فيديو ترويجي قديم لكتائب القسام في الضفة الغربية وليس تهديدًا باغتيال بن غفير خلال الحرب على غزة
الادعاء
يحيى السنوار وضع وزير الأمن القومي الإسرائيلي إيتمار بن غفير على قائمة الاغتيال.
الخبر المتداول
تتداول مواقع إلكترونية وحسابات على موقع إكس، حديثًا، مقطع فيديو يُظهر عناصر من كتائب القسام، الجناح العسكري لحركة حماس، وهم يضعون صورة وزير الأمن القومي الإسرائيلي إيتمار بن غفير بجانب مسدس، وأرفق ناشرو الفيديو ادعاءً بأن رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، يحيى السنوار، وضع بن غفير على قائمة الاغتيالات، مشيرين إلى أن الفيديو يوثّق تهديدًا مباشرًا من كتائب القسام باغتياله.
تحقيق مسبار
تحقّق “مسبار" من الادعاء وتبيّن أنه مضلل، إذ إنّ مقطع الفيديو قديم، وليس لعناصر من كتائب القسام وهم يضعون وزير الأمن الإسرائيلي إيتمار بن غفير على قائمة الاغتيالات، بناءً على أوامر من رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، يحيى السنوار، خلال الحرب الإسرائيلية الجارية.
فيديو ترويجي لأنشودة لكتائب القسام في مايو 2023
يعود مقطع الفيديو المتداول إلى عرض ترويجي نُشر في 18 مايو/أيار 2023، عبر قنوات على تطبيق تيلغرام وحسابات على مواقع التواصل الاجتماعي، ويُظهر الفيديو مجموعة من الشبان يرتدون زيًا عسكريًا يحمل شعار كتائب القسام، مع عصبات رأس تحمل أيضًا شعار الكتائب. ويظهر في الفيديو وضع صورة لوزير الأمن القومي الإسرائيلي، إيتمار بن غفير، بجانب مسدس.
وعلّق ناشرو الفيديو بأنه يمثل جزءًا من الإعلان الترويجي لأنشودة بعنوان "الخلايا قسامية"، والتي قيل إنها ستتضمن مشاهد جديدة وحصرية لكتائب القسام في الضفة الغربية.
وعند البحث عن المصدر الأصلي لمقطع الفيديو، تبيّن لمسبار أن الأنشودة تعود لفرقة "أجناد الفن الإسلامي"، والتي أطلقتها تحت عنوان "الخلايا قسامية" في مايو 2023. وبالتحقق من قنوات الفرقة، تبيّن أن حساباتها على مواقع التواصل الاجتماعي تعرضت للحظر منذ بدء الحرب الإسرائيلية الأخيرة على قطاع غزة، وتم حذف النسخة الأصلية من الفيديو. ومع ذلك، لا يزال الفيديو متاحًا على بعض الحسابات الأخرى، كما وجد مسبار النسخة الصوتية منشورة على قناة الفرقة الخاصة بالمقاطع الصوتية بتاريخ 18 مايو، والتي لم تتعرض للحظر.
يظهر الفيديو الكامل، الذي نُشر قبل أشهر من اندلاع الحرب الإسرائيلية على غزة، لقطات لمقاومين من كتائب القسام، بالإضافة إلى مشاهد لعمليات نُفذت في الضفة الغربية ومناطق داخل فلسطين المحتلة، كما يتضمن الفيديو صورًا لمقاومين ومنفذي العمليات، بالإضافة إلى مواجهات مع الجيش الإسرائيلي في الضفة الغربية، وبعض المشاهد التمثيلية.
وفي نهاية الفيديو، يظهر بوضوح أنه من أداء فرقة "أجناد الفن الإسلامي" وإنتاج "صوت العياش".
من هو إيتمار بن غفير؟
يُعدّ إيتمار بن غفير، أحد أبرز السياسيين الإسرائيليين، وأكثرهم تطرفًا وعنصرية، وشارك في العديد من محاولات اقتحام المسجد الأقصى، ومنذ توليه منصب وزير الأمن القومي، سعى إلى التهاون في مواجهة عنف المستوطنين في الضفة الغربية المحتلة. كما عمل على تسليح المستوطنين وتشجيعهم على اقتحاماتهم وتعدياتهم المتكررة على الفلسطينيين.
كما لعب بن غفير دورًا محوريًا في دعم الهجمات اليمينية المتطرفة على قوافل المساعدات الإنسانية المتجهة إلى غزة، ويعمل بشكل مستمر على تغيير الوضع الراهن في المسجد الأقصى لصالح المستوطنين.
ومنذ بدء الحرب الإسرائيلية الأخيرة على قطاع غزة، أطلق بن غفير عدة تصريحات تحريضية تدعو إلى الإبادة الجماعية في القطاع.
السنوار يوجه رسالة لزعيم الحوثيين
عند مراجعة آخر التصريحات المنشورة لرئيس المكتب السياسي لحركة حماس، يحيى السنوار، وُجدت تفاصيل رسالة وجهها إلى زعيم الحوثيين في اليمن، عبد الملك الحوثي، والتي نشرتها وسائل إعلامية يوم الإثنين الفائت.
وبحسب هذه المصادر، أشاد السنوار بالقصف الذي نفذه الحوثيون على موقع وسط إسرائيل، يوم الأحد، باستخدام صاروخ باليستي فرط صوتي، بحسب ما أعلنت الجماعة.
وفي رسالته، قال السنوار "استيقظت فلسطين على خبر عمليتكم ضمن المرحلة الخامسة من مشاركتكم في معركة طوفان الأقصى"، وأضاف "أبارك لكم وصول الصاروخ إلى عمق الكيان الصهيوني وتجاوزه طبقات الدفاع الجوي". وأشار إلى أن "هذه العملية أعادت وهج معركة طوفان الأقصى وتأثيرها على قلب تل أبيب".
وفي رسالته، طمأن السنوار بأن "المقاومة بخير، وأن ما يروجه العدو من أكاذيب لا يعدو كونه حربًا نفسية. لقد أعددنا أنفسنا لمعركة استنزاف طويلة ستكسر إرادة العدو السياسية، كما كسر طوفان الأقصى إرادته العسكرية".
جبارين يحذر إيتمار بن غفير
في 27 أغسطس/آب الفائت، أكد زاهر جبارين، رئيس حركة حماس في الضفة الغربية، أن الشعب الفلسطيني لن يخضع للتهديدات الإسرائيلية، وفي حديثه لقناة الجزيرة، أوضح أن الشعب الفلسطيني يمتلك الحق الكامل في مقاومة الاحتلال بكل الوسائل الممكنة، مشيرًا إلى أن المعركة الحاسمة تتمحور حول المسجد الأقصى والقدس.
كما حذر جبارين الوزير الإسرائيلي المتطرف إيتمار بن غفير، مؤكدًا أن مصيره سيكون كمصير رحبعام زئيفي وغيره من المتطرفين الذين اعتدوا على المقدسات الإسلامية.
اقرأ/ي أيضًا