قد يساور أحدهم الشكّ في مدى مصداقية انتشار وسمٍ ما على موقع تويتر، وإذا كان انتشاره طبيعيًّا، نتيجة بروز قضية أو حدث معين، أو أنّ مرّده لحملة ممنهجة من قِبل جهة ما تهدف لتغيير وتوجيه النقاش العام.
سنتحدث في هذه المقالة عن أداتي Hoaxy وBotometer، اللتين تساعدان الصحفيين والباحثين والمهتمين بشكل عام، على دراسة سلوك الحسابات على موقع تويتر، ومدى انتشار مواضيع معينة وكيفية انتشارها، عن طريق تحليل الحسابات المشاركة في الكتابة عن وسم معين، أو حول موضوع ما.
هذه الأدوات من تصميم مؤسسة جامعة إنديانا لعلوم الشبكات، وهي مفتوحة المصدر، أي يستطيع أيّ كان استخدامها أو الاستفادة منها والتطوير عليها لبناء نسخة محدّثة، مجاناً.
تقدّم أداة Hoaxy طريقتين لمكافحة الأخبار الكاذبة، الأولى من خلال البحث في الشبكة العنكبوتية عن موضوع معين، مثل أن تبحث عن كلمة تونس، فتأتي نتائج البحث بموضوعات تحققت منها منصّات متخصصة في التحقق من الأخبار مثل مسبار، عملت على تغطية مواضيع متعلقة بكلمة تونس.
أما الطريقة الثانية فهي تحليل لمدى انتشار موضوع أو وسم معيّن، إضافة إلى تحليل للحسابات التي ساهمت في نشر تلك المواضيع أو الوسوم. إذ يصنّف Hoaxy الحسابات على امتداد طيف يمتد من الأحمر إلى الأزرق، الأحمر يشير إلى احتمالية عالية لأن يكون الحساب عبارة عن بوت (حساب آلي)، والأزرق يشير إلى احتمالية عالية لأن يكون الحساب حقيقيًّا ويُدار من شخص ما بنفسه.
عمل الصحفي حارث الطوس، أحد الكتّاب المساهمين مع مسبار، على تطبيق أداة Hoaxy على وسم (#مع_المعلم) المخصص للتضامن مع نقابة المعلمين في الأردن، بعد أن قرر نائب عام عمّان كف يد أعضاء مجلس نقابة المعلمين وأعضاء الهيئة المركزية وهيئات الفروع وإداراتها، ووقف النقابة عن العمل وإغلاق مقراتها لمدة سنتين. ومن ثم طبّق الأداة على وسم (#مع_الوطن) الذي استُخدم للتعبير عن عدم الاتفاق مع قضية المعلمين في الأردن.
وتبّين أن ما يقارب نصف المساهمين في الكتابة على وسم (#مع_الوطن) من المرجّح أنهم بوتات وليس حسابات حقيقية تغرد من بحرية. أما المساهمون في الكتابة على وسم (#مع_المعلم) فيغردون تغريدات مختلفة وبأشكال منوعة، بدون وجود نمط، وبدون أن تتفاعل حسابات معينة مع بعضها البعض بشكل ملفت، وهو الأمر الذي تمارسه البوتات لزيادة انتشار وسم (#مع_الوطن).
(وسم مع الوطن)
(وسم مع المعلم)
يصنّف Hoaxy الحسابات الآلية باتباع مجموعة من الممارسات والمعلومات، مثل تاريخ إنشاء الحساب، وقائمة المتابِعين والمتابَعين، عدد التغريدات وموعد نشرها، إضافة إلى الممارسات غير الطبيعية مثل أنّ الحساب مثلاً لم يعد تغريد أي تغريدة منذ نشأته، أو لم يقتبس تغريدة ما ويعلّق عليها.
وانطلاقاً من هذا التصنيف، أطلقت مؤسسة جامعة إنديانا لعلوم الشبكات بالشراكة مع مركز بحثو الشبكات المعقدة والأنظمة، أداة Botometer المتخصصة في دراسة نشاط وسلوك الحسابات على موقع تويتر، بهدف تصنيفها إذا كانت بوتات أم لا.
طبقنا الأداة على إحدى الحسابات المساهمة في وسم (#مع_الوطن)، وكانت نتيجته أقرب إلى أن يكون بوت.
في النهاية، تبقى هذه الأدوات تعاني الكثير من القصور. فنتائجها ليست مضمونة 100%، وتهمل العامل البشري مثل أن تشتري حكومة دولة ما مغردّين حقيقيين مقابل نشر رأي ما. كما أن نتائج هذه الأدوات ليست نهائية، بل تعطي مؤشرات للصحفيين والباحثين وعامة المهتمين. ولا تغني هذه الأدوات عن أساليب أخرى مخصصة لتغطية أشمل وأعمق لانتشار المواضيع على موقع تويتر وتحديد البوتات، يمكن تصميمها عن طريق كتابة أكواد برامجية تؤدي هذا الغرض وتسحب البيانات المتاحة لدى موقع تويتر وتحللها.
المصادر