الفيديو قديم وليس لاندلاع اشتباكات بين الحوثيين وقوات بارجة أميركية في البحر الأحمر

بالتحقّق من الادعاء، وجد "مسبار" أنه مضلل، إذ إن الفيديو قديم ولا يوثق اشتباكات حديثة بين قوات البحرية اليمنية التابعة للحوثيين وإحدى البوارج الأميركية في البحر الأحمر.

هجوم أوكراني في البحر الأسود

نُشر الفيديو في 29 سبتمبر/أيلول الفائت، ويوثّق مشاهد ذكرت وسائل إعلام أنها تُظهر هجومًا نفذته المخابرات العامة الأوكرانية على منصة الغاز بيترو جودوفانيتس في البحر الأسود، بالقرب من شبه جزيرة القرم، ولم يتسنَّ لمسبار التأكد بدقة من موقع التقاط الفيديو، إلا أن نشره في أواخر سبتمبر الفائت ينفي كونه يوثق اشتباكًا حديثًا وقع بين الحوثيين وقوات على متن بارجة أميركية في البحر الأحمر.

وأوضحت وسائل إعلام أن الفيديو، وفقًا لمصادر أوكرانية، يُظهر لقطات ليلية لجنود أوكرانيين يطلقون النار على منصة الغاز الروسية بيترو جودوفانيتس في البحر الأسود، وهي منطقة شهدت صراعات عنيفة منذ بدء الغزو الروسي لأوكرانيا، وسط تقارير متباينة حول السيطرة على الموقع.

تُعد المنصة جزءًا من البنية التحتية للطاقة التي استولت عليها روسيا، ويُستخدم الموقع كقاعدة عسكرية محورية لنشر القوات وأنظمة الصواريخ. في الوقت ذاته، كثفت أوكرانيا هجماتها البحرية، مستهدفة أسطول البحر الأسود الروسي باستخدام طائرات مسيرة بحرية متقدمة، مما تسبب في أضرار كبيرة للسفن الروسية وأجبرها على إعادة تموضعها بعيدًا عن القرم.

وأشارت وسائل إعلام إلى أن منصة بيترو جودوفانيتس تُعد واحدة من أربع منصات حفر للغاز أعلنت أوكرانيا في سبتمبر/أيلول 2023 أنها استعادت السيطرة عليها، بعد أن استولت عليها السلطات الموالية لروسيا في شبه جزيرة القرم عقب ضم موسكو للمنطقة عام 2014. ومع ذلك، لم تكن السيطرة الأوكرانية على المنصة دائمة، مما جعلها عرضة للعمليات العسكرية المتكررة.

ومن جانبه، قال يوروك إشيك، المحلل الجيوسياسي المقيم في إسطنبول ومدير منصة مراقب البوسفور، في تصريح لمجلة نيوزويك، إن منصة جودوفانيتس ظلت غير مستقرة لفترة طويلة ولم تخضع للصيانة، مما يجعلها هدفًا محتملًا للتحركات العسكرية.

وأشار إلى أن القوات الروسية تقوم بمهام استطلاعية في المنطقة باستخدام قوارب "رابتور" السريعة، وربما حاولت الهبوط على المنصة أو تفخيخها وتم التصدي لها.

في الوقت ذاته، نفذت أوكرانيا سلسلة من الضربات على أصول أسطول البحر الأسود الروسي، بما في ذلك هجوم في سبتمبر، باستخدام طائرات مسيّرة بحرية استهدف ميناءً في مدينة نوفوروسيسك بمنطقة كراسنودار.

أوكرانيا تعلن استعادة السيطرة على منصة بيترو جودوفانيتس

أعلنت أوكرانيا في سبتمبر 2023 نجاحها في استعادة السيطرة على "أبراج بويكو"، وهي مجموعة من منصات الحفر للنفط والغاز في البحر الأسود، التي احتلتها روسيا في عام 2015 واستخدمتها لأغراض عسكرية، مثل مهابط للطائرات المروحية وتركيب معدات الرادار.

ووفقًا لوزارة الدفاع الأوكرانية، نفذت وحدات استخبارات الدفاع عملية نوعية لاستعادة السيطرة على منصات الحفر "بيترو جودوفانيتس"، "أوكرانيا"، بالإضافة إلى منصتي "تافريدا" و"سيفاش". وأسفرت العملية عن الاستيلاء على مخزون من ذخائر الطائرات المروحية ورادار "نيفا"، المستخدم في تعقب حركة السفن في البحر الأسود.

وفي إحدى مراحل العملية، اشتبكت القوات الخاصة الأوكرانية مع طائرة روسية من طراز "سو-30"، ما أدى إلى إلحاق أضرار بالطائرة وإجبارها على الانسحاب.

جماعة الحوثي تعلن استهداف مطار بن غوريون بتل أبيب

بالرجوع إلى المواقع الرسمية لجماعة الحوثي، لم يعثر مسبار على أي إعلان يفيد باندلاع اشتباكات حديثة بين قواتها وبارجة أميركية في البحر الأحمر.

وفي آخر بيان صدر عنها أمس الجمعة 27 ديسمبر/كانون الأول، أعلنت الجماعة استهداف مطار بن غوريون قرب تل أبيب بصاروخ فرط صوتي، وذلك ردًا على الغارات الإسرائيلية الأخيرة على العاصمة صنعاء ومحافظة الحديدة. وهددت الجماعة بتوسيع بنك أهدافها في إسرائيل وتصعيد عملياتها إذا استمر التصعيد الإسرائيلي.

وقال المتحدث العسكري باسم الجماعة، يحيى سريع، في بيانه، إن قواتهم نفذت عملية نوعية استهدفت مطار بن غوريون في يافا بصاروخ فرط صوتي من نوع "فلسطين 2"، مؤكدًا أن "الصاروخ نجح في الوصول إلى هدفه على الرغم من التكتم الإسرائيلي".

وأضاف سريع "نمتلك القدرات لتوسيع بنك الأهدافِ في فلسطين المحتلة ليشمل المزيد من المنشآت الحيوية التابعة للعدو".

كما أشار إلى استهداف السفينة "سانتا أورسولا" في بحر العرب شرق جزيرة سقطرى بطائرات مسيرة، متهمًا الشركة المالكة بانتهاك قرار حظر الدخول إلى الموانئ الإسرائيلية. وأكد أن "العمليات ضد إسرائيل لن تتوقف إلا بوقف العدوان على غزة ورفع الحصار عنها".

اقرأ/ي أيضًا

الفيديو ليس لاستهداف الحوثيين بارجة أميركية خلال التصعيد الأخير

الفيديو من استهداف الحوثيين لمحطة أرامكو في جدة عام 2022 وليس لانفجار في عسقلان