تصميم ديكورات خاصة، واستخدام تأثيرات مثل الإضاءة المتقطعة والأصوات المرعبة، بهدف إيهام المشاركين بأنهم يعيشون تجربة رعب حقيقية.

ووفقًا لما ورد في وصف القناة، تهدف هذه التجارب إلى رفع مستوى الأدرينالين لدى المشاركين، مما يمنحهم إحساسًا بالإثارة والخوف في آنٍ واحد.

يُوضح وصف القناة طبيعة المحتوى الذي تقدمه
يُوضح وصف القناة طبيعة المحتوى الذي تقدمه

المكبس البشري

يأتي تداول الادعاء، بعد انتشار واسع لأنباء عن وجود مكبس بشري في سجن صيدنايا، وذلك عقب إسقاط نظام بشار الأسد في الثامن من ديسمبر/كانون الأول الجاري وتحرير المعتقلين من السجون. يُشير مروجو هذه الأنباء إلى أن المكبس كان يُستخدم في السجن لطحن جثث المعتقلين بعد إعدامهم، بهدف التخلص من السوائل وسحق العظام لتسهيل التخلص من الجثة لاحقًا.

وخلال جولة للصحفيين داخل السجن، وثّقت كاميراتهم وجود مكبس، وأشار البعض إلى أنه كان يُستخدم من قبل النظام السوري السابق لطحن جثث المعتقلين أو كأداة تعذيب.

من جهته، نفى دياب سرية، مدير "رابطة معتقلي ومفقودي سجن صيدنايا" ومعتقل سابق في السجن، صحة هذه الادعاءات. وأوضح أن الصور والمشاهد التي تم توثيقها تُظهر مكبسًا خشبيًا، يعود وجوده إلى ورشة نجارة كانت تعمل داخل السجن قبل أحداث الشغب عام 2008. وأضاف سرية أن هذا المكبس لم يُستخدم لتعذيب المعتقلين أو التخلص من الجثث، كما يُشاع في مواقع التواصل والتقارير الإعلامية.

جدير بالذكر، أنه لم توثق أي شهادة سابقة لناجين من سجن صيدنايا تُشير إلى استخدام المكبس للتخلص من الجثث أو كأداة لتعذيب المساجين. كما نفى علي أبو الدهن، رئيس رابطة المعتقلين اللبنانيين في سوريا، الذي أمضى خمس سنوات في سجن تدمر وثماني سنوات أخرى في سجن صيدنايا، معرفته بوجود مكبس بشري داخل السجن. وعند سؤاله عن حقيقة الأمر، قال إنه لم يسمع بذلك خلال فترة اعتقاله، مشيرًا إلى وجود العديد من أساليب التعذيب، دون أن يكون المكبس البشري من بينها.

توضيح من مدير رابطة معتقلي صيدنايا بشأن حقيقة المكبس البشري
توضيح من مدير رابطة معتقلي صيدنايا بشأن حقيقة المكبس البشري

توثيق انتهاكات نظام الأسد على مدى 14 عامًا

أصدرت الشبكة السورية لحقوق الإنسان، بيانًا، أوضحت فيه الخسائر البشرية والمادية التي خلفها نظام بشار الأسد على المجتمع والدولة السورية خلال الأعوام الـ 14 الفائتة، والتي وثقتها الشبكة بشكل يومي منذ اندلاع الحراك الشعبي في سوريا عام 2011.

وأشارت الشبكة إلى أنّها وثقت مقتل ما لا يقل عن 202 ألف مدني على يد قوات النظام، بينهم 23 ألفًا و58 طفلًا، و12 ألفًا و10 نساء. وأضافت أنّ قاعدة بياناتها تشمل توثيق ما لا يقل عن 96 ألفًا و321 حالة اختفاء قسري، من بينهم ألفين و329 طفلًا، وخمسة آلاف و742 امرأة.

كما ذكرت أنّها سجلت وفاة ما لا يقل عن 15 ألفًا و102 شخصًا تحت التعذيب على يد قوات النظام. إلى جانب ذلك، تسبب النظام في نزوح نحو 6.8 مليون سوري داخليًا، وتشريد قرابة 7 ملايين لاجئ خارج سوريا.

وأضافت الشبكة أنّ نظام الأسد استخدم على مدى الأعوام الـ 14 الفائتة أربعة أنواع من الأسلحة المدمرة، أبرزها البراميل المتفجرة، الأسلحة الكيميائية، الذخائر العنقودية، والأسلحة الحارقة. كما تسببت الهجمات في تدمير المئات من المراكز الحيوية، بما في ذلك المشافي والمدارس والمساجد والكنائس.

تقرير الشبكة السورية حول الخسائر البشرية والمادية التي خلفها نظام بشار الأسد
تقرير الشبكة السورية حول الخسائر البشرية والمادية التي خلفها نظام بشار الأسد

اقرأ/ي أيضًا

نتيجة التعتيم ونقص المعلومات.. شائعات ومعلومات متضاربة حول سجن صيدنايا

تدفق المعلومات المضللة بعد سقوط النظام قد يفاقم حالة الذعر بين السوريين

تصنيف الخبر

مضلل

مصادر مسبار

اقرأ أيضاً

الأكثر قراءة