` `

جولة على الأخبار الزائفة التي انتشرت تزامناً مع أبرز أحداث عام 2020

فريق تحرير مسبار فريق تحرير مسبار
سياسة
24 ديسمبر 2020
جولة على الأخبار الزائفة التي انتشرت تزامناً مع أبرز أحداث عام 2020

شهد عام 2020 العديد من الأحداث الكبرى التي انتشرت حولها الأخبار الزائفة والمضللة، عمل "مسبار" على مكافحة هذه الشائعات وكشف حقيقتها، فنشر ما يزيد عن 2400 مقال فحص حقائق، توزّعت على التصنيفات التالية: مضلل، زائف، صحيح، خرافة، انتقائي، مشكوك فيه، إثارة، ساخر.

جائحة كورونا .. من ووهان حتى الإعلان عن اللقاح

خلال 2020، كانت جائحة فايروس كورونا المستجد الحديث الأبرز على مدار العام، وأحد أكثر القضايا التي انتشرت حولها الفبركات والقصص المختلقة.

عن أسباب الوباء، كثرت الأقاويل، منها الادعاء القائل بأن وزير الصحة الفرنسي الأسبق البروفيسور فيليب دوست بلازي، قال إن فايروس كورونا المستجد سلاحٌ بيولوجيٌ ينتشر عبر الهواء وليس بالتلامس. كذلك انتشار مقطع فيديو لباحث فرنسي في علم البيولوجيا، يكشف فيه تورُّط معهد باستر الفرنسي للأبحاث، في اختراع فايروس كورونا المستجد واللقاح المضاد له منذ عام. وفي السياق ذاته انتشر ادعاء أنّ الوباء المتفشي  ليس له علاقة بفايروس كورونا المستجد بل هو غاز السارين، وقد انتشر عن طريق الخطأ في مختبرٍ أميركيّ بأفغانستان، وأن هذا الخطأ صحّحته أميركا بأنْ أجبرت الصين على اختراع كذبة "كورونا".

ادعاء آخر أفاد بأن منظمة الصحّة العالمية خدعت العالم بخصوص فايروس كورونا المستجد (كوفيد-19)، وأنه عبارة عن بكتيريا تتسبب بجلطات دم تؤدي لوفاة المصابين، وليس فايروس. وأن فايروس كورونا حاصل على براءة اختراع أميركية منذ عام 2015 باسم معهد بحوث للأمراض والأدوية "بيربرايت".

ومن المعلومات المغلوطة التي انتشرت خلال انتشار الوباء، أن الأوبئة تنتشر في العام العشرين كل مئة سنة، وأن فايروس  كورونا غير مُعدٍ  إلا عند ظهور أعراض، وتصريح نُسب إلى منظمة الصحة العالمية بأن استخدام الكحول في التعقيم لا يقتل الفايروس وآخر بأن فايروس كورونا المستجد بدأ يفقد قوّته وأصبح أقل فتكاً.

أما خلال رحلة البحث عن اللقاح،  تفشّت  الكثير من الأنباء الكاذبة عن إيجاد لقاحٍ  أو علاجٍ  للوباء في هذه الدولة أو تلك، وكانت الدول العربية في مقدمتها، منها أن وزيرة الصحة المصرية أعلنت مرة عن علاج جديد لفايروس كورونا مستَلخصٍ من البلح الزغلول وأنها سافرت إلى إيطاليا لمساندتها بعلاج مصري يُوقف وباء كورونا (كوفيد-19).

ومن أشهر الأخبار والتصريحات الزائفة التي نسبت إلى المسؤولين، كان تصريح رئيس الوزراء الإيطالي جوزيبي كونتي، قال فيه "لقد انتهت جميع الحلول على وجه الأرض، الحل متروك للسماء"، وتصريح زائف آخر نُسب إلى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أنه قال "على الأغنياء الذين استفادوا زمن السلم من خيرات البلد، دفع تكاليف وباء كوفيد-19 مع الدولة وبدون مساومة". كما لم يُطلق بوتين 800 أسد ونمر في روسيا لمنع المواطنين من مغادرة منازلهم والالتزام بحظر التجوال، ولم تجبر فرنسا مرضى من أصحاب الجنسيّة المزدوجة مغادرة مستشفياتها لتتمكّن من معالجة أبناء البلد الأصليّ خلال أزمة تفشي فايروس كورونا المستجد. ولم يعلن أردوغان عن إنتاج تركيا لكمامة ذكية تقـتل فايروس كورونا في أقل من دقيقة.

كما نُسب عدد من التصريحات الزائفة لمؤسس شركة مايكروسوفت بيل غيتس، منها "إن تقليل عدد السكان سيكون عبر التطعيمات الإجبارية"، وخبر زائف عن رفضه  تطعيم أطفاله باللقاح وإشاعات أخرى عديدة حول علاقته بظهور فايروس كورونا المستجد.

 

وانتشرت الأخبار المفبركة والمزيفة حول إصابة عدد من الشخصيات السياسية والفنية والرياضية بالفايروس، منها إصابة البابا فرانسيس  وأمير قطر تميم بن حمد بن خليفة آل ثاني وولي عهد الإمارات محمد بن زايد والعاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز والداعية عبلة الكحلاوي والداعية عمر عبدالكافي  والممثلة الكويتية انتصار الشراح والفنان عادل إمام.

وعند الإعلان عن التوصل إلى لقاح للفايروس، شاعت الكثير من الأخبار الزائفة، منها أن مؤسس الشركة الألمانية التي طورت لقاح فايروس كورونا المستجد، أوغر شاهين، ليس تركي الأصل بل سوري عربي وأنّ  لقاح فايزر يحوّل البشر إلى تماسيح وينبت لحية للنساء كما قال الرئيس البرازيلي، وأن صوراً تظهر أربعة متطوعين أصيبوا بشلل نصفي في الوجه بعد تلقيهم لقاح فايزر.

الانتخابات الأميركية

 رافقت المنافسة بين جو بايدن ودونالد ترامب الكثير من الأخبار الكاذبة، بدأت من الترشح والمناظرات بين المتنافسين مروراً بيوم الاقتراع وحتى صدور النتائج.  

خلال مناظرته الأولى مع ترامب لم يرتدِ بايدن ميكروفوناً وسماعات سرية، ليتلقى المعلومات، ولم يقل ترامب أنه سيغادر أميركا حال خسارته الانتخابات، ولم يتظاهر أنصار بايدن، أمام البيت الأبيض رداً على تصريحات وتهديدات ترامب عقب النتائج الأولية للانتخابات بفوز بايدن. وانتشرت صورة لصناديق بريد ملقاة في الشارع تحوي بطاقات اقتراع لصالح ترامب تبين لاحقاً أنها قديمة، وادعاءٌ زائف عن أنبطاقات اقتراع لصالح ترامب حرقت، وآخرٌ عن تلقيه رقية شرعية من وسطاء روحانيين للحصول على دعم في الانتخابات الأميركية الرئاسية.

كما لم يتظاهر مؤيدو ترامب؛ لرفض نتائج الانتخابات الأميركية التي أعلنت فوز المرشح الديمقراطي. وبايدن ليس من أصول إيرانية كردية بل من أصول أيرلندية، ولم يصرح عقب فوزه بالانتخابات أن العراق يجب أن يعود إلى سكانه الأصليين، اليهود والمسيحيين، وأنهم وحدهم القادرين على قيادته. وطاولت الأكاذيب زوجات وبنات مرشحي الانتخابات الأميركية، إذ لم تنفصل إيفانكا عن كوشنر ولا ميلانيا عن ترامب عقب فوز بايدن بالانتخابات. فيما أصدر موقع يميني متطرف يُدعى ناشيونال فايل، نسخة مزعومة من يوميات آشلي بايدن، تدعي أنَّ بايدن تحرش بها.

كارثة مرفأ بيروت.. انفجار تبعه سيل من الأخبار الكاذبة

مع ساعات ظهر يوم الثلاثاء 4 أغسطس/آب 2020، شهد مرفأ بيروت انفجاراً ضخماً، تبعه على مواقع التواصل الاجتماعي سيل من الأخبار الكاذبة والمضللة، منها أن طائرة مسيّرة رمت قنبلة فوق مرفأ بيروت، وانتشر مقطع فيديو على مواقع التواصل الاجتماعي، ادعى ناشروه أنه تصوير حراري يوثق عملية سقوط صاروخ موجه تسبب في انفجار المرفأ، ونشر آخرون صورة لأجسام تتطاير قالوا إنّها لفريق الإطفاء الذي اندفع في السماء عندما حدث الانفجار، أثناء إخماده الحريق، وهو ما وجده "مسبار" زائفاً.

وراج بشكل كبير ادعاء زائف حول سقوط أمطار سامة على لبنان؛ نتيجة للانفجار، وآخر عن إضاءة الأهرامات بالعلم اللبناني في مصر، وأن علم لبنان رفع في مدينة بنغازي الليبية.

صراعات خلال 2020

 الصراع الأذربيجاني الأرميني

رافق الصراع بين أرمينيا وأذربيجان العديد من الأخبار الزائفة والمضللة، إذ لم تشارك زوجة رئيس وزراء أرمينيا في الحرب ضد أذربيجان. ولم تنفجر عبوة ناسفة بسيارة تقل مسلحين سوريين تدعمهم تركيا خلال قتالهم في أذربيجان.

الصراع بين دولة المغرب وجبهة البوليساريو

أما فيما يتعلق بصراع المغرب والبوليساريو، لم تعترف المغرب رسمياً بـ "الجمهورية العربية الصحراوية الديمقراطية"، دولة مستقلّة كما ادعى بعض المستخدمين، وفند "مسبار" صوراً ادعت زيفاً أنها لخمسين قتيلاً من جبهة البوليساريو، استهدفتهم القوات المسلحة المغربية في الصحراء الغربية، أما مقطع الفيديو الذي يظهر معدات عسكرية للجيش المغربي من دبابات ومدرعات في منطقة الكركرات، تبين أنه مضلل. ولا أنباء عن وجود قاعدة عسكرية أميركية في الصحراء الغربية، كما لم  يعترف بايدن بسيادة المغرب على الصحراء، ولم تعلن الجزائر  فتح سفارة لها في تندوف.

الأزمة المصرية التركية حول ليبيا

من الأحداث البارزة خلال عام 2020، الخلاف بين مصر وتركيا حول ليبيا، ورافق هذا الخلاف أخبار زائفة عديدة على صورة  تصريحات متبادلة من الطرفين و مقاطع فيديو وصور ملفقة، إذ لم يُصرح الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، مخاطباً الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي "اذهب لمحاربة إثيوبيا، ولو هي بعيدة عليك سأنقل جنودك على نفقة تركيا، واترك ليبيا لأهلها".

ولم يقبض الجيش الليبي على أربعين جنديًّا تركيًّا، بعد الكشف عن تحرّكاتهم من الجو، ولم يُقتل كذلك 34 ضابطاً وجنديًا تركيًا في ليبيا. كما لم يشترط حفتر نقل إدارة مصرف ليبيا المركزي وكافة الأرصدة والعوائد النفطية إلى مصر تحت إشراف الأمم المتحدة، لإعادة فتح حقول النفط. ولم يهدد أردوغان  الشعب والجيش المصري بالهلاك إذا خرجوا لمواجهة الأتراك، ولم يتفق ترامب وبوتين على طرد أردوغان من ليبيا.

تصريحات ماكرون عن الإسلام والأزمة التي سببتها في العالم العربي والإسلامي

خلّفت تصريحات الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، عقب نشر الرسوم الكاريكاتورية المسيئة للنبي محمد، أزمة بين فرنسا وبعض دول العالم العربي والإسلامي. انتشرت في سياقها الأخبار الزائفة والمضللة على مواقع التواصل الاجتماعي، ورصد "مسبار" عشرات الأخبار التي تراوحت بين أخبار مضللة وزائفة ومقاطع فيديو وصور مفبركة. فالرئيس التركي رجب طيب أردوغان  لم يذهب إلى باريس في زيارة غير معلنة ليوبخ إيمانويل ماكرون على تصريحاته عن الإسلام، ولم يحظر الرئيس الموريتاني اللغة الفرنسية في الإذاعة والتلفزيون، كما لم يطلب الرئيس الأميركي المنتخب بايدن من ماكرون الاعتذار من المسلمين في دفاعه عن الإسلام، ولم تصرح بريجيت ماكرون أن الحجاب يخيف الأطفال، ولم يتظاهر أهالي مدينة القدس لنُصرة النبي عقب تصريحات ماكرون.

مقتل جورج فلويد وإعلان أردوغان تحويل آيا صوفيا إلى مسجد

ترك مقتل الأميركي جورج فلويد أثراً كبيراً على الشارع الأميركي، فعمّت الاحتجاجات على مقتله عددًا من الولايات الأميركية، وتزامن مع الحدث انتشار مجموعة من الأخبار الكاذبة. إذ لم يتضامن أهل غزة مع فلويد الذي قُتل خنقاً تحت ركبة شرطي أبيض، برسمه على جدار مكاتب الأمم المتحدة.

وتتالت الأخبار الكاذبة عقب قرار القضاء التركي بعودة آيا صوفيا مسجداً من جديد وفتحه أمام المصلين بعد عقود من تحويله إلى متحف ثقافي، فلم يرتل أردوغان القرآن في آيا صوفيا بعد هذا القرار، كما لم  تقرر فرنسا  إغلاق المدارس الإسلامية رداً على قضية آيا صوفيا، ولم يُصرح أردوغان أنه سيحرّر الأقصى بعد الصلاة في آيا صوفيا.

الأحداث الرياضية ومشاهيرها كانوا هدفاً  للأخبار الكاذبة

لم تسلم الرياضة ومشاهيرها من الأخبار الكاذبة، إذ انتشر ادعاءٌ زائفٌ بأن اللاعب المصري محمد صلاح أهدى قميصه الخاص بنادي ليفربول وحذاءً موقّعاً منه إلى خميس الجاسر، الطفل السوري المصاب في قدمه جراء الحرب في سورية. وادعاءٌ زائف آخر أن لاعب كرة القدم الأرجنتيني الراحل دييغو مارادونا، صرّح "لو كان إصبعي عربياً لقطعته. ولم ينشئ نادي بايرن مسجداً في ملعبه بطلب من ريبيري، كما أنّ اللاعب المصري السابق محمد أبو تريكة ليس فلسطيني الجنسية في الأصل ومن مدينة غزة. كما لم يقل رئيس شبكة قنوات بي إن سبورت ورئيس نادي باريس سان جيرمان الفرنسي، ناصر الخليفي إنه سيفتح قنوات بي إن مجاناً في حال فوز باريس سان جرمان بكأس أبطال أوروبا.

أحداث منوعة بين فلكية وفنية وطبيعية وعلمية طاولتها الأخبار الكاذبة

طاولت الأخبار الزائفة العديد من المجالات بعيداً عن فايروس كورونا والأحداث السياسية، ففي الفن، لم تعلن الفنانة عبلة كامل اعتزالها، ولم ينم الفنان أرنولد شوارزينغر أمام فندق بعد أن طُرد منه، ولم تقدم شركة نتفليكس اشتراكاً مجانياً لمدة عام بسبب جائحة فايروس كورونا المستجد، ولم تعتدِ تحية كاريوكا بالحذاء على سوزان هيوارد خلال مهرجان كان السينمائي عام 1956 بسبب انحياز الأخيرة لإسرائيل وإساءتها للعرب. ووجد "مسبار" أن الفيديو الذي تضمن رسم اسم محمد رمضان على شاطئ غزة قديم، وليس عقب الانتقادات الحادة التي وُجّهت له نتيجة التقاط صور له مع مغني إسرائيلي.

وفي الأحداث الفلكية، لم تعلن ناسا عن ثلاثة أيام من الظلام في شهر ديسمبر 2020، ولم تصرح أيضاً بأن قمراً صناعياً وزنه 478 كلغ سيسقط على الأرض، كما لم تقل أن الشمس اقتربت من أن تشرق من الغرب.

وانتشرت أخبار زائفة وإشاعات أيضاً حول فيضانات السودان والجزائر وحرائق الغابات في سورية. فنّد "مسبار" الكثير من الصور المفبركة أو القديمة والتي تم تداولها على أنها من فيضانات السودان والجزائر الأخيرة، منها كان صورة للإعصار هارفي عام 2017. ومنها تحقيق بيّن أن مقطع فيديو يظهر تمساحاً يهاجم المارة، لاعلاقة له بفيضان السودان. كما انتشرت العديد من الصور المضللة على أنها من حرائق الغابات في سورية.

كانت هذه جولة سريعة شملت موجزاً لعدد من الأحداث التي رافقها انتشار أخبار كاذبة ومضللة في الفضاء الرقمي العربي خلال عام 2020، وتحقق منها موقع مسبار المختص بفحص الحقيقة وكشف الكذب.

الأكثر قراءة