الفيديو مركب وليس لمذيعة طردت ضيفًا إسرائيليًا وصف السنوار بالمخرّب

بعد التحقق، وجد "مسبار" أن الادعاء زائف، إذ إن مقطع الفيديو مركب من مقابلتين منفصلتين والترجمة مفبركة.

مذيعة سي إن إن تواجه اتهامات ضيفتها بالانحياز قبيل المناظرة الرئاسية الأولى

اجتزئ مقطع المذيعة من مقابلة أجرتها قناة سي إن إن الأميركية مع السكرتيرة الصحفية لترامب، كارولين ليفيت، في يونيو/حزيران الفائت. وأنهت مذيعة القناة، كاسي هانت، المقابلة بشكل مفاجىء مباشرة بعد سؤالها عن توقعاتها بشأن أداء جو بايدن قبيل المناظرة الرئاسية الأولى بينه وبين ترامب، والتي كانت مرتقبة في 27 يونيو/ حزيران 2024.

وقاطعت المذيعة الضيفة عندما هاجمت صحافي سي إن إن جاك تابر واتهمته بالانحياز ضد ترامب قبيل إدارته للمناظرة، وقالت إنه يفتقر إلى الحياد في التعامل مع المرشحين.

أما المقطع الذي ادعى ناشروه أنه لضيف إسرائيلي، فهو من مقابلة لران باراتز، مؤسس ورئيس تحرير موقع "ميدا" الإخباري المحافظ الناطق باللغة العبرية، ومدرّس الفلسفة والتاريخ والفكر الصهيوني في العديد من المؤسسات الإسرائيلية.

صوت موّلد على أنه لمذيعة طردت ضيفًا إسرائيليا بعد وصفه السنوار بالمخرّب

بمقارنة الفيديو المتداول مع فيديو المذيعة الأصلي، وتحديدًا عند الثانية العشرين، يتضح من حركة الشفاه أنّ المذيعة لم تقل "هذه أكاذيب، أنت لم تجب على سؤالي \.. لا لن أتشرف بأن أكون عزيزتك"، ردًّا على ضيفها الإسرائيلي الذي يفترض أن قال لها "عزيزتي، السنوار كان من المخربين وقُتل وهو مختبئ"، بل كانت تكرر تهديدها بإنهاء المقابلة مع سكريتيرة ترامب، في حال استمرت في مهاجمة زملائها. وظهر ذلك بوضوح في مقطع نشرته قناة “The View” على يوتيوب، التابعة لشبكة أيه بي سي الأميركية (من 00:45 إلى 01:09).

وفي المقطع المتداول، يفترض أن المذيعة تقول للضيف "أنت هنا لتجيب على الأسئلة، من فضلك، هل أنتم خائفون من السنوار حتى بعد استشهاده أم لماذا هذه الأكاذيب؟"، كانت المذيعة الأميركية في المقطع الأصلي تقول لسكرتيرة ترامب أنها ترغب في التحدث عن جو بايدن و"دونالد ترامب الذي تعملين معه، وليس عن زملائي".

أما الجزء الثاني من المقطع المتداول، الذي يمتد من الثانية 21 إلى غاية الثانية 42، فيظهر فيه أن المذيعة قبلت طلب انسحاب ضيفها قائلة إن ذلك "أفضل مما تروج له من أكاذيب أنت ورئيسك (إشارة إلى رئيس الوزراء الإسرائيلي)"، قبل أن تضيف "لكن دعني أخبرك شيئًا، يحيى السنوار عاش بطلًا واستشهد بطلًا، وقد تحققت أمنيته بذلك ونال الشهادة بكرامة".

لكن المقطع الأصلي، الذي نشرته قناة سكاي نيوز أستراليا على يوتيوب (01:35 إلى02:07)، أظهر المذيعة وهي تنهي المقابلة وتجدد ترحيبها بضيفتها متى ما قررت هذه الأخيرة الالتزام بالتحدث عن ترامب. وأكدت المذيعة في ختام اللقاء، أن بايدن وترامب سيحظيان بمعاملة متساوية خلال المناظرة دون أي انحياز.

في المقابل، تتابع المذيعة كلامها في المقطع المتداول وتعلّق على صور للسنوار، قبل أن تشرع في البكاء. وتقول المذيعة، بحسب ترجمة المقطع المفبركة "اليوم فقدنا قائدًا، لكن الشعب الفلسطيني وكل الوطن العربي هم السنوار. إرثه سيبقى حيًا في قلوبنا، وسنواصل النضال من أجل حرية شعبنا. لن نسمح لأحد بتشويه الصورة.. نحن هنا لرفع صوت الحق، ولن نتراجع".

ضيف إسرائيلي مزيف

لم يعثر مسبار على مقطع ران باراتز المطابق لذلك الذي استخدم في فبركة اللقاء مع مذيعة سي إن إن، لكنه تمكن من الوصول إلى مقابلات تؤكد أنه بالفعل صاحب المقطع.

بالبحث على حسابات باراتز، وجد مسبار أن المواقف المعبر عنها على لسان باراتز في الفيديو المفبرك لا تختلف كثيرًا عن مواقفه الحقيقية من يحيى السنوار.

 ففي تغريدة نشرها على إكس في 17 أكتوبر/تشرين الأول الجاري، عقب مقتل السنوار، أكّد أن جميع أعداء إسرائيل سيهلكون، وأضاف "أهم درس يمكن أن نتعلمه من العام الفائت، هو أنه يجب تصفيتهم في البداية، عندما يبدؤون إظهار علامات الإرهاب. لا يجب السماح لهم بتطوير قدراتهم الإرهابية".

لاحظ مسبار أن الموسيقى المستخدمة في المقطع المتداول، لحظة إنهاء المذيعة المقابلة هي الموسيقى نفسها المعتمدة في نشرات الأخبار، وتستخدمها قناة "العربية" للانتقال من خبر أو ملف إلى آخر في نشراتها الصباحية.

ورصد مسبار عيوبًا في اللغة العربية المستخدمة في المقطع ومدة التسجيل الصوتي التي تتجاوز مدة حركة الشفاه.

اغتيال يحيى السنوار مهندس عملية طوفان الأقصى

يأتي تداول الادعاء بعد اغتيال يحيى السنوار، رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، يوم الأربعاء 16 أكتوبر/تشرين الأول، رفقة مقاومين اثنين في منطقة تل السلطان في رفح، جنوبي قطاع غزة.

وكانت بحوزة السنوار بندقيته التي اشتبك بها مع قوات إسرائيلية أطلقت قذائف مدفعية وصاروخًا على مبنى تحصن داخله، مما أدى إلى مقتله.

وعُثر على آثار رصاص الجيش الإسرائيلي على وجهه وركبته، كما ظهر في تسجيل مصور مصابًا في ذراعه اليمنى وجالسًا على أريكة داخل مبنى مدمر، قبل أن يلقي بيده اليسرى عصا على المسيّرة التي كانت تقوم بتصويره.

ويُعتقد أن السنوار هو العقل المُدبر لعملية طوفان الأقصى، الهجوم الذي شنته كتائب القسام على مستوطنات غلاف غزة في 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023، وكان اسمه على رأس قائمة المطلوبين لدى إسرائيل.

اقرأي أيضًا

أونروا لم تضف الشريط الأسود إلى صورة شعارها على إكس حدادًا على السنوار

المشاهد لاحتفالات في غزة بعد الهجوم الإيراني على إسرائيل وليست بعد قتل السنوار