الاتحاد الدولي للكرات الحديدية لم يُعلّق عضوية منتخب الجزائر مدى الحياة

تحقّق "مسبار" من الادعاء وتبيّن أنّه مضلّل، إذ إنّ الاتحاد الدولي للكرات الحديدية لم يُعلن إقصاء المنتخب الجزائري من المنافسات الدولية مدى الحياة، بل اكتفى بإعلان "اتخاذ إجراء احترازي يتمثّل في التعليق الفوري لعضوية الاتحادية الجزائرية للرياضات الكروية".

فيما أوضحت رسالة بعث بها رئيس الاتحاد العالمي للعبة إلى رئيس الاتحادية الجزائرية، أن الجزائر ستُمنع من المشاركة في المنافسات الدولية التي ستُنظّم تحت مظلّة الاتحاد العالمي، إلى حين صدور قرار من اللجنة التأديبية للاتحاد بخصوص ما حدث في وهران.

ما الذي يعنيه تعليق العضوية بالنسبة للمنتخبات الجزائرية؟

يعني التعليق الاحترازي المؤقّت لعضوية الاتحادية الجزائرية للرياضات الكروية من قبل الاتحاد العالمي للعبة، الاستبعاد التلقائي للمنتخبات الجزائرية من بطولة العالم للسيدات وبطولة العالم للفرق المختلطة في اختصاص ليونيز، اللتين ستحتضنهما مدينة روميلي الفرنسية، ما بين السابع و11 نوفمبر/تشرين الثاني المقبل.

كما سيحرم تعليق العضوية المنتخبات الجزائرية من المشاركة في بطولة العالم للشباب وبطولة العالم للسيدات في اختصاص بيتانك، في العاصمة التايلندية بانكوك ما بين 22 و27 نوفمبر 2023.

كما نص البيان الذي أصدره الاتحاد الدولي للكرات الحديدية، في 30 سبتمبر/أيلول 2023، على التعليق الفوري لعضوية كلّ الجزائريين المقترحين من طرف الاتحاد الجزائري للعبة، أعضاء مجلس إدارة الاتحاد الدولي المعينين أو المنتخبين، وذلك إلى غاية انعقاد اجتماع اللجنة التأديبية.

الاتحاد العالمي للكرات الحديدية يعاقب الاتحادية الجزائرية

يأتي تداول هذا الادعاء بعد صدور بيان عن الاتحاد الدولي للكرات الحديدية، كشف للرأي العالم عدم تمّكنه من إتمام مراسم توزيع الميداليات على المتوّجين بها في بطولة العالم للكرات الحديدية للشباب تحت 18 سنة، وفي بطولة العالم للكرات الحديدية للشباب تحت 23 سنة، اللتين استضافتهما مدينة وهران غربي الجزائر، بين 18 و23 سبتمبر/أيلول الفائت، وذلك بعدما منعت السلطات الجزائرية الفائزين من ارتداء قمصان تحمل رمز قوس قزح، يرتديها في العادة المتوجون باللقب. وأضاف البيان أن السلطات الجزائرية "اتّهمت الاتحاد الدولي بالدعاية لحركة المثليين، وأنّها زعمت أنّ الإسلام يرفض ولا يتعرف بمجتمع الشواذ".

واعتبر كلود أزيما، رئيس الاتحاد العالمي للعبة، في رسالته إلى الاتحادية الجزائرية تعامل السلطات الجزائرية تمييزًا مناقضًا للمبادئ التي وضعتها اللجنة الأولمبية الدولية، موضحًا أنّ اللجنة التأديبية ستتخذ قرارًا في المسألة بعد دراسة الملف وسماع أقوال الاتحادية الجزائرية والشهود والممثلين الذين ستختارهم.

لماذا يرتدي المتوّجون بألقاب بطولة العالم للكرات الحديدية قمصان قوس قزح؟

يشير بيان الاتحاد الدولي لرياضة الكرات الحديدية، إلى أنّ تقليد ارتداء أبطال العالم لقمصان قوس قزح أثناء مراسم التتويج يعود لأكثر من 30 عامًا.

وقد اطّلع مسبار على قانون بطولات العالم للبيتانك الخاص بالاتحاد الدولي للكرات الحديدية، ووجد أنّ مادته الثانية والعشرين تنص على أن يحصل أبطال العالم على قمصان تحمل رمز قوس قُزح وعلى مجسمّات خاصة بهم وباتحاداتهم.

وراسل مسبار، في الثاني من أكتوبر/تشرين الأول الجاري، الاتحاد الدولي للكرات الحديدية للاستفسار حول رمزية قوس قزح على قمصان أبطال العالم للرياضة، لكنه لم يتلقَ ردًّا إلى حين كتابة هذا التحقُّق.

رمزية قمصان قوس قزح في رياضة الدراجات الهوائية

يذكر الموقع الرسمي للاتحاد الدولي للدراجات (UCI) أنّ تقليد منح الفائز ببطولة العالم قميصًا يحمل ألوان قوس قزح بدأ في عام 1927، عندما فاز الإيطالي ألفريدو بيندا بلقب أول بطولة للعالم للدراجات على الطريق للمحترفين على حلبة نيربرغرين الشهيرة في ألمانيا. 

ويرمز قميص قوس قُزح في رياضة الدراجات إلى بطل العالم في مختلف اختصاصات الرياضة. ويتميز قميص قوس قُزح عن غيره بخلفيته البيضاء بالكامل والخطوط الأفقية لألوانه الخمسة من الأعلى إلى الأسفل: الأزرق والأحمر والأصفر والأخضر، المأخوذة من العلم الأولمبي والتي تُمثّل قارات العالم الخمس.

يحقّ للفائز ببطولة العالم في اختصاصات رياضة الدراجات ارتداء قميص قوس قزح إلى غاية حلول موعد النسخة اللاحقة لبطولة العالم التي فاز بها، ولا يُسمح له بارتدائه إلا في منافسات الاختصاص الذي فاز بلقب العالم فيه.

وتختلف قمصان قوس قزح الخاصة بأبطال الكرات الحديدية عن قمصان أبطال الدرّاجات من حيث الألوانُ وعددها وترتيبها، إذ يلاحظ وجود خط بنفسجي على قمصان أبطال الكرات الحديدية، بالإضافة إلى درجة أغمق من اللون الأصفر، فيصبح بذلك عدد خطوط الألوان الأفقية على القميص سبعة بدل في مقابل خمسة على قمصان أبطال رياضة الدرّاجات.

اقرأ/ي أيضًا

مارك زوكربيرغ: زُهْدٌ عن الموضة أم ثراء خفي؟

صورة تمثال نيمار قديمة وليست من دوري أبطال آسيا الجاري في طهران