تونس لم تعلن فتح باب الجهاد تضامنًا مع الشعب الفلسطيني خلال الحرب الجارية على غزة
الادعاء
دولة تونس أول دولة عربية تعلن فتح باب الجهاد في فلسطين، بعد عملية طوفان الأقصى.
نشر عن الخبر
الخبر المتداول
تتداول حسابات وصفحات على مواقع التواصل الاجتماعي ومواقع إعلامية، حديثًا، خبرًا مفاده أن تونس أعلنت فتح باب الجهاد في فلسطين بعد عملية طوفان الأقصى.
وأرفقت الادعاء ببيان يدعو إلى الجهاد صادر عن جامعة جامع الزيتونة المعمور.
تحقيق مسبار
تحقق “مسبار” من الادعاء المتداول ووجد أنه مضلل، إذ إن البيان الصادر عن جامعة جامع الزيتونة المعمور يمثلها، ولم يصدر عن أي جهة رسمية تونسية أية دعوة للجهاد في فلسطين، جراء الحرب الأخيرة على قطاع غزة.
بيان جامعة جامع الزيتونة المعمور
صدر البيان عن مجلس “مشيخة الجامع الأعظم” في جامعة جامع الزيتونة المعمور، يوم الخميس الثاني عشر من أكتوبر/تشرين الأول الجاري، وجاء فيه أن تأييد الجهاد في فلسطين “ونصرته هو فرض عين على جميع أفراد المسلمين في العالم كل حسب سعته وطاقته".
واعتبرت الجامعة أن عملية طوفان الأقصى هي ملحمة جهادية ضد الكيان الصهيوني، ووصفتها بـ “الغزوة المباركة” التي أكدت أن “قضية تحرير القدس الشريف مسرى رسول الله وكامل فلسطين، هي واجب عيني شرعي في ذمة جميع أبناء الأمة الإسلامية في كامل أصقاع العالم”، مضيفةً “وبذلك فإنه لا يجوز شرعًا التغاضى عن هذه العملية".
تواصل "مسبار” مع جامعة جامع الزيتونة المعمور الواقعة في منطقة منفلوري في العاصمة تونس، للاستفسار حول الموضوع وتحصّل على رد من الشيخ محمد علي، قال فيه إن الجامعة مستقلة بذاتها واجتمع شيوخها ليصدروا قرارًا يؤيدون من خلاله مسألة الجهاد في فلسطين. وأضاف بأن قرار الجهاد يعتبر حكمًا شرعيًا تضامنًا مع ما يحدث في فلسطين، وفق تعبيره.
وزارة الشؤون الدينية لم تعلن الجهاد
ولم تعلن وزارة الشؤون الدينية في تونس عن القرار، كما لم تتبنّ البيان الذي نشرته الجامعة. وبالتالي فهو قرار لا يُلزم الجهات الرسمية التونسية.
من جهة أخرى، راجع مسبار آخر البيانات التي أصدرها ديوان الإفتاء بالجمهورية التونسية ولم يعثر على أية بيانات رسمية تدعو إلى الجهاد، ففي يوم 11 أكتوبر الجاري، أصدر بيانًا حول اللقاء الذي جمع مفتي الجمهورية الشيخ هشام بن محمود والسيد نافه بوتيتي مدير المعهد الوطني للمواصفات والملكية الصناعية، وفي يوم 14 أكتوبر، صدر بلاغ عن مفتي تونس بأن يوم الأحد 15 من أكتوبر هو تمام الثلاثين من شهر ربيع الأول 1445ه.
الموقف التونسي الرسمي من عملية طوفان الأقصى
وكانت رئاسة الجمهورية التونسية من أوائل المبادرين بإصدار بلاغ في السابع من أكتوبر الجاري، عبرت فيه عن دعمها الكامل وغير المشروط للشعب الفلسطيني، مؤكدة على حق الشعب الفلسطيني باستعادة كل أراضيه المحتلة، عقب إطلاق عملية طوفان الأقصى.
وفي السياق، أعلنت الرئاسة التونسية عن إقلاع طائرة عسكرية تونسية صباح الأحد 15 أكتوبر الجاري، محملة بـ12طن من المستلزمات الطبية والصحية وحليب للاطفال موجهة لفائدة الشعب الفلسطيني .
ومن جهته، دعا وزير الشؤون الدينية إبراهيم الشائبي يوم الجمعة 13 أكتوبر، إلى تخصيص خطب الجمعة لمساندة الشعب الفلسطيني والتّذكير بمكانة القدس “الإسلامية والعربية وخطورة المساس بأولى القبلتين وثالث الحرمين الشّريفين”.
كما وجه إلى ضرورة دعوة عموم التونسيين إلى الانخراط في حملات التبرع بالدم لفائدة الشعب الفلسطيني.
مظاهرات داعمة للشعب الفلسطيني في تونس
وعلى المستوى الشعبي، خرج متظاهرون تونسيون منذ بداية الحرب الجارية على القطاع يوم الثامن من أكتوبر الجاري، بتنظيم الاتحاد العام التونسي للشغل.
كما وثّقت وسائل الإعلام خروج مظاهرات حاشدة يوم الخميس 12 أكتوبر الجاري، في تونس، خرج فيها “آلاف” من أنصار الاتحاد العام التونسي للشغل وممثلين عن منظمات المجتمع المدني وسياسيون ومحامون وطلاب في العاصمة التونسية، كما نظم الفرع الجهوي للمحامين في مدن قفصة وتوزر في الجنوب، وقفة دعم ومساندة للقضية الفلسطينية.
الاجتياح البري المحتمل لغزة
وتستمر الحرب الجارية على قطاع غزة بعد إطلاق عملية طوفان الأقصى من قبل حركة حماس يوم السابع من أكتوبر الجاري، إذ قصف الاحتلال الإسرائيلي مناطق متفرقة في القطاع أسفرت عن دمار واسع في البنية التحتية إلى جانب أكثر من 2700 شهيدًا في غزة و58 شهيدًا آخر في الضفة الغربية، حتى لحظة نشر هذا المقال.
في حين أعلن جيش الاحتلال الإسرائيلي عن تحضيره لاجتياح بري للقطاع، دعا إثره جميع القاطنين في القطاع إلى النزوح جنوبًا صوب الحدود المصرية المغلقة.
اقرأ/ي أيضًا
الجثة لطفل فلسطيني قُتل في قصف إسرائيلي على غزّة وليست لدمية
كوهين يسوق مجددًا ادعاءات مضللة عن حرص إسرائيل على حياة المدنيين