` `

مؤشر مسبار: أبرز الأخبار الزائفة في يوليو/تموز 2020

فريق تحرير مسبار فريق تحرير مسبار
أخبار
4 أغسطس 2020
مؤشر مسبار: أبرز الأخبار الزائفة في يوليو/تموز 2020
تحقق مسبار من 260 خبراً في شهر يوليو/تموز 2020.

أطلق "مسبار" في هذا الشهر النسخة الجديدة لموقعه الإلكتروني، بتصميمٍ يهدف عرض الحقائق وتفنيد الزيف في الفضاء الرقمي والعمومي بأعلى قدرٍ من الفائدة وبطريقة بسيطة. إذ استمرّ بنشر مواضيع فحص الحقائق التي تُعنى بتدقيق الخبر وتصنيفه وفق نظام التصنيفات المُعتمد في المنصّة وبعد إخضاعه لتقصي وفحص وتدقيق الخبراء المعنيين، ونشر مدّونات "مسبار" التي تُتيح المعلومات عن عالم التزييف والتضليل في الفضاء الرقمي. وقد أُضيف للموقع قسمٌ للفحص السريع للأخبار، من خلاله يقوم "مسبار" بتصنيف منشورات ومقالات ومواضيع نُشرت في مواقع إلكترونية وشبكات التواصل الاجتماعي بشكلٍ سريعٍ ومباشرٍ. ما يميّز النسخة الجديدة من موقع "مسبار" هو قسم "سين وجيم"، الذّي يتضمّن أسئلة عامة مع إجابات موثّقة، كما ويُتيح موقع "مسبار" إمكانية الإبلاغ عن أخبار زائفة ومضلّلة عن طريق إرسال روابط تلك الأخبار بشكلٍ سهلٍ وسريعٍ من قبل القرّاء. وأخيراً، مع إطلاق النسخة الجديدة للموقع، أطلق "مسبار" نسخته باللغة الإنجليزية من باب توسيع جهوده في تقصّي الحقائق في الفضاء الرقمي، كما تحتوي النسخة الجديدة على "مؤشر مسبار"، لمساعدة القارئ على التعرّف أكثر على شبكة الأخبار الّتي تم التحقق منها خلال الثلاثة أشهر، ستة أشهر والسنة الأخيرة، مثل الدول التي انتشرت فيها أخبار كاذبة، أنواع الأخبار الكاذبة، ومستقبلاً سيتم إطلاق ميزة التعرّف على أكبر الحسابات التي تنشُر أخبار زائفة، كما هو موضّح في الصورة أدناه.

صورة متعلقة توضيحية

واستمراراً لهذه الجهود، فحص "مسبار" 260 خبراً ومنشوراً وفق التصنيفات المُعتمدة كالمُحتوى الزائف والمضلّل والساخر والانتقائي، في كل من مواقع إخبارية ومواقع تواصل اجتماعي مثل فيسبوك وتويتر في شهر يوليو/تموز عام 2020، وحازت الأخبار المضللّة على الحصّة الأكبر من مواد التحقق، بمجموع 129 مادّة، وتلتها الأخبار الزائفة بمجموع 112 مادّة، هو موضّح في الشكل (1) أدناه.

صورة متعلقة توضيحية

الشكل (1): المقالات بحسب التصنيف

وتجدر الإشارة أن الأخبار الزائفة والمضلّلة والشائعات المُنتشرة في الفضاء الرقمي، والمتعلّقة بالمُحتوى السياسي، احتلّت حيّزاً كبيراً في مواد التحقق في شهر يوليو/تموز الجاري، بمجموع 88 مادّة، كما هو موضّح في الشكل (2). إذ تناولت العديد من هذه المواد الصراع الدائر في ليبيا، وتحويل آيا صوفيا إلى مسجد في العاصمة التركية إسطنبول، كما واستمرّ المُحتوى المتعلّق بفايروس كورونا المستجد بالانخفاض.

صورة متعلقة توضيحية

الشكل (2): المقالات بحسب نوع الخبر.

"آيا صوفيا

مُنذ أن أعلن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان تحويل متحف آيا صوفيا في العاصمة إسطنبول إلى مسجد، تسارع انتشار الأخبار الزائفة والمضلّلة حول الموضوع، وحصلت تركيا على حيّزٍ كبيرٍ من مواد فحص الحقائق، فتناقلت حسابات على مواقع التواصل الاجتماعي تصريحاً مضلّلاً للرئيس التركي، أردوغان، عن تحرير المسجد الأقصى بعد الصلاة في "آيا صوفيا"، إذ حرّفت الحسابات حديث أردوغان، والّذي بدوره لم يصرّح بخصوص تحرير الأقصى. كما وتناقلت مواقع إخبارية بشكلٍ انتقائي عدد المصلّين في أوّل صلاة جُمعة، بعد تحويل متحف آيا صوفيا إلى مسجد، مّما تبيّن أنّ عدد المصّلين أكبر من ما نُشر في ذلك الخبر، وانتشر في شبكات التواصل الاجتماعي تصريحٌ نُسب لرئيس الشؤون الدينية التركية، علي أرباش، على أنّ الصلاة في "آيا صوفيا" تُعادل العُمرة، وقد تبيّن لاحقاً أنّه مفبرك، أيضاً تم نشر مقطع مصوّر  قديم لأردوغان وهو يتلو القرآن في مسجد الأمّة عام 2019، على أنّه من "آيا صوفيا". وتوسّع نطاق الأخبار الزائفة إلى خارج تُركيا عندما تداولت صفحات على مواقع التواصل الاجتماعي خبراً عن إغلاق المدارس الإسلامية في فرنسا، وذلك ردّاً على قرار تُركيا تحويل آيا صوفيا إلى مسجد، ممّا تبيّن لاحقاً أنّه زائف، كما وصلت الأخبار الزائفة إلى تونس عندما تم تداول تصريحٍ نُسب للأمين العام لحركة الشعب في تونس ، بأن صلاة الجمعة في "آيا صوفيا" يومٌ أسودٌ في حياته، وتبين أنّ التصريح زائف وتم نفيه من قبل حركة الشعب التونسية.

الصراعات في العالم العربي

يُشار إلى وجود تداعيات خطرة لنشر الأخبار الزائفة على السياسة الخارجية والأمنية للدول، إذ بإمكان المعلومات الخاطئة إضعاف مؤسسات الدولة، وتشتدّ خطورة الأمر مع تطوير التكنولوجيا التّي تمكّن مروّجي الشائعات من فبركة الصور والمقاطع المصوّرة واستخدام تقنيّة الزيف العميق، ومع استمرار انعدام الاستقرار الأمني في منطقة الشرق الأوسط، وتحديداً احتدام الصراع في ليبيا في الآونة الأخيرة، استمرّ اصطفاف وسائل الإعلام وشبكات التواصل الاجتماعي مع الأطراف المتنازعة عن طريق ترويج الأخبار الزائفة والمضلّلة، على سبيل المثال، انتشرت صورٌ لجنازات جنود أتراك، وسط ادّعاءات على أنّهم قضوا حتفهم في قاعدة الوطية في ليبيا، وتبيّن أن الصورة قديمة ولا علاقة لها بالصراع الدائر في ليبيا. كما تناقلت عدّة مواقع وصفحات على مواقع التواصل الاجتماعي خبراً عن مقتل الجنرال التركي، يشار غولر، في استهداف قاعدة الوطية، واتّضح أن الخبر زائف إذ أنّ غولر غادر ليبيا قبل الغارات. كما وانتشرت صورٌ نُسبت للجيش المصري داخل الحدود الليبية، وبعد التحقق تبيّن أنّها مضلّلة وتعود لتدريبٍ عسكريٍ للجيش المصري بالقرب من الحدود الليبية وليس داخلها، أمّا بخصوص أزمة سد النهضة بين إثيوبيا ومصر، فقد تم تداول مقطعٍ مصوّرٍ مضلّلٍ نُسب لطيّارٍ مصريٍّ يرد على إثيوبيا، إذ أنه يعود في الحقيقة إلى عام 2016 وقد نُشر في سياق مغامرات طيران.  كما ونُشر خبرٌ زائفٌ عن قطع دول الخليج علاقاتها مع إثيوبيا، ردًّا على موقفها في قضيّة السد، إذ أن الشائعة انتشرت بعدما اجتمع مجلس وزراء المملكة العربية السعودية الّذي تناول مُخرجات اجتماع مجلس وزراء الخارجية العرب. وأخيراً، تداولت عدّة حسابات على شبكات التواصل الاجتماعي صوراً ادّعو أنها لقوات إثيوبية في محيط سد النهضة، لكن تبيّن أنها استُخدمت بشكلٍ مضلّلٍ وساخرٍ.

سياسيين، حكّام وشائعات

تضمنت الأخبار الزائفة والمضلّلة في شهر يوليو/تموز الجاري، والمتعلّقة بالصراعات الإقليمية والدولية، بعض الشائعات عن رؤساء دول وقيادات سياسيّة، فقد تداولت حسابات على مواقع التواصل الاجتماعي تصريحاً نُسب للرئيس الجزائري، عبد المجيد تبّون، عن دعوته لقبائل ليبية إلى التدخّل في الصراع الدائر في ليبيا وعن انتهاء شرعية حكومة الوفاق، وقد تبيّن أنّه مضلّل، إذ أنّه أعلن عن أهمية استشارة الشعب الليبي من أجل الانتقال للحل هناك. أمّا في فلسطين، فقد تم الترويج لتصريحٍ زائفٍ لعضو اللجنة المركزية في حركة فتح، عزّام الأحمد، عن أن المؤتمر المشترك بين تنظيمي فتح وحماس هو مبادرة شخصية من القيادي في حركة فتح، جبريل الرجوب. وفي تونس، نُسب تصريح لرئيسة الحزب الدستوري الحر، عبير موسى، عن أنّ كل شخص يصلّي فهو "إخواني إرهابي"، وبعد تحقق "مسبار" تبيّن أنّه زائف. أمّا عالمياً، انتشر في وسائل التواصل الاجتماعي تصريح زائف للرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون، يقول فيه أن دولته ستعمل على تغيير الحدود بين سورية وتركيا، لكن تبيّن أنّه زائف. وأخيراً، تحقق "مسبار" من تغريدةٍ نُسبت للرئيس الأميركي، دونالد ترامب، يقول فيها أنّه سيُغلق الحدود بين ولايتي داكوتا وكاليفورنيا، لكن تبيّن أنّه لا وجود لتلك التغريدة على الحساب الرسمي لترامب في موقع تويتر.

فايروس كورونا

بينما يستمر فايروس كورونا المستجد (كوفيد-19) بالتفشّي بشراسة في عدّة دول مثل الولايات المتّحدة، البرازيل، الهند والمكسيك، تشهد عدّة دول أخرى انخفاضاً في أعداد الإصابات والوفيات، وبدأت برفع القيود المفروضة على السفر والحجر الصحّي، وإلى جانب هذ التحوّلات، استمرّ انتشار الشائعات بخصوص الفايروس. وتجدر الإشارة إلى أنّ "مسبار" رصد انخفاضاً في الأخبار الزائفة المتداولة عن الموضوع، مقارنةً بالأشهر السابقة. على سبيل المثال، تم تداول خبرٍ عن فرض سلطنة عُمان غرامة مالية على من يدّعي أنّ لديه علاجاً لفايروس كورونا، وقد تبيّن أنّه مضلّل لأن عُمان أعلنت عن عقوبة لمن ينشر الأكاذيب والشائعات بشكلٍ عام. وبينما تزداد الجهود العالمية لإيجاد لُقاح لعلاج الفايروس، رصد "مسبار" خبراً عن نجاح تركيا في الوصول إلى علاج ضد كورونا، وتبيّن لاحقاً أنّ صياغة الخبر مبنية على إثارة ومُبالغة، وأن العلاج لا يزال يخضع للدراسة. كما وانتشر خبرٌ انتقائي عن إعلان منظّمة الصحّة العالمية بشكلٍ رسميٍ عن نجاح لقاح جامعة أوكسفورد، لكن في الحقيقة أنّ منظّمة الصحّة العالمية أشادت بالبيانات المتواجدة عن اللقاح لكنّ الحكم عليه لا زال مبكّراً.

متفرّقات

استمراراً لنمط انتشار الأخبار الزائفة المتفرّقة، والتي تُنشر بدون سياقٍ أو حدثٍ معيّنين، تحقق "مسبار" من قصيدةٍ ,واسعة الرواج على وسائل التواصل الاجتماعي، نُسبت لعدد من الأدباء، وقد تبيّن أنّها تعود للشاعر السوري أنور عمران. وتحقق من صورة لدراجة كهربائية ادّعى ناشروها أنّها غزت الأسواق الأوروبية، إلّا أنّ الادّعاء مضلل والصورة الأصلية هي مجرّد إبداء رقمي. وأخيراً، انتشرت بشكلٍ واسعٍ صورةٍ لجبلٍ على شكل فيل، لكن تبيّن أن الصورة زائفة وعبارة عن تصميم فنّي فقط.

اقرأ أيضاً

الأكثر قراءة