ألقت الشرطة الكندية القبض على شاب بتهمة الكذب، بشأن انضمامه إلى تنظيم الدولة (داعش) في سورية. وأعلنت الشرطة، بتاريخ 25 سبتمبر/أيلول الجاري، عن توجيه اتهامات لشهروز تشودري، 25 عاماً، الذي يعمل تحت اسم أبو حذيفة الكندي. ووجهت إليه تهمة بموجب قوانين مكافحة الإرهاب في البلاد، والتي تصل عقوبتها القصوى إلى خمس سنوات.
في عام 2016، قال تشودري على مواقع التواصل الاجتماعي، إنه سافر إلى سورية للانضمام إلى تنظيم داعش، وأنه كان عضواً في هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وادّعى أنه أجرى عمليتي إعدام على الأقل نيابةً عن المجموعة.
استخدم تشودري لقب أبو حذيفة، في صفحته على موقع فيسبوك، ووصف نفسه بـ"المجاهد"، كما استخدم صورة له وهو يُجري مقابلة مع محطة سي بي سي التلفزيونية، بوصفه عضواً سابقاً في تنظيم الدولة.
وكان قد تحدث تشودري لبرنامج بودكاست بعنوان "الخليفة"، لصحيفة نيويورك تايمز، عن زعمه المشاركة في إعدام تاجر مخدرات، وقال: "كان دمه ساخناً وانتشر في كل مكان"، وأن هذا الشخص قبل إعدامه "كان يبكي ويصرخ". وزعم أنه طعنَ تاجر المخدرات المفترض عدة طعنات بخنجره قبل أن يطعنه في القلب.
لكن قصته لم تكن متسقة. إذ أجرى تلفزيون غلوبال نيوز لقاءات معه أيضاً، وأكد أنه لم يقتل أي شخص على الإطلاق. وكشف غلوبال أن تشودري كتب على موقع انستغرام، أنه أمضى مع داعش أقل من سنة بقليل، بينما أبلغ غلوبال أنه أمضى أقل من ستة أشهر.
كما تتعارض روايته عن انضمامه إلى داعش، في يناير/كانون الثاني عام 2014، مع نصه الأكاديمي، الذي حصل عليه تلفزيون غلوبال. والذي يشير إلى أنه كان طالباً في قسم العلوم البيئية، في جامعة لاهور، في باكستان طوال عام 2014. وأنه التحق بالجامعة ابتداء من عام 2013، وبعد عودته إلى مدينة أونتريو في كندا عام 2016، بدأ بنشر مزاعم ذهابه إلى سورية خلال فترة غيابه.
وأثيرت شكوك حول دقة مزاعمه، وأفادت العديد من المنافذ الإعلامية بوجود تناقضات في إعادة سرد الأحداث اللاحقة لتشودري. لكن القضية استغلتها المعارضة المحافظة للهجوم على الحكومة الكندية، متسائلة عن سبب عدم اعتقال تشودري وتركه يتحرك بحرية. وقال النائب المحافظ جيمس بيزان خلال جلسة في البرلمان الكندي "متى سيتوقف رئيس الوزراء عن السماح لهؤلاء الإرهابيين المتعطشين للدماء بالسير في شوارعنا وإلقاءهم في السجن بدلاً من ذلك؟".
وقالت شرطة الخيالة الملكية الكندنية في بيان: "إن منشورات ومقابلات تشودري، إضافة إلى ظهوره في برامج تلفزيونية لتكرار مزاعمه، أثارت القلق بين الكنديين حول السلامة العامة، ويوحي للمواطنين بأن هناك تهديداً محتملاً"، رغم أن الشرطة توصلت إلى عدم وجود تهديد حقيقي.
ونتيجة لذلك، وُجهت إليه تهمة فبركة عمل إرهابي، على الرغم أنه نادراً ما يتم استخدام قانون خدعة الإرهاب في البلاد. ويستند القانون إلى أن مثل هذه البلاغات تنشر المخاوف بين الناس وتستهلك موارد الشرطة.
خبير الإرهاب أمارناث أماراسينجام، استغرب من تعامل الشرطة مع الأمر، لأنه تحدث سابقاً مع تشودري عام 2017. وقال:"بناء على انخراطي معه، لا شيء يشير إلى أنه قد اختلق كامل القصة"، وأن شرطة الخيالة الملكية ستواجه وقتاً عصيباً في عرض قضيتها في المحاكم، وسيتعين عليهم إثبات أن تشودري قد زرع المخاوف في الآخرين، وأن كانت المعلومات خاطئة. ويمكن أن يجد تشودري نفسه في موقف حرج، ويعترف بأنه لم يكن يمارس الخداع وأنه كان بالفعل عضواً سابقاُ في داعش.
مؤسسة ميمري، نشرت تقريراً سابقاً، يتحدث عن عناصر تؤيد تنظيم داعش على موقع انستغرام، وكان يتضمن بعض الأشياء عن تشودري. وكتبت ميمري، أن تشودري نشط أيضاً على موقع فيسبوك، وكان ينشر أحياناً مواداً مناهضة لبشار الأسد على صفحته، إلى جانب مواد مناهضة لـ"إسرائيل". وأن نشاطه على "فيسبوك" يكشف أيضاً عن حماسه للقتال والأسلحة".
المصادر:
اقرأ/ي أيضاً
فيسبوك يُغلق 150 حساباً صينياً مزيفاً