الفيديو من سراديب تونا الجبل في المنيا وليس لاكتشاف مدينة تحت الأرض في مصر حديثًا

بالتحقق من الادّعاء المتداول وجد "مسبار" أنّه مضلل، إذّ إنّ مقطع الفيديو يعود إلي "سراديب تونا الجبل" في محافظة المنيا، المكتشفة قديمًا، ولا علاقة له باكتشاف حديث لمدينة كاملة تحت الأرض في مصر.

جولة في سراديب تونا الجبل بمحافظة المنيا 

نُشرت المشاهد في قناة على موقع يوتيوب تُدعى "سبرتوهات SEBERTOHAT"، في الخامس من يناير/كانون الثاني الجاري، والتي تقدم محتوى يهدف إلى التوعية بالسفر والسياحة في مصر. أشار التعليق الصوتي المرافق للمقطع إلى أنه يوثق زيارة إلى سراديب تونا الجبل الواقعة تحت الأرض في محافظة المنيا. 

وقد شرح ناشر مقطع الفيديو كيفية دخول السراديب، مع تقديم بعض التوضيحات من حارس المنطقة التابع للحكومة المصرية حول آلية الدخول، إلى جانب استعراض الشوارع والأنفاق والآثار التي تضمها السراديب.
ولم يذكر صاحب المقطع أنّه يوثق اكتشافًا جديدًا لمدينة تحت الأرض.

كما رصد مسبار عددًا من مقاطع الفيديو والصور الأخرى من نفس المنطقة، صورت منذُ سنوات.

ما هي منطقة سراديب تونا الجبل أو "مدينة الموتى"؟

تقع سراديب تونا الجبل في منطقة تونا الجبل، غربي مدينة ملوي بمحافظة المنيا في صعيد مصر. تُعد هذه المنطقة من أبرز المعالم الأثرية في المحافظة، حيث تعكس الطقوس الدينية والثقافية لمصر القديمة. 

ووفقًا لوزير الآثار المصري السابق، خالد العناني، فإن هذه السراديب اكتشفت خلال أعمال الحفائر التي أجراها عالم الآثار المصري الدكتور سامي جبرة بين عامي 1930 و1950. وأسفرت الحفائر عن العثور على جبانة تحت الأرض مخصصة لدفن الطيور والحيوانات المقدسة، والتي تعود إلى الفترة بين 300 و350 قبل الميلاد.

بحسب وزارة السياحة والآثار المصرية، فإن السراديب، والمعروفة أيضًا باسم "مدينة الموتى"، تتكون من ممرات محفورة في الصخر، وقد تم تصميمها لدفن طيور أبي منجل المقدسة والقردة المحنطة، والتي كانت تُعتبر رموزًا للمعبود جحوتي، إله الحكمة والكتابة في مصر القديمة.

وفقًا للوحة التعريفية للمنطقة وبيانات السياحة المصرية، تُعد السراديب جبانة تحت الأرض، استُخدمت لدفن الطيور والحيوانات المقدسة، مثل طائر الأيبس (أبو منجل) وقرد البابون، كرموز لتحوت، آلهة الحكمة والمعرفة عند المصريين القدماء. كانت هذه الطيور والحيوانات تُحنَّط وتُكفَّن بقماش الكتان في ثلاثة أنواع من التوابيت: الفخارية والحجرية والفنية.

وفقًا لما أعلنته وزارة السياحة والآثار في مؤتمر صحفي عام 2023، تم الكشف عن آخر اكتشاف أثري في منطقة تونا الجبل، وتحديدًا في منطقة الغريفة. 

تضمن الاكتشاف جبانة خاصة بكبار موظفي وكهنة الدولة الحديثة، بالإضافة إلى العثور على أول بردية كاملة داخل المنطقة. ويُعد هذا الاكتشاف تطورًا هامًا منذ بدء أعمال الحفائر في المنطقة عام 2017.

زاهي حواس يعلن عن اكتشاف مقبرة قديمة في البر الغربي للأقصر 

أعلن عالم الآثار المصري زاهي حواس، يوم أمس الثامن من يناير، عن اكتشاف أثري مهم في مدينة الأقصر بصعيد مصر، يتضمن مقبرة قديمة يعود تاريخها إلى أربعة آلاف سنة قبل الميلاد، إلى جانب أعمال فنية من عصر الملكة حتشبسوت. 

وأوضح حواس، الذي ترأس البعثة بالتعاون مع المجلس الأعلى للآثار في مصر، أن الاكتشاف تم في منطقة الدير البحري بمقبرة طيبة على الضفة الغربية لنهر النيل.

وقد استمرت أعمال التنقيب لمدة ثلاث سنوات، وأسفرت عن الكشف عن عدد من الآثار المهمة. كما تم العثور على بقايا معبد الوادي الخاص بالملكة حتشبسوت، بما في ذلك أبيار دفن تعود إلى الأسرة الـ17. تضمنت الاكتشافات توابيت خشبية بهيئة إنسانية، أحدها لطفل صغير، لا يزال مغلقًا وموثقًا بالحبال، منذ دفنه قبل نحو 3600 عام.

اكتشاف أربع مقابر تاريخية في سقارة بالجيزة

وأعلنت وزارة السياحة والآثار المصرية، مؤخرًا، عن اكتشاف أثري جديد قامت به البعثة الأثرية المصرية اليابانية المشتركة، العاملة في جبانة سقارة بمحافظة الجيزة. وأسفر الاكتشاف عن العثور على أربع مقابر يعود تاريخها إلى أواخر عصر الأسرة الثانية وأوائل الأسرة الثالثة. 

كما تم الكشف عن أكثر من عشر دفنات تعود إلى عصر الأسرة الثامنة عشرة من الدولة الحديثة. يُبرز هذا الاكتشاف أن جبانة سقارة الحالية تمتد شمالًا لمساحة أكبر مما كان يُعتقد سابقًا، وفقًا لتصريحات الوزارة. 

وأفادت الوزارة بوجود عدة أوعية أثرية في المنطقة المجاورة للاكتشاف، إضافة إلى سدّة من الحجر الجيري، وبقايا آدمية محنطة، فضلًا عن مجموعة من القطع الأثرية، بما في ذلك كسرات من توابيت خشبية وقطع فخارية.

اقرأ/ي أيضًا

الفيديو لقبو في النمسا وليس للعثور على مكتبة نادرة في سوريا حديثًا

ما قصة الخبر المتداول عن إعارة آثار مصرية للسعودية لمدة عامين؟