` `

تناقضات تشوب تقارير إعلامية شككت حديثًا في الهوية الجنسية لإيمان خليف

فريق تحرير مسبار فريق تحرير مسبار
أخبار
16 نوفمبر 2024
تناقضات تشوب تقارير إعلامية شككت حديثًا في الهوية الجنسية لإيمان خليف
مدرب خليف ذكر لمسبار أنه لا يستطيع فهم سبب استهدافها بكل تلك الكراهية (Getty)

أعلنت اللجنة الأولمبية الدولية أن الملاكمة الجزائرية إيمان خليف، التي فازت بالميدالية الذهبية في أولمبياد باريس، على الرغم من الجدل بشأن أهليتها الجنسية، تلاحق قضائيًا ناشر تقرير إعلامي زعم أنه كشف معلومات طبية سرية تخصها.

وجاء في التقرير، أن الرياضية البالغة من العمر 25 سنة لديها كروموسومات XY، ما يعني أنها ذكر جينيًّا.

وأثار فوز خليف في فئة الوزن المتوسط ​​للسيدات في الألعاب الأولمبية الأخيرة جدلاً واسعًا، بسبب استبعادها من قبل الاتحاد الدولي للملاكمة من نهائي بطولة العالم للملاكمة للسيدات في 2023 بحجة عدم استيفائها معايير الأهلية الجنسية.

ادعاءات مضللة عن سجلات طبية منسوبة لإيمان خليف تؤجج معلومات مضللة على الإنترنت

في 25 أكتوبر 2024، ادعى موقع "لو كورسبوندون" أنه قد حصل على نسخة من السجلات الطبية للملاكمة الجزائرية إيمان خليف، وأن تلك السجلات أظهرت أن الرياضية "ليست امرأة" طبيعية".

وبحسب الموقع، أظهر تقرير طبي أن لدى خليف اضطراب التطور الجنسي (DSD)، وهو المصطلح الطبي لما يُعرف عادةً بالبينية الجنسية.

في أغسطس الفائت، فازت خليف بالميدالية الذهبية الأولمبية في الملاكمة في وزن 66 كغ للسيدات. وألقى الجدل السياسي حول جنسها بظلاله على إنجازها الرياضي، بعد أن تنازعت هيئتان رياضيتان حول أهليتها للمنافسة.

كان الكثيرون يشتبهون بالفعل في أن خليف تعاني من اضطراب التطور الجنسي (DSD)، وهو ما لا يمنعها من المنافسة في الملاكمة النسائية في الألعاب الأولمبية.

في رياضة الملاكمة، تعتمد اللجنة الأولمبية الدولية، الهيئة المنظمة للألعاب الأولمبية، على جواز سفر الرياضي لتحديد جنسه وسنه، وهي قاعدة شُرع في تطبيقها بعد ألعاب ريو 2016.

اكتسب خبر الكشف المزعوم عن التقارير الطبية لإيمان خليف زخمًا بعد أسبوع من نشره، وتحديدًا في الرابع من نوفمبر/تشرين الثاني الجاري، عندما أعاد موقع "ريدوكس" المناهض للتحول الجنسي نشر القصة، مدعيًا أنها أثبتت أن إيمان خليف "ذكر".

انتشر الادعاء بعدها داخل الدوائر اليمينية المتطرفة على الإنترنت، وزعم الإعلامي البريطاني بيرس مورغان أن التقرير أكد أن خليف "ذكر بيولوجي"، ودعا إلى تجريدها من ميداليتها.

تغريدة بيرس مورغن التي طالب فيها بتجريد خليف من ذهبيتها الأولمبية
تغريدة بيرس مورغن التي طالب فيها بتجريد خليف من ذهبيتها الأولمبية

بحث "مسبار" في ادعاءات "لو كوريسبوندون"، ووجد فيها بعض التفاصيل غير الدقيقة.

تقرير غير دقيق حول جنس خليف

قبل المقال المنشور في 25 أكتوبر، نشر موقع "لو كوريسبوندون" تقريرًا مشابهًا يستند إلى نفس المقتطفات من التقرير الطبي المزعوم، في الثامن من سبتمبر/أيلول الفائت. احتوت كلتا النسختين من القصة نفسها على العديد من الأخطاء.

على سبيل المثال، ذكر المقال المنشور في سبتمبر أن الدكتورة روزالينا فالكارسيل من الاتحاد الدولي للملاكمة (IBA)، أكدت "تشخيص" خليف في ميامي، في أغسطس 2024.

لم يعثر مسبار على طبيبة تدعى فالكارسيل تعمل لدى الاتحاد الدولي للملاكمة. بدلاً من ذلك، عثرنا على تسجيل فيديو لمقابلة من 14 أغسطس، مع الطبيبة روزالينا فالكارسيل، طبيبة أطفال من بورتوريكو، تدربت كطبيبة في مستشفى جاكسون ميموريال في ميامي.

في الفيديو، تتحدث الدكتورة فالكارسيل في برنامج بودكاست كمنتسبة لمنظمة الملاكمة العالمية (WBO) التي مقرها بورتوريكو، وهي هيئة ملاكمة مختلفة عن الاتحاد الدولي للملاكمة (IBA).

ولم يكن واضحًا من المحادثة الصفة التي خولت للطبيبة فالكارسيل تقديم تفاصيل طبية عن حالة إيمان خليف، على الرغم من خبرتها كطبيبة منذ أكثر من ثلاثة عقود.

لا صفة واضحة تؤهل طبيبة الأطفال روزالينا فالكارسيل لتقديم تفاصيل بشأن الحالة الطبية لإيمان خليف
لا صفة واضحة تؤهل طبيبة الأطفال روزالينا فالكارسيل لتقديم تفاصيل بشأن الحالة الطبية لإيمان خليف

وذكر المقال المنشور في سبتمبر أيضًا اسمًا آخر من الاتحاد الدولي للملاكمة (IBA)، هو بو علي الكاظم، وزعم أنه حاول منع خليف من المشاركة في الألعاب العربية 2023، التي استضافتها الجزائر في يوليو من العام ذاته.

لم يتمكن مسبار أيضًا من تحديد ما إذا كان أي شخص يحمل اسم الكاظم مرتبطًا بالاتحاد الدولي للملاكمة (IBA) في ذلك الوقت. كما لم تتلق رسائلنا إلى الاتحاد ردًا إلى حين نشر هذا المقال.

لكن منافسات الملاكمة في الألعاب العربية 2023، نُظمت من قبل الاتحاد الجزائري للملاكمة، وشاركت فيها خليف وتوّجت بالميدالية الذهبية في وزن 66 كغ للسيدات.

كما أنه، بحلول ذلك الوقت، كان الاتحاد الدولي للعبة قد حظر بالفعل خليف من المشاركة في منافساته. يجعل ذلك تبين السلطة التي سيتمتع بها ممثل الهيئة لتحديد الرياضيين المؤهلين للمشاركة في الألعاب العربية 2023، مسألة صعبة.

التعديلات غير المسندة، والأسماء المغلوطة، والمزاعم المتعلقة بأجندة معادية للمتحولين جنسيًا تؤجج الجدل

كما ذكر المقال المنشور في سبتمبر، أسماء مؤلفي التقرير الطبي المزعوم: البروفيسوران سمية فداد وديفيد جونغ.

ثم تغير اسما هذين الشخصين في النسخة الجديدة من المقال، وأصبحا سمية فضالة وجاك يونغ. كما حُذفت نسخة سبتمبر من المقال.

تواصل مسبار مع الدكتور جاك يونغ، ورد رئيس قسم الاتصالات في المستشفى الذي يعمل فيه، قائلًا إن "المستشفى لا يقدم أي معلومات يحميها ميثاق السرية بين الطبيب والمريض، ولا يكشف على وجه الخصوص ما إذا كان الفرد يعالج لدى المستشفى".

تلقت الرد نفسه قناة دويتشه فيله الألمانية، التي تمكنت أيضًا من التحدث إلى الدكتور يونغ، الذي أشار في حديثه إلى أن اسمه يُستخدم لنشر معلومات مضللة وأجندة معادية للمتحولين جنسيًا.

كما يظهر تناقض آخر في كتابة اسم رئيس الاتحاد الجزائري للملاكمة. فالاسم "فرحات فزال" أصبح "فرحات فاضل". ولم ترفق أيّ من هذه التصحيحات بأي إشعارات تصحيح أو تحديثات.

وعندما سألنا عن سبب غياب التصحيح، اعتبر مؤلف المقال أن التغييرات كانت طفيفة، ولم تكن تستحق ترك ملاحظة. وأشار إلى مقال آخر، تضمن أربع تصحيحات منفصلة. وأوضح "في هذه الحالة، أثرت التصحيحات على جوهر المقال".

كما تواصل مسبار مع ممثلي إيمان خليف للحصول على تعليق، لكن محاميها في فرنسا نبيل بوري لم يجب على رسائلنا الإلكترونية. أما مدربها محمد شعوة، فصرح لمسبار بأنه لا يستطيع فهم سبب استهدافها بكل ذلك القدر من الكراهية.

وأضاف "إنها مجرد رياضية من خلفية فقيرة". وأرجع المضايقات التي تتعرض لها إلى كونها "جزائرية ومسلمة، على وجه التحديد".

إقرأ/ي أيضًا

الفيديو ليس لاحتفالات في الجزائر عقب فوز إيمان خليف بذهبية الأولمبياد

الفيديو ليس لبكاء الملاكمة الإيطالية أنجلينا كاريني بعد خسارتها أمام الملاكمة إيمان خليف

الأكثر قراءة