لم تُعلن السنغال حديثًا اعتماد العربية لغة رسمية في البلاد بدل الفرنسية

تحقّق "مسبار" من الادّعاء المتداول وتبيّن أنّه زائف، إذ لم يرد أيّ ذكر للخبر المتداول في المواقع الرسمية في السنغال، ولم تُعلن الحكومة السنغالية اتخاذ أيّ قرارٍ باعتماد اللغة العربية كلغة رسمية في البلاد عوض الفرنسية.

السنغال لم تعلن اعتماد اللغة العربية لغة رسمية جديدة في البلاد

نشرت مواقع إخبارية ناطقة باللغة العربية خبر اعتماد السنغال اللغة العربية كلغة رسمية. وأشارت تلك المواقع إلى أنّ قرار الحكومة السنغالية جاء بعد اجتماع لمجلس الوزراء، عُقد الأحد الفائت.

لكن، وبعد التحقق، اتضح أنّ آخر اجتماع لمجلس وزراء السنغال، عقد يوم الأربعاء 24 إبريل/نيسان الجاري، ونوقشت فيه قضايا تتعلق بارتفاع الأسعار وسبل مراقبتها، ولم يُعلَن فيه اعتماد لغة رسمية جديدة في البلاد.

ولم يرد ذكر اللغة العربية إلّا في سياق الحديث عن تعليمات وجهها الرئيس السنغالي، باستحداث نظام متابعة لسياسات دعم تشغيل الشباب، والسهر على الإدماج المهني السريع للخرّيجين، الذين درسوا باللغتين الفرنسية وبالعربية.

اجتماع مجلس وزراء السنغال يناقش قضايا تتعلق بارتفاع الأسعار

ناقش مجلس الوزراء السنغالي، في اجتماعه الذي عُقد في قصر الجمهورية، يوم الأربعاء 24 إبريل 2024، برئاسة رئيس الدولة باسيرو ديوماي فاي، مسائل تتعلق بمكافحة ارتفاع تكاليف المعيشة، وتحرير أسواق المنتجات والخدمات الاستهلاكية، ومراقبة الأسعار. بالإضافة إلى تخفيض وتنظيم تكاليف الإيجار، وتسهيل الوصول إلى السكن اللائق، وغيرها من المسائل.

وخلال الاجتماع، وجّه الرئيس السنغالي تعليماته إلى الوزير الأول والوزراء المكلفين بالتجارة والصناعة والمالية والميزانية والزراعة، لاقتراح خطة طوارئ تنفيذية لمواجهة ارتفاع تكاليف المعيشة، على أن يقدموا هذه الخطة إليه قبل 15 مايو/أيار 2024. كما طلب منهم أن تتضمن الخطة إجراءات جريئة لتخفيض أسعار السلع الاستهلاكية اليومية وبعض الخدمات الأساسية.

رئيس السنغال الجديد ومحاربة الهيمنة الثقافية الفرنسية

جاء تداول الادعاء في سياق التحول السياسي الذي أعقب الانتخابات الرئاسية، التي أوصلت باسيرو ديوماي فاي إلى السلطة، قادمًا من صفوف المعارضة.

وتعتبر محاربة الهيمنة الثقافية الفرنسية، واحدة من أهم النقاط والوعود الانتخابية في برنامج باسيرو فاي، التي لاقت تفاعلًا كبيرًا من السنغاليين، إذ تعهد بإعادة النظر في السياسات الثقافية المرتبطة باللغة الفرنسية، ووعد بمزيد من الانفتاح على اللغة الإنجليزية.

وتعتبر اللغة الفرنسية حاليًا، اللغة الرسمية الوحيدة في السنغال، منذ أن حصلت على استقلالها من فرنسا عام 1960، رغم أن بها 39 لغة محلية. 

وفي السنوات الأخيرة في السنغال، تم الاعتراف بمكانة اللغة العربية وأتيحت المزيد من الفرص للناطقين بها للوصول إلى المناصب الحكومية، ما جعل إتقانها ميزة إضافية بالنسبة للمسؤولين.

مكانة اللغة العربية في السنغال

تتمتع اللغة العربية بمكانة خاصة في السنغال، كونها أولًا لغة الإسلام، وهو الدين الذي يعتنقه ما يقرب من 95 في المئة من الشعب السنغالي، وباعتبارها أيضًا لغة وطنية إلى جانب 36 لغة أخرى مستخدمة في البلاد.

وتُدرَّس اللغة العربية في المدارس الثانوية السنغالية، منذ عام 1976، ذلك بفضل الاهتمام الخاص الذي أولاه الرئيس السنغالي ليوبولد سيدار سنغور لتعليم اللغة والحضارة العربية. وقرّر الرئيس، بناءً على ذلك، إدخال تدريس اللغة العربية في النظام التعليمي السنغالي بدءًا من العام الدراسي في أكتوبر 1976، في التعليم الثانوي، إذ كان جميع طلاب القسم الأدبي ملزمين بتعلم لغة كلاسيكية، العربية أو اللاتينية وفقًا اختيارهم.

لكن، وإلى اليوم، ما تزال موريتانيا الدولة الوحيدة في غربي أفريقيا، التي تعتبر اللغة العربية لغة رسمية.

اقرأ/ي أيضًا

الفيديو من طقس ديني في السنغال وليس لاختيار الزوجات بعد وضعهن في الأكياس

فيديو قديم لمظاهرات في السنغال وليس عقب قرار تأجيل الانتخابات الرئاسية